تفسير الاصحاح العاشر من سفر القضاة للقس انطونيوس فكرى
إقامة تولع . وإقامة يائير
الآيات (1-2): "قام بعد ابيمالك لتخليص إسرائيل تولع بن فواه بن دودو رجل من يساكر كان ساكنا في شامير في جبل افرايم. فقضى لإسرائيل ثلاثا وعشرين سنة ومات ودفن في شامير."
قام بعد أبيمالك = المقصود قام بعده زمنياً. فلم يكن أبيمالك قاضياً. وتولع من سبط يساكر. وأقيم قاضياً فى إفرايم. قام ليخلص إسرائيل ربما من تحرشات خفيفة لم تستحق الذكر. تولع = دودة أو قماش قرمزى هذا معنى إسمه ولأن القضاة يرمزون للمسيح.
نجد أن تولع يشير للخلاص بدم المسيح بعد أن التهمت النار العوسج ومن أقامه ملكاً عليهم.
وشامير = تعنى شوك = فمن إختار طريق الكرامة الزمنية (مثل أبيمالك) قضى أيامه فى الآلام هو ومن تبعه أما من اختار طريق الشوك (المسيح الذى كلل بتاج شوك) جلب السلام لمن تبعه.
الآيات (3-5): "ثم قام بعده يائير الجلعادي فقضى لإسرائيل اثنتين وعشرين سنة. وكان له ثلاثون ولدا يركبون على ثلاثين جحشا ولهم ثلاثون مدينة منهم يدعونها حووث يائير إلى هذا اليوم هي في ارض جلعاد. ومات يائير ودفن في قامون."
بالرجوع إلى (عد 32 : 41) نجد أن يائير بن منسى أخذ مزارع جلعاد ودعاهن حؤوث يائير. ويائير هذا من سبط يهوذا. وتفسير هذا: أحد أمرين:
1. ربما يائير هو من سبط منسى وقاضى وأضيف إسمه فى سفر العدد والتثنية بعد زمان موسى.
2. أن يائير القاضى هو إبن يائير بن منسى وقد ثبتت ملكيته لأراضى أبيه وظلت المدن بإسمها حؤوث يائير وهذا معنى قوله إلى هذا اليوم. ثلاثون جحشاً = لم يكن هناك خيول. وكان من يركب الجحش علامة على الكرامة والغنى. ولهم ثلاثون مدينة = هى فى حقيقتها 30 مزرعة امتلأت مبانى ومنشأت فدعيت مدن. وسميت حؤوث يائير = أى مزارع يائير.
وكلمة يائير = تعنى ينير فالقاضى يائير يرمز للمسيح الذى أرسل روحه القدوس ينير للعالم. ونحن نحصل على هذه الإستنارة بالروح القدس بواسطة المعمودية (يرمز لها رقم 30 السن التى إعتمد فيها المسيح) وصارت لنا كرامة وغنى الروح القدس (رمزها ركوب الجحش).
آية (6): "وعاد بنو إسرائيل يعملون الشر في عيني الرب وعبدوا البعليم والعشتاروث وإلهة أرام وإلهة صيدون وإلهة مواب وإلهة بني عمون وإلهة الفلسطينيين وتركوا الرب ولم يعبدوه."
عادة ما تبدأ العبادة الوثنية جنباً مع جنب مع عبادة الله (كما يقول أحدهم الأن لا داعى للتعصب) ثم بعد قليل يتركون عبادة الرب وينغمسون فى العبادة الوثنية.
الآيات (7-9): "فحمي غضب الرب على اسرائيل و باعهم بيد الفلسطينيين و بيد بني عمون. فحطموا ورضضوا بني إسرائيل في تلك السنة ثماني عشرة سنة جميع بني إسرائيل الذين في عبر الأردن في ارض الاموريين الذين في جلعاد.
و عبر بنو عمون الاردن ليحاربوا ايضا يهوذا و بنيامين و بيت افرايم فتضايق اسرائيل جدا."
حطموا ورضضوا = تعبير مستعار من الطحن بالرحى. الله يتركهم يتذوقوا مرارة ما إختاروه. فصاروا فى مذلة 18 سنة لمن عبدوا الهتهم.
آية (10): "فصرخ بنو إسرائيل إلى الرب قائلين اخطانا إليك لأننا تركنا إلهنا وعبدنا البعليم."
صراخهم للرب كان لأنه أحبوا نفوسهم ولم يحبوا الله. لذلك لم تكن إستجابة الرب سريعة بل عاتبهم على تصرفاتهم الجاحدة فى مقابل محبته ورعايته وخلاصه.
الآيات (11-13): " فقال الرب لبني اسرائيل اليس من المصريين و الاموريين و بني عمون و الفلسطينيين خلصتكم. و الصيدونيون و العمالقة و المعونيون قد ضايقوكم فصرختم الي فخلصتكم من ايديهم. وانتم قد تركتموني وعبدتم إلهة أخرى لذلك لا أعود أخلصكم."
لا أعود أخلصكم = لا ليغلق الباب أمام مراحمه. بل هى أبوة حازمة فيها يخبرهم الله أنه لