القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

مسار العائلة المقدسة هدية أعياد الميلاد من مصر للعالم

عادل الجندي: إنطلاق مشروع المسار في أعياد الميلاد والمخطط الاستثماري خلال شهرين المسار ينتظر زواره بعد اكتمال البنية التحتية وانطلاقه استثمارياً وسياحياً تسهيلات من الدولة للمستثمرين على طول مسار العائلة المقدسة

مسار العائلة المقدسة هدية أعياد الميلاد من مصر للعالم

رجل مشروع مسار العائلة المقدسة الأوحد في الوزارة، تغير عليه عدد من وزراء السياحية، منهم من كان مقتنع بالمشروع فيحرك المياه الراكدة ومنهم من كان يجمده حتى إشعار أخر، وهو على موقفه..

قضي معظم الوقت في الدفاع عن مشروع إحياء نقاط مسار العائلة المقدسة لأنه يعي جيدًا مدى أهميته وإنفراد مصر بهذا المسار الذي يعد من أكبر وأطول المسارات الدينية في العالم.. أكبر محور تنموي لمحافظات مصر وأطول مسار لأنه يقطع مسافة 3500 كيلو متر شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً.

يتحرك بثقة وإيمان أن هذا المشروع سيكون من أهم مسار روحاني في التاريخ، لأنه يحكي قصة هروب العائلة المقدسة من بطش الملك هيرودس إلي مصر دون غيرها حسب ما جاء في الكتاب المقدس

قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ.(مت 2-14)

إنه المهندس عادل الجندي، مدير عام العلاقات الدولية والتخطيط الاستراتيجي والمنسق الوطني لمشروع العائلة المقدسة بهيئة التنمية السياحية بوزارة السياحة والآثار

هذا المشروع تقدمه مصر هدية للعالم كله ليتباركوا به. ويحظى باهتمام كبير من القيادة السياسية حالياً، حيث جعله الرئيس عبد الفتاح السيسي من ضمن المشروعات القومية للدولة المصرية ويتابعه بنفسه عن كثب.

تضمنت خطة وزارة السياحة والأثار المشروع كمحور تنموي كبير لأنه يمر ب 11 محافظة في الدلتا والصعيد وهم القاهرة الجيزة القليوبية الشرقية الغربية الدقهليه كفر الشيخ البحيرة شمال سيناء المنيا أسيوط

ووعدت الوزارة بالانتهاء وتسليم كافة البنية التحتية لنقاط المسار كلها في أعياد الميلاد الحالية وإنطلاق المشروع وإعلان المخطط الاستثماري له

وللوقوف على مأتم إنجازه بالفعل في نقاط المسار المختلفة وتقديم كشف حساب عن المشروع في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد من جائحة كورونا كان لوطني هذا الحوار مع المهندس عادل الجندي عبر تقنية زووم.

ماذا تم حتى الأن من مشروع مسار العائلة المقدسة؟ نقاط المسار ستكون جاهزة بالبنية التحتية الأساسية والخدمات السياحية اللازمة للزيارات، بحلول أعياد الميلاد.

في ظل ظروف كورونا لن يكون هناك احتفالية لافتتاح هذه المرحلة من المشروع لكن سيتم الاعلان عنه داخلياً وخارجياً، وستكون جاهزة لحين عودة السياحة العالمية مرة أخرى.

هل تستعين الدولة بالقطاع الخاص والمجتمع المدني وفي تنمية وتشغيل مشروع مسار العائلة المقدسة؟ الدولة بمختلف قطاعاتها أنجزت في كل نقاط المسار، خدمات البنية الأساسية الممثلة في طرق الوصول للنقاط واللافتات الإرشادية التي

توجه للمواقع وعناصر المناظر الطبيعية المحيطة بالمكان (landscape) وتجميل الموقع نفسه ووضع مظلات ومناطق للجلوس وتوريد حمامات متنقلة سياحية وإنشاء مراكز الزوار. كل هذا يمثل 25% مما هو مطلوب حتى تصبح تلك النقاط بالمستوى العالمي.

