تفسير الاصحاح الخامس من سفر اللاويين للقس انطونيوس فكرى
الأيات 1 – 4 :- او اذا مس احد شيئا نجسا جثة وحش نجس او جثة بهيمة نجسة او جثة دبيب نجس و اخفي عنه فهو نجس و مذنب. او اذا مس نجاسة انسان من جميع نجاساته التي يتنجس بها و اخفي عنه ثم علم فهو مذنب. او اذا حلف احد مفترطا بشفتيه للاساءة او للاحسان من جميع ما يفترط به الانسان في اليمين و اخفي عنه ثم علم فهو مذنب في شيء من ذلك. فان كان يذنب في شيء من هذه يقر بما قد اخطا به.
نجد هنا أمثلة لخطايا الجهل أو السهو التى يقدم عنها ذبائح خطية
وهناك خطايا وشهوات فى الداخل تظهر ثمارها النتنة حينما تظهر أعمال معينة تشير لها وللتعبير عن الخطايا الداخلية التى تظهر ثمارها إستخدم الوحى تصوير آخر وهو أن نجاسة إنسان من جميع نجاساته والمعنى السيل (مثل مرض السيلان) والبرص وهنا التصوير رائع جداً لأن السيل مثلاً هو مرض داخلى ظهر بعلامة خارجية وهذا يتطابق مع الخطية الدفينة فى داخلنا وشهوات قلوبنا المريضة التى تظهر فى بعض أعمالنا وأثامنا. والإشارة هنا إلى جثة وحش نجس أو بهيمة نجسة أو جثة دبيب.
والكتاب المقدس يدعونا للتأمل فى المعانى فإلى ماذا تشير جثة الوحش النجس ؟ بالقطع تشير للطبيعة الوحشية فالوحش يقتل ليأكل وهناك من يظلمون الأيتام والأرامل ليملأوا بطونهم والله يدعونا أن لا نفعل نفس الشئ لأن مصير كل شئ إلى الموت وإلى ماذا تشير جثة البهيمة ؟ هذه تشير لمن يريد إشباع شهواته فقط دون النظر إلى أى إعتبار آخر !! قال أحد القديسين "هل تشتهى جسد المرأة يا أخى إذهب وأنظر جسدها بعد أن تموت بعدة أيام وأنظر ماذا تشتهى" وإلى ماذا تشير جثة الدبيب ؟ الدبيب يتلامس مع الطين فى زحفه بل يأكله. وهذا يشير لشهوات إمتلاك الأرض. ولكن هذه الأرض مصيرها الزوال.
والأن مع علمنا بأن كل شئ مصيره الزوال والموت فمازلنا نشتهى والكتاب يدعونا لوقفة مع النفس لنتأمل أن كل شئ مصيره أن يصبح جثة فلا تشتهى هذا المائت.
+ والأن نرى أن الخطايا الثلاثة المشار إليها هنا هى توضيح كامل لمعنى الخطية الأصلية الساكنة فى وهى الإحساس بالأنا والتمركز حولها ومن ثم الإنفصال عن الله
الأيات 5، 6 :- فان كان يذنب في شيء من هذه يقر بما قد اخطا به. و ياتي الى الرب بذبيحة لاثمه عن خطيته التي اخطا بها انثى من الاغنام نعجة او عنزا من المعز ذبيحة خطية فيكفر عنه الكاهن من خطيته.
نجد هنا أن الوحى ينص على وجوب أن يعترف الخاطئ ويقر بخطاياه. فإذا علم إنسان أنه مخطئ فعليه أن يعترف والله أمين وعادل فإن إعترفنا بخطايانا يغفرها لنا 1يو 1 : 9. ولاحظ قوله فى آية (4) ثم عُلِمَ = فكيف نعلم بخطيتنا ؟ هناك عدة طرق يستعملها الله كأن نسمع مباشرة من الروح القدس داخلنا بصوت لوم وعتاب على خطية معينة ولكن هذا يحتاج لحواس مدربة ومستوى روحى عالى وهناك طريقة أخرى أن يستخدم الله إنسان آخر من خدامه (كاهن / خادم..) ينبه الخاطئ أن فعله هو خطية تغضب الله وفى كل حال ينبه الكتاب "إن سمعتم صوته لا تقسوا قلوبكم عب 4 : 7 " أى قدموا توبة وإعتراف عن خطاياكم. ولنلاحظ أن الإعتراف يبرر الله فحينما أعترف بأننى مخطئ أنسب الخطية وما إستتبعها لنفسى وأبرر الله كما فعل اللص اليمين حينما قال "نحن بعدل جوزينا.. أما هذا فبار" وبعد الإعتراف يقدم أنثى من الأغنام. ونجد هنا تكرار لما سبق فى الإصحاح السابق، وحيث أنه لا يوجد تكرار بلا سبب فالسؤال
أن مجموعة الخطايا تتوسط الجزء المكرر وهو تقديم أنثى كذبيحة عن الخطية. وكأن المقصود أن هذه الخطايا ساكنة فينا كما قال بولس الرسول فى رو 7 : 20 والمسيح قدم ذبيحة خطية عن هذه الخطايا الساكنة فى أو هو إفتدى طبيعتى الساقطة أو إفتدى الخطية الأصلية الموجودة فى إذاً التكرار ليس بلا معنى
+ ولاحظ أن خطية الجماعة هى لا نهائية وإستلزمت تقديم ثور الذى هو أكبر أنواع الذبائح. لذلك كانت الذبيحة عن رئيس الكهنة ثور حتى تكون ذبيحة المسيح = متطلبات الله عن الجماعة
+ ذبيحة الثور عن رئيس الكهنة إذاً تشير للمسيح كرئيس كهنة حمل خطايا الجماعة
+ ذبيحة التيس تشير للمسيح كملك يتقدم عروسه راجع أر 50: 8 + أم 30 : 31
+ ثم يأتى دور الكنيسة عروس المسيح التى يجب أن تقدم نفسها ذبيحة كعريسها. هى الأنثى التى يجب أن تصلب أهوائها مع شهواتها وتقدم نفسها ذبيحة حية.
