تفسير الاصحاح الاول من سفر العدد للقس انطونيوس فكرى
تحديد النسب والعدد لشعب الله
بعد أن أخرج الرب شعبه من أرض العبودية (سفر الخروج) وأعطاهم الوصايا والشرائع أى دستوره الإلهى (سفر اللاويين + سفر الخروج) نجده فى سفر العدد مرافقاً شعبه خلال رحلة غربته فى البرية، يفيض عليهم من نعمه وحينما ينحرفون يؤدبهم حتى يضمن وصولهم لأرض الموعد.ونجد الله يأمر موسى هنا بأن يحصى الشعب بينما أن الله وبخ داود وعاقبه حينما أحصى الشعب والسبب أن التعداد الذى أجراه داود كان بدافع الكبرياء حتى يشبع كبرياء قلبه بقوته وقوة جيشه كأن إنتصاراته راجعة لهذا الجيش وليس لمعونة الله لهُ. ولكن لماذا طلب الله التعداد؟
1- حتى يظهر أن الله وفى وعده لإبراهيم وها نسله كتراب الأرض (تك 14:28). بعد أن كانوا 70 نسمة. فإن كان لهم إيمان وتقوى إبراهيم ستشملهم بركة الله
2- هو شىء معزى جداً أن يطلب الله التعداد. فهذا التعداد ليس لله فالله يعلم العدد قبل أن يعدهم موسى ولكن هذا التعداد هو للشعب. فيعلم كل فرد أنه ينتسب للشعب الذى يهتم به الله ويأمر بإحصائه وبالتالى يشعر كل فرد بأهميته لدى الله. فالله يعلم كم شخص ينتمى لهذا السبط وكم شخص ينتمى للسبط الآخر، وإهتمام الله بالعدد يعنى أن الله لن يترك واحداً منهم يهلك (مت 30:10).
3- والإحصاء فيه تصنيف من يتبع هذا السبط ومن يتبع الآخر فمن لا سبط له، إذاً هو غريب لا يدخل للإحصاء. إذاً التعداد فصل بين شعب الله والغرباء. وبالإحصاء يشعر كل واحد أنه منتسب لشعب الله، عضو فى العائلة السماوية. ولنلاحظ أن عدو الخير يحارب أولاد الله بأنه يشككهم فى أنهم أولاد الله الذى يهتم بهم ويرافقهم
4- الإحصاء يدل على طريقة عمل الله وأنه إله نظام وليس إله تشويش 1 كو 33:14 فالله يهتم بطريقة سير شعبه فى البرية وعددهم وموقع كل سبط (معجزة الخمس خبزات)
5- حينما يرى الشعب أن البنوة الأولى لإبراهيم بزيادة نسله قد تحققت يتشجعون فى حروبهم ليرثوا الأرض فهذه هى البنوة الثانية لإبراهيم، أن الأرض لنسله.
6- هذا الإحصاء هو إحصاء عسكرى حربى. كل خارج للحرب (عد 3:1) فهم فى مهمة حربية ولاحظ أن جيش فرعون غرق فى البحر ولكن الكتاب لم يذكر أن فرعون غرق بنفسه وحياتنا فى الكنيسة الآن تشبه هذه الرحلة فى غربة البرية (العالم) فنحن فى جهاد دائم ضد الشيطان الذى هُزم فى معركة الصليب لكنه لم ينتهى للأبد بل يظهر دائماً فى صور مختلفة (عماليق – موآب – لعنات بلعام – زنا مع بنات موآب..) ولاحظ أن الكنيسة ليست ضعيفة فهى مرهبة كجيش بألوية (نش). وراجع (2 تى 19:2 + فى 3:4) لترى أن الله يعرف خاصته وبإسمهم
7- حين يرى الشعب ألهم فى 215 سنة صاروا 600.000 بعد أن كانوا 70 نفساً ببركة الله لا يخافون من الحروب القادمة عليهم
8- العدد كان 600.000 ورقم 6 يشير للكمال البشرى الناقص. فنحن بجهادنا البشرى مهما كان نُحسب ناقصين بدون نعمة الله فالحرب هى للرب. فرقم 6 يشير للمصادر البشرية للدفاع والجهاد ضد الأعداء ولكن مع أنه علينا إستخدامها فى جهاد حتى الدم، إلا أنه يجب أن نعلم أنها بدون نعمة الله لا شىء
(لنعرف وزناتنا ونتاجر بها ونربح بنعمة الله)
9- العدد الحقيقى 603550 وحينما يقال 600.000 فهو للتقريب كما فى عد 21:11. ونلاحظ أن تعداد كل الأسباط عند دائرى إما بالمئات أو الخمسين! وهناك إحتمالات لهذا
أ- الله شاء أن يكون الرقم هكذا
ب- إستخدم موسى التقريب فى ذكر الأرقام
ج- إستخدم موسى طريقة للتعداد هكذا. يقوم بعد رؤساء المئات ورؤساء
الخماسين الذين عينهم بدلاً من عد الشعب نفسه فرداً فرداً (خر 25:18)
10-بعد كل الضربات والأوبئة التى لحقت بالشعب نجد العدد فى نهاية الرحلة (رحلة التيه يماثل العدد فى بداية الرحلة بل هو أكبر منه وهذا يشير لعناية الله بشعبه.
