الكنيسة تواصل صلوات أسبوع الآلام:
= الصلوات بدون حضور شعبي
= السيد المسيح أخرج الباعة من الهيكل رافضا للزيف وللعبادة الشكلية فقط
تواصل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية صلوات البصخة المقدسة، ويشمل يوم الاثنين مجموعة من الأحداث من أهمها تعليمها في الهيكل ولعن شجرة التين التى أدعت الإثمار كذبا، وتقام الصلوات في عدد من الأديرة والكنائس بدون حضور شعبي ويتم نقلها عبر القنوات الفضائية المسيحية وصفحات التواصل الاجتماعي.
ويُقسم أسبوع البصخة إلى نصفين من الناحية الطقسية، فأيام الأثنين والثلاثاء والأربعاء من البصخة يُطغي عليها سمة خاصة تختلف عن باقي الأيام الأُخرى من حيث الطقوس الكنسية حيث لا يُرفع بخور في الكنيسة، أما باقي أيام
اسبوع البصخة مع يوم السبت، أي الخميس والجمعة والسبت فهي تُعتبر بمثابة جزء من الاحتفالات الفصحية، حيث يبرز لكل يوم منهما وجهًا من أوجه سرّ الفصح الخلاصي حتى يُكلل بيوم عيد القيامة المجيد عيد فرح الخليقة الجديدة.
وفي أحداث يوم الاثنين من البصخة المقدسة، خرج يسوع من بيت عنيا الواقعة على سفح جبل الزيتون الشرقي، والتي اشتهرت بأنها وطن لعازر وأخته مريم ومرثا، وهي على بعد نحو 2700 متر من أورشليم قاصدًا الهيكل، لأنه كان يصرف نهار هذا الاسبوع في الهيكل، وفي المساء كان يرجع إلى بيت عنيا ليبيت هُناك.
وبينما هو مار في صباح هذا اليوم، لعن شجرة التين غير المثمرة، والسبب في لعنه إياها، أنها كانت مورقة، والعادة أن يظهر الثمر مع الورق في هذا النوع من الأشجار، فحينما تبدأ الأوراق في
الظهور نجد وجود الثمر واضحا، كما أن بعض الثمر ينضُج أحيانًا قبل غيره بأيام كثيرة، فتلك الشجرة الكثيرة الورق الخالية من الثمر المبكر والمتأخر كانت تُمثل حالة الأمة اليهودية، والتي
أدَّعت أنها الأمة المنفردة بالقداسة على الأرض، لأنه كان لها الشريعة والهيكل والرسوم والشعائر الدينية المقدسة مع الأصوام والأعياد والذبائح الصباحية والمسائية ومع كل ذلك خلت من
الإيمان والمحبة والقداسة والتواضع والاستعداد لقبول المسيح الرب وإطاعة أوامره المُحيية، فافتخرت بكونها شعب الله الخاص، ورفضت ابنه الذي أرسله حسب نبوات الأنبياء التي يحفظونها عن ظهر قلب.
ويعدها دخل السيد المسيح إلى الهيكل، وابتدأ يُخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل، وقلب موائد الصيارفة، وكراسي باعة الحمام، ولم يدع أحدًا يجتاز الهيكل بمتاع،
ولنا أن نعرف أن هذه الأغنام والحمام يباعوا في الهيكل من أجل الخدمة وتقديم الذبائح، بمعنى أن شكلها مشروع وضروري ولازم ونافع فعلًا، فقال لهم السيد المسيح "مكتوب
بيتي بيت الصلاة يُدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص، وهنا يتضح القصد مما عمله السيد المسيح في الهيكل وأيضًا مع الشجرة غير المثمرة، لأن الاثنين متداخلان معًا، ويكملان المعنى.
وتركز قراءات يوم الاثنين من البصخة المقدسة على فكرة أنه هي كيف مال الإنسان إلى الخطية بإرادته وسلطانه وحده، وترك إلهه الحي وتبع آلهة غريبة وقد انتظر الرب ليرى ثمرًا من تعب يديه فلم يجد. فكان لزامًا أن يُدين الرب الرياء ويفضحه بقوه لأن ثمرته كانت الكبرياء والتعالي وعدم احترام وتوقير الله، ويُطهر منه الهيكل.
وأمَّا عن قراءات المساء لهذا اليوم والتي تُسمى في الطقس ليلة الثلاثاء فهي علاج لخطايا النفاق والرياء والزيف والتواني عند الحُكماء في أعين أنفسهم، وهي أنواع الخطايا التي عرضتها قراءات الصباح.