وقد مارس اليهود الإعتراف بخطاياهم أمام رجال الله وكهنته. كما طلب يشوع من عاخان (يش 7 : 19) وكما فعل شاول أمام صموئيل (1صم 15 : 24، 25) وداود مع ناثان (2صم 12: 13، 14) ومع يوحنا المعمدان (مر 1 : 5) + أع 19 : 18 هذا بالنسبة للعهد الجديد والكنيسة ملتزمة تماماً بهذا السر (سر الإعتراف). (إن لمنا أنفسنا وإعترفنا لا يلومنا إبليس)
الأيات 7 – 10 :- و ان لم تنل يده كفاية لشاة فياتي بذبيحة لاثمه الذي اخطا به يمامتين او فرخي حمام الى الرب احدهما ذبيحة خطية و الاخر محرقة. ياتي بهما الى الكاهن فيقرب الذي للخطية اولا يحز راسه من قفاه و لا يفصله. و ينضح من دم ذبيحة الخطية على حائط المذبح و الباقي من الدم يعصر الى اسفل المذبح انه ذبيحة خطية. و اما الثاني فيعمله محرقة كالعادة فيكفر عنه الكاهن من خطيته التي اخطا فيصفح عنه.
هذه ذبيحة غير القادرين، إشارة إلى أن عدم قدرتنا لن يعطل الفداء وإختيار طيرين وليس واحد سببه أنه لا يوجد شحم فى الطيور فيستخدم أحدهم عوض الشحم كمحرقة والأخر يكون من نصيب الكاهن عوض اللحم، فمن ناحية لا يشعر الفقير بحرج فهو قدم نصيب الكاهن ومن ناحية يذهب لبيته شاعراً بالغفران فالكاهن أكل من ذبيحته. ولاحظ تقديم ذبيحة الخطية أولاً فغفران الخطية يأتى أولاً ثم يقدم ذبيحة المحرقة، أى الرضا ثانياً. ولاحظ قوله لا يفصله = هذه صورة للمسيح وهو منكس الرأس على الصليب. وأيضاً الرأس غير منفصل عن الجسد (المسيح وكنيسته)
الأيات 11 – 13 :- و ان لم تنل يده يمامتين او فرخي حمام فياتي بقربانه عما اخطا به عشر الايفة من دقيق قربان خطية لا يضع عليه زيتا و لا يجعل عليه لبانا لانه قربان خطية. ياتي به الى الكاهن فيقبض الكاهن منه ملء قبضته تذكاره و يوقده على المذبح على وقائد الرب انه قربان خطية. فيكفر عنه الكاهن من خطيته التي اخطا بها في واحدة من ذلك فيصفح عنه و يكون للكاهن كالتقدمة.
حتى غير القادرين على تقديم ذبيحة طيور فليقدم تقدمة دقيق. عشر الإيفة وهى تساوى مكيال يسمة "عُمُر" وهى مقدار ما كان الفرد يجمعه من المن يومياً وكأنه يصوم يوماً أو يجوع يوماً بيقدم ذبيحة خطية. وكيف يكون الدقيق ذبيحة خطية. وكيف يكون الدقيق ذبيحة خطية بينما القاعدة بدون سفك دم لا تحدث مغفرة ؟ الإجابة أن الدقيق هنا يختلط بدماء الذبائح الأخرى المقدمة على المذبح وقد يشير هذا للتناول أى الذبيحة الغير الدموية فالخبز والخمر يتحولان حقاً إلى جسد الرب ودمه كفارة عن خطايانا.
وهنا لا نجد على التقدمة زيت ولا بخور. هى ذبيحة خطية وليست رائحة سرور للرب فلا مكان للبخور = اللبان. ولا للزيت. الزيت يعطى للدقيق طعماً لطيفاً ولكنها ذبيحة خطية. ونلاحظ فى تدرج ذبائح الخطية أنها تبدأ بالثور وتنتهى بكمية من الدقيق. هذه تتدرج بحسب طاقة كل إنسان والله الذى يقبل كل تقدمة مهما كانت صغيرة يعرف طاقتنا ولذلك يريد من كل إنسان أن يقدم ما فى طاقته وعمل نعمة الله يبارك كما بارك فى الخمس خبزات ولنذكر قول بولس "لم تجاهدوا بعد حتى الدم" ولنأخذ مثال فالله قبل اللص اليمين بكلمة ولكن السؤال ماذا كان فى طاقة اللص اليمين أن يصنع أكثر من هذا ولم يصنع وهو مصلوب ؟
الأيات 14 – 16 :- و كلم الرب موسى قائلا. اذا خان احد خيانة و اخطا سهوا في اقداس الرب ياتي الى الرب بذبيحة لاثمه كبشا صحيحا من الغنم بتقويمك من شواقل فضة على شاقل القدس ذبيحة اثم. و يعوض عما اخطا به من القدس و يزيد عليه خمسه و يدفعه الى الكاهن فيكفر الكاهن عنه بكبش الاثم فيصفح عنه.