أما ال 75% الأخرى ستكون مشروعات نوعية يشترك فيها القطاع الخاص والاستثماري والمجتمع المدني، وفقاً للمخطط الاستثماري وكراسة إشتراطات تضعهم هيئة التنمية السياحية لكل موقع. وهذا المخطط الاستثماري يعتبر على وشك الإنتهاء.

وهذه المشروعات النوعية تختلف في حجمها وتنوعها من منحدرات ومصاعد وسيارات كهربائية لنقل السياح واستعدادات تجهيزية لذوي الاحتياجات الخاصة في كل مكان. كذلك الاستثمار في عمل فنادق ووحدات علاجية وغيرها من الخدمات الأساسية التي توفر للسائح رحلة أمنة ومريحة.

بعد انتهاء خطة هيئة التنمية السياحية ومن سيقوم بإدارة المشروع؟ هناك نمط سياحي جديد وضعته منظمة السياحة العالمية، وتحاول الدولة إتباعه، ويعرف باسم السياحة الميسرة.. وسيدخل فيه

القطاع الخاص من خلال مشروعات استثمارية منها الاستثمار في العناصر الأساسية مثل إقامة دور إقامة تتوافق مع البيئة المحيطة، ecolodges واستثمار في الخدمات السياحية التشغيلية مثل

الموتيلات ومحطات البنزين ومحطات صيانة السيارات، كذلك خدمات أخرى لإدارة المواقع نفسها مثل كافيتريات ومنطقة بازارات ومحال لبيع المنتجات التذكارية أو مجمع حرف يدوية تعرض

منتجات المناطق المحيطة بالنقطة السياحية وهذا من أهم الأدوار التي سيشارك فيها المجتمع المدني من حيث تدريب المجتمع المحيط وانتاج منتجاً جيداً والمساعدة في إدارة بيعه من خلال تلك البازارات.

من ضمن المشروعات أيضا التي يتم الإعداد لها هو الزي الرسمي للتجول حول تلك النقاط ليرتديها السائح أثناء تجوله في هذه النقاط، ومن هنا نحاكي فكرة الحج العالمي في منطقة سانتياجو دو كامبوستيلو وغيرها.

كل هذه المشروعات المتمثلة في البنية الأساسية والخدمات والمناطق الاستثمارية ومناطق تقديم الخدمات اليومية ومناطق الوصول إلى النقاط ومناطق بيع المنتجات التذكارية

والحرف والكافيتريات، سينفذها القطاع الخاص والمجتمع المدني والإدارة المصرية وكل هذه المنظومة ستكون تحت إشراف كيان كبير لدينا تصور لدوره لكن لم يتحدد بعد تكوينه،

فممكن أن يكون شركة وطنية أو شركة مساهمة أو ما يسمى بالوكالة المصرية للطرق التاريخية السياحية بمصر وتكون مسئولة عن مشروعات متعددة ضمنها مشروع مسار العائلة المقدسة بمصر.

ما هو المخطط الاستثماري لنقاط مسار العائلة المقدسة؟ بعد الانتهاء من المخطط الاستراتيجي للمسار وتنفيذ مخطط العناصر الذي انتهينا منه بالفعل، يأتي المخطط الاستثماري الذي جهزنا 60 % منه، وعندما يكتمل هذا المخطط الاستثماري يتم طرح المشروعات الاستثمارية على شركاء التنمية.

المرحلة الأولى من المخطط الاستثماري تستهدف شركاء التنمية من مستثمرين وطنيين من القطاع الخاص والمجتمع المدني. ثم المرحلة الثانية سيتم فتح فرصة للاستثمار الأجنبي والدولي، لكننا نأمل أن نستكمل 70

% من المشروعات بجهود وطنية، ففلسفة هذا المشروع واستراتيجيته من الأول وبداية العمل فيه إلى وقت قبل التشغيل كان أغلبه جهداً وطنياً، لتوصيل الرسالة أن مصر قادرة على تنفيذ مثل هذه المسارات الدولية.

ما أهمية المستثمر الأجنبي؟ توجد أهمية لفتح فرص للاستثمار الدولي على هذا المسار، حيث أن هذا المستثمر يكون كمنظمي الرحلات السياحية، فهو أساساً من السوق المصدرة للسائح المسيحي الدولي، وبالتالي سيضمن تشغيل مشروعه وسيساعد مصر للجذب السياحي من الدولة التي يأتي منها .وذلك يكون إضافة لخطة الدولة للترويج للمشروع.

