تفسير الاصحاح التاسع عشر من سفر ملوك الثانى للقمص تادري يعقوب ملطى
حزقيا يحارب سنحاريب وصلاته لله
1 فلما سمع الملك حزقيا ذلك مزق ثيابه وتغطى بمسح ودخل بيت الرب
يرى حزقيا الملك أن الله هو إله المستحيلات، متخصص في المواقف المستحيلة. المشاكل هي فرص ذهبية لتدخل الله في حياتنا.
2 وارسل الياقيم الذي على البيت وشبنة الكاتب وشيوخ الكهنة متغطين بمسح إلى اشعياء النبي ابن اموص
كان أشعياء النبي في خدمة الله منذ أيام عزيا على مدى أربعين عامًا (أش1:6)، ومع أن أشور كانت أعظم قوة عالمية في ذلك الحين، لكنها كانت عاجزة على أن تنتصر على يهوذا طالما كان أشعياء مشيرًا للملوك.
تنبأ أشعياء في أيام عزيا ويوثام وآحاز وحزقيا. وقد تجاهل آحاز إشعياء، أما حزقيا فأصغى لمشورته.
3 فقالوا له هكذا يقول حزقيا هذا اليوم يوم شدة وتاديب واهانة لأن الاجنة قد دنت إلى المولد ولا قوة للولادة
4 لعل الرب الهك يسمع جميع كلام ربشاقى الذي ارسله ملك اشور سيده ليعير الاله الحي فيوبخ على الكلام الذي سمعه الرب الهك فارفع صلاة من اجل البقية الموجودة
5 فجاء عبيد الملك حزقيا إلى اشعياء
6 فقال لهم اشعياء هكذا تقولون لسيدكم هكذا قال الرب لا تخف بسبب الكلام الذي سمعته الذي جدف علي به غلمان ملك اشور
7 هانذا اجعل فيه روحا فيسمع خبرا ويرجع إلى ارضه واسقطه بالسيف في ارضه
8 فرجع ربشاقى ووجد ملك اشور يحارب لبنة لانه سمع أنه ارتحل عن لخيش
9 وسمع عن ترهاقة ملك كوش قولا قد خرج ليحاربك فعاد وارسل رسلا إلى حزقيا قائلا
10 هكذا تكلمون حزقيا ملك يهوذا قائلين لا يخدعك الهك الذي أنت متكل عليه قائلًا لا تدفع اورشليم إلى يد ملك اشور
11 أنك قد سمعت ما فعل ملوك اشور بجميع الاراضي لاهلاكها وهل تنجوانت
12 هل انقذت آلهة الامم هؤلاء الذين اهلكهم ابائي جوزان وحاران ورصف وبني عدن الذين في تلاسار
13 أين ملك حماة وملك ارفاد وملك مدينة سفروايم وهينع وعوا
14 فاخذ حزقيا الرسائل من ايدي الرسل وقراها ثم صعد إلى بيت الرب ونشرها حزقيا أمام الرب
15 وصلى حزقيا أمام الرب وقال ايها الرب إله إسرائيل الجالس فوق الكروبيم أنت هوالاله وحدك لكل ممالك الأرض أنت صنعت السماء والأرض
تعتبر صلاة حزقيا مثالًا حيًا ونموذجًا طيبًا للصلاة الحقة فمع دالته على الله يتحدث بلغة الوقار بغير استخفاف.