1- خطايا ضد المقدسات الإلهية 2 – خطايا ضد الإخوة
هذه الأيات تحدثنا عن المجموعة الأولى أى الخطايا ضد المقدسات الإلهية وهنا يسميها خيانة = فالإستهتار بمقدسات الرب يعتبرها الرب خيانة. ومقدسات الرب هى مثل البكور من الحيوانات وثمار الأرض والعشور (مل 3 : 8) والنذور..الخ وكان على المخطئ أن يقدم كبشاً صحيحاً من الغنم = فهذا إشارة للمسيح الذى بلا عيب وقوله كبشاً من الغنم إشارة للمسيح المتجسد فهو كان واحداً من البشر (مز 89 : 19).
بتقويمك = أى أن الذى يقيم الضرر والتعويض المماثل والمناسب هو موسى ثم بعد موسى كان الكهنة يقومون بهذا الدور (27 : 8). من شواقل الفضة = أى يقيم ثمن الكبش بكذا شاقل. والشاقل هو وزن للفضة يقابل اليوم العملات وحتى الأن فالعملة فى إسرائيل إسمها الشيكل. وكان الكبش الذى يتم تقديمه لا يقل تقييمه عن شاقلين شاقل القدس = هو معيار موجود فى الهيكل به يتم التقييم وكان هناك شاقل الملك والمعنى من قوله شاقل القدس أن تقييم الخطية يتم بمعيار إلهى وليس بمعيار شخصى وهذا واجب الكاهن أن يتم تقييم الأمور بحسب حق الله وليس للمنفعة الشخصية. ويعوض عما أخطأ به من القدس = أى كان على المذنب أن يرد ما إغتصبه أو ما يساويه إن كان الأصل قد فقد منه.
ويزيد عليه خمسه وتفسير الخمس :-
1- دفع غرامة زائد الأصل تجعل الخاطئ يمتنع أصلاً عن المخالفة خوفاً من الغرامة.
2- هذا يعطينا فكرة أننا لن نكسب بل نخسر حينما نعتدى على حقوق الله فى المال والوقت "إعطونى العشور وجربونى" فهناك من يستكثر العشور على الله وهناك من يرى الوقت الذى يعطيه لله هو وقت ضائع. وهذه الغرامة تشير إلى أن ما نأخذه من الله سيأخذه منا بطريقة أو بأخرى (2أى 36 : 21). هذا بالإضافة لحرماننا من البركة.
3- رقم 5 يشير للنعمة الوفيرة (قصة الخمس خبزات) فالإنسان أساء لله ولنفسه بسقوطه وخسر مركزه وجنته. ولكن رب المجد يسوع عَوَضَ الكل وزاد عليه من نعمته. فنحن لم نرجع إلى ما كان عليه آدم بل زادت النعمة جداً "فحيثما كثرت الخطية إزدادت النعمة جداً" فالإنسان خرج من خطيته وهو الرابح ويكفى أن نقارن بين ما حصلناعليه الآن وما كان عليه آدم. فآدم لم يحصل على جسد الرب ودمه ولا حل فيه الروح القدس ولا أطلق عليه شريك الطبيعة الإلهية."أشياء تشتهى الملائكة أن تراها" لذلك أطلق أشعياء على المسيح ذبيحة إثم فهو عوض ما فقدناه + 1/5 (أى النعمة).
4- ال 1/5 ورد فى قصة يوسف وفرعون وشعب مصر راجع تك 47. فيوسف طلب لفرعون الخمس والمعنى أن فرعون أصبح يملك الأرض كلها وهو لا يطلب سوى الخمس والله إمتلكنا بنعمته ولا يطلب سوى الخمس ! هنا نرى المعنى الأخر لرقم (5) وهو الحواس فالله يطلب تقديس حواسنا له وحينئذ تزداد النعمة جداً ونمتلئ من الروح.
5- قارن مع خر 22 : 1 – 9 فالمذنب كان يعوض بخمسة أضعاف عن الثيران وأربعة أضعاف عن الغنم المسروقة التى تم بيعها وبضعفين إن لم تكن قد بيعت. والقاعدة العامة بعد ذلك هى الضعفين. وهكذا وعد زكا بأن يفعل لو 19 : 8 بل أكثر من الضعف فما الفرق بين هذه الشريعة وشريعة الخمس. الفارق أن شريعة الخمس يعوض بها الإنسان الذى أخطأ ولم يراه أحد ثم شعر بجرمه وأراد أن يكفر عنه. أما شريعة الضعف فهى لمن أمسك وهو يغتصب ما للغير ولم يعترف هو طواعية.