حدثنا عن مميزات الاستثمار في مثل هذه المشروعات التي تندرج تحت مسمى السياحة الروحية؟ مميزات الاستثمار في تلك المشروعات السياحية الروحية سواء للدولة أو المستثمرين، أن

هذا المسار يشكل للدولة أمناً قومياً، فهو يجذب حجيجاً مسيحياً من مختلف الجنسيات، ويخلق حراك عام مؤثر من الشعوب ضد الأنظمة التي قد تكون لها سياسات مناهضة ضد السياحة

المصرية. فالشعوب التي تتعلق بتاريخ وبركة هذا المسارالذي يكون لديها دافع شخصي أن تدافع عن المسار وترحب بزيارته وتكسر قاعدة تأثير بعض المجموعات الاقتصادية على مصر.

فالاستثمار على مسار العائلة المقدسة من مميزاته هو الاستدامة وعدم تعرضه للتأثيرات الناتجة من الأحداث الدولية أو أي ضغط سياسي، فهنا يتم خلق طلب من شعوب العالم وليس من الدول المصدرة للسياحة.

أيضا هذا المسار الروحي لا يرتبط بموسم معين للسياحة لكنه صالح طول العام، لذا سيملأ الفترات التي تندر فيها عناصر السياحة الأخرى في مصر خاصة من شهر إبريل إلى شهر سبتمبر من كل عام.

العائلة المقدسة لم تتحرك إلا في 3 دولة إسرائيل والأردن ومصر، لذا هو نوع فريد من السياحة عليه إقبال شديد، وبالتالي عنصر التنافسية قليل ومضمون وعنصر الندرة في هذا النوع من الاستثمار مضمون أيضا.

ما هي التسهيلات التي تقدمها الدولة للمستثمرين على مسار العائلة المقدسة؟ أول شئ مشجع أن هذا المشروع مصنف كأحد مشروعات الدولة القومية، الذي يحظى برعاية ومساندة رأس الدولة المصرية وهو الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ثانياً أن هذا المشروع عند اطلاقه تكاتفت فيه كل الكيانات المؤسسية المصرية، وبالتالي عند إطلاق مخططه الاستثماري وتعامل المستثمر في أي مرحلة من التشغيل أو الإدارة ومحاولة حل أي مشكلات استثمارية، سيضمن وجود كل الكيانات المعنية في مكان واحد للمتابعة معه، وبذلك نوفر للمستثمر كل الإطار المؤسسي الذي سيحتاجه في شباك واحد إن جاز التعبير.

ثالثاً أن الدولة بمختلف جهاتها تقوم بعمل خطة ترويج لمسار العائلة المقدسة كمسار حج شبيه بما يحدث في الحج بالأردن وهذا يتيح للمستثمر فرصة ليكون ضمن دعاية شاملة للمشروع كسياحة روحية.

هل يوجد مخطط عام واضح للمسار يمكن عرضه على المستثمرين ؟

هذا المخطط الاستثماري التفصيلي أنجزنا منه حوالي 60 % وسبب تأخير ال 40% المتبقية، هو أن بعض المحافظات مازالت تدقق في موافاتنا بالأراضي المتاحة للاستثمار، لكن من المتوقع إنهاء هذا المخطط الإستثماري ما بين شهر وشهرين.

عند اكتمال المخطط الاستثماري بالكامل على المسار كله، سيتم طرحه تفصيلياً حتى يتم البت فيه بالكامل ويتم دراسته بطريقة تلبية الاحتياج، فمثلاً عدد الغرف الفندقية في كل نقطة يجب أن يكون متساوياً.

ومن المخطط عمل موقع الكتروني لعرض المخطط الاستثماري حتى يكون متاح للجميع. وسيتم توضيح أيضا جهة التواصل التي يتوجه إليها المستثمرين وهي هيئة التنمية السياحية التابعة لوزارة السياحة وهيئة الاستثمار.

