ماهو رد المسيحيين علي تحريف الانجيل؟ التحريف بالزيادة .. التحريف بالنقص
ما هو التحريف ؟
التحريف كما أصطلح علماء المسلمين هو تحريف الكلام بمعنى تفسيره على غير معناه بدون دليل وإعطاؤه معنى يخالف معناه الحقيقي . ويعني اصل التحريف في اللغة تبديل المعنى(61). والتحريف اصطلاحاً له معانٍ كثيرة منها : التحريف الترتيبي : أي نقل الآية من مكانها إلى مكان آخر . ومنها تحريف المعنى وتبديله إلى ما يخالف ظاهر لفظه ، وهذا يشمل التفسير بالرأي ، وكل من فسر الكلام بخلاف حقيقته وحمله على غير معناه فهو تحريف . ومنها تحريف اللفظ : وهو يشمل الزيادة أو النقص ، والتغيير والتبديل .أولاً : التحريف بالزيادة :
بمعنى أنّ بعض الكتاب ليس من كلام الكتاب الأصلي .1- الزيادة في الآية بحرف أو اكثر .
2- الزيادة في الآية بكلمة أو أكثر .
3- الزيادة في جزء من الكتاب .
4- الزيادة في مجموع الكتاب .
ثانيأً : التحريف بالنقص :
بمعنى أنّ بعض الكتاب لا يشتمل على جميع ما كتبه الأنبياء بالروح ، بأنْ يكون قد ضاع بعضه إمّا عمداً ، أو نسياناً ، وقد يكون هذا البعض حرفاً أو كلمةً أو آية أو جزءاً من الكتاب .1- النقص في الآية بحرف أو اكثر .
2- النقص في الآية بكلمة أو اكثر .
3- النقص في جزء واحد .
4- النقص في مجموع الكتاب .
أي التحريف في تبديل كلمة بدل أخرى ، التحريف في تبديل حرف بآخر ، التحريف في تبديل حركة بأخرى .
هذا معنى التحريف وأقسامه كما عرفها وبينها علماء المسلمين .
والسؤال هو : هل ينطبق معنى التحريف هذا على أسفار الكتاب المقدس ؟ وأن كان البعض يتصور ويزعم حدوث ذلك فهل يستطيع الإجابة على الأسئلة التالية ؟(1) متى حُرف الكتاب المقدس ؟ وفي إي عصر تم التحريف ؟
(2) هل تم التحريف قبل القرن السادس الميلادي أم بعده ؟
(3) من الذي حرف الكتاب المقدس ؟
(4) أين حُرف الكتاب المقدس ؟ وفي أي بلد من بلاد العالم ؟
(5) لماذا حُرف الكتاب المقدس ؟ وما هو الهدف من ذلك ؟
(6) هل يستطيع أحد أن يقدم دليلاً تاريخياً على هذا الزعم ؟
(7) أين نسخة الكتاب المقدس الغير محرفة ؟ وما هي النصوص التي حُرفت ؟ وكيف تستطيع أن تميز بين ما حرف وما لم يحرف ؟
(8) كيف تم التحريف ؟ وهل كان في إمكان أحد أن يجمع جميع نسخ العهد القديم والتي كانت موجودة مع اليهود والمسيحيين ، و جميع أسفار العهد الجديد التي كانت منتشرة في عشرات الدول ومئات المدن وألوف القرى ، سواء التي كانت مع الأفراد أو التي كانت في الكنائس ، ثم يقوم بتحريفها وإعادتها إلى من أُخذت منهم؟
ولم يقل أحد قط من المسيحيين سواء من المستقيمين في العقيدة أو الهراطقة بتحريف الكتاب المقدس عبر تاريخ الكتاب المقدس والمسيحية . وبرغم ظهور الفرق المسيحية المختلفة ، سواء في القرون الأولى أو في العصور الحديثة ، وظهور البدع والهرطقات عبر تاريخ المسيحية ، واختلافها وتباينها في الفكر والعقيدة حول شخص وطبيعة الرب يسوع المسيح ، فلم تقل فرقة واحدة أو مجموعة من المجموعات بتحريف الكتاب المقدس .
وقد كان كل من رجال الكنيسة والهراطقة علماء في الكتاب المقدس ، وقد درسوا كل كلمة فيه وحفظوها عن ظهر قلب وكان لدى كل منهم نسخته الخاصة من الكتاب المقدس . وقد عُقدت المجامع المكانية والمسكونية ودارت فيها مناقشات حامية حول مفهوم كل منهم لآيات نفس الكتاب المقدس الواحد ، فقد اختلفوا حول تفسير بعض آياته ومفهوم كل منهم لها ، وجعل بعضهم آياته تخدم أفكاره الخاصة ، ولكنهم جميعاً آمنوا بوحي واحد لكتاب مقدس واحد معصوم من الخطأ والزلل .
كما لم يقل أحد من اليهود بتحريف الكتاب المقدس ، وكان قد أنضم إلى المسيحية المئات من كهنة اليهود في السنوات الأولى للبشارة بالإنجيل ، يقول الكتاب وكانت كلمة الله تنمو وعدد التلاميذ يتكاثر جدا في أورشليم وجمهور كثير من الكهنة يطيعون الإيمان (أع7:6) . كما دارت مناقشات حامية بين اليهود والمسيحيين حول ما جاء عن المسيح من نبوات في العهد القديم آمن بسببها الآلاف منهم وصاروا مسيحيين (أع2:17-4) .
ومن اشهر المناقشات في القرن الثاني الحوار الذي دار بين يوستينوس الشهيد وتريفو اليهودي ، واعتمد كلاهما على آيات نفس الكتاب المقدس الواحد ، العهد القديم ، ولم يتهم أحدهما الآخر بتحريف الكتاب المقدس إنما اختلفا في التفسير والتطبيق . وبرغم ظهور آلاف الترجمات للكتاب المقدس فقد تُرجمت جميعها من النص الأصلي ، العبري والآرامي الذي كتب به العهد القديم ، واليوناني الذي كتب به العهد الجديد ، ولدينا له مخطوطات ترجع لأيام الرب يسوع المسيح وأيام رسله الأطهار .