تفسير الاصحاح الثانى والعشرون من سفر اللاويين للقس انطونيوس فكرى
قداسة المقدسات
آية 2 :- كلم هرون و بنيه ان يتوقوا اقداس بني اسرائيل التي يقدسونها لي و لا يدنسوا اسمي القدوس انا الرب.يتوقوا أقداس = الأقداس هى الأنصبة المعينة للكهنة من الذبائح. ويتوقوا أى لا يقتحموها أى يأكلوها بلا إستعداد كأن تكون عليهم أى نجاسة. فهذه الأقداس ليست لإشباع بطونهم بل هى عمل مقدس يلزم ممارسته بفكر روحى. فحين يعترف الخاطئ على رأس الذبيحة بخطيته تنتقل الخطية للذبيحة وحين يأكلها المذبح (النار) والكاهن يشير هذا لأن الخطية قد إبتلعت وإنتهت إشارة للمسيح الذى رفع خطايانا والآب الذى قبل هذا العمل. فنار المذبح تشير لقبول الآب للذبيحة وأكل الكاهن لجزء منها يشير لحمل المسيح لخطيتى. وقوله أنا الرب = أنا أغير على إسمى ومقدساتى التى يدنسها الكهنة المستهترين
آية 3 :- قل لهم في اجيالكم كل انسان من جميع نسلكم اقترب الى الاقداس التي يقدسها بنو اسرائيل للرب و نجاسته عليه تقطع تلك النفس من امامي انا الرب.
تقطع تلك النفس من أمامى :- أى لا يعود للخدمة. نجاسته عليه = هو مصاب ببرص أو بسيل أو مس أحداً مريضاً بهما أو مس ميتاً. أو مس حيوان نجس أو إضطجع مع زوجته. هذا يبقى اليوم نجساً للمساء ثم يرحض جسده بماء قبل أن يأكل من الأقداس.
الأيات 4 – 9 :- كل انسان من نسل هرون و هو ابرص او ذو سيل لا ياكل من الاقداس حتى يطهر و من مس شيئا نجسا لميت او انسان حدث منه اضطجاع زرع. او انسان مس دبيبا يتنجس به او انسانا يتنجس به لنجاسة فيه. فالذي يمس ذلك يكون نجسا الى المساء و لا ياكل من الاقداس بل يرحض جسده بماء. فمتى غربت الشمس يكون طاهرا ثم ياكل من الاقداس لانها طعامه. ميتة او فريسة لا ياكل فيتنجس بها انا الرب. فيحفظون شعائري لكي لا يحملوا لاجلها خطية يموتون بها لانهم يدنسونها انا الرب مقدسهم.
يحدد فيها ما ينجس الكاهن وكيف يتطهر. والكنيسة تلزم أبنائها أن لا يتقدمون للتناول دون إستحقاق أى يتقدمون وهم تائبين 1كو 11 : 29
الأيات 10 – 15 :- و كل اجنبي لا ياكل قدسا نزيل كاهن و اجيره لا ياكلون قدسا. لكن اذا اشترى كاهن احدا شراء فضة فهو ياكل منه و المولود في بيته هما ياكلان من طعامه. و اذا صارت ابنة كاهن لرجل اجنبي لا تاكل من رفيعة الاقداس. و اما ابنة كاهن قد صارت ارملة او مطلقة و لم يكن لها نسل و رجعت الى بيت ابيها كما في صباها فتاكل من طعام ابيها لكن كل اجنبي لا ياكل منه. و اذا اكل انسان قدسا سهوا يزيد عليه خمسه و يدفع القدس للكاهن. فلا يدنسون اقداس بني اسرائيل التي يرفعونها للرب.
يتمتع بأكل الذبيحة الكاهن ومولود بيته ومن إشتراه الكاهن بفضة ولا يأكل معه فى هذه المقدسات أجنبى أى عبرانى ليس من نسل هرون (خر 29 : 33) أو من كان غريب الجنس أو عبداً ثقبت أذنه أو من كان نزيلاً (ضيف أو أجير أو عبد عبرانى فالعبد العبرانى لا يسمى عبد) ولا يأكل منها إبنته التى تزوجت بمن ليس من نسل هرون وإذا ترملت أو طلقت وعادت لبيت أبيها تعود تأكل من الأقداس.