ماهي ثمار بروتوكول التعاون بين هيئة التنمية السياحية وهيئة تنمية الصعيد في مشروع المسار؟

تم توقيع هذا البروتوكول للتعاون ما بين هيئة التنمية السياحية وهيئة تنمية الصعيد، والإطار العام للبروتوكول يقول: تقوم الهيئة العامة للتنمية السياحية بتوفير المخطط الاستثماري على طول مسار العائلة المقدسة على أن تقوم هيئة تنمية الصعيد ووفقاً لاختصاصها حيث أنها هيئة منشأة بموجب الدستور المصري.

فالدستور المصري أقر في بنوده إنشاء مجموعة من الهيئات، واحد لتنمية شبه جزيرة سيناء والثانية لتنمية إقليم الصعيد.

تم استغلال قوة قرار إنشاء هيئة تنمية الصعيد أنها تستطيع أن ترفع كل الحيثيات والمشكلات في إطار هذا البروتوكول. فهيئة تنمية الصعيد تقوم بالتفاوض مع المحافظات المعنية واستخلاص الأراضي التي ليس عليها نزاعات أو انهاء المشكلات التي

تكون على أراضي محل نزاع بحيث تكون الأراضي جاهزة للاستثمار وفقاً لمخطط هيئة التنمية السياحية. وبدأنا فعلاً في العمل معا على مخطط تنمية المنيا الاستثماري، ويتم المتابعة معهم مشروعات عديدة في بني سويف والمنيا وأسيوط والأقصر وأسوان.

ونحن نبحث الأن عن مثيل لهيئة تنمية الصعيد، مثل جهاز تنمية شبه جزيرة سيناء من أجل مخطط تنمية الفرما بمحافظة شمال سيناء، ونحن الأن بصدد توقيع بروتوكول مشابه معها. وهيئة تنمية الإقليم الثالث وهي المسئولة عن مدن القناة لأننا نحتاج التعاون معها في مخطط بورسعيد والشرقية، وكذلك جهة تعاون لمخطط تنمية منطقة وادي النطرون بمحافظة البحيرة.

لذلك نتعاون مع هيئات تابعة مباشرة لرئاسة مجلس الوزراء تستطيع التفاوض على هذه الأراضي وتسهيل وتزليل أي عقبات. ونتوجه لتلك الهيئات حتى لا يعترضنا أي مشكلات في التخصيص أو في الاستثمار بهدف السرعة وتسهيل الأمور على المستثمر.

صورة أرشيفية من يوم توقيع البروتوكول بين هيئة التنمية السياحية وهيئة تنمية الصعيد

هل هناك خطة ترويج لمشروع المسار من قبل الوزارة؟

هناك نوعين من الترويج، الترويج السياحي والترويج الاستثماري. النوع الأول تم تنفيذ جزء منه خلال السنوات الماضية بدعوى وفود من دول مختلفة من رجال دين وإعلام دولي ووكالات سياحة وبعض الوفود من السياح أيضا مثل وفود عام 2019 من إيطاليا.

في نفس السياق للترويج السياحي، تم طباعة كتيبات بسبع لغات تتحدث عن مسار العائلة المقدسة وإعداد أفلام وثائقية عن المسار وتم توزيعها على مكاتب التنمية السياحية المصرية في مختلف دول العالم وخاصة في الأسواق المستهدفة منها أمريكا اللاتينية والدول الأوروبية والكتلة الشرقية والهند وجنوب أفريقيا.

وهذا التسويق السياحي يعتبر مقدمة وتمهيد للتسويق الاستثماري، فخلال السبع سنوات الماضية ونحن نعمل في هذا المشروع كان العالم يسمع أن مصر تقوم بتنمية مشروع مسار العائلة المقدسة، فأصبح المشروع متابعاً من قبل السوق السياحية العالمية، وبدأ يظهر استعداد بعض المستثمرين الأجانب للمشاركة في هذا العمل المبارك.

ولا نغفل دور المصريين المقيمين في الخارج، في الترويج عن المشروع للمحيطين بهم، مثل الوفد المصري الأمريكي من نيويورك الذي جاء لزيارة مصر وشاهد التطوير حول المشروع وقرر العودة بأفواج أكبر المرة القادمة.

