القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

"هيلا هيلا والشدة على الله".. حلم "رأفت" لكلية الهندسة بدأ بـ"شيل القصعة"

طفل صغير عمره لا يتجاوز الـ10 أعوام، يقف بجانب والده عامل البناء، يساعده في حمل الرمال ونقل الطوب ومواد البناء، عيناه لا تفارق المهندسين الموجودين في الموقع، ينظر إلى الخرائط التي يمسكونها بأيديهم، يحلم أن يصبح مهندسا مثلهم، استمر الحلم في ذاكرة ذلك الطفل ليحققه بعد بلوغ عامه الـ27.

"هيلا هيلا والشدة على الله".. حلم "رأفت" لكلية الهندسة بدأ بـ"شيل القصعة"

تخرج رأفت رشاد في كلية الهندسة جامعة أسيوط بتقدير ممتاز، متخطيًا رحلةً طويلةً مليئةً بالتحديات والمغامرات والعقبات التي استطاع التغلب عليها جميعًا لتحقيق الحلم، على الرغم من أنها أخرته عدة سنوت لبلوغ

مراده، رحلةٌ عانى خلالها من الفقر الذي اضطر بسببه للعمل كـ"عامل بناء" والسير في طريق مليء بالتعرجات للوصول لكلية الهندسة، ركب خلاله قطار الدبلوم مارًا بمحطة أحد المعاهد للوصول إلى كليته المنشودة.

بعدما أنهى "رأفت"، المرحلة الإعدادية بحصوله على الترتيب الأول، تنازل مؤقتا عن حلم كلية الهندسة ليلتحق بالمدرسة الفنية الصناعية راغبا في تخفيف أعباء المصروفات الدراسية عن والده، "إحنا 6 أخوات ومصاريفنا كتيرة عليه، دخلت الصنايع وكنت لسة بحلم بكلية الهندسة وبحلم أدخلها".

بتقدير كبير حصل الشاب العشريني على الدبلوم الفني الصناعي، ليبدأ طريقه نحو كلية الهندسة، ليلتحق بأحد المعاهد لمدة عامين حتى يتمكن من الالتحاق بكلية الهندسة، فلم يلتفت للأقاويل التي تحبط من عزيمته، "الناس كانت بتقولي إيه اللي بتعمله ده، إنت مش هتنفع في هندسة"، ولكنه كان يمتلك إيمانا كبيرا بتحقيق حمله، حتى التحق بكلية الهندسة جامعة أسيوط في عام 2015.

صعوبات عديدة واجهها "رأفت"، خلال فترة دارسته بكلية الهندسة، فكان لزاما عليه أن يبحث عن عمل بعدما تقاعد والده عن مهنة البناء بسبب الظروف الصحية، ليقرر أن يستكمل مسيرة والده في العمل في مهنة البناء بنقل الرمال والطوب، "وأوقات كنت بشتغل بائع متجول ببيع ملابس أو أي شيء يخليني أكسب بالحلال".

قسم هندسة "مدني".. ذلك هو القسم الذي تخرج فيه "رأفت"، والذي حلم به منذ صغره، ويتمنى أن يكون من المهندسين المعروفين في ذلك التخصص، "أنا نفسي يكون فيه تكريم لوالدي اللي تعب لتربيتي، ولأشقائي الذين حرصوا على دعمي ماديا ومعنويا".

الوطن
11 اكتوبر 2020 |