تفسير الاصحاح الثانى والعشرون من سفر ملوك الثانى للقمص تادري يعقوب ملطى
يوشيا الملك الصالح
1 كان يوشيا ابن ثمان سنين حين ملك وملك احدى وثلاثين سنة في أورشليم واسم أمه يديدة بنت عداية من بصقة
2 وعمل المستقيم في عيني الرب وسار في جميع طريق داود أبيه ولم يحد يمينا ولا شمالا
بدأ يوشيا الحكم وهو ابن ثماني سنوات فقط، ومع هذا قلما نجد ملكًا مثله أطاع الله تمامًا لقد بدأ اصطلاحاته وهو في السادسة والعشرون، لكن حياته المقدسة في صبوته وشبابه كانت رصيدًا له، تسند في كل أعماله العظيمة.
3 وفي السنة الثامنة عشرة للملك يوشيا أرسل الملك شافان بن اصليا بن مشلام الكاتب إلى بيت الرب قائلا
4 اصعد إلى حلقيا الكاهن العظيم فيحسب الفضة المدخلة إلى بيت الرب التي جمعها حارسو الباب من الشعب
5 فيدفعوها ليد عاملي الشغل الموكلين ببيت الرب ويدفعوها إلى عاملي الشغل الذي في بيت الرب لترميم ثلم البيت
6 للنجارين والبنائين والنحاتين ولشراء أخشاب وحجارة منحوتة لاجل ترميم البيت
7 إلا أنهم لم يحاسبوا بالفضة المدفوعة لايديهم لأنهم إنما عملوا بأمانة
8 فقال حلقيا الكاهن العظيم لشافان الكاتب قد وجدت سفر الشريعة في بيت الرب وسلم حلقيا السفر لشافان فقراه
بسبب السلسلة الطويلة من الملوك الشرار ضاع سفر شريعة الله الذي يقصد به أما أسفار موسى الخمسة أو سفر التثنية وحده.
9 وجاء شافان الكاتب إلى الملك ورد على الملك جوابا وقال قد افرغ عبيدك الفضة الموجودة في البيت ودفعوها إلى يد عاملي الشغل وكلاء بيت الرب
10 واخبر شافان الكاتب الملك قائلًا قد اعطاني حلقيا الكاهن سفرًا وقراه شافان أمام الملك
11 فلما سمع المك كلام سفر الشريعة مزق ثيابه
لكلمة الله فاعليتها في حياة المؤمن فإنه إذ سمع الملك كلمة الله مزق ثيابه وقام بإصلاح فورًا، وغيًّر مسار الشعب.
12 وامر الملك حلقيا الكاهن وأخيقام بن شافان وعكبور بن ميخا وشافان الكاتب وعسايا عبد الملك قائلا
13 اذهبوا اسالوا الرب لاجلي ولاجل الشعب ولاجل كل يهوذا من جهة كلام هذا السفر الذي وجد لانه عظيم هو غضب الرب الذي اشتعل علينا من اجل أن اباءنا لم يسمعوا لكلام هذا السفر ليعملوا حسب كل ما هو مكتوب علينا
14 فذهب حلقيا الكاهن واخيقام وعكبور وشافان وعسايا إلى خلدة النبية امراة شلوم بن تقوة بن حرحس حارس الثياب وهي ساكنة في أورشليم في القسم الثاني وكلموها
15 فقالت لهم هكذا قال الرب إله إسرائيل قولوا للرجل الذي أرسلكم إلى
16 هكذا قال الرب هانذا جالب شرا على هذا الموضع وعلى سكانه كل كلام السفر الذي قراه ملك يهوذا
17 من اجل أنهم تركوني واوقدوا لالهة أخرى لكي يغيظوني بكل عمل ايديهم فيشتعل غضبي على هذا الموضع ولا ينطفئ
18 واما ملك يهوذا الذي ارسلكم لتسالوا الرب فهكذا تقولون له هكذا قال الرب إله إسرائيل من جهة الكلام الذي سمعت
19 من اجل أنه قد رق قلبك وتواضعت أمام الرب حين سمعت ما تكلمت به على هذا الموضع وعلى سكانه أنهم يصيرون دهشا ولعنة ومزقت ثيابك وبكيت امامي قد سمعت أنا أيضًا يقول الرب
20 لذلك هانذا اضمك إلى ابائك فتضم إلى قبرك بسلام ولا ترى عيناك كل الشر الذي أنا جالبه على هذا الموضع فردوا على الملك جوابا
2مل 22: 1
جاء في الدسقولية عن إمكانية سيامة الاسقف الشاب متى كان حسن السيرة وله شهادة من جيرانه.
