احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية منذ أيام قليلة بالذكرى الـ60 لافتتاح مبنى الكلية الإكليريكية الحالي بكنيسة الإكليريكية بالأنبا رويس.
وتحدث الأنبا ميخائيل، وكيل الكلية الإكليريكية بالعباسية وأسقف عام منطقة حدائق القبة والوايلى لـ"البوابة نيوز" بهذه المناسبة وقال: الكلية الإكليريكية كلية علمية
لاهوتية تهدف إلى إعداد كوادر قبطية أرثوذكسية روحانية قادرة على التعليم الكنسي من خلال الكتاب المقدس والتقليد، ويرجع تاريخها إلى مدرسة الإسكندرية ومؤسسها القديس مارمرقس
الرسول، وكانت رائدة في التعاليم اللاهوتية بشهادة آباء الكنيسة، واستمرت حتى توقفت في القرن الخامس الميلادي، وتضم هيئة التدريس بالكلية الإكليريكية نخبة متميزة من الأساتذة
مشهود لهم جميعًا بالأمانة والسيرة الروحانية، وتشمل أقسام الكلية قسم الكتاب المقدس، قسم اللاهوت، قسم الآباء وتاريخ الكنيسة، وقسم العبادة والليتورجيا، قسم العلوم الإنسانية، قسم اللغات.
وتتميز الكلية إلى جانب الاهتمام بالجانب العلمي أيضا تهتم بالجانب الروحي للطلبة حيث إنها تعد من أهم مصادر إعداد القادة والرعاة في الكنيسة، وتشمل الدرجات العلمية بها، والتي تمنحها الكلية الإكليريكية اللاهوتية هى بكالوريوس العلوم اللاهوتية، الماجستير، الدكتوراة، كورسات متخصصة.
وتابع الأنبا ميخائيل أن الكلية الإكليريكية هى حلم البابا كيرلس الرابع الذى لم يمهله الوقت لكى يراه على أرض الواقع وفى النور والاحتفالية التى أقامتها الكنيسة رسالة مباشرة للراحل البابا كيرلس الرابع تقول الكنيسة
فيها " استطعنا تحقيق حلمك حتى بعد رحيلك " والكلية الإكليريكية يعد بها رجال الدين المسيحي للكهنوت والرهبنة، ويستطيع العلمانيون الدراسة بها كى يعلموا أصول دينهم، فالإكليريكية تقابلها كلية الشريعة الإسلامية في مصر.
وكان البابا كيرلس الرابع قام بمحاولة لعمل الكلية الإكليريكية ولكنها لم تنجح لأنه توفى، فكان يجمع القسوس كل يوم سبت ظهرا ويتحدث ويتباحث معهم عن عظة الأحد، ونفذ هذا الحلم
البابا كيرلس الخامس ووضع حجر الأساس تحديدا في 29 نوفمبر 1893، وتم افتتاح المبنى الحالى للكلية الإكليريكية في عصر البابا كيرلس السادس الثلاثاء 31 يناير 1961، وبدأت في عهد
البابا كيرلس الخامس سنة 1893، وكانت الكلية بالفجالة ثم الأزبكية ومهمشة بالشرابية ونقلت لمقر آخر في سنة 1953، وأخيرا استقرت في مبناها الحالي منذ 31 يناير 1961 في عهد البابا كيرلس السادس.
وأضاف: بالكلية فترتان، دراسة صباحية ومسائية، ففى الفترة الصباحية بها رجال كهنوت يدرسون ولا توجد سيدات، ولكن في المسائى به خادمات سيدات وتستخدم الكلية الآن الإنترنت في الدراسة نظرا لظروف انتشار وباء كورونا ومراعاة التباعد الاجتماعي.
واختتم: ولن ننسى دور الراحل البابا كيرلس الرابع الشهير بـ"أبي الإصلاح القبطي" واهتمامه بالقضايا الوطنية بالإضافة إلى اهتمامه بالمساواة بين الجنسين، إذ أنشأ أول مدرسة للبنات في مصر على الإطلاق (وتبعته الحكومة بعدها بتعليم الفتيات)، كما كان يوصي أبناءه المسيحيين بعدم التفريق بين الأنثى والذكر في الميراث.
وقال البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في كلمته المسجلة بمناسبة مرور 60 سنة على افتتاح مبنى الكلية الإكليريكية وبمناسبة مرور 160 عاما
على رحيل البابا كيرلس الرابع: تذكار الآباء وسيرتهم تروى النفوس وبنعرف من خلالها أن الكنيسة يقودها صاحب الكنيسة وهو السيد المسيح، ويستخدم في القيادة الآباء
البطاركة والمطارنة والآباء الكهنة والقمامصة والقسوس لكى يصنع حقبة في الزمن وهى حقبة البابا كيرلس الرابع فحقبته مباركة وحبرية مقدسة وأعماله تنطق بكل ماقدمه في خدمه الكنيسة.
وقد صلى بالاحتفالية الأنبا مقار أسقف الشرقية والعاشر من رمضان، القداس الإلهي في كنيسة الكلية الإكليريكية بالأنبا رويس لمناسبة الذكرى الـ 160 لنياحة البابا كيرلس الرابع الشهير بـ"أبي الإصلاح القبطي"، والذكرى الـ 60 لافتتاح مبناها
الحالي وشارك في الصلاة الأنبا مكاري الأسقف العام لكنائس قطاع شبرا الجنوبية، والأنبا ميخائيل الأسقف العام لكنائس قطاع حدائق القبة والوايلي ووكيل الإكليريكية بالأنبا رويس، وعدد من الآباء الكهنة، وأعضاء هيئة التدريس بالكلية الإكليريكية.