ومن أهم الأحداث التي كان لها أثر عظيم على الترويج للمسار أيضا، كان انعقاد مؤتمر الحوار الديني المصري الأوروبي هنا في مصر. وشارك فيه علماء من الأزهر ورجال من الكنيسة ووفود من مصريين الخارج من

مختلف الطوائف والمذاهب من هولندا وسويسرا وألمانيا، وتم عرض المشروع عليهم وأعلنوا اهتمامهم بهذا المشروع وطالبوا بالاستثمار فيه. وهؤلاء المستثمرين المصريين يجلبون معهم شركاء مستثمرين أجانب

لضمان نجاح المشروع الاستثماري الذي يشاركون فيه. والنوع الثاني من الترويج للمسار هو الترويج الاستثماري ويأتي بعد الإنتهاء من المخطط الاستثماري حيث تبدأ هيئة التنمية السياحية وشريكها التنموي

هيئة الاستثمار بوضع المخطط الاستثماري على موقع هيئة الاستثمار الرسمي وكذلك موقع وزارة السياحة والأثار، وقد ننشئ موقع مخصص للمشروع لمدة محددة ليتم طرح هذا المشروع استثمارياً على مستوى العالم.

طباعة كتيبات بسبع لغات تتحدث عن مسار العائلة المقدسة

ملف اليونيسكو.. إلى أين وصل؟

تم انهاء إعداد الملفين المتعلقين بمسار العائلة المقدسة، الملف المادي الممثل في منطقة أديرة وادي النطرون بمحافظة البحيرة والملف غير المادي الذي يتناول ممارسات الإحتفالات بدخول العائلة المقدسة مصر.

وتم تسليم الملف الأول للمراجعة والتقييم من قبل منظمة اليونيسكو والتنسيق مع الكنيسة والأديرة والدولة على بعض الملاحظات بالملف المقدم، لضمان الحفاظ على الحياة الروحية وقدسية المكان وحرية ممارسة الطقوس. أحد بنود التراث

المادي باليونيسكو يشترط أن هذا التراث الإنساني يكون تراث من الماضي ومازال حياً حتى الأن، لذا يجب أن تستوفي الدولة هذا الشرط وتراعي استمرار الحياة الدينية بنفس النمط الموجود وتوفير المناخ المناسب للرهبان بهذه الأديرة.

خطة الإدارة المقدمة من الدولة في هذا الملف كانت هدفها أساساً أن تبعد كل ما يعترض هذه الحياة من توترات وعشوائيات وامتدادات عشوائية، لذا الهدف يستدعي التنسيق الدقيق ما بين الدولة والكنيسة للحصول على ناتج سياحي ومعيشي موزون.

تقييم اليونيسكو يتم على مدار سنة ويكون خلالها عدة زيارات واجتماعات مع الجهات المعنية المختلفة، وتمت زيارة واحدة فقط حتى الأن من قبل خبراء اليونيسكو وزار المنطقة نفسها واستمعوا لكل الأطراف المعنية.

أما عن الملف الثاني وهو الملف غير المادي، فقد انتهينا تماما من اعداده وهو بصدد التسليم هذا العام.

زيارة اليونيسكو إلى منطقة أديرة وادي النطرون

هل دور المحافظات والمحليات سينتهي بتنفيذ المخطط الذي وضعته وزارة السياحة؟

الكيان الوطني الذي تكلمنا عنه والمزمع تكوينه، سيكون المعني بالإدارة والصيانة والتشغيل والترويج الاستثماري ومتابعة إدارة كل منطقة.

لذا ينتهي دور المحليات بتنفيذ المشروع الذي نوشك على إنهائه خلال الشهر الأول من عام 2021 أتصور أن هذا الكيان سيكون جهازاً تنفيذياً لإدارة المشروع وسيكون لها رئيس مجلس إدارة

غالباً سيكون من ذوي الشأن المتخصصين وغالباً سيكون من وزارة السياحة والأثار، وسيكون أعضاء مجلس الإدارة من المحافظين المعنيين بالمسار وسيكون أيضا مهم تواجد ممثلين من الجهات

والوزارات المعنية بمشروع المسار من قطاع الأثار والكنيسة المصرية وجهاز التنسيق الحضاري لضمان أن كل الجهات تكون حاضرة وفعالة لإزالة أي معوقات، وهذا الكيان سيقوم بتمويل المشروع.