6- والآن لنرى كيفية تطبيق شريعة الخمس والضعفين وأنهما واحد. فالله يطلب العشور. هذا حقه فإن سرقنا العشور من الله ندفع الضعف أى 2×1/10 = 1/5.
+ هنا لنا تعليق على ذبيحة الإثم فلا يكفى تقديم ذبيحة بل يتم التعويض وكتطبيق على هذا فالكنيسة تلزم من أخطأ فى حق أحد آخر بأن يذهب يصطلح أولاً منه مت 5 : 23، 24 كقول السيد المسيح، ولا يكفىأن يعترف الشخص أمام الكاهن. وإن كان قد سرق عليه أن يعوض أولاً الشخص المظلوم. فإعترافى فقط لن يعوض المظلوم
الأيات 17، 18 :- و اذا اخطا احد و عمل واحدة من جميع مناهي الرب التي لا ينبغي عملها و لم يعلم كان مذنبا و حمل ذنبه. فياتي بكبش صحيح من الغنم بتقويمك ذبيحة اثم الى الكاهن فيكفر عنه الكاهن من سهوه الذي سها و هو لا يعلم فيصفح عنه.
مناهى الرب = أى عمل الإنسان عملاً غير قانونى بأقداس الرب. كأن يستعمل شيئاً من مقدسات الرب لمنفعته الشخصية، أو كان يأكل من أجزاء ذبيحة الخطية التى لا يسمح بها للإنسان العادى (22 : 10 – 14) أو يستخدم شيئاً كان قد نذره للرب، أو منع عشوراً أو بكوراً..ألخ. إذاً المقصود أن يكون أولاد الله فى منتهى اليقظة ومدققين فى حياتهم. فمناهى الرب إذاً هى أقداس الرب.
ملحوظة :- فى الخطية ضد أقداس الرب كان يقدم ذبيحة إثم + الأصل + 1/5
فى الخطية ضد حق الأخرين كان يقدم الأصل + 1/5 + ذبيحة إثم
الخطية ضد حق الأخرين واردة فى أول الإصحاح القادم.
ولكن ما معنى هذا الترتيب ؟ فى حالة التعدى على أقداس الله كان أول شئ مهم هو التكفير. أما فى حالة حقوق البشر فكان رد الشئ المغتصب هو أول ما يخطر على البال "أذهب أولاً إصطلح مع أخيك". ولكن فى الحالتين يقدم ذبيحة إثم، فكون الإنسان يخطئ فى حق إنسان آخر فهذا ضد شريعة الله، إذاً هو تعدى على الله واضع ناموس المحبة فى البشر حب إلهك من كل قلبك وقريبك كنفسك (راجع يع 4 : 11)
ملحوظة أخرى :- تقييم الشئ بشاقل القدس يشير إلى أن الله قدر تعويضاً عن ما فقدناه + 1/5 بتقدير إلهى فكان أن أعطانا من نعمته ما يفوق العقل والفكر.
اللوح الأول :- عليه الأربعة وصايا الأولى وهى خاصة بحفظ حقوق الله.
اللوح الثانى :- عليه الستة وصايا الثانية وهى خاصة بحفظ حقوق الآخرين.
نجد هنا أمثلة لخطايا الجهل أو السهو التى يقدم عنها ذبائح خطية
الخطية الأولى :- الإنسان الذى يكتم الشهادة
كان من عادة قضاة اليهود أن يستحلفوا المتهمين ليقولوا الحقيقة. وهكذا صنع رئيس الكهنة مع المسيح مت 26 : 63. والمقصود من هذا أن القاضى كأنه يقول للمتهم أن كذبت يلعنك الله. ومن هنا نفهم إرتباط كلمة الحلف واللعن فكثيراً ما نسمع إرتباط الكلمتين راجع قض 17 : 2. والخطية المشار إليها هنا هو أنه إذا سمع مؤمن إنسان متهماً أو شاهد يستحلفه القاضى فيكذب، ويكتم هو الشهادة لغرض ما فى نفسه كأن يكون المتهم صديقه وهو يريد أن يتستر عليه أو يكون المتهم بريئاً لكنه هو يعاديه ويريد أن يتشفى منه حتى لو حكم عليه ظلماً. هنا يشترك كاتم الشهادة مع المجرم.كيفية تقييم هذه الخطية :-
الإنسان الذى يكتم الشهادة لغرض فى نفسه هو يدور فى فلك نفسه، أو هو متمركز تماماً حول الأنا الشخصية له. هو يبحث عن كيف يرضى نفسه ؟ وعن ماذا يريد هو ؟ وليس ماذا يريد الله. والله هو الحق. فمن يفشل فى الشهادة للحق يكون منفصلاً عن الله، وهذه بالضبط الخطية الأصلية أى طبيعتنا الساقطة. ويندرج طبعاً تحت هذه الخطية من ينكر المسيح أمام الناس لمصلحته الشخصية.الخطية الثانية :- التلامس مع النجاسة
إستخدم الله طريقة مبسطة لشرح مفهوم النجاسة. فقد صور الوحى أن جثث الموتى هى نجاسة. والسبب فى ذلك بسيط فالموت نتيجة طبيعية للخطية فكأن الموت هو تعبير عن الخطية. ويصبح التلامس مع جثة هو رمز لإشتهاء الخطية وهناك خطايا خارجية أى مغريات العالم ورمزها هنا جثث الحيوانات.وهناك خطايا وشهوات فى الداخل تظهر ثمارها النتنة حينما تظهر أعمال معينة تشير لها وللتعبير عن الخطايا الداخلية التى تظهر ثمارها إستخدم الوحى تصوير آخر وهو أن نجاسة إنسان من جميع نجاساته والمعنى السيل (مثل مرض السيلان) والبرص وهنا التصوير رائع جداً لأن السيل مثلاً هو مرض داخلى ظهر بعلامة خارجية وهذا يتطابق مع الخطية الدفينة فى داخلنا وشهوات قلوبنا المريضة التى تظهر فى بعض أعمالنا وأثامنا. والإشارة هنا إلى جثة وحش نجس أو بهيمة نجسة أو جثة دبيب.
