تفسير الاصحاح السابع عشر من سفر ملوك الثانى للقمص تادري يعقوب ملطى
شر إسرائيل وبابل
كان الملك شلمتأسر على الأرجح هو شلمتأسر الخامس بعد تغلث فلاسر (727- 722ق.م)، غالى في فرض جزية ثقيلة على المملكة الشمالية، حتى قرر الملك هوشع التمرد على أشور وتحالف مع سوا ملك مصر (4:17)، لم يكن في هذا حماقة فحسب، وإنما عدم إيمان بالله الذي يحمى أولاده، لكي يقضي شلمنأسر على هذه المؤامرة هاجم السامرة وحاصرها ثلاث سنوات، لكنه مات قبل سقوط السامرة. استولى خليفته سرجون الثاني على المدينة، وقضى على مملكة إسرائيل، وسبى شعبها.
1 في السنة الثانية عشرة لاحاز ملك يهوذا ملك هوشع بن ايلة في السامرة على إسرائيل تسع سنين
2 وعمل الشر في عيني الرب ولكن ليس كملوك إسرائيل الذين كانوا قبله
3 وصعد عليه شلمناسر ملك اشور فصار له هوشع عبدًا ودفع له جزية
4 ووجد ملك اشور في هوشع خيانة لانه ارسل رسلا إلى سوا ملك مصر ولم يؤد جزية إلى ملك اشور حسب كل سنة فقبض عليه ملك اشور واوثقه في السجن
5 وصعد ملك اشور على كل الأرض وصعد إلى السامرة وحاصرها ثلاث سنين
6 في السنة التاسعة لهوشع اخذ ملك اشور السامرة وسبى إسرائيل إلى اشور واسكنهم في حلح وخابور نهر جوزان وفي مدن مادي
هذه هي الغزوة الثالثة والأخيرة من أشور لإسرائيل، وقد سبق الإشارة إلى الغزوتين الأولى والثانية في 2مل19:5، 29:15.
الغزوة الأولى كانت تحذيرًا لإسرائيل لتجنب هجوم آخر، بدفع الجزية وعدم العصيان،
الغزوة الثانية: إذ لم يرجع الشعب إلى الله سمح الله بالغزوة الثانية حيث أُخذ البعض إلى السبي. الغزوة الثالثة: إذ لم يدرك الشعب أنه بسبب الفساد قد حلت بهم المتاعب تمت الغزوة الثالثة حيث تم السبي الكامل وانتهت مملكة الشمال، وجاءت بغرباء أسكنتهم البلاد لقد سبق أن أنذرهم الله بما سيحل بهم بسبب العصيان وعدم الأمانة في حفظ العهد (تث28).
7 وكان أن بني إسرائيل اخطاوا إلى الرب الههم الذي اصعدهم من ارض مصر من تحت يد فرعون ملك صر واتقوا آلهة اخرى
8 وسلكوا حسب فرائض الامم الذين طردهم الرب من أمام بني إسرائيل وملوك إسرائيل الذين اقاموهم
9 وعمل بنوإسرائيل سرا ضد الرب الههم امورا ليست بمستقيمة وبنوا لأنفسهم مرتفعات في جميع مدنهم من برج النواطير إلى المدينة المحصنة
10 واقاموا لأنفسهم انصابا وسواري على كل تل عال وتحت كل شجرة خضراء
11 واوقدوا هناك على جميع المرتفعات مثل الامم الذين ساقهم الرب من امامهم وعملوا امورا قبيحة لاغاظة الرب
12 وعبدوا الاصنام التي قال الرب لهم عنها لا تعملوا هذا الامر
13 واشهد الرب على إسرائيل وعلى يهوذا عن يد جميع الانبياء وكل راء قائلا ارجعوا عن طرقكم الردية واحفظوا وصاياي فرائضي حسب كل الشريعة التي اوصيت بها اباءكم والتي ارسلتها إليكم عن يد عبيدي الانبياء
14 فلم يسمعوا بل صلبوا اقفيتهم كاقفية ابائهم الذين لم يؤمنوا بالرب الههم
15 ورفضوا فرائضه وعهده الذي قطعه مع ابائهم وشهاداته التي شهد بها عليهم وساروا وراء الباطل وصاروا باطلا ووراء الامم الذين حولهم الذين امرهم الرب أن لا يعملوا مثلهم
