تفسير الاصحاح العشرون من سفر ملوك الثانى للقمص تادري يعقوب ملطى
مرض حزقيا الملك وموته
1 في تلك الأيام مرض حزقيا للموت فجاء إليه اشعياء بن اموص النبي وقال له هكذا قال الرب اوص بيتك لانك تموت ولا تعيش
2 فوجه وجهه إلى الحائط وصلى إلى الرب قائلا
3 اه يا رب اذكر كيف سرت امامك بالامانة وبقلب سليم وفعلت الحسن في عينيك وبكى حزقيا بكاء عظيما
4 ولم يخرج اشعياء إلى المدينة الوسطى حتى كان كلام الرب إليه قائلا
5 ارجع وقل لحزقيا رئيس شعبي هكذا قال الرب إله داود ابيك قد سمعت صلاتك قد رأيت دموعك هانذا اشفيك في اليوم الثالث تصعد إلى بيت الرب
على مدى مائة عام من تاريخ يهوذا (732-640ق.م) كان حزقيا الملك الوحيد الأمين في علاقته بالله. بسبب إيمانه وصلاته شفاه وأنقذ مدينته من الآشوريين وأطال عمره.
6 وازيد على ايامك خمس عشرة سنة وانقذك من يد ملك اشور مع هذه المدينة واحامي عن هذه المدينة من اجل نفسي ومن اجل داود عبدي
7 فقال اشعيا خذوا قرص تين فاخذوها ووضعوها على الدبل فبرئ
+ تشير الكرمة في مواضع ليست بقليلة إلى الرب نفسه، وشجرة التين إلى الروح القدس، إذ يبهج الرب قلوب البشر، والروح يشفيهم. لهذا أمر حزقيا أولا أن يصنع عجينه طبيه بقرص تين، أي بثمر الروح يشفي، الذي هو الحب كقول الرسول: " وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف" (غلا 22:5،23). من أجل عظم ما تهبه من مسرة يدعوها النبي تينا.
الأب ميثوديوس
Methodius: The Banquet of the Ten Virgins, 10:5
+ إذ ضرب حزقيا بالخوف الشديد المفاجئ عند اقتراب الموت جلبت له دموعه وصلواته تأجيلا مؤقتا لمدة خمسة عشر عاما.
القديس جيروم
St. Jerome: Letters, 38:1.
8 وقال حزقيا لاشعياء ما العلامة أن الرب يشفيني فاصعد في اليوم الثالث إلى بيت الرب
9 فقال اشعياء هذه لك علامة من قبل الرب على أن الرب يفعل الأمر الذي تكلم به هل يسير الظل عشر درجات اويرجع عشر درجات
10 فقال حزقيا أنه يسير على الظل أن يمتد عشر درجات لا بل يرجع الظل الى الوراء عشر درجات
تُسمى مزولة آحاز "بدرجات آحاز" أو "سلم آحاز"، فقد كانت مزاولة المصريين في ذلك العصر عبارة عن سلالم صغيرة يصعد عليها الظل وينزل.
11 فدعا اشعياء النبي الرب فارجع الظل بالدرجات التي نزل بها بدرجات احاز عشر درجات إلى الوراء
12 في ذلك الزمان ارسل برودخ بلادان بن بلادان ملك بابل رسائل وهدية الى حزقيا لانه سمع أن حزقيا قد مرض
13 فسمع لهم حزقيا واراهم كل بيت ذخائره والفضة والذهب والاطياب والزيت الطيب وكل بيت اسلحته وكل ما وجد في خزائنه لم يكن شيء لم يرهم إياه حزقيا في بيته وفي كل سلطنته
14 فجاء اشعياء النبي إلى الملك حزقيا وقال له ماذا قال هؤلاء الرجال ومن أين جاءوا اليك فقال حزقيا جاءوا من ارض بعيدة من بابل
15 فقال ماذا راوا في بيتك فقال حزقيا راوا كل ما في بيتي ليس في خزائني شيء لم ارهم اياه
16 فقال اشعياء لحزقيا اسمع قول الرب
17 هوذا تاتي أيام يحمل فيها كل ما في بيتك وما ذخره اباؤك إلى هذا اليوم إلى بابل لا يترك شيء يقول الرب
حدث ذلك غلبًا قبل تمرد بابل على الإمبراطورية الآشورية، وقام سنحاريب بتدميرها عام 689ق.م، أعاد ابنه آسرحدون بناء مدينة بابل ولم يدرك أنها ستغتنم الفرصة حين يضعف ملوك أشور لتصبح أمة صغيرة وبعد سنوات تتمرد ثانية على أشور وتصير القوة العظمى في العالم بعد أن قضت على أشور علم 612ق.م.
18 ويؤخذ من بنيك الذين يخرجون منك الذين تلدهم فيكونون خصيانا في قصر ملك بابل
19 فقال حزقيا لاشعياء جيد هوقول الرب الذي تكلمت به ثم قال فكيف لا أن يكن سلام وامان في ايامي
مع قبول حزقيا تأديب الرب للأمة كلها بسبب خطاياه، لكنه لم يبال بذلك مادام التأديب يحل بعد موته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). نظرة مؤلمة قصيرة المدى، فالقائد الناجح هو الذي يتطلع إلى الأجيال القادمة ويهتم بها.
20 وبقية أمور حزقيا وكل جبروته وكيف عمل البركة والقناة وادخل الماء الى المدينة أما هي مكتوبة في سفر اخبار الأيام لملوك يهوذا
21 ثم اضطجع حزقيا مع ابائه وملك منسى ابنه عوضا عنه
2مل 20: 3، 5
+في يونان تجد عمل رحمته الواضح الذي أظهره لأهل نينوى المصلين (يون 3:8). كيف كان مترفقا أمام دموع حزقيا (2 مل 20: 3،5). كيف أنه مستعد أن يغفر لآخاب، زوج ايزابل، عن دم نابوت عندما هدأ من غضب الله (1 مل 21: 27، 29).
كيف يهتم الله بالمغفرة لداود عند اعترافه بخطيته (2 صم 12: 13)، مفضلا بالأحرى توبة الخاطئ عن موته، وذلك من أجل اتسامه بالرحمه المملوءة حنوا
العلامة ترتليان
Tertullian against Marcion, 5: 11.