لماذا لعن الله الحية في الكتاب المقدس وماذنبها ان كان الشيطان استخدمها؟
السؤاللماذا لعن الرب الحية وما ذنبها ان كان الشيطان قام بهذا الفعل كما يقول كثير من المفسرين؟الرد
في البداية ان الكلام مقصود به الشيطان الذي تلبس في حية والذي تكلم بلغة البشر هو الشيطان المتلبس في الحيةوبخاصة ان الكلمة العبري نخاش او الثعبان بالمذكر والشيطان هو الذي تلبس في الحية. فالكلام عنه. والعدد يقول
سفر التكوين 3: 1
وكانت الحية احيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الاله فقالت للمراة: احقا قال الله لا تاكلا من كل شجر الجنة؟
ولكن كلمة كانت هي היה هاياه وتعني أصبحت (وأيضا التصريف بالمفرد المذكر)
ولهذا تقريبا اغلب التراجم كتبت Now the serpent was والان اصبحت الحية. وهذا يعني ان هذه الحية تحديدا أصبح لها شيء مميز جدا في هذا الوقت. ومن هذا نفهم ان هذه الحية قد تلبسها الشيطان والان اصبحت هذه الحية تحديدا احيل من جميع حيوانات البرية بسبب الشيطان الذي تلبس بها.
فالكلام ليس عن كل الحيات انها احيل ولكن الكلام عن هذه الحية بذاتها التي بها الشيطان فهي ليست في ذاتها احيل ولكن لان بها الشيطان فهي احيل جميع حيوانات البرية بعد ان دخل بها الشيطان ولهذا ذكرها بالمفرد
وهو يقصد ان يقول ان هذه الحية اصبحت احيل من بقية الحيوانات وهذا يوضح ان شيء حدث لهذه الحية جعلها هكذا.
والسبب ان الشيطان الذي بها هو احيل من كل الكائنات الحية وبدا يستغلها بعد دخوله فيها ليخدع الانسان
ايضا التعبير التالي " التي عملها الرب الاله " وفي العبري التصريف مذكر الذي عمله الرب الاله وهو ايضا على الشيطان المليء بالحكمة والذي قيل عنه
سفر حزقيال 28
28 :12 يا ابن ادم ارفع مرثاة على ملك صور وقل له هكذا قال السيد الرب انت خاتم الكمال ملان حكمة وكامل الجمال
28 :13 كنت في عدن جنة الله كل حجر كريم ستارتك عقيق احمر وياقوت اصفر وعقيق ابيض وزبرجد وجزع ويشب وياقوت ازرق وبهرمان وزمرد وذهب انشاوا فيك صنعة صيغة الفصوص وترصيعها يوم خلقت
28 :14 انت الكروب المنبسط المظلل و اقمتك على جبل الله المقدس كنت بين حجارة النار تمشيت
28 :15 انت كامل في طرقك من يوم خلقت حتى وجد فيك اثم
إذا ايضا التعبير احيل هو عن الشيطان المتلبس في داخل هذه الحية وليس الحية الحيوان
والتعبير التالي المهم الذي يساء فهمه وهو "فقالت للمراة" وهو كما عرفنا لغويا في الجزء السابق ان التصريف مذكر فقال وليس فقالت (هو فقط تصريف غير دقيق في العربي ليناسب الترجمة)
فالمتكلم هنا هو الشيطان الذي قال لحواء ولهذا الشيطان يعرف لغة البشر ويستطيع ان يكلم البشر بلغتهم وهو يستطيع ان ينطق مثل البشر
لهذا الحية لا تحتاج ان يكون بها اعضاء تكلم وتنطق فهي حيوان مثل بقية الحيوانات اما المتكلم هو الشيطان المتلبس في داخل الحية وهو الذي يتكلم بلغة البشر وهو الذي كلامه ملان خداع وبمنقط خبيث.
لهذا اشكالية المشككين المتسائلين كيف تتكلم حية المتكلم ليس الحية بل الشيطان
شرح الكتاب المقدس
الاصحاح يتكلم عن خدعة الشيطان لآدم وحواء فهنا قالت الحية المقصود بها الشيطان لذلك أطلق على الشيطان الحية
سفر إشعياء 27: 1
فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يُعَاقِبُ الرَّبُّ بِسَيْفِهِ الْقَاسِي الْعَظِيمِ الشَّدِيدِ لَوِيَاثَانَ، الْحَيَّةَ الْهَارِبَةَ. لَوِيَاثَانَ الْحَيَّةَ الْمُتَحَوِّيَةَ، وَيَقْتُلُ التِّنِّينَ الَّذِي فِي الْبَحْرِ.