فإدارة هذا المشروع يجب أن يكون من الدولة على غرار ما يحدث في الأردن وفي اسرائيل وكذلك في السعودية.

ما إنجازات المشروع في 11 محافظة حتى الأن؟

المحافظات هم القاهرة الجيزة الشرقية الغربية البحيرة كفرالشيخ المنيا أسيوط القليوبية الدقهلية شمال سيناء

نبدأ بالقاهرة عند مجمع الأديان والنقطة التي مرت بها العائلة المقدسة الممثلة في مغارة أبو سرجة: التطوير لم يشمل مجمع الأديان أو مغارة أبو سرجة بمفردها، فنحن نطور مجمع الكنائس هناك استغلالاً لرحلة مرور العائلة المقدسة بهذه المنطقة. كنيسة أبي سرجة بعد الترميم

بوابة حجرية بشارع عمرو بن العاص

حمامات سابقة التجهيز في منطقة الفسطاط

كنيسة المعادي: يضمن انطلاق المشروع هناك هو المرسى النيلي وتم مناقشته مع مجلس الوزراء والموافقة عليه قاربت الصدور، وتم رفع كل المستندات والرسومات لمكتب الرئيس الممثل في مستشار الرئيس للتخطيط العمراني للموافقة على إنشاء المرسى.

وتم حل مشكلة الأرض المجاورة للكنيسة لتصبح نقطة وصول الوفود للمرسى وأيضا توفير الخدمات السياحية بها اللازمة في هذه النقطة. وتم تخصيص الأرض كحديقة مفتوحة كمدخل خاص يؤدي إلى المرسى النيلي الذي سيتم إنشاؤه.

صور توضع كنيسة العذراء مريم بالمعادي والأرض المجاورة لها التي ستؤدي إلى المرسى

كنيسة حارة زويلة: تقع في مجمع الأديان الثاني بالقاهرة، وسط منطقة الحسين وموسى إبن ميمون و المعبد اليهودي هناك. وهي لم تندرج في مشروعنا حتى الأن لكن جاري تطوير كل تلك المنطقة في مشروع قومي أخر وهو مشروع تطوير منطقة الحسين، وتم إعتماد هذا المخطط من أيام.

كنيسة حارة زويلة وقت احتفالية دخول العائلة المقدسة مصر

معرض أيقونات العائلة المقدسة بكنيسة حارة زويلة

منطقة المطرية: تنمية كبيرة حدثت في المطرية، حول شجرة مريم والبئر المقدس هناك، حيث قامت وزارة السياحة والأثار بتطوير المنطقة حول شجرة مريم وكسوة الأسوار المحيطة بها وصيانة الأرضيات بالمكان وإتمام مركز الزوار داخل المزار وإعادة بناء الحمامات الموجودة بالمزار.

شجرة مريم تقع في إطار تطوير شامل تقوم به الدولة بفتح وتجديد المحاور المرورية في منطقة مصر الجديدة، وتم الإنتهاء من مشروع كبير للصرف الصحي في منطقة المطرية ورصف الطرق.

وتم إلغاء سوق الخميس العشوائي وتطوير شارع المطراوي والمحاور التي توصلنا بالطريق الدائري مباشرة يعتبر إنجازاً كبيراً في هذه المنطقة.

وقدم جهاز التنسيق الحضاري تصور لما سيكون على أرض الواقع في المطرية.

صورة أرشيفية من مزار شجرة مريم

أما في محافظة القليوبية، تقع كنيسة مسطرد: تبعد حوالي 3 كيلو من المطرية، وتم الاتفاق على تأهيل الطريق للوصول لكنيسة مسطرد مع المشروعات التي تتم الأن بتوسيع الطريق الدائري والمنزل الذي يتم الأن في هذه المنطقة. ومن هنا يتضح أننا لا نفكر بانعزال في مواقع المسار فقط، بل نحاول المتابعة مع المخططات القومية والمشروعات الأخرى في البلاد.

صور أرشيفية لكنيسة مسطرد

صور أرشيفية لكنيسة مسطرد

صور أرشيفية لكنيسة مسطرد

في الدلتا لدينا 3 نقاط، ففي محافظة الشرقية نقطة تل بسطا: تم الانتهاء من 95% من تطويرها داخلياً وخارجياً والإطار المحيط بها.