11-من هم المعدودون؟ أى من هم شعب الله
أ-من إجتاز البحر الأحمر = المعمودية
ب- من تحرر من عبودية فرعون بدم خروف الفصح = من تحرر بدم المسيح
من عبودية إبليس
ج- من يقيم الله وسطهم فى خيمة الإجتماع = من يحيا داخل الكنيسة
د- من يعوله الله بالمن = من يتناول
ه- من حصلوا على الشريعة والوصايا = من يحبنى يحفظ وصاياى
و- من شرب من الماء الخارج من الصخرة = من صار هيكلاً للروح القدس
ز- من خرج للحرب ضد عماليق / موآب…= من يجاهد حتى الدم ضد إبليس
ح- أن يكون ذكراً = فالإنات لا يحاربون لذلك يقول بولس الرسول كونوا رجالاً
1 كو 13:16 وهذه تنطبق على الرجال والإناث.
ط- أكبر من 20 سنة = من تخطى دور الطفولة الروحية منطلقاً لحياة النضج الروحى
ى- قادرون على الحرب = فنحن فى حرب مستمرة مع قوات الشر الروحية
ك- منتسبون لشعب الله = حاصلين بروح الله على البنوة لله
12- اللاويين لا يحصلوا مع الشعب فهم لهم دور آخر، هم دورهم الصلاة. مثلما كان يشوع يحارب
عماليق وموسى رافع يديه يصلى.والصلاة جهاد لذلك سنجد فى إحصاء اللاويين بعد ذلك أن
الكتاب يقول عنهم يتجندون (عد 23:4). وكان سر نصرة الشعب على أعدائهم وجود الخيمة
وسطهم. وكان اللاويين يحرسون الخيمة.
1- إختيار رؤساء علمانيين ليساعدوا موسى تأكيد لدور العلمانيين فى تدبير أمور الكنيسة
2- أسماء الرؤساء لها معانى روحية فتسعة أسماء تختص بعلاقتنا مع الله ففى خلال رحلتنا فى برية هذا العالم يريدنا الله أن نركز أنظارنا نحوه كأب معين قوى ولكن خلال رحلتنا سنقابل إخوتنا فى العالم ومنهم المعين ومنهم الشرير. كذلك سنقابل محاربات من الشياطين (الحية)
سبط يهوذا
1- جاء تعداده أكبر من باقى الأسباط فهو الذى سيتقدم الموكب نحو الشرق. وهذا السبط هو الذى جاء منه السيد المسيح بالجسد فكأن السيد المسيح هو قائد موكبنا نحو أورشليم السمائية. وفى هذا تحقيق لنبوة يعقوب تك 10،8:492- قائد السبط هو نحشون بن عميناداب وهو من أسلاف المسيح (مت 4:1 + لو 33،32:3) ومعنى إسمه حية. فالمسيح ورمزه فى هذا السفر حية نحاسية هو الذى لم يصنع خطية وصار خطية لأجلنا.
آية2:- احصوا كل جماعة بني اسرائيل بعشائرهم و بيوت ابائهم بعدد الاسماء كل ذكر براسه.
بعشائرهم وبيوت آبائهم = كان كل شخص ينتمى لبيت أبيه وبيت الآب ينتمى للعشيرة والعشيرة تنتمى للسبط، وكلمة عشيرة تعنى قبيلة. ونلاحظ أن الإهتمام بالنسب كان لتحرير نسب المسيح. ولنسأل هنا سؤال هل كان أحدهم يشك فى نسبه لعشيرته وبيت أبيه وسبطه. لذلك علينا أن نتأكد من إنتسابنا لله وبنوتنا لهُ، فنحن فى حروبنا فى برية هذا العالم مع الشيطان نحارب بالشك فى بنوتنا وبأننا لن نستطيع كذا وكذا.. لأن الله تخلى عنا. وطريقة الرد على هذه الحرب بأننا لا نستحق شيئاً فنحن خطاة وندين أنفسنا كعشارين وخطاة وكما فعل العشار واللص اليمين ولا نبرر أنفسنا كالفريسى واللص اليسار فنطلب أن نحصل على ما هو أفضل نظراً لبرنا. ونثق فى بنوتنا وأننا كأبناء نحصل على أفضل شىء من الآب السماوى، وهنا يشهد الروح القدس فى داخلنا بأننا أبناء
كل ذكر برأسه = أى بمفرده
آية4:- و يكون معكما رجل لكل سبط رجل هو راس لبيت ابائه.
رجل هو رأس = كان فى كل سبط عدة رؤساء وهو هنا يختار أحسنهم أو أشهرهم كرأس للبط.
آية16:- هؤلاء هم مشاهير الجماعة رؤساء اسباط ابائهم رؤوس الوف اسرائيل.
رؤوس ألوف = كان حما موسى يثرون قد أشار عليه بتعيين رؤساء (خر 21:18)
آية18:- و جمعا كل الجماعة في اول الشهر الثاني فانتسبوا الى عشائرهم و بيوت ابائهم بعدد الاسماء من ابن عشرين سنة فصاعدا برؤوسهم.
لاحظ أن موسى نفذ الأمر فوراً دون إبطاء وبلا رخاوة
آية 51:- فعند ارتحال المسكن ينزله اللاويون و عند نزول المسكن يقيمه اللاويون و الاجنبي الذي يقترب يقتل.
الأجنبى = أى كل من ليس من سبط لاوى
آية 53:- و اما اللاويون فينزلون حول مسكن الشهادة لكي لا يكون سخط على جماعة بني اسرائيل فيحفظ اللاويون شعائر مسكن الشهادة.
سخط = قيلت نفس الكلمة بعد موضوع قورح وداثان. (1:16-35)
ملحوظة:-
إحتمال أن يكون هذا التعداد هو المشار إليه فى (خر 26،25:38) والخاص بتحديد فضة الكفارة+