والكتاب المقدس يدعونا للتأمل فى المعانى فإلى ماذا تشير جثة الوحش النجس ؟ بالقطع تشير للطبيعة الوحشية فالوحش يقتل ليأكل وهناك من يظلمون الأيتام والأرامل ليملأوا بطونهم والله يدعونا أن لا نفعل نفس الشئ لأن مصير كل شئ إلى الموت وإلى ماذا تشير جثة البهيمة ؟ هذه تشير لمن يريد إشباع شهواته فقط دون النظر إلى أى إعتبار آخر !! قال أحد القديسين "هل تشتهى جسد المرأة يا أخى إذهب وأنظر جسدها بعد أن تموت بعدة أيام وأنظر ماذا تشتهى" وإلى ماذا تشير جثة الدبيب ؟ الدبيب يتلامس مع الطين فى زحفه بل يأكله. وهذا يشير لشهوات إمتلاك الأرض. ولكن هذه الأرض مصيرها الزوال.
والأن مع علمنا بأن كل شئ مصيره الزوال والموت فمازلنا نشتهى والكتاب يدعونا لوقفة مع النفس لنتأمل أن كل شئ مصيره أن يصبح جثة فلا تشتهى هذا المائت.
كيفية تقييم هذه الخطية :-
مرة أخرى هى تمركز حول الأنا. فلو نبهت أحد أن ما يشتهيه زائل ومائت لكان منطقه هذا حقى !! أنا أريد هذا.. أنا أحتاج هذا. وإذا قلت له لكن هذا ضد قداسة الله لكانت الإجابة بالتأكيد تشير لإنفصاله عن اللهالخطية الثالثة :- الحلف بالباطل
هنا نجد الخاطئ يستهين(ربما بتهور أو بالقصد) بإسم الله. ويستخدمه ليعد بشئ سواء بالإساءة أو الإحسان أو الوعد. هكذا فعل داود حينما أقسم بالوعيد ضد نابال الكرملى وهكذا فعل يفتاح حينما نذر أول من يقابله فى عودته منتصراً أن يقدمه ذبيحة فكان أول من قابله هو إبنته. وهنا نجد كلاهما ندم. فإن عبرت هذه الخطية عن شئ فهى تعبر عن التهور والإندفاعكيفية تقييم هذه الخطية :-
هذه أوضح صورة للأنا والإنفصال عن الله. فالإنسان الذى يرتكب هذه الخطية يتصور أنه قادر أن يمنح ويمنع أن يحسن ويسئ. هو هنا تقريباً قد أله نفسه، أى أقام من نفسه إلهاً يتوعد أعدائه ويعد أصدقائه. هنا حتى ولو أنه يستخدم إسم الله ويحلف فإن هذا لا يشير لقداسة فيه بل يشير إلى إلى إستخدام إسم الله بصورة خاطئة. فإذا كان يريد إستخدام إسم الله بطريقة صحيحة يشعر فيها بأنه متحد بالله وليس منفصلاً عنه كان يجب أن يقول "إن أذن الله نفعل كذا..أو الله يرى ماذا يعمله معك يامن آذيتنى" راجع يع 4 : 13 – 16+ والأن نرى أن الخطايا الثلاثة المشار إليها هنا هى توضيح كامل لمعنى الخطية الأصلية الساكنة فى وهى الإحساس بالأنا والتمركز حولها ومن ثم الإنفصال عن الله
الأيات 5، 6 :- فان كان يذنب في شيء من هذه يقر بما قد اخطا به. و ياتي الى الرب بذبيحة لاثمه عن خطيته التي اخطا بها انثى من الاغنام نعجة او عنزا من المعز ذبيحة خطية فيكفر عنه الكاهن من خطيته.