سفر أيوب 26: 13
بِنَفْخَتِهِ السَّمَاوَاتُ مُسْفِرَةٌ وَيَدَاهُ أَبْدَأَتَا الْحَيَّةَ الْهَارِبَةَ.
هذا يؤكد ان المقصود هو الشيطان
سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 12: 9
فَطُرِحَ التِّنِّينُ الْعَظِيمُ، الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ، الَّذِي يُضِلُّ الْعَالَمَ كُلَّهُ، طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ.
فالحية القديمة المقصود بها هو الشيطان نفسه الذي تلبس في حية
سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 20: 2
فَقَبَضَ عَلَى التِّنِّينِ، الْحَيَّةِ الْقَدِيمَةِ، الَّذِي هُوَ إِبْلِيسُ وَالشَّيْطَانُ، وَقَيَّدَهُ أَلْفَ سَنَةٍ،
وبالطبع الحية لا تتكلم ولكن الشيطان هو الذي يتكلم فالعدد يذكر اسم الحية
واتي الى اللعنة
أيضا مقصود بها لعن الشيطان وعقاب الحية الشيطان
سفر إشعياء 65: 25
الذِّئْبُ وَالْحَمَلُ يَرْعَيَانِ مَعًا، وَالأَسَدُ يَأْكُلُ التِّبْنَ كَالْبَقَرِ. أَمَّا الْحَيَّةُ فَالتُّرَابُ طَعَامُهَا. لاَ يُؤْذُونَ وَلاَ يُهْلِكُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي، قَالَ الرَّبُّ.
يقصد بعقاب الشيطان الذي يكون ذليل فيستخدم تعبير مجازي بانه يأكل تراب لحقارته وهذا التعبير المجازي استخدم كثيرا
سفر أيوب 16: 15
خِطْتُ مِسْحًا عَلَى جِلْدِي، وَدَسَسْتُ فِي التُّرَابِ قَرْنِي.
سفر المزامير 72: 9
أَمَامَهُ تَجْثُو أَهْلُ الْبَرِّيَّةِ، وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ.
سفر مراثي إرميا 3: 29
يَجْعَلُ فِي التُّرَابِ فَمَهُ لَعَلَّهُ يُوجَدُ رَجَاءٌ.
فهو يتكلم عن عقاب الشيطان وذل الشيطان ويشبه من يفقد كرامته بانه يأكل تراب او يلحس تراب فهو معني رمزي فهو رمزيا مقصود به الشيطان ولكن أيضا الثعبان كحيوان يلتقم التراب للشم
لذلك كانت النبوة متعلقة بسحق الشيطان برمز الحية
سفر التكوين 3
3: 14 فقال الرب الاله للحية لانك فعلت هذا ملعونة انت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية على بطنك تسعين وترابا تأكلين كل ايام حياتك
3: 15 واضع عداوة بينك وبين المراة وبين نسلك ونسلها هو يسحق راسك وانت تسحقين عقبه
ونلاحظ انه يتكلم عن الحية بان الرب يسوع المسيح سيسحق راس الشيطان
رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 16: 20
وَإِلهُ السَّلاَمِ سَيَسْحَقُ الشَّيْطَانَ تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ سَرِيعًا. نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَكُمْ. آمِينَ.
رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 2: 14
فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ،
فالشيطان يستطيع ان يتحور
رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 11: 14
وَلاَ عَجَبَ. لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ!
ولكن رغم ان أدركنا ان الكلام عن الشيطان الا اننا نركز عن الكائن الحي الذي هو الثعبان نفسه وموقفه في هذه الحادثة
شرحت في ملف
هل الحية تأكل تراب؟ تكوين 3: 14
علميا موضوع اكل التراب فهو يشم من خلال التقام ذرات التراب باستمرار
فلحس التراب هو أيضا هذا بالإضافة الى معناه المجازي عن ذل الشيطان أيضا بمعنى لفظي حقيقي عن الثعبان الذي يلتقم التراب
سفر ميخا 7: 17
يَلْحَسُونَ التُّرَابَ كَالْحَيَّةِ، كَزَوَاحِفِ الأَرْضِ. يَخْرُجُونَ بِالرِّعْدَةِ مِنْ حُصُونِهِمْ، يَأْتُونَ بِالرُّعْبِ إِلَى الرَّبِّ إِلهِنَا وَيَخَافُونَ مِنْكَ.
وموضوع الزحف
سفر التكوين 3
3 :14 فقال الرب الاله للحية لأنك فعلت هذا ملعونة انت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية على بطنك تسعين وترابا تأكلين كل ايام حياتك
وأرجل ضامرة وهذا نتيجة اللعنة التي إصابة الثعبان.
وما ذنب الثعبان في هذا؟
اوضح ملاحظة ان الثعابين هم 3000 جنس ثعابين مختلفين موجودين في 458 جنيرا او طراز متجمعين في 20 عائلة مختلفة (تقسيم اخر 18 عائلة). فالكلام قد يكون ليس عن كل عائلات الثعابين بكل طرزها واجناسها بل قد يكون جنس او طراز او عائلة واحدة فقط من كل هذا العدد. فلا اعرف بدقة ولكن قد لا يكون أن كل طرز الثعابين كانت بأرجل وفقدتها ولكن قد يكون طراز واحد فقط. وقد يكون كل الثعابين السامة فقط هي التي لعنت والباقي كان تصميمه يزحف.
ولا يزال السؤال ما ذنب هذا الطراز من الثعابين او هذا الثعبان؟
ما اراه بوضوح هو ان هذا الطراز من الثعبان كائن خلقه الرب مثل بقية الكائنات تتعايش وحتى تم تجربة على ثعابين سامة في جامعة في تكساس بوضعها في غرفة أكسجين مرتفع الضغط التي تسمي هيبربارك
Hyperbaric chamberووجد ان تركيب السم تغير في مدي ايام وأصبح أكثر يشبه العصارة الهاضمة
بل سم الثعابين هو لو حقن في بعض الفواكه يجدوا انه يذيب الفاكهة ويجعل هضمها سهل لحيوان لا يستطيع ان يقطم مثل الثعبان
والذي يثبت ذلك لماذا كثير من الثعابين بها ثنيات جلدية حول انيابها؟هذا كان يساعدها على ابتلاع بعض الثمار التي تتفتت بسرعة بعد حقنها بالإنزيمات الهاضمة لكي تتمكن من بلعها ولكنها لا تفييدها في ابتلاع القوارض اليوم بل كثيرا ما تجرح
فالثعابين في الماضي تحت مجال مغناطيسي أقوى وتحت ضغط اعلى وكمية أكسجين اعلى قليلا وثاني اكسيد الكربون اعلي كانت في انيابها انزيمات هاضمة لأنها تأكل فواكه (أصبحت سم) وكانت تحقن الفواكه بإنزيم هاضم هذا يجعلها تذوب فتبدأ تبتلعها شبه مهضومة قبل ان يتغيل كل شيء بالسقوط وتتحول الى كائن مضر وبعده بالطوفان وتبدأ يتحول المحتوى الي سم وتبدأ تلدغ.
وهذا سأتكلم عنه لاحقا في موضوع هل حيوانات البرية كانت تأكل نباتات.
فالشيطان استغل هذا الكائن.
وهنا نجد شيء غريب وهو ان الثعبان تحمل دخول الشيطان فيه.
ما اعنيه هو ان الكائنات لا تتحمل الشياطين وأوضح مثال هو حادثة دخول لجئون الى الخنازير
انجيل متى 8
31 فَالشَّيَاطِينُ طَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: إِنْ كُنْتَ تُخْرِجُنَا، فَأْذَنْ لَنَا أَنْ نَذْهَبَ إِلَى قَطِيعِ الْخَنَازِيرِ.
32 فَقَالَ لَهُمُ: امْضُوا. فَخَرَجُوا وَمَضَوْا إِلَى قَطِيعِ الْخَنَازِيرِ، وَإِذَا قَطِيعُ الْخَنَازِيرِ كُلُّهُ قَدِ انْدَفَعَ مِنْ عَلَى الْجُرُفِ إِلَى الْبَحْرِ، وَمَاتَ فِي الْمِيَاهِ.
فحتى الحيوانات الغير طاهرة مثل الخنازير ولكنها لم تتحمل الشياطين اول ما دخلت بها. والشياطين لم تامر الخنازير ان تنتحر والا لماذا طلبت أصلا من الرب يسوع ان يسمح لها ان تدخل في الخنازير. بل الخنازير هي التي لم تتحمل.
ولكن الثعبان هذا نجد انه تحمل دخول الشيطان فيه وانصاع له وخضع لتحكم الشيطان فيه واستخدم لسقوط الانسان ولهذا يستحق اللعنة
ولكن غريب موقف هؤلاء المشككين المهاجمين للكتاب المقدس بأي طريقة سواء المسلمين أو الملحدين في ان يقللوا جدا قيمة الانسان لدرجة الإهانة وجعله كالحيوان وأحيانا اقل رغم انه مخلوق على صورة الله ومثاله ويغالوا جدا جدا من قيمة الحيوان الذي هم بأنفسهم يأكلونه
الا يذبح سنويا بلايين من الحيوانات والطيور لإطعام الانسان؟
الا تباد الحيوانات الان بعشرات الألوف كل يوم بسبب الخوف من انفلونزا الطيور والخنازير ان تعدي الانسان؟ فلكي يحموا الانسان يبيدوا ملايين الكائنات بدل من علاجها او تركها من يشفى يشفى ومن يموت يموت؟
الا يقتل الانسان اي حيوان مباشرة لو مثل تهديد للبشر بل لو مثل تهديد لأملاك البشر؟
الا تقتل حيوانات بكم ضخم في تجارب شركات الادوية لتجرب دواء جديد بل أحيانا قد يكون مواد تجميل فقط؟
الا تقتل كائنات حية كثيرة ليستخرج منها الانسان اشياء يعتبرها مفيدة له؟
ايضا الا يعذب الحيوانات كل يوم بكم ضخم لأجل الانسان؟ مثل منخاس الحصين لكل الفرسان ومثل كرباج كل سائقي العربات التي تجرها الحيوانات وامثلة ضخمة.
فان كان الانسان عند الانسان اهم بكثير جدا من الحيوانات فأيضا الانسان عند الرب اهم من حيوانات كثيرة
إنجيل متى 10: 31
فَلاَ تَخَافُوا! أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ!
إنجيل متى 12: 12
فَالإِنْسَانُ كَمْ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْخَرُوفِ! إِذًا يَحِلُّ فِعْلُ الْخَيْرِ فِي السُّبُوتِ!
انجيل لوقا 12
6 أَلَيْسَتْ خَمْسَةُ عَصَافِيرَ تُبَاعُ بِفَلْسَيْنِ، وَوَاحِدٌ مِنْهَا لَيْسَ مَنْسِيًّا أَمَامَ اللهِ؟
7 بَلْ شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ أَيْضًا جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ. فَلاَ تَخَافُوا! أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ!
فالإنسان اهم من الحيوان ولهذا الحيوان الذي استخدم في اسقاط الانسان يستحق اللعنة. فكل شخص يتعجب من لعن الثعبان أسأله كم دجاجة وكم وجبة لحم وكم بيضة اكلت في حياتك؟ فهل ترفض ان حيوان يلعن فيسعى على بطنه لأنه تسبب في سقوط البشرية بالكامل؟
فالرب يهتم بالنبات والحيوان ولكن اهم من الاثنين الانسان لان الرب خلق كل هذا لأجل الانسان. ولهذا الثعبان الذي سمح بدخول الشيطان فيه وسبب عثر للإنسان يستحق تماما اللعنة التي نالها. وايضا هذا تحذير لنا ان الثعبان تحول من كائن بري الى حيوان خطر على الانسان وقاتل. وبخاصة لعنه لكي يزحف ولا يجري فهذا يقلل من سرعته فيقلل من خطورته للإنسان. فتخيلوا الثعابين السامة لو كان لها القدرة على الجري ايضا فما كان مقدار تزايد خطورتها على الانسان؟
فهذه اللعنة فائدة لحماية الانسان وتنبيهه من خطورة الثعبان.
والمجد لله دائما- الدكتور غالى