قال المطران سيليستينو ميغليور، الممثل البابوي في فرنسا: يحفز شهداء اليوم عمل الكنيسة على جبهات مختلفة ولأن عدد الشهداء اليوم أعلى من القرون السابقة فالوضع بمثابة جرس إنذار للكنيسة كما للدول للتركيز على الحريّة الدينيّة والوحدة بين المسيحيين والصداقة بين مختلف الديانات.
وتحدث المطران عن هذا الموضوع خلال زيارة قام بها الى منطقة ايل مادام في فرنسا التي تحتفل كلّ سنة بذكرى استشهاد أكثر من 800 كاهن خلال الثورة الفرنسيّة.
فمنذ العام 1910، تحتفل أبرشية لا روشيل أي سانت في 27 أغسطس من كل سنة بذكرى استشهاد 829 كاهن رفضوا أداء اليمين التي كانت تفرضه السلطات فرُحّلوا خلال الثورة الفرنسيّة.
وفي العام 1995، أعلن البابا يوحنا بولس الثاني جان باتيست سوزي ورفاقه الـ63 طوباويين بعد الاعتراف باستشهادهم.
وقال المونسنيور ميغليور عدد المسيحيين الشهداء خلال القرن الماضي يزيد عن أعدادهم في القرون الماضيّة مجتمعة وهذا الاتجاه لم ينعكس بعد.
وأضاف: هم يمثلون شهادة في وجه نكران الحريات الدينيّة وجرس إنذار للدول لتحسين إجراءات الحماية. يُحفز هؤلاء الشهداء عمل الكنيسة على جبهات مختلفة ومنها الترويج للحريّة الدينيّة وللوحدة بين الكنائس المسيحيّة والصداقة بين الأديان والقوة التحويليّة للمغفرة في السياسة.
وقال السفير البابوي خلال القداس الذي احتفل به في اليوم نفسه: في فرنسا ومنذ 230 عاماً، استبدل عالم جديد الدين والايمان المسيحي دون منطق واضح وتحدث عن قاسم مشترك بين ثوار العام 1789 أي نظام سياسي واجتماعي اقترف الفظائع بحق عدد كبير من الشهداء وأرادوا خلق انسان جديد لا حدود له.
وقال: نعيش اليوم ثورة غازيّة وسريعة تقترح تغيير لا ظروف الحياة وحسب بل الانسان بحد ذاته من خلال التكنولوجيا. وعلى الرغم من أن هذا الوضع قد يخلق خوفاً من المستقبل وقلق، لكنه علينا ألا نقع في اليأس بل اعتماد مسار الخير واقتفاء صورة اللّه الخالق. في اليوم السابع، وبحسب سفر التكوين في الكتاب المقدس، استراح اللّه ووضع حداً لقوته () ليفسح المجال أمام حريّة الإنسان.
وأشار الى أن على المسيحيين اقتفاء هذا المثل وبالتالي عدم اعتبار ذواتهم اللّه وبالتالي فمن الواجب تحويل بعض الأنشطة مثل السياسة والاقتصاد.
تقودنا طيبة اللّه الى وضع حدود لميلنا إلى تعظيم ذواتنا قبل الآخرين واتخاذ القرار عن الآخرين والكلام دوماً والرغبة بالسيطرة الكاملة على كلّ ما هو حولنا. واعتبر ان ذلك بديل فعال لمسار العنف الذي يُنظر إليه اليوم على اعتباره المسار الوحيد لتحقيق النتائج.