تفسير الاصحاح الحادى والعشرون من سفر القضاة للقمص تادري يعقوب ملطى
مرارة في إسرائيل
إذ تحطم سبط بنيامين شعر إسرائيل أنه فقد سبطًا بأكمله من أسباطه الاثنى عشر، فحدث مرارة وندم.
1. ندم إسرائيل [1-15].
2. تدبير أمر زواج البنيامينيين [16-25].
1. ندم إسرائيل:
غلب إسرائيل بنيامين لكن بقيت النفوس مرة، فقد شعر إسرائيل أنه فقد سبطًا من أسباطه الاثنى عشر، إذ لم يبق منه إلاّ ستمائة رجل حرب هاربين في صخرة رمون، وكانوا قد أقسموا قبلاً في المصفاة ألا يسلم أحد ابنته زوجة لبنياميني، وكأنهم بهذا حكموا على السبط بالزوال نهائيًا. لذلك جاء الشعب إلى بيت إيل وصار يبكي بكاءً عظيمًا.
ندم إسرائيل.. وإذ كانوا قد حذروا كل مدينة لا تشترك معهم في الحرب أرسلوا 12 ألفًا من رجال الحرب إلى مدينة يابيش جلعاد، المدينة الوحيدة التي لم تشترك مع الجماعة في الحرب، فضربوا المدينة بحد السيف وقتلوا رجالها ونساءها وأطفالها ما عدا الفتيات العذارى، وكان عددهن 400 فتاة. أتوا بالفتيات إلى شيلوه، وإذ تصالح إسرائيل مع الـ 600 رجلاً بنيامينيًا أعطوهم الفتيات نساء لهم لإحياء السبط من جديد.
2. تدبير أمر زواج البنيامينيين:
تزوج بعض البنيامينيين بالفتيات اللواتي من مدينة يابيش جلعاد، وأما الباقون فإذ لم يكن ممكنًا لإسرائيلي أن يعطيهم ابنته أوصي شيوخ الجماعة رجال بنيامين أن يترقبوا خروج الفتيات في عيد الرب في شيلوه وإذ يرونهن خارجات يرقصن يخرج الرجال من الكروم ويأخذ كل منهم فتاة له زوجة، فإن جاء آباؤهن أو اخوتهن يطيب الشيوخ قلوبهم، بأنه لا وسيلة للبنيامينيين غير هذه حتى يعمروا مدنهم من جديد ولا ينقطع سبطهم من بين أسباط إسرائيل.
وقد خُتم السفر بالعبارة: "في تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل، كل واحد عمل ما حسن في عينيه" [25]. وكأن غاية هذا السفر إعلان فساد قلب الإنسان ورغبته لا في الحرية وإنما في الإباحية ليعمل حسب هواه بلا ضابط.