وما معنى هذا فى الكنيسة ؟ الأقداس تشير لجسد المسيح ودمه ويتناول الأسرار المقدسة الكاهن سواء الذى تمتع بسر الكهنوت أو الكاهن بالمفهوم العام الذى ولد من المعمودية وهذا يسمى مولود البيت. ويأكل منها من إشترى بالفضة أى إقتناه الله بفدائه ومن هم من أهل البيت فهم ليسوا زائرين بل يقضوا حياتهم كلها فى بيت الرب. وتحذرنا الكنيسة من تقديم الذبيحة لأجنبى أى إنسان تغرب عن الله ورفض الشركة معه كإبن أو لإنسان ثقب أذنيه أى عاش عبداً للخطية لا يريد أن يتحرر منها. أما الإبنة التى تزوجت بغريب فهى النفس التى قبلت الميلاد الجديد ثم عادت لتلتصق بعريس أجنبى أى بإله آخر (شهوة البطن / لذة الجسد / محبة المال / طلب الكرامة الزمنية). أما لو مات رجلها أو طلقت أى تركت خطيتها تعود للوليمة المقدسة (حين عاد الإبن الضال أكل العجل المسمن)
آية 14 :- إذا أكل سهواً = أما لو أكل عامداً مستهتراً بالوصية يقطع. وكان لهذا القانون إستثناء وافق الرب يسوع عليه حين أكل داود ورجاله الخبز المقدس (1صم 21 : 6 + مت 12 : 3 – 7)
آية 16 :- فيحملونهم ذنب اثم باكلهم اقداسهم لاني انا الرب مقدسهم.
فيحملونهم ذنب إثمهم = أى فيكونون بعدم إعتنائهم بمنع من لا يجوز له أن يأكل الأقداس فوق كونهم آثمين سبباً لأن يحمل غيرهم الإثم بأكله من الأقداس.
الأيات 17 – 25 :- و كلم الرب موسى قائلا. كلم هرون و بنيه و جميع بني اسرائيل و قل لهم كل انسان من بيت اسرائيل و من الغرباء في اسرائيل قرب قربانه من جميع نذورهم و جميع نوافلهم التي يقربونها للرب محرقة. فللرضا عنكم يكون ذكرا صحيحا من البقر او الغنم او المعز. كل ما كان فيه عيب لا تقربوه لانه لا يكون للرضا عنكم. و اذا قرب انسان ذبيحة سلامة للرب وفاء لنذر او نافلة من البقر او الاغنام تكون صحيحة للرضا كل عيب لا يكون فيها. الاعمى و المكسور و المجروح و البثير و الاجرب و الاكلف هذه لا تقربوها للرب و لا تجعلوا منها وقودا على المذبح للرب. و اما الثور او الشاة الزوائدي او القزم فنافلة تعمله و لكن لنذر لا يرضى به. و مرضوض الخصية و مسحوقها و منزوعها و مقطوعها لا تقربوا للرب و في ارضكم لا تعملوها. و من يد ابن الغريب لا تقربوا خبز الهكم من جميع هذه لان فيها فسادها فيها عيب لا يرضى بها عنكم.
هنا نجد شرط أن تكون الذبيحة بلا عيب فهى تشير للمسيح. فالله لا يطلب كثرة الذبائح بل نوعيتها. وحين قال بيلاطس "إنى برئ من دم هذا البار" قدم المسيح كذبيحة بلا عيب وكان هناك إستثناء واحد إن قدم أحدهم نافلة كان ممكن أن يقدم زوائدى أى من له عضو أطول من عضو أو إذا كان قزماً (قصير القامة جداً). والنافلة هى التى لم يلزمهم الله بها ( ذبيحة خطية أو إثم.. ) أو ألزموا هم أنفسهم بها ( نذر) أى تقدمة طوعية إختيارية. وهذا يظهر لنا الفارق فالله حين قدم لنا دون الزام وبحريته قدم إبنه القدوس. وهذا الزوائدى أو القزم لم يكن يقدم للهيكل كذبيحة بل يبيعونه ويعطوا ثمنه للهيكل. ولاحظ أن الوثنيين كان لهم عادة أن يخصوا حيواناتهم والله منع هذا ومنع تقديم مثل هذه الحيوانات كذبيحة حتى لو كانوا إشتروها هكذا من أجنبى = ومن يد إبن الغريب لا تقربوا خبز إلهكم = فالذبائح هى خبز الله لأن نار المذبح تأكله. حتى لا يظن اليهودى أن الله سيقبل منه ذبيحته لو كانت مخصية لأن الغريب فعل بها هذا.
آية 27 :- متى ولد بقر او غنم او معزى يكون سبعة ايام تحت امه ثم من اليوم الثامن فصاعدا يرضى به قربان وقود للرب.
يشترط أن يقضى المولود 7 أيام مع أمه قبل أن يقدم ذبيحة. 1)حتى يراعوا المشاعر فيعطوا فرصة للأم والإبن أن يتمتعوا معاً 2) حتى يمضى عليهم سبت فهم يعتقدون أن السبت مقدس 3) أسبوع رقم كامل إشارة للمسيح الذى عاش وسطنا عمره كاملاً (لم يقتله هيرودس طفلاً) ثم صلب
آية 28 :- و اما البقرة او الشاة فلا تذبحوها و ابنها في يوم واحد.
لا يقدم حيوان وأمه فى يوم واحد = فالأم ستحزن حين يأخذوا ولدها وهكذا الولد سيحزن ويصرخ دون إستجابة وهكذا حدث مع المسيح "إلهى إلهى لماذا تركتنى" والآب حزن لهذا
آية 29 :- و متى ذبحتم ذبيحة شكر للرب فللرضا عنكم تذبحونها.
أحسن شرح لها "نحن نحبه لأنه أحبنا أولاً".
+