تفسير الاصحاح الرابع عشر من سفر ملوك الثانى للقمص تادري يعقوب ملطى
بعض الملوك
1 في السنة الثانية ليواش بن يواحاز ملك إسرائيل ملك امصيا بن يواش ملك يهوذا
كان ابن خمس وعشرين سنة حين ملك وملك تسعا وعشرين سنة في اورشليم واسم امه يهوعدان من اورشليم
3 وعمل ما هومستقيم في عيني الرب ولكن ليس كداود أبيه عمل حسب كل ما عمل يواش ابوه
4 إلا أن المرتفعات لم تنتزع بل كان الشعب لا يزالون يذبحون ويوقدون على المرتفعات
5 ولما تثبتت المملكة بيده قتل عبيده الذين قتلوا الملك اباه
6 ولكنه لم يقتل أبناء القاتلين حسب ما هومكتوب في سفر شريعة موسى حيث امر الرب قائلًا لا يقتل الاباء من اجل البنين والبنون لا يقتلون من اجل الاباء انما كل إنسان يقتل بخطيته
7 هوقتل من ادوم في وادي الملح عشرة آلاف واخذ سالع بالحرب ودعا اسمها يقتئيل إلى هذا اليوم
سالع: هي حصن البتراء القديم، وهي مدينة حُفرت في شق صخري، ولم تكن حصنًا لأدوم فحسب، بل كانت مركزًا للتجارة مع الهند.
8 حينئذ ارسل امصيا رسلا إلى يهواش بن يهواحاز بن ياهوملك إسرائيل قائلا هلم نتراء مواجهة
9 فارسل يهواش ملك إسرائيل إلى امصيا ملك يهوذا قائلًا العوسج الذي في لبنان ارسل إلى الارز الذي في لبنان يقول اعط ابنتك لابني امراة فعبر حيوان بري كان في لبنان وداس العوسج
10 أنك قد ضربت ادوم فرفعك قلبك تمجد واقم في بيتك ولماذا تهجم على الشر فتسقط أنت ويهوذا معك
في هذا المثل يشبه يهوآش ملك إسرائيل أمصيا ملك يهوذا بشجرة العوسج التي يطأها أي حيوان برّي فيحطمها. لقد حذّره من كبريائه إذ أراد ملك يهوذا الدخول في حرب مع إسرائيل. يشبه يهوآش نفسه بالأرز في لبنان الذي لا يُقارن بالعوسج البرّي لقد بالغ أمصيا في تقدير قوته بعدد هزيمته للأدوميين فكان يطمع في الاستيلاء على إسرائيل فانهزم، وانهدم سور مدينة أورشليم على امتداد حوالي مائتي مترًا وفقد ذهب الهيكل وفضته.
11 فلم يسمع امصيا فصعد يهواش ملك إسرائيل وتراءيا مواجهة هو وامصيا ملك يهوذا في بيت شمس التي ليهوذا
12 فانهزم يهوذا أمام إسرائيل وهربوا كل واحد إلى خيمته
13 واما امصيا ملك يهوذا ابن يهواش بن اخزيا فامسكه يهواش ملك إسرائيل في بيت شمس وجاء إلى اورشليم وهدم سور أورشليم من باب افرايم إلى باب الزاوية اربع مئة ذراع
14 واخذ كل الذهب والفضة وجميع الانية الموجودة في بيت الرب وفي خزائن بيت الملك والرهناء ورجع إلى السامرة
15 وبقية أمور يهواش التي عمل وجبروته وكيف حارب امصيا ملك يهوذا أما هي مكتوبة في سفر اخبار الأيام لملوك إسرائيل
16 ثم اضطجع يهواش مع ابائه ودفن في السامرة مع ملوك إسرائيل وملك يربعام ابنه عوضا عنه 17 وعاش امصيا بن يواش ملك يهوذا بعد وفاة يهواش بن يهواحاز ملك إسرائيل خمس عشرة سنة
18 وبقية أمور امصيا أما هي مكتوبة في سفر اخبار الأيام لملوك يهوذا
19 وفتنوا عليه فتنة في اورشليم فهرب إلى لخيش فارسلوا وراءه إلى لخيش وقتلوه هناك
20 وحملوه على الخيل فدفن في اورشليم مع ابائه في مدينة داود
21 واخذ كل شعب يهوذا عزريا وهوابن ست عشرة سنة وملكوه عوضا عن أبيه امصيا
22 هوبنى ايلة واستردها ليهوذا بعد اضطجاع الملك مع ابائه
23 في السنة الخامسة عشرة لامصيا بن يواش ملك يهوذا ملك يربعام بن يواش ملك إسرائيل في السامرة احدى واربعين سنة
24 وعمل الشر في عيني الرب لم يحد عن شيء من خطايا يربعام بن نباط الذي جعل إسرائيل يخطئ
25 هورد تخم إسرائيل من مدخل حماة إلى بحر العربة حسب كلام الرب إله إسرائيل الذي تكلم به عن يد عبده يونان بن امتاي النبي الذي من جت حافر
26 لأن الرب راى ضيق إسرائيل مرا جدًا لانه لم يكن محجوز ولا مطلق وليس معين لإسرائيل
27 ولم يتكلم الرب بمحو اسم إسرائيل من تحت السماء فخلصهم بيد يربعام بن يواش
كانت إسرائيل تتمادى في خطاياها وكان الرب يحذرهم من الدينونة الأكيدة إن لم يرجعوا إليه، لكن الملوك الخمسة الذين جاءوا بعد ذلك لم يتجاوبوا مع دعوة اللَّه، بل كانوا أشرارًا فسمح اللَّه بالسبي الأشوري لإسرائيل.
28 وبقية أمور يربعام وكل ما عمل وجبروته كيف حارب وكيف استرجع إلى إسرائيل دمشق وحماة التي ليهوذا أما هي مكتوبة في سفر اخبار الأيام لملوك إسرائيل
تمتعت مملكة الشمال بالقوة والنجاح المادي في أيام يربعام بسبب سياسته الحربية ومهارته الإدارية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). لكن ساد البلاد روح الظلم فازداد الأغنياء غنى، والفقراء فقرًا. وقد حدثنا النبيان عاموس وهوشع (هو4:13-8؛ عا11:6-13)، كيف اتكل الأغنياء على ممتلكاتهم لا على اللَّه.
29 ثم اضطجع يربعام مع ابائه مع ملوك إسرائيل وملك زكريا ابنه عوضا عنه
في أثناء هذه الفترة ظهر كثير من الأنبياء مثل هوشع وعاموس ويونان وميخا وإشعياء وكان اللَّه يهيئ أذهان المؤمنين إلى الكرازة في العالم، وكيف يستخدم اللَّه انحلال إسرائيل لإعداد الطريق لمجيء المسيّا مخلص العالم.