نجد هنا أن الوحى ينص على وجوب أن يعترف الخاطئ ويقر بخطاياه. فإذا علم إنسان أنه مخطئ فعليه أن يعترف والله أمين وعادل فإن إعترفنا بخطايانا يغفرها لنا 1يو 1 : 9. ولاحظ قوله فى آية (4) ثم عُلِمَ = فكيف نعلم بخطيتنا ؟ هناك عدة طرق يستعملها الله كأن نسمع مباشرة من الروح القدس داخلنا بصوت لوم وعتاب على خطية معينة ولكن هذا يحتاج لحواس مدربة ومستوى روحى عالى وهناك طريقة أخرى أن يستخدم الله إنسان آخر من خدامه (كاهن / خادم..) ينبه الخاطئ أن فعله هو خطية تغضب الله وفى كل حال ينبه الكتاب "إن سمعتم صوته لا تقسوا قلوبكم عب 4 : 7 " أى قدموا توبة وإعتراف عن خطاياكم. ولنلاحظ أن الإعتراف يبرر الله فحينما أعترف بأننى مخطئ أنسب الخطية وما إستتبعها لنفسى وأبرر الله كما فعل اللص اليمين حينما قال "نحن بعدل جوزينا.. أما هذا فبار" وبعد الإعتراف يقدم أنثى من الأغنام. ونجد هنا تكرار لما سبق فى الإصحاح السابق، وحيث أنه لا يوجد تكرار بلا سبب فالسؤال
لماذا إذن التكرار ؟
يمكننا أن نلاحظ أن خطية الفرد ذكرت مرتين وذكر بينهما مجموعة الخطايا. وأن خطية رئيس الكهنة والجماعة والرئيس ذكرت مرة واحدة. ونستطيع تصوير هذا فى شكل جدول كالتالى :أن مجموعة الخطايا تتوسط الجزء المكرر وهو تقديم أنثى كذبيحة عن الخطية. وكأن المقصود أن هذه الخطايا ساكنة فينا كما قال بولس الرسول فى رو 7 : 20 والمسيح قدم ذبيحة خطية عن هذه الخطايا الساكنة فى أو هو إفتدى طبيعتى الساقطة أو إفتدى الخطية الأصلية الموجودة فى إذاً التكرار ليس بلا معنى
+ ولاحظ أن خطية الجماعة هى لا نهائية وإستلزمت تقديم ثور الذى هو أكبر أنواع الذبائح. لذلك كانت الذبيحة عن رئيس الكهنة ثور حتى تكون ذبيحة المسيح = متطلبات الله عن الجماعة
+ ذبيحة الثور عن رئيس الكهنة إذاً تشير للمسيح كرئيس كهنة حمل خطايا الجماعة
+ ذبيحة التيس تشير للمسيح كملك يتقدم عروسه راجع أر 50: 8 + أم 30 : 31
+ ثم يأتى دور الكنيسة عروس المسيح التى يجب أن تقدم نفسها ذبيحة كعريسها. هى الأنثى التى يجب أن تصلب أهوائها مع شهواتها وتقدم نفسها ذبيحة حية.
وقد مارس اليهود الإعتراف بخطاياهم أمام رجال الله وكهنته. كما طلب يشوع من عاخان (يش 7 : 19) وكما فعل شاول أمام صموئيل (1صم 15 : 24، 25) وداود مع ناثان (2صم 12: 13، 14) ومع يوحنا المعمدان (مر 1 : 5) + أع 19 : 18 هذا بالنسبة للعهد الجديد والكنيسة ملتزمة تماماً بهذا السر (سر الإعتراف). (إن لمنا أنفسنا وإعترفنا لا يلومنا إبليس)
الأيات 7 – 10 :- و ان لم تنل يده كفاية لشاة فياتي بذبيحة لاثمه الذي اخطا به يمامتين او فرخي حمام الى الرب احدهما ذبيحة خطية و الاخر محرقة. ياتي بهما الى الكاهن فيقرب الذي للخطية اولا يحز راسه من قفاه و لا يفصله. و ينضح من دم ذبيحة الخطية على حائط المذبح و الباقي من الدم يعصر الى اسفل المذبح انه ذبيحة خطية. و اما الثاني فيعمله محرقة كالعادة فيكفر عنه الكاهن من خطيته التي اخطا فيصفح عنه.
هذه ذبيحة غير القادرين، إشارة إلى أن عدم قدرتنا لن يعطل الفداء وإختيار طيرين وليس واحد سببه أنه لا يوجد شحم فى الطيور فيستخدم أحدهم عوض الشحم كمحرقة والأخر يكون من نصيب الكاهن عوض اللحم، فمن ناحية لا يشعر الفقير بحرج فهو قدم نصيب الكاهن ومن ناحية يذهب لبيته شاعراً بالغفران فالكاهن أكل من ذبيحته. ولاحظ تقديم ذبيحة الخطية أولاً فغفران الخطية يأتى أولاً ثم يقدم ذبيحة المحرقة، أى الرضا ثانياً. ولاحظ قوله لا يفصله = هذه صورة للمسيح وهو منكس الرأس على الصليب. وأيضاً الرأس غير منفصل عن الجسد (المسيح وكنيسته)
الأيات 11 – 13 :- و ان لم تنل يده يمامتين او فرخي حمام فياتي بقربانه عما اخطا به عشر الايفة من دقيق قربان خطية لا يضع عليه زيتا و لا يجعل عليه لبانا لانه قربان خطية. ياتي به الى الكاهن فيقبض الكاهن منه ملء قبضته تذكاره و يوقده على المذبح على وقائد الرب انه قربان خطية. فيكفر عنه الكاهن من خطيته التي اخطا بها في واحدة من ذلك فيصفح عنه و يكون للكاهن كالتقدمة.
