تفسير الاصحاح الثانى عشر من سفر القضاة للقس انطونيوس فكرى
حرب يفتاح مع أفرايم
الآية (1): "اجتمع رجال افرايم وعبروا إلى جهة الشمال وقالوا ليفتاح لماذا عبرت لمحاربة بني عمون ولم تدعنا للذهاب معك نحرق بيتك عليك بنار."
نفس ما فعلهُ إفرايم مع جدعون ها هم يكررونه ثانية مع يفتاح، وهم خافوا من حرب بنى عمون والأن بعد أن إنتصر يفتاح يثيرون المشاكل لأنهم فى كبريائهم يرفضون أن يقضى عليهم يفتاح أو يحكمهم.
فهم يطلبون الرئاسة دائماً. ونلاحظ أنهم فعلوا ذلك عوضاً عن أن يشكروا يفتاح على الخلاص الذى صنعه أو يواسونه على فقده لإبنته. لقد حسبوا إنقاذه لسائر إسرائيل دون الأعتراف بسيادتهم ذنباً لا يغتفر. وكان هناك فرقين بين حادثة جدعون وحادثة يفتاح :
1. كان جدعون هادئ طويل البال بينما يفتاح كان رجل حرب عنيف محطم لفقد إبنته.
2. جاء إفرايم هذه المرة بوحشية وبرجال حرب لحرق بيت يفتاح، بل جاءوا بالألاف. ومن عدد القتلى من أفرايم نفهم أنهم عبروا بجيش كبير ليحاربوا يفتاح. إذاً هم جاءوا ليس للعتاب بل للحرب.
الآيات (2-4): "فقال لهم يفتاح صاحب خصام شديد كنت أنا وشعبي مع بني عمون وناديتكم فلم تخلصوني من يدهم.
ولما رأيت أنكم لا تخلصون وضعت نفسي في يدي وعبرت إلى بني عمون فدفعهم الرب ليدي فلماذا صعدتم علي اليوم هذا لمحاربتي. جمع يفتاح كل رجال جلعاد وحارب افرايم فضرب رجال جلعاد افرايم لأنهم قالوا انتم منفلتو افرايم جلعاد بين افرايم ومنسى."
كان رد يفتاح عليهم :
1. وبخهم معلناً أنه دعاهم للحرب فلم يستجيبوا.
2. إذاً هم كاذبين فى تهجمهم عليه بأنه لم يدعهم للحرب، بل هم مهملين متخاذلين.
3. أن يفتاح عرض حياته للخطر من أجلهم.
4. فدفعهم الرب ليدى = فالله هو الذى أعطى النصر فكل مقاومة ليفتاح هى مقاومة لله.
وعوضاً أن يرجع رجال إفرايم بعد هذا الرد المقنع إزدادوا ثورة وبدأوا فى إهانة الجلعاديين بقولهم أنهم منفلتو أفرايم، جلعاد بين أفرايم ومنسى = أى أن أهل جلعاد هم مجموعة من الهاربين من أفرايم بسبب إجرامهم (لصوصية وقتل. ألخ) فكانوا يهربون من أفرايم ولا يذهبون إلى منسى بل يبقون فى جلعاد، أى يلجأون إلى الأرض التى بين أراضى السبطين. لذلك وبسبب هذه الإهانات وثورتهم هاجمهم يفتاح وضرب منهم 42.000.
الآيات (5-7): "فاخذ الجلعاديون مخاوض الأردن لافرايم وكان إذ قال منفلتو افرايم دعوني اعبر كان رجال جلعاد يقولون له اانت افرايمي فان قال لا.
كانوا يقولون له قل اذا شبولت فيقول سبولت و لم يتحفظ للفظ بحق فكانوا ياخذونه و يذبحونه على مخاوض الاردن فسقط في ذلك الوقت من افرايم اثنان و اربعون الفا.
و قضى يفتاح لاسرائيل ست سنين و مات يفتاح الجلعادي و دفن في احدى مدن جلعاد."
وقف الجلعاديون عند مخاوض الأردن = أى الأماكن التى يعبر منها رجال أفرايم للرجوع لبلادهم غرب الأردن، حتى لا يهرب الأفرايمين إلى إفرايم. وكانوا يسألون من يعبر هل أنت إفرايمى فلو قال نعم قتلوه وإن قال لا إمتحنوه بلفظ شبولت وتعنى مخاضة فالإفرايميين ينطقوها سبولت (فى بعض بلاد الصعيد يقولون عن الشمس سمس). سبط إفرايم سحقه كبريائه.
الآيات (9،8): "و قضى بعده لاسرائيل ابصان من بيت لحم. وكان له ثلاثون ابنا وثلاثون ابنة أرسلهن إلى الخارج وأتى من الخارج بثلاثين ابنة لبنيه وقضى لإسرائيل سبع سنين."
زوج الكل من الخارج ليتسع نطاق العائلة = أرسلهم للخارج.
القضاة الثلاثة أبصان / أيلون / عبدون. لا نعرف عنهم الكثير فهم قضوا أياماً هادئة ولم توجد فى حياتهم مواقف معينة ولكن لأمانتهم إستحقوا أن تسجل أسمائهم فى الكتاب المقدس.
الآيات (10-15): "و مات ابصان و دفن في بيت لحم. و قضى بعده لاسرائيل ايلون الزبولوني قضى لاسرائيل عشر سنين.
و مات ايلون الزبولوني و دفن في ايلون في ارض زبولون. و قضى بعده لاسرائيل عبدون بن هليل الفرعتوني. و كان له اربعون ابنا و ثلاثون حفيدا يركبون على سبعين جحشا قضى لاسرائيل ثماني سنين. و مات عبدون بن هليل الفرعتوني و دفن في فرعتون في ارض افرايم في جبل العمالقة."
+