السموات غير طاهرة بعيني الله.. الرد علي شبهة : هوذا قديسوه لا يأتمنهم والسماوات غير طاهرة بعينيه
الشبهةكيف هي السماوات في عيني الرب ؟؟ ، نقرأ في سفر التكوين الإصحاح 1 : 17،18 رأى الله أن السموات حسنة. 17وَجَعَلَهَا اللهُ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ، 18وَلِتَحْكُمَ عَلَى النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَلِتَفْصِلَ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ.وهذا يناقض ما جاء في سفر أيوب الإصحاح 15: 15 أن السموات غير طاهرة بعيني الله .
15هُوَذَا قِدِّيسُوهُ لاَ يَأْتَمِنُهُمْ، وَالسَّمَاوَاتُ غَيْرُ طَاهِرَةٍ بِعَيْنَيْهِ، 16فَبِالْحَرِيِّ مَكْرُوهٌ وَفَاسِدٌ الإِنْسَانُ الشَّارِبُ الإِثْمَ كَالْمَاءِ .ويناقض ما ورد في سفر أيوب أيضاً الإصحاح 25: 5 من أن الكواكب غير نقية في عيني الله :5هُوَذَا نَفْسُ الْقَمَرِ لاَ يُضِيءُ، وَالْكَوَاكِبُ غَيْرُ نَقِيَّةٍ فِي عَيْنَيْهِ. 6فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الإِنْسَانُ الرِّمَّةُ، وَابْنُ آدَمَ الدُّودُ؟
فهل السماء طاهره ام غير طاهره ؟ ولمذا هذا التناقض ؟..
الرد
الحقيقه ان المشكك يقارن اعداد بدون فهم ولذلك اقسم الرد الي كالعادهجزء لغوي
وتاريخي
وقائل الاعداد
وايضا المعني المقصود
اولا لغويا
اولا العدد في سفر التكوين يقول1: 14 و قال الله لتكن انوار في جلد السماء لتفصل بين النهار و الليل و تكون لايات و اوقات و ايام و سنين
1: 15 و تكون انوارا في جلد السماء لتنير على الارض و كان كذلك
1: 16 فعمل الله النورين العظيمين النور الاكبر لحكم النهار و النور الاصغر لحكم الليل و النجوم
1: 17 و جعلها الله في جلد السماء لتنير على الارض
1: 18 و لتحكم على النهار و الليل و لتفصل بين النور و الظلمة و راى الله ذلك انه حسن
ونجد ان الكلمه المستخدمه في وصف المنظومه هي كلمة حسن
H2896
טוב
ṭôb
tobe
From H2895; good (as an adjective) in the widest sense; used likewise as a noun, both in the masculine and the feminine, the singular and the plural (good, a good or good thing, a good man or woman; the good, goods or good things, good men or women), also as an adverb (well): - beautiful, best, better, bountiful, cheerful, at ease, X fair (word), (be in) favour, fine, glad, good (deed, -lier, liest, -ly, -ness, -s), graciously, joyful, kindly, kindness, liketh (best), loving, merry, X most, pleasant, + pleaseth, pleasure, precious, prosperity, ready, sweet, wealth, welfare, (be) well ([-favoured]).
حسن يستخدم بمعني حسن لوصف اشياء كثير رجل امراه او فعل او صفه جيد سعيد مسعد محبوب مبارك جميل جيد
وهي لا تعني الطهاره
اما العدد في ايوب
سفر أيوب 15: 15
هُوَذَا قِدِّيسُوهُ لاَ يَأْتَمِنُهُمْ، وَالسَّمَاوَاتُ غَيْرُ طَاهِرَةٍ بِعَيْنَيْهِ،
وكلمة طاهر التي اتت منفية
H2141
זכך
zâkak
zaw-kak
A primitive root (compare H2135); to be transparent or clean (physically or morally): - be (make) clean, be pure (-r).