16 امل يا رب اذنك واسمع وافتح يا رب عينيك وانظر واسمع كلام سنحاريب الذي ارسله ليعير الله الحي
17 حقا يا رب أن ملوك اشور قد خربوا الامم واراضيهم
18 ودفعوا الهتهم إلى النار ولانهم ليسوا آلهة بل صنعة ايدي الناس خشب وحجر فابادوهم
19 والان ايها الرب الهنا خلصنا من يده فتعلم ممالك الأرض كلها أنك أنت الرب الاله وحدك
20 فارسل اشعياء بن اموص إلى حزقيا قائلًا هكذا قال الرب إله إسرائيل الذي صليت إليه من جهة سنحاريب ملك اشور قد سمعت
21 هذا هوالكلام الذي تكلم به الرب عليه احتقرتك واستهزات بك العذراء ابنة صهيون ونحوك انغضت ابنة اورشليم راسها
22 من عيرت وجدفت وعلى من عليت صوتا وقد رفعت إلى العلاء عينيك على قدوس إسرائيل
23 على يد رسلك عيرت السيد وقلت بكثرة مركباتي قد صعدت إلى علوالجبال إلى عقاب لبنان واقطع ارزه الطويل وافضل سروه وادخل اقصى علوه وعر كرمله
24 أنا قد حفرت وشربت مياها غريبة وانشف باسفل قدمي جميع خلجان مصر
25 الم تسمع منذ البعيد صنعته منذ الأيام القديمة صورته الآن أتيت به فتكون لتخريب مدن محصنة حتى تصير روابي خربة
26 فسكانها قصار الايدي قد ارتاعوا وخجلوا صاروا كعشب الحقل وكالنبات الأخضر كحشيش السطوح وكملفوح قبل نموه
27 ولكني عالم بجلوسك وخروجك ودخولك وهيجانك علي
28 لأن هيجانك علي وعجرفتك قد صعدا إلى اذني أضع خزامتي في انفك ولجامي في شفتيك واردك في الطريق الذي جئت فيه
في كبرياء ظن سنحاريب أن ما بلغه من إنجازات بفضل قدرته وجهوده، ولم يدرك أن ذلك كان بسماح من الله. كان الآشوريين يعاملون الأسرى بقوة، فكانوا يجدوا لذاتهم وتسليتهم في تعزيتهم، يقلعون عيونهم ويمزقون جلودهم ويسلخونها بعنف جزءً فجزءً حتى يموتوا. وإذا رأوا أن يجعلون الأسير عبدًا يضعون خزامة في أنفه.
29 وهذه لك علامة تاكلون هذه السنة زريعا وفي السنة الثانية خلفة واما السنة الثالثة ففيها تزرعون وتحصدون وتغرسون كروما وتاكلون اثمارها
30 ويعود الناجون من بيت يهوذا الباقون يتاصلون إلى اسفل ويصنعون ثمرا إلى ما فوق
31 لانه من اورشليم تخرج البقية والناجون من جبل صهيون غيرة رب الجنود تصنع هذا
في كل جيل يهتم الله بالبقية الأمينة الباقية لحساب ملكوته. يستخدمهم كشرارة نار حب، ينفخها لتلهب الكثيرين بالحب الإلهي، وتنزع عنهم برودة الجمود وعدم الإيمان.
الله لا يتجاهل البصيص الذي في شعبِ ما أو في قلبٍ ما، فإنه يعمل بالقليل كما بالكثير ليخلص على كل حال قومًا.
32 لذلك هكذا قال الرب عن ملك اشور لا يدخل هذه المدينة ولا يرمي هناك سهما ولا يتقدم عليها بترس ولا يقيم عليها مترسة
33 في الطريق الذي جاء فيه يرجع وإلى هذه المدينة لا يدخل يقول الرب
34 واحامي عن هذه المدينة لاخلصها من اجل نفسي ومن اجل داود عبدي
35 وكان في تلك الليلة أن ملاك الرب خرج وضرب من جيش اشور مئة الف وخمسة وثمانين الفا ولما بكروا صباحا إذا هم جميعا جثث ميتة
36 فانصرف سنحاريب ملك اشور وذهب راجعا واقام في نينوى
37 وفيما هوساجد في بيت نسروخ الهه ضربه ادرملك وشراصر ابناه بالسيف ونجوا إلى ارض اراراط وملك اسرحدون ابنه عوضا عنه