يلاحظ الكثيرون في أثناء استخدام البصل للطهي أو وضعه على السلطة وجود مادة سوداء عليه شبيه للبودرة، دون معرفة ما السبب وراء ذلك وهل يعني ذلك أنَّه يحتوي على أضرار خطيرة؟
الدكتور محمد علي فهيم، أستاذ التغيرات المناخية في مركز البحوث الزراعية شرح حقيقة هذه المادة السوادء لـ"الوطن"، قائلًا إنَّ ما يوجد به ليس "بودرة" كما يطلق عليه البعض فأن هذا التعبير، غير علمي أو سليم ويوحي بأنّها قد تكون مادة كيماوية أو غريبة: "لكن الحقيقة أنها جراثيم لفطر يدعى الأسبرجيللس (Aspergillus niger) المسبب لمرض العفن الأسود في البصل".
وعن أسباب انتشار هذا الفطر على عدة أنواع من الخضروات والفواكه، يعود في لسبب التغيرات المناخية وارتفاع درجة الحرارة و الطرق الخاطئة، التي تحدث خلال حصاده أو سوء التخزين، بحسب وصف فهيم.
وعن سؤال هل هذا الفطر يتسبب في أمراض خطيرة مثل السرطان كما يعتقد البعض، رد أستاذ التغيرات المناخية بأنه لم يثبت بأي طريقة أن هذا الفطر يتسبب في أمراض خطيرة، وخاصة السرطان، حيث إنه يفرز فقط حمض الأكساليك ومادة الميلفورمين، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة ومعاهد الفطريات العالمية، وهذه المواد لا تؤدي إلى أي سرطانات.
وأوضح "فهيم"، أنَّ جسم الإنسان يمكنه التعامل مع هذه المواد، والتغلب عليها في حال تراكم الأوكسلات في جسم لديه القابلية لتكوين الحصوات: "ممكن أن يسبب لتكون حصوات في الكلى".
واستكمل أستاذ التغيرات المناخية حديثه قائلًا إنَّ المادة السوداء لا تؤثر إلا على أول ورقة من البصل، فبمجرد إزالتها وغسل البصل لا يصبح هناك أي أثر لهذا الفطر.
أما عن إمكانية تناول البصل في هذه الحالة، أشار "فهيم"، إلى أنَّ يختلف الأمر على حسب الدرجة التي وصل إليها البصل من العفن الأسود فإذا كان في أول قشرة فقط، فيمكن إزالتها وغسلها جيدًا واستخدامها وإذا كانت في الطبقة الخارجية فقط من البصلة ذاتها من الممكن قطع هذا الجزء بالسكين بمعدل 1 سم، ولكن في حال أن هذا العفن وصل لعدة طبقات من البصل، يجب حينها التخلص منها كي لا ينتج عنها سموم.
ونصح "فهيم"، مرضى الحساسية بالتخلص تماما من البصل الذي أصيب بأي درجة من العفن الأسود.