شفاف نظيف نقي
وبهذا نجد ان الكلمتين لا يضادوا بعدهم بل هم ليس لهم علاقه ببعض
فلو وصفت انسان انه ذكي ومره اخري وصفته بانه خائن هذان صفتان ليستا متضادتان فكلمة حسن لا تضاد كلمة طاهر
ومن هذا نستنتج ان لا يوجد اي اساس للشبهة
ثانيا تاريخيا
الاعدد الاول ذكر في سفر التكوين في بداية الخليقه في اليوم الرابع اي قبل خلق الانسان بيومين من الحقب الزمنية وكان كل شيئ جميل1: 19 و كان مساء و كان صباح يوما رابعا
اما العدد في سفر ايوب فهو بعد ذلك الزمان بكثير بعد خلق الانسان وحدوث الخطيه وبدئ تغير الطبيعه ودخول الشر
3: 17 و قال لادم لانك سمعت لقول امراتك و اكلت من الشجرة التي اوصيتك قائلا لا تاكل منها ملعونة الارض بسببك بالتعب تاكل منها كل ايام حياتك
3: 18 و شوكا و حسكا تنبت لك و تاكل عشب الحقل
3: 19 بعرق وجهك تاكل خبزا حتى تعود الى الارض التي اخذت منها لانك تراب و الى تراب تعود
وطرد الانسان من الجنه وتدنيس الارض بدم هابيل لما قتله قايين
4: 11 فالان ملعون انت من الارض التي فتحت فاها لتقبل دم اخيك من يدك
4: 12 متى عملت الارض لا تعود تعطيك قوتها تائها و هاربا تكون في الارض
وانتشرت الخطيه جدا في الارض
ولعن الارض والارض تتاثر بالسماء للزراعه فبدل ما كان الانسان ياكل من اشجار الجنه وكان لا يتعب في السقي لان
سفر التكوين 2: 6
ثُمَّ كَانَ ضَبَابٌ يَطْلَعُ مِنَ الأَرْضِ وَيَسْقِي كُلَّ وَجْهِ الأَرْضِ.
اصبح الانسان يزرع ويعرق فحتي الجو تغير والحاله اختلفت فالمنظومه التي كانت حسنه تغيرت
ولهذا فالعددين يتكلمون عن توقيت زمني مختلف تماما فلا يصلح ان اقارن السماء وحالتها قبل الخطيه وبعدها
الجزء الثالث من القائل هذه الاعداد
في سفر التكوين المتكلم هو الله وكل كلامه صدق وحق ودقيقاما المتكلم في في هذا العدد في سفر ايوب 15: 15 هو اليفاز التيماني
15: 1 فاجاب اليفاز التيماني و قال
وهو من اصدقاء ايوب وجاء لتعزيته عن المصائب التي حلت به ولكن كلامه كتعزيه متعب فقال له ايوب
سفر أيوب 16: 2
قَدْ سَمِعْتُ كَثِيرًا مِثْلَ هذَا. مُعَزُّونَ مُتْعِبُونَ كُلُّكُمْ!