حتى غير القادرين على تقديم ذبيحة طيور فليقدم تقدمة دقيق. عشر الإيفة وهى تساوى مكيال يسمة "عُمُر" وهى مقدار ما كان الفرد يجمعه من المن يومياً وكأنه يصوم يوماً أو يجوع يوماً بيقدم ذبيحة خطية. وكيف يكون الدقيق ذبيحة خطية. وكيف يكون الدقيق ذبيحة خطية بينما القاعدة بدون سفك دم لا تحدث مغفرة ؟ الإجابة أن الدقيق هنا يختلط بدماء الذبائح الأخرى المقدمة على المذبح وقد يشير هذا للتناول أى الذبيحة الغير الدموية فالخبز والخمر يتحولان حقاً إلى جسد الرب ودمه كفارة عن خطايانا.
وهنا لا نجد على التقدمة زيت ولا بخور. هى ذبيحة خطية وليست رائحة سرور للرب فلا مكان للبخور = اللبان. ولا للزيت. الزيت يعطى للدقيق طعماً لطيفاً ولكنها ذبيحة خطية. ونلاحظ فى تدرج ذبائح الخطية أنها تبدأ بالثور وتنتهى بكمية من الدقيق. هذه تتدرج بحسب طاقة كل إنسان والله الذى يقبل كل تقدمة مهما كانت صغيرة يعرف طاقتنا ولذلك يريد من كل إنسان أن يقدم ما فى طاقته وعمل نعمة الله يبارك كما بارك فى الخمس خبزات ولنذكر قول بولس "لم تجاهدوا بعد حتى الدم" ولنأخذ مثال فالله قبل اللص اليمين بكلمة ولكن السؤال ماذا كان فى طاقة اللص اليمين أن يصنع أكثر من هذا ولم يصنع وهو مصلوب ؟
الأيات 14 – 16 :- و كلم الرب موسى قائلا. اذا خان احد خيانة و اخطا سهوا في اقداس الرب ياتي الى الرب بذبيحة لاثمه كبشا صحيحا من الغنم بتقويمك من شواقل فضة على شاقل القدس ذبيحة اثم. و يعوض عما اخطا به من القدس و يزيد عليه خمسه و يدفعه الى الكاهن فيكفر الكاهن عنه بكبش الاثم فيصفح عنه.
ذبيحة الإثم
ذبيحة الإثم كما قلنا تقدم عن خطايا معينة كثمار للخطية الساكنة فينا ويقسمها الكتاب إلى :-1- خطايا ضد المقدسات الإلهية 2 – خطايا ضد الإخوة
هذه الأيات تحدثنا عن المجموعة الأولى أى الخطايا ضد المقدسات الإلهية وهنا يسميها خيانة = فالإستهتار بمقدسات الرب يعتبرها الرب خيانة. ومقدسات الرب هى مثل البكور من الحيوانات وثمار الأرض والعشور (مل 3 : 8) والنذور..الخ وكان على المخطئ أن يقدم كبشاً صحيحاً من الغنم = فهذا إشارة للمسيح الذى بلا عيب وقوله كبشاً من الغنم إشارة للمسيح المتجسد فهو كان واحداً من البشر (مز 89 : 19).
بتقويمك = أى أن الذى يقيم الضرر والتعويض المماثل والمناسب هو موسى ثم بعد موسى كان الكهنة يقومون بهذا الدور (27 : 8). من شواقل الفضة = أى يقيم ثمن الكبش بكذا شاقل. والشاقل هو وزن للفضة يقابل اليوم العملات وحتى الأن فالعملة فى إسرائيل إسمها الشيكل. وكان الكبش الذى يتم تقديمه لا يقل تقييمه عن شاقلين شاقل القدس = هو معيار موجود فى الهيكل به يتم التقييم وكان هناك شاقل الملك والمعنى من قوله شاقل القدس أن تقييم الخطية يتم بمعيار إلهى وليس بمعيار شخصى وهذا واجب الكاهن أن يتم تقييم الأمور بحسب حق الله وليس للمنفعة الشخصية. ويعوض عما أخطأ به من القدس = أى كان على المذنب أن يرد ما إغتصبه أو ما يساويه إن كان الأصل قد فقد منه.
ويزيد عليه خمسه وتفسير الخمس :-
1- دفع غرامة زائد الأصل تجعل الخاطئ يمتنع أصلاً عن المخالفة خوفاً من الغرامة.
2- هذا يعطينا فكرة أننا لن نكسب بل نخسر حينما نعتدى على حقوق الله فى المال والوقت "إعطونى العشور وجربونى" فهناك من يستكثر العشور على الله وهناك من يرى الوقت الذى يعطيه لله هو وقت ضائع. وهذه الغرامة تشير إلى أن ما نأخذه من الله سيأخذه منا بطريقة أو بأخرى (2أى 36 : 21). هذا بالإضافة لحرماننا من البركة.