أما بلبيس وهي تقع أيضا بمحافظة الشرقية لكنها تعتبر نقطة مرور للعائلة المقدسة ولم تمكث فيها. فهذه النقاط يكون لها أولوية ثانية بعد النقاط التي فيها مشهد أثري أو مزار واضح للعائلة المقدسة. هناك مراحل متقدمة من المشروع عندما يروج له كمسار كامل والوفود تخطو عليه بالكامل بنفس رحلة المسيح سيتم الترويج للنقاط المرورية أيضا وقتها.

أما محافظة كفر الشيخ، في نقطة سخا: يتم التطوير بشكل ملحوظ ومعدل التنمية وصل إلى 75% والمتبقي سينتهي بسرعة لأنه تم إزالة أي معوقات ورقية أو مستندية والتنفيذ على أرض الواقع يتم الأن وربما يستغرق شهر على الأكثر.

الشارع المؤدي لكنيسة سخا تم تطويره وعمل أرصفة للمشاه وكسوة كل الأسوار الخاصة بالمنازل وإعادة دهانها وزراعة النخيل في هذا الشارع، وتم عمل ساحة انتظار للأوتوبيسات السياحية وعمل حديقة لتمثل نقطة وصول الوفود السياحية إلى هذه

النقطة، ويكون بها مظلات وأماكن جلوس. ويتم إنشاء الأن أيضا مكان لإستقبال الزائرين. وهناك تفاوض أيضا على استغلال بعض الأراضي غير المستغلة تابعة لوزارة الزراعة عند الشارع المؤدي للكنيسة لتخصيص هذه الأرض لتكون مناطق استثمارية حول نقطة سخا.

ثم نصل إلى محافظة الغربية، في نقطة سمنود: كنيسة سمنود كانت وسط سوق سمنود المزدحمة جداً، لكن بالشراكة بين هيئة التنمية السياحية والتنسيق الحضاري ومحافظة الغربية تم عمل تطوير كبير وأشيد على

مجهود محافظة الغربية وخاصة نائب المحافظ الأستاذ أحمد عطالله، فتم تنفيذ كل التوصيات من الملامح المعمارية المطلوبة والتخطيط الجمالي الموضوع وتم إعادة تصميم كل واجهات المحالات وتوحيد الشكل

النهائي لهم، وتم تطوير وترميم سور الكنيسة نفسها، ووضع عناصر تنسيق للموقع كله تحمل صور من العائلة المقدسة، وأيضا تم فصل حركة المشاه عن حركة الباعة الجائلين وإعداد ساحة للأوتوبيسات السياحية

في نهاية الشارع المؤدي للكنيسة، وتم وضع رمز وطني تذكاري بنافورة في هذا المكان لتعتبر النقطة المركزية التي سيتحرك منها السائح إلى أن يصل إلى الكنيسة، وتم تبليط الشارع بالكامل بالانترلوك

المتوافق مع روحانيات المكان. وتهذيب حركة الباعة الجائلين ليكونوا في خارج تلك المنطقة. وتم اعداد غرف حضارية لشرطة السياحة التي ستكون في المكان وتنظيم حركة دخول وخروج السائحين بما يضمن التأمين الجيد.

واجهة الكنيسة

توحيد شكل واجهات المحالات في شارع الكنيسة

تطوير منطقة الدخول لشارع كنيسة سمنود

محافظة الدقهلية فيها كنيسة دقادوس: وهذا الموقع كان صعب الوصول إليه مثل سمنود قديما قبل التطوير، لكن هناك موقع مرور للعائلة المقدسة وعليه كنيسة أثرية، لذا تم التنسيق لتطويرها في المرحلة القادمة حتى تكون مؤهلة للزيارات السياحية.