واخطا كثيرا في كلامه وبسبب اخطاؤه هو واصدقاؤه عاتبهم الرب علي عدم حكمتهم في الكلام
سفر ايوب 42
42: 7 و كان بعدما تكلم الرب مع ايوب بهذا الكلام ان الرب قال لاليفاز التيماني قد احتمى غضبي عليك و على كلا صاحبيك لانكم لم تقولوا في الصواب كعبدي ايوب
42: 8 و الان فخذوا لانفسكم سبعة ثيران و سبعة كباش و اذهبوا الى عبدي ايوب و اصعدوا محرقة لاجل انفسكم و عبدي ايوب يصلي من اجلكم لاني ارفع وجهه لئلا اصنع معكم حسب حماقتكم لانكم لم تقولوا في الصواب كعبدي ايوب
42: 9 فذهب اليفاز التيماني و بلدد الشوحي و صوفر النعماتي و فعلوا كما قال الرب لهم و رفع الرب وجه ايوب
فرغم انه يريد ان يصف الرب بصفات جميله ولكنه اخطا في التعبير كثيرا وساشرح ذلك في الجزء الرابع
الجزء الرابع المعني المقصود من كل عدد
وابدا اولا بالعدد في سفر ايوب فاليفاز يريد ان يرد علي ايوب الذي يصف نفسه بانه بار امام الله ويعاتب الرب فدافع اليفاز عن طهارة الرب ونقاوته وقارن طهارة الرب بالكواكب والاقمار وهو صحيح الله بالطبع اطهر من خلائقه بما فيها السماء والكواكب ولكن هو غرضه لكي يقول لايوب انه غير طاهر بطريقه غير مباشره15: 2 العل الحكيم يجيب عن معرفة باطلة و يملا بطنه من ريح شرقية
15: 3 فيحتج بكلام لا يفيد و باحاديث لا ينتفع بها
15: 4 اما انت فتنافي المخافة و تناقض التقوى لدى الله
15: 5 لان فمك يذيع اثمك و تختار لسان المحتالين
15: 6 ان فمك يستذنبك لا انا و شفتاك تشهدان عليك
15: 7 اصورت اول الناس ام ابدئت قبل التلال
15: 8 هل تنصت في مجلس الله او قصرت الحكمة على نفسك
15: 9 ماذا تعرفه و لا نعرفه نحن و ماذا تفهم و ليس هو عندنا
15: 10 عندنا الشيخ و الاشيب اكبر اياما من ابيك
15: 11 اقليلة عندك تعزيات الله و الكلام معك بالرفق
15: 12 لماذا ياخذك قلبك و لماذا تختلج عيناك
15: 13 حتى ترد على الله و تخرج من فيك اقوالا
15: 14 من هو الانسان حتى يزكو او مولود المراة حتى يتبرر
15: 15 هوذا قديسوه لا ياتمنهم و السماوات غير طاهرة بعينيه
15: 16 فبالحري مكروه و فاسد الانسان الشارب الاثم كالماء
فهو رغم انه يقول بعض الكلام جميل ولكن هدفه الاسائه الي ايوب في فكره
والله كامل في كل شئ وقدرته علي الخلق كامله وهذا اعتقد شئ متفق عليه ولكن الله عندما يخلق رغم انه قادر علي كل شئ فهو يخلق بارادته كائنات غير كامله لانه لو خلق مخلوقات كامله فهو يخلق الهه وهذا بالطبع شئ لا يعمله الله لان الله واحد فقط
سفر التثنية 6: 4
اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ.
ولهذا لا يوجد مخلوق مهما كان كامل امام الله
ولهذا وصف السماء بانها حسنه ولكن مقارنه بطهارة الله هي غير طاهره رغم ان المقارنه غير صحيحه لان الله لا يقارن بخلائقه
وحتي في وصف السماوات انها حسنه فبالفعل منظومة الخلق حسنه جدا ومنظمه جدا تشهد علي عمل الله الرائع وقدرته علي تنظيم كل شئ ولكن يوجد هناك درجات في الحسن فالانسان كان درجته قبل ان يخطئ افضل لان الرب قال عند خلق الانسان ان عمل الله حسن جدا
1: 31 و راى الله كل ما عمله فاذا هو حسن جدا و كان مساء و كان صباح يوما سادسا
وبالطبع الله احسن من اي شئ فهو الكامل في حسنه ولكن كل شئ مخلوق مهما كان حسن فهو غير كامل في حسنه
الملخص
