تفسير الاصحاح الثامن من سفر ملوك الثانى للقمص تادري يعقوب ملطى
المرأة الشونمية
اهتمام إليشع النبي بالمرأة الشونمية يكشف عن اهتمامه نحو الآخرين.1 وكلم اليشع المرأة التي احيا ابنها قائلًا قومي وانطلقي أنت وبيتك وتغربي حيثما تتغربي لأن الرب قد دعا بجوع فياتي أيضًا على الأرض سبع سنين
2 فقامت المرأة وفعلت حسب كلام رجل الله وانطلقت هي وبيتها وتغربت في ارض الفلسطينيين سبع سنين
3 وفي نهاية السنين السبع رجعت المرأة من ارض الفلسطينيين وخرجت لتصرخ إلى الملك لاجل بيتها وحقلها
4 وكلم الملك جيحزي غلام رجل الله قائلًا قص علي جميع العظائم التي فعلها اليشع
5 وفيما هو يقص على الملك كيف أنه أحيا الميت إذا بالمرأة التي أحيا ابنها تصرخ إلى الملك لاجل بيتها ولاجل حقلها فقال جيحزي يا سيدي الملك هذه هي المرأة وهذا هوابنها الذي احياه اليشع
6 فسال الملك المرأة فقصت عليه ذلك فأعطاها الملك خصيا قائلًا ارجع كل ما لها وجميع غلات الحقل من حين تركت الأرض إلى الان
7 وجاء اليشع إلى دمشق وكان بنهدد ملك ارام مريضا فاخبر وقيل له قد جاء رجل الله إلى هنا
8 فقال الملك لحزائيل خذ بيدك هدية واذهب لاستقبال رجل الله واسال الرب به قائلًا هل اشفى من مرضي هذا
9 فذهب حزائيل لاستقباله واخذ هدية بيده من كل خيرات دمشق حمل اربعين جملا وجاء ووقف أمامه وقال إن ابنك بنهدد ملك ارام قد أرسلني إليك قائلًا هل أشفى من مرضي هذا
10 فقال له اليشع اذهب وقل له شفاء تشفى وقد أراني الرب أنه يموت موتًا
11 فجعل نظره عليه وثبته حتى خجل فبكى رجل الله
12 فقال حزائيل لماذا يبكي سيدي فقال لأني علمت ما ستفعله ببني إسرائيل من الشر فانك تطلق النار في حصونهم وتقتل شبانهم بالسيف وتحطم أطفالهم وتشق حواملهم
13 فقال حزائيل ومن هو عبدك الكلب حتى يفعل هذا الأمر العظيم فقال اليشع قد أراني الرب إياك ملكا على ارام
هل طلب إليشع من حزائيل أن يخدع الملك بنهدد ويقتله ليملك بنهدد ويقتله ليملك عوضًا عنه؟ حتمًا لا، لكن ما قاله إليشع النبي كان وصفًا مسبقًا لما رأى حزائيل يفعله. رآه يغدر بسيده الملك ويغتصب منه المُلك، كما رآه وهو يمارس الشر ضد إسرائيل.
لم يكن حزائيل يتصور ما سيبلغه قلبه من جحود فيفعل ه بشعب إليشع الذي تنبأ له أنه يصير ملكًا. لذا قال: "ومن هو عبدك الكلب حتى يفعل هذا الأمر العظيم؟! [13].
كثيرًا ما يظن الإنسان أنه أرفع من أن يقترف خطايا بشعة، وأنه قادر على السيطرة على تصرفاته، وأنه لن يهبط إلى هذا المستوى، متجاهلًا الشر الكامن في قلبه عِوض طلب القوة والعون من اللَّه.
14 فانطلق من عند اليشع ودخل إلى سيده فقال له ماذا قال لك اليشع فقال لي أنك تحيا
15 وفي الغد اخذ اللبدة وغمسها بالماء ونشرها على وجهه ومات وملك حزائيل عوضا عنه
لقد سبق أن تنبأ إيليا النبي عن استلام حزائيل الملك (1مل15:19)، وواضح أن عرف ذلك. مع هذا تعجل حزائيل في استلامه الملك ولم يصبر بل قتل بنهدد.
16 وفي السنة الخامسة ليورام بن اخاب ملك إسرائيل ويهوشافاط ملك يهوذا ملك يهورام بن يهوشافاط ملك يهوذا
17 كان ابن اثنتين وثلاثين سنة حين ملك وملك ثماني سنين في أورشليم
18 وسار في طريق ملوك إسرائيل كما فعل بيت أخاب لأن بنت أخاب كانت له امرأة وعمل الشر في عيني الرب
ربما كان لزواج يهورام من عثليا ابنة آخاب وإيزابل الشرير من فوائد سياسية كا رقاية تحالف وسلام بين المملكتين: الشمالية والجنوبية. لكن هذا الزواج دفع بمملكة الجنوب إلى عبادة الأوثان. وبعد موت يهورام صار ابنه أخزيا ملكًا، وعندما قُتل أخزيا في المعركة قَتلت عثليا كل أحفادها لتقيم من نفسها ملكة (دا 1-3).
19 ولم يشا الرب أن يبيد يهوذا من اجل داود عبده كما قال أنه يعطيه سراجا ولبنيه كل الأيام
20 وفي أيامه عصى ادوم من تحت يد يهوذا وملكوا على أنفسهم ملكا
21 وعبر يورام إلى صعير وجميع المركبات معه وقام ليلا وضرب ادوم المحيط به ورؤساء المركبات وهرب الشعب إلى خيامهم
22 وعصى ادوم من تحت يد يهوذا إلى هذا اليوم حينئذ عصت لبنة في ذلك الوقت
كانت ليهوذا وآدوم حدودًا مشتركة، ولهما جد واحد هو اسحق، لكنهما عاشا في حروب مستمرة.
خضعت أدوم لإسرائيل في أيام داود (2صم13:8، 14)، ثم لمملكة الجنوب، والآن عصت على يهورام وأعلنت الاستقلال. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). فزحف يهورام لمهاجمة آدوم، لكنه فشل ففقد جزءً من أرضه عقابًا له على فشله في إكرام اللَّه.
23 وبقية أمور يورام وكل ما صنع أما هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك يهوذا
24 واضطجع يورام مع آبائه ودفن مع آبائه في مدينة داود وملك اخزيا ابنه عوضا عنه
25 في السنة الثانية عشرة ليورام بن أخاب ملك إسرائيل ملك اخزيا بن يهورام ملك يهوذا
26 كان اخزيا ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك وملك سنة واحدة في أورشليم واسم أمه عثليا بنت عمري ملك إسرائيل
كان أخزيا هو الابن الوحيد الباقي ليهورام ملك يهوذا. ومع كونه الأصغر استلم الحكم لأن كل أخوته سقطوا في الأسر في إحدى غارات الفلسطينيين والعرب (2أي16:21،17). يسمى أخزيا يهوآحاز.
27 وسار في طريق بيت أخاب وعمل الشر في عيني الرب كبيت اخاب لانه كان صهر بيت اخاب
28 وانطلق مع يورام بن أخاب لمقاتلة حزائيل ملك ارام في راموت جلعاد فضرب الاراميون يورام
29 فرجع يورام الملك ليبرا في يزرعيل من الجروح التي جرحه بها الاراميون في راموت عند مقاتلته حزائيل ملك ارام ونزل اخزيا بن يهورام ملك يهوذا ليرى يورام بن أخاب في يزرعيل لأنه كان مريضًا
كانت يزرعيل مقر القصر الصيفي لملوك إسرائيل.