محافظة شمال سيناء عند نقطة الفرما: هي نقطة ذات شواهد عديدة، بها أقدم كنيسة دائرية وتل الكنائس وبئر رومانية أثرية وصومعة غلال أثرية. والمحافظة انتهت من الطرق المحيطة بتل الفرما حوالي 4 كيلو

من العريش إلى القنطرة وعملت بوابة رمزية ومهدت كل الطرق الترابية لسهولة الوصول وتم وضع كل اللافتات الإرشادية، وطالبنا من محافظة شمال سيناء التنسيق مع محافظة بورسعيد لأنها تمتلك المقومات

التي تخدم منطقة الفرما لوجيستياً ويمكن الإقامة في فنادقها ويمكن إثراء زيارة الفرما من خلال زيارة الكنائس الموجودة ببورسعيد. والمسافة من بورسعيد 20 كيلو ويتم الأن رصف الطرق لتؤدي إلى الفرما.

المخطط الاستثماري يعرض أيضا نقطة الفرما التي بها مقومات أكبر من مجرد النقطة السياحية فيوجد بها بحيرة البردويل والزرانيق وهم بمثابة سياحة علاجية وبيئية وهذا سيثري المنطقة بالكامل سياحياً.

الكنيسة الدائرية في الفرما

بقايا الحمام الجنوبي

وفي محافظة البحيرة يوجد أديرة وادي النطرون الأربعة وبحيرة الحمرا: تم الانتهاء من 24 كيلو من الطرق ازدواج وانارة وزراعة نخيل، وتم انتهاء من طريق البراموس واسناد اللافتات لإحدى الشركات وجاري تركيبها على الموقع الأن. باقي ثلاث مناطق استثمارية لعمل نقاط لاستقبال الوفود ويتم التفاوض مع وزارة الزراعة لانهاء تخصيصها لصالح المشروع.

أما نبع الحمرا فهي نقطة هامة في محافظة البحيرة، وتم حل المشكلة الاستثمارية التي كانت تقع عليها بسبب خلاف قانوني بين المحافظة واحد المستثمرين وانتهى الخلاف لصالح المحافظة. وهناك توجيه من هيئة التنمية السياحية الأن بإعداد مخطط استثماري على بحيرة نبع الحمرا لتكون نقطة روحانية علاجية لشدة ملوحة الماء هناك، وانشاء مجموعة من الفنادق حول هذه البحيرة.

محافظة الجيزة، فهي نقطة مرور عند نقطة ميت رهينة: تقع عند المتحف الحالي بميت رهينة وتم تجهيز المتحف ونقطة استقبال الوفود. وتم التنسيق مع محافظة الجيزة لأننا نحتاج تمهيد الطريق الواصل ما بين طريق الصعيد الزراعي والطريق المؤدي للمناطق الأثرية الذي ينتهي عند ترعة المريوطية لزيارة منطقة سقارة ودهشور.

وفي الصعيد نقطة المنيا في سمالوط عند جبل الطير، تم الانتهاء من كل عناصر التطوير وتم عمل استراحة للزوار بها حمامات ومركز زوار ومكتب سياحي وبها أيضا منطقة لتجمع السائحين وكافيتريا عند مدخل الدير مباشرة، وباقي استكمال ترميم الكنيسة الأثرية نفسها. وتم الانتهاء من الطرق حول هذه النقطة وعمل بوابتين للمنطقة.

استراحة جبل الطير

في محافظة أسيوط يوجد دير درنكة ودير المحرق: نقطة دير درنكة تقع بالقرب من الطريق الدائري المؤدي إلى المطار والذي يوصل أيضا لدير المحرق في أقل من ساعة، لذا طالبنا المحافظة بتجهيز هذا الطريق وتطهيره من القمامة وانشاء وصلة من عند دير درنكة إلى هذا الطريق وإلى دير المحرق. لأن الطريق المستخدم الأن من دير درنكة إلى دير المحرق يستغرق أربع ساعات.

أما دير المحرق فتم رصف الطرق المؤدية إليه من طريق المطار حوالي 8 كيلو وعملنا بوابة سياحية عند قرية رزقة الدير تبعد حوالي 800 متر عن الدير. ويتم زراعة نخيل في هذا الجزء الأن ووضع اللافتات الارشادية والمرورية..

وتم الانتهاء من تصنيع كل اللافتات الارشادية لكامل المحافظات ويتم توريدها وتركيبها فور الانتهاء من التطوير في كل محافظة

حوار المهندس عادل الجندي عبر تقنية الزووم

وطنى
03 يناير 2021 |