تفسير الاصحاح السابع عشر من سفر العدد للقس انطونيوس فكرى
عصا هرون
الله عرف فكرهم. فهم فكروا إذا كان هرون كرأس للعائلة صار كاهناً فلماذا لا نصير كلنا كهنة. وقد سبق الله وأعلن عن إرادته بتأديب المتمردين ولكننا نجده هنا يقوم بدور لإقناع حتى لا يثوروا مرة أخرى فيهلكوا.
وهنا أراد الله أن يؤكد للكل أن إختيار الكهنة أمر يخصه شخصياً (عب 4:5). والله لا يتعامل بالقوة فقط كما فى حالة قورح بل يتعامل بالإقناع " أقنعتنى يا رب فإقتنعت " فالقوة وحدها لا تكفى. فإزهار عصا هرون أظهر أن موسى وهرون لا يدعيان شيئاً ليس لهما بل هو إختيار إلهى. ثم وضع العصا أمام التابوت قصد الله به أن يكون هذا الإختيار له صفة الدوام.
والعصا كانت تمثل عصا الرئاسة أو الأبوة للسبط. وعصا سبط لاوى كتب عليها إسم هرون. وكانت العصى التى يستخدمونها من خشب شجر اللوز.
آية5:-
أى حين أقنعهم تسكت تذمراتهم
آية8:-
المعجزة ليست فقط فى أن العصا أزهرت فربما قال الشعب أن موسى أتى ليلاً وإستبدل العصا بعصا مزهرة. لكن فى وجود الفروخ والزهر واللوز معاً فى وقت واحد. وهى الثمر والزهر والبراعم ولكل وقت من أوقات السنة، وهكذا كانت المنارة الذهبية. ووجود الثلاثة (الثمر والبراعم والزهر) لا يكون أبداً سوى بمعجزة
1- تشير البراعم للرغبات الصالحة والزهر للقرارات المقدسة والثمر للإيمان والمحبة وللطاعة الكاملة وهذا ناتج من عمل المسيح القادر أن يحول الموت لحياة
2- إزهار عصا هارون شىء مناسب للكهنوت فيجب أن يكون الكهنوت مثمراً ورجاله يجب أن تكون داخلهم عصارة حية (يو16:15)
3- شجرة اللوز إشارة لليقظة فهى تزهر مبكراً والكاهن يجب أن يكون يقظ فى خدمته
4- وجود البراعم مع الثمر تشير لأن الكنيسة بها ثمار وبها براعم تبشر بثمار
5- هذه العصا تشير للمسيح فهو قضيب خرج من جذع يس (أش 1:11)
6- وهى تشير للعذراء مريم التى هى كالعصا فى ذاتها لا تقدر أن تنجب ولكنها قدمت لنا ثمرة الحياة
7- وهى تشير للكنيسة الجامعة والعذراء أم هذه الكنيسة والمسيح صار ساكناً فى هذه الكنيسة. نحن كعصى جافة ولكنه هو أعطانا حياة
وضع العصا أمام الشهادة بإستمرار ليذكر الكهنة أن كهنوتهم من الله ويذكر الشعب ذلك أيضاً فلا يتكبر الكهنة ولا يتذمر الشعب
وحفظ العصا والمن والزيت(الزيت هو زيت المسحة ويقول التقليد اليهودى أن يوشيا أمر بوضعه مع العصا وبنى فى التابوت) يرمز لوجود الأسرار فى الكنيسة أى نعمة الله وعمل الروح القدس فيها. فكان الشعب يرى العصا فى التابوت فيذكر عمل نعمة الله وهكذا نحن فى الأسرار. والعصى كانوا 12 لأن غالباً ضمت عصى أفرايم ومنسى بإسم يوسف
آية12:-
يبدو أنه قد حدث فزع للاويين وإعتقدوا أنهم هالكون جميعاً بالرغم من حدوث المعجزة فالإنسان يتكبر حيثما ينبغى أن يتواضع وتصغر نفسه وييأس حيثما يجب أن يثق فى نعمة الله. لذلك نجد الله فى ص18 يطمئنهم ويعلن لهم الخير الذى أعطاه لهم
+