16 وتركوا جميع وصايا الرب الههم وعملوا لأنفسهم مسبوكات عجلين وعملوا سواري وسجدوا لجميع جند السماء وعبدوا البعل
17 وعبروا بنيهم وبناتهم في النار وعرفوا عرافة وتفاءلوا وباعوا أنفسهم لعمل الشر في عيني الرب لاغاظته
18 فغضب الرب جدًا على إسرائيل ونحاهم من امامه ولم يبق إلا سبط يهوذا وحده
19 ويهوذا أيضًا لم يحفظوا وصايا الرب الههم بل سلكوا في فرائض إسرائيل التي عملوها
20 فرذل الرب كل نسل إسرائيل واذلهم ودفعهم ليد ناهبين حتى طرحهم من امامه
21 لانه شق إسرائيل عن بيت داود فملكوا يربعام بن نباط فابعد يربعام إسرائيل من وراء الرب وجعلهم يخطئون خطية عظيمة
22 وسلك بنوإسرائيل في جميع خطايا يربعام التي عمل لم يحيدوا عنها
23 حتى نحى الرب إسرائيل من امامه كما تكلم عن يد جميع عبيده الانبياء فسبي إسرائيل من ارضه إلى اشور إلى هذا اليوم
24 واتى ملك اشور بقوم من بابل وكوث وعوا وحماة وسفروايم واسكنهم في مدن السامرة عوضا عن بني إسرائيل فامتلكوا السامرة وسكنوا في مدنها
25 وكان في ابتداء سكنهم هناك أنهم لم يتقوا الرب فارسل الرب عليهم السباع فكانت تقتل منهم
26 فكلموا ملك اشور قائلين أن الامم الذين سبيتهم واسكنتهم في مدن السامرة لا يعرفون قضاء إله الأرض فارسل عليهم السباع فهي تقتلهم لأنهم لا يعرفون قضاء إله الأرض
27 فامر ملك اشور قائلًا ابعثوا إلى هناك واحدًا من الكهنة الذين سبيتموهم من هناك فيذهب ويسكن هناك ويعلمهم قضاء إله الأرض
28 فاتى واحد من الكهنة الذين سبوهم من السامرة وسكن في بيت ايل وعلمهم كيف يتقون الرب
29 فكانت كل امة تعمل الهتها ووضعوها في بيوت المرتفعات التي عملها السامريون كل امة في مدنها التي سكنت فيها
30 فعمل اهل بابل سكوث بنوث واهل كوث عملوا نرجل واهل حماة عملوا اشيما
31 والعويون عملوا نبحز وترتاق والسفروايميون كانوا يحرقون بنيهم بالنار لادرملك وعنملك الهي سفروايم
32 فكانوا يتقون الرب ويعملون لأنفسهم من اطرافهم كهنة مرتفعات كانوا يقربون لاجلهم في بيوت المرتفعات
33 كانوا يتقون الرب ويعبدون الهتهم كعادة الامم الذين سبوهم من بينهم
34 إلى هذا اليوم يعملون كعاداتهم الاول لا يتقون الرب ولا يعملون حسب فرائضهم وعوائدهم ولا حسب الشريعة والوصية التي امر بها الرب بني يعقوب الذي جعل اسمه إسرائيل
35 وقطع الرب معهم عهدا وامرهم قائلًا لا تتقوا آلهة أخرى ولا تسجدوا لها ولا تعبدوها ولا تذبحوا لها
36 بل انما اتقوا الرب الذي اصعدكم من ارض مصر بقوة عظيمة وذراع ممدودة وله اسجدوا وله اذبحوا
37 احفظوا الفرائض والاحكام والشريعة والوصية التي كتبها لكم لتعملوا بها كل لايام ولا تتقوا آلهة اخرى
38 ولا تنسوا العهد الذي قطعته معكم ولا تتقوا آلهة اخرى
39 بل انما اتقوا الرب الهكم وهوينقذكم من ايدي جميع اعدائكم
40 فلم يسمعوا بل عملوا حسب عادتهم الاولى
41 فكان هؤلاء الامم يتقون الرب ويعبدون تماثيلهم وأيضًا بنوهم وبنوبنيهم فكما عمل اباؤهم هم عاملون إلى هذا اليوم