بدأت مدينة بيت لحم في الاستعدادات للاحتفال بعيد الميلاد ف، ومما لا شك فيه أن مدينة بيت لحم تشكّل في هذه الفترة محط أنظار العالم، على الرغم من المشاكل الناجمة عن جائحة كوفيد-19 التي أفرغت الأرض المقدسة من الحجاج والسياح.
وقد تمكنت هذه الجائحة من وقف الاحتفالات الدينية في الأرض المقدسة، واستطاعت أن تفعل ما لم تفعله سنوات طويلة من الصراع المسلح في المنطقة.
وتعيش مدينة بيت لحم وباقي الأراضي الفلسطينية مرحلة صعبة ليس فقط بسبب فيروس كورونا المستجد إنما أيضًا نتيجة الأزمة الاقتصادية الخانقة والمرتبطة بتوقف زيارات الحج وجمود القطاع السياحي.
والمدينة التي وُلد فيها السيد المسيح ما تزال تخضع للاحتلال الإسرائيلي، وقد أُقفلت فيها المتاجر التي تبيع التذكارات والأغراض الدينية، في وقت يعاني فيه الاقتصاد المحلي من الانهيار التام. وتؤكد السلطات الكنسيّة المحلية أن التحدي الأكبر يتمثل اليوم في إقامة الاحتفالات الميلادية.
وذلك في إطار الإجراءات المتبعة لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد. وقد جرى يوم السبت الماضي الاحتفال التقليدي الذي يتم عشية بداية زمن المجيء، ألا وهو دخولُ حارس الأرض المقدسة الأب فرنشيسكو باتون، إلى بيت لحم.
في سياق حديثه عن الأوضاع التي تعيشها اليوم الأرض المقدسة في ظل جائحة كوفيد وما نتج عنها من مشاكل وأزمات، قال الأب باتونحارس الأرض المقدسة في تصريحات صحفية له ، إن الوضع صعب للغاية خصوصًا
فيما يتعلق بالمواطنين المقيمين في منطقة بيت لحم، لأن أولئك المقيمين في الأراضي الإسرائيلية يمكنهم الإفادة من الخدمات الاجتماعية، خصوصًا من أصبحوا عاطلين عن العمل. أما المواطنون
المقيمون في الأراضي الفلسطينية عمومًا فهم يفتقرون إلى هذه الخدمات، نظرًا للإمكانات الاقتصادية المحدودة للسلطة الفلسطينية، ولأن معظم أهالي بيت لحم يكسبون لقمة العيش من زيارات الحجاج والسياح.
وأشار حارس الأرض المقدسة إلى أنه يشعر بالحزن الشديد عندما يسير في شوارع بيت لحم أو مدينة القدس العتيقة ويرى المتاجر التابعة للمؤمنين المسيحيين مقفلة، وهي ليست أسواقًا كبيرة كمحال السوبرماركت إنما عبارة عن متاجر صغيرة تُباع فيها الأغراض الدينية. كما أُقفلت كل الفنادق التي كانت تستقبل الحجاج والوضع بات مؤلمًا جدًا بالنسبة للعديد من أبناء المنطقة المسيحيين.
وتوقّع الأبباتون أن يعود الحجاج إلى المنطقة، لكن ليس قبل شهر حزيران المقبل، وهذا الأمر يؤثر سلبًا على حياة العديد من العائلات التي تعتمد على زيارات الحج والسياحة لتكسب لقمة العيش. ولفت في هذا السياق إلى أن حراسة الأرض المقدسة تضمن نسبة خمسين بالمائة من رواتب موظفيها المتوقفين عن العمل على أمل أن تمر هذه الأزمة الصحية وتعود زيارات الحج كي يعيش الناس بكرامة.