قام بعض المتطرفين منذ أيام قليلة بإشعال النيران في أكثر من شجرة لعيد الميلاد من أمام بعض الكنائس بفلسطين وسط استنكار من رجال الدين المسيحى والإسلامى لهذا الفعل الذى يعمل على شق الصف الفلسطينى الواحد أثناء احتفالات رأس السنة الميلادية وعيد الميلاد المجيد.
وقال المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس من القدس في تصريحات خاصة للـالبوابة: تسابق مسلمو ومسيحيو فلسطين لإخماد حريق أكثر من شجرة لميلاد المسيح رمز السلام لكل العالم، وأضاف أن حرق شجرة عيد الميلاد هى محاولة لنشر الفتنة بين أبناء الشعب الفلسطينى الواحد، ولكنها محاولة فاشلة وليس لها أثر علينا.
وتابع حنا تم حرق شجرتين بفلسطين وسط استنكار للواقعة من رجال الدين الإسلامى والمسيحى في فلسطين فهذه كلها محاولات للوقيعة وإثارة الفتن مثل ما تعرض له مقام النبى موسى من تواجد حفل صاخب به والصاق التهمة بالمسيحيين
في فلسطين لاحتفالاتهم في هذا التوقيت بالميلاد المجيد، مضيفا: فمثلما نرفض التطاول على المقدسات المسيحية نرفض أيضا التطاول على المقدسات الإسلامية ومن يعتدى على المسلمين يعتدى على المسيحيين معا، نحن شعب واحد
ونرفض التطاول على كل الرموز الدينية في كل الأديان وعندما حرقوا شجرتى عيد الميلاد أمام الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية هب المسلمون والمسيحيون الفلسطينيون معا لإخماد الحريق وتمت إعادة نصب الأشجار وإضاءتها
بحضور رجال الدين الإسلامى والمسيحى، وهذا مشهد حضارى يؤكد على وحدتنا الوطنية الإسلامية والمسيحية وسندافع عن أرضنا وحضورنا وسنعمل من أجل العيش المشترك الإسلامى المسيحى وترسيخ الوحدة بين أبناء الشعب الفلسطينى الواحد.
يشار إلى أن مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة قد أصدر بيانا رسميا عن الواقعة وقال فيه: تعرضت شجرة الميلاد الموضوعة بالقرب من مدخل كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في مدينة سخنين بالجليل للحرق من قبل مجهولين نحو وبعد أن غادر الحارس، تعرضت شجرة الميلاد الموضوعة أمام كنيسة الروم الأرثوذكس في المدينة نفسها للحرق.
وتابع: هاتان الفعلتان تدلان على أن المنفذين قاموا بتنفيذ جريمتيهما عن قصد وسابق إصرار، وبأنهم استهدفوا رمزا دينيَّا مسيحيا، ومن خلاله لم يستهدفوا فقط المسيحيين، بل السلم الأهلى في المجتمع كله.
وقال: نناشد الأجهزة الأمنية التعامل مع هاتين الحادثتين كحادثى تخريب متعمّدتين، وبذل كل الجهود الممكنة للتوصل إلى الجناة وجلبهم إلى العدالة بأقرب وقت ممكن.
وأضاف البيان: على كل حال، وبالرغم مما حصل في سخنين، فإننا نرسل رسالة معايدة لجميع المحتفلين بعيد الميلاد المجيد خاصة، ورأس السنة الجديدة، ولأصحاب النوايا الطيبة، ونحن نعلم أنهم الغالبية الساحقة من الناس من كل المذاهب والأديان.
وأضاف: لكننا لن نسمح لبعض العناصر المدسوسة تعكير أجواء العيد، ولا أواصر العلاقات الطيبة فيما بين البشر بمختلف انتماءاتهم.