3- رقم 5 يشير للنعمة الوفيرة (قصة الخمس خبزات) فالإنسان أساء لله ولنفسه بسقوطه وخسر مركزه وجنته. ولكن رب المجد يسوع عَوَضَ الكل وزاد عليه من نعمته. فنحن لم نرجع إلى ما كان عليه آدم بل زادت النعمة جداً "فحيثما كثرت الخطية إزدادت النعمة جداً" فالإنسان خرج من خطيته وهو الرابح ويكفى أن نقارن بين ما حصلناعليه الآن وما كان عليه آدم. فآدم لم يحصل على جسد الرب ودمه ولا حل فيه الروح القدس ولا أطلق عليه شريك الطبيعة الإلهية."أشياء تشتهى الملائكة أن تراها" لذلك أطلق أشعياء على المسيح ذبيحة إثم فهو عوض ما فقدناه + 1/5 (أى النعمة).
4- ال 1/5 ورد فى قصة يوسف وفرعون وشعب مصر راجع تك 47. فيوسف طلب لفرعون الخمس والمعنى أن فرعون أصبح يملك الأرض كلها وهو لا يطلب سوى الخمس والله إمتلكنا بنعمته ولا يطلب سوى الخمس ! هنا نرى المعنى الأخر لرقم (5) وهو الحواس فالله يطلب تقديس حواسنا له وحينئذ تزداد النعمة جداً ونمتلئ من الروح.
5- قارن مع خر 22 : 1 – 9 فالمذنب كان يعوض بخمسة أضعاف عن الثيران وأربعة أضعاف عن الغنم المسروقة التى تم بيعها وبضعفين إن لم تكن قد بيعت. والقاعدة العامة بعد ذلك هى الضعفين. وهكذا وعد زكا بأن يفعل لو 19 : 8 بل أكثر من الضعف فما الفرق بين هذه الشريعة وشريعة الخمس. الفارق أن شريعة الخمس يعوض بها الإنسان الذى أخطأ ولم يراه أحد ثم شعر بجرمه وأراد أن يكفر عنه. أما شريعة الضعف فهى لمن أمسك وهو يغتصب ما للغير ولم يعترف هو طواعية.
6- والآن لنرى كيفية تطبيق شريعة الخمس والضعفين وأنهما واحد. فالله يطلب العشور. هذا حقه فإن سرقنا العشور من الله ندفع الضعف أى 2×1/10 = 1/5.
+ هنا لنا تعليق على ذبيحة الإثم فلا يكفى تقديم ذبيحة بل يتم التعويض وكتطبيق على هذا فالكنيسة تلزم من أخطأ فى حق أحد آخر بأن يذهب يصطلح أولاً منه مت 5 : 23، 24 كقول السيد المسيح، ولا يكفىأن يعترف الشخص أمام الكاهن. وإن كان قد سرق عليه أن يعوض أولاً الشخص المظلوم. فإعترافى فقط لن يعوض المظلوم
الأيات 17، 18 :- و اذا اخطا احد و عمل واحدة من جميع مناهي الرب التي لا ينبغي عملها و لم يعلم كان مذنبا و حمل ذنبه. فياتي بكبش صحيح من الغنم بتقويمك ذبيحة اثم الى الكاهن فيكفر عنه الكاهن من سهوه الذي سها و هو لا يعلم فيصفح عنه.
مناهى الرب = أى عمل الإنسان عملاً غير قانونى بأقداس الرب. كأن يستعمل شيئاً من مقدسات الرب لمنفعته الشخصية، أو كان يأكل من أجزاء ذبيحة الخطية التى لا يسمح بها للإنسان العادى (22 : 10 – 14) أو يستخدم شيئاً كان قد نذره للرب، أو منع عشوراً أو بكوراً..ألخ. إذاً المقصود أن يكون أولاد الله فى منتهى اليقظة ومدققين فى حياتهم. فمناهى الرب إذاً هى أقداس الرب.
ملحوظة :- فى الخطية ضد أقداس الرب كان يقدم ذبيحة إثم + الأصل + 1/5
فى الخطية ضد حق الأخرين كان يقدم الأصل + 1/5 + ذبيحة إثم
الخطية ضد حق الأخرين واردة فى أول الإصحاح القادم.
ولكن ما معنى هذا الترتيب ؟ فى حالة التعدى على أقداس الله كان أول شئ مهم هو التكفير. أما فى حالة حقوق البشر فكان رد الشئ المغتصب هو أول ما يخطر على البال "أذهب أولاً إصطلح مع أخيك". ولكن فى الحالتين يقدم ذبيحة إثم، فكون الإنسان يخطئ فى حق إنسان آخر فهذا ضد شريعة الله، إذاً هو تعدى على الله واضع ناموس المحبة فى البشر حب إلهك من كل قلبك وقريبك كنفسك (راجع يع 4 : 11)
ملحوظة أخرى :- تقييم الشئ بشاقل القدس يشير إلى أن الله قدر تعويضاً عن ما فقدناه + 1/5 بتقدير إلهى فكان أن أعطانا من نعمته ما يفوق العقل والفكر.
تصنيف الخطايا
الخطايا المذكورة تنقسم لقسمين1- ضد الله شخصياً
2- ضد الآخرين
وهذ يتفق مع تقسيم الوصايا العشر. فالوصايا العشر تنقسم لقسميناللوح الأول :- عليه الأربعة وصايا الأولى وهى خاصة بحفظ حقوق الله.
اللوح الثانى :- عليه الستة وصايا الثانية وهى خاصة بحفظ حقوق الآخرين.
+