+ صار سليما ملكا على إسرائيل وهو في الثانية عشر من عمره (1 مل 12)، ويوشيا في الثامنة من عمره ملك ببر [1[، وبنفس الطريقة يوآش ملك على الشعب في السابعة من عمره (2 أي 24: 1، 2 مل 11: 3:4). لذلك وأن كان الشخص شابا، فليكن وديعًا لطيفا وهادئاً.
إذ يقول الرب الإله بواسطة إشعياء: إلى من انظر إلا إلى المتواضع والهادئ والمرتعد من كلامي؟! (إش 66: 2). وبنفس الطريقة جاء أيضًا في الإنجيل "طوبى للودعاء فإنهم يرثون الأرض" (مت 5:5).
الدسقولية
Constitutions of the Apostles, book 2: 1.
2 مل 22: 1
إذ تحدث القديس أعناطيوس الأنطاكي عن ضرورة تكريم الأسقف الشاب قدم أمثلة كثيرة لشخصيات صغيرة السن تستحق كل وقار وتكريم، فكتب:
[" ليس الكثيرو الأيام حكماء ولا الشيوخ يفهمون الحق، ولكن في الناس روحا " (أي 32: 8،9) , فإن دانيال الحكيم وهو في الثانية عشر من عمره ملكه الروح الإلهي، وأفحم الشيوخ، الذين باطلا كان شعرهم فيه شيب فكانوا شهود زور وشهوانين يشتهون جمال امرأة الغير (تتمة دانيال 12).
وصموئيل وهو طفل صغير وبخ عالي الذي بلغ التسعين عامًا، لأنه كرم ابنيه أكثر من الله (1 صم 3: 1).
بنفس الطريقة تسلم ارميا رسالته في الله: " لا تقل إني ولد " إر 1: 7.
سليمان أيضًا ويوشيا هما مثالان لنفس الأمر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). الأول صار ملكا في الثانية عشر من عمره، قدم حكما رهيبا في أمر المرأتين بخصوص طفليهما (1مل 3: 16) والأخير إذ تولى العرش عندما بلغ الثامنة (2 مل 22، 23) هدم مذابح (الأوثان) وهياكله..
لذلك صغر السن لا يحتقر إذ كرس لله. إنما من كان ذهنه شريرا فهو محتقر حتى إن كان شيخا ومملوء أياما.
كان تيموثاوس حامل المسيح شابا، لكن اسمع ما كتب عنه معلمه: " لا يستهن أحد بحداثتك بل كن قدوة لمؤمنين في الكلام، في التصرف " (1 تى 4: 13)
Epistle of Ignatins to the Magnesians, 3 (Longer version).
2 مل 22: 14
تنبأ نساء أيضا. في القديم مريم أخت موسى وهرون (خر 15: 20)، وبعدها دبورة (قض 4: 4) وبعدهما خلدة [14] ويهوديت (يهوديت 8)، الأولى في عهد يوشيا والثاني في أيام داريوس. كذلك والدة الإله تنبأت ونسيبتها أليصابات وحنة (لو 1، 2). وفي أيامنا بنات فيلبس (أع 21: 9). ومع هذا هؤلاء لم يسخرن برجالهن بل حفظن قدرهن. لذلك إن كان بينكم من نال موهبة -رجلًا كان أو امرأة- فليكن متواضعًا لكي يسر الله به.
الدسقولية