اولا صفة الحسن لا تضاد صفة عدم الطهاره ثانيا وصف السماء انها حسنه هذا قبل الخطيه التي افسدت كل شئ ثالثا المتكلم في سفر ايوب هو اليفاز الغير حكيم في كلامه ولكن بالفعل الله اطهر من كل شئ واحسن من كل شئ فمهما بلغت السموات من الحسن النسبي بمقارنتها بالله هي غير كامله في الحسن او الطهاره لان الله الحسن والطهاره المطلقهولهذا لا يوجد تناقض الا لمن لم يفهم الاعداد من المشككين
واخيرا المعني الروحي
من تفسير ابونا تادرس يعقوب
وَالسَّمَاوَاتُ غَيْرُ طَاهِرَةٍ بِعَيْنَيْهِ" [15]
يستخدم الله قديسيه وملائكته، لكنه لا يأتمنهم على خلاص الإنسان، إذ هم ليسوا كفاة لتحقيق الخلاص. إن كانت النجوم تحسب غير منيرة بجوار الشمس فماذا تكون السماوات بجوار خالقها؟
v لا يمكن أن يُوجد أحد طاهر من دنسٍ في عيني الله، ليس أحد مهما قصرت أيامه (راجع أي 14: 4-5). "السماوات غير طاهرة بعينيه" (أي 15:15)، "إلى ملائكته ينسب حماقة" (أي 4: 18). لماذا أقول كل هذا؟ إن كانت السماوات ليست طاهرة، وحتى ملائكته ليسوا بلا خطأ، كم بالأكثر يوجد الشر في أفكار البشر؟ أين أولئك الذين يقولون: "ابعدوا عني، فإني طاهر" (راجع إش 65: 5 LXX؛ لو 5: 8). نحن نعلم أننا نعاني يومًا فيومًا مما في أفكارنا، حتى أننا نستحي ونشعر بالخجل أن نعلنها. كثيرون لم يرتكبوا خطايا خطيرة، وآخرون لم يخطئوا بلسانهم قط، لكن لا يوجد بين البشر من لم يخطئ بالفكر، لذلك يقول المرتل: "لأن فكر الإنسان يعترف لك"[747].
v "وأخضع كل شيء تحت قدميه" (أف 1:22)... لماذا كل الأشياء؟ لماذا يُقال إن الملائكة والسلاطين والقوات وكل القوات الأخرى الذين لم يعارضوا الرب قط أنهم يوضعون تحت قدميه؟ يبدو الأمر غامضًا. لكن الإجابة على ذلك هو أنه لا يوجد قط من هو بلا خطية. "الكواكب ذاتها غير طاهرة بعينيه" [15]، وكل خليقة ترتعب عند مجيء الرب... يوجد تفسير آخر وهو أن "كل" لا تشير إلى الجميع بل إلى أولئك الذين هم موضوع الجدال. وذلك كما يقول قائل: "كل المواطنين صرخوا"، لا يعني بهذا أنه لم يوجد أحد قط صامت، وإنما قيل هذا عن الغالبية التي تطغي على الأقلية[748].
القديس جيروم
v "هوذا قديسون ليس بينهم أحد غير متغير، والسماوات ليست بطاهرة في عينيه". إنه يكرر اسم "السماوات" التي أشير إليها بلقب "القديسين". مكتوب عن هؤلاء القديسين عينهم: "السماوات تحدث بمجد الله" (مز 19: 1). هؤلاء الذين بالطبيعة التغير لائق بهم. ولكن متى رغبوا بجدية أن يلتصقوا دومًا بالحق غير المتغير، فبالتصاقهم به يأتون إلى العبر (الحياة السماوية) ليصيروا غير متغيرين...
لأنه ما هو هذا التغير سوى نوع من الموت؟ إذ يغير الشيء إلى شيء آخر، وكأنه يقتل ما كان ليصير إلى ما لم يكن عليه. قيل عن خالق كل الأشياء: "الذي وحده له عدم الموت" (1تي 6: 16)، بكونه هو وحده غير المتغير في ذاته. كُتب عنه في يعقوب: "ليس عنده تغيير ولا ظل دوران" (يع 1: 17). لأن التغير ذاته هو ظل...
حسنًا قيل هنا: "السماوات ليست بطاهرة في عينيه"، فإنها بذاتها أمام معرفة الله الدقيقة، حتى الكارزون بالطهارة لا يمكن أن يكونوا كاملين. كما يشهد بذلك يوحنا القائل: "إن قلنا إنه ليس لنا خطية نُضل أنفسنا، وليس الحق فينا" (1يو1: 8). إن كان من بين القديسين لا يوجد أحد غير متغير، والسماوات ليست طاهرة في عينيه، فمن يدعي لنفسه أنه ممارس للبرّ؟
البابا غريغوريوس (الكبير)
والمجد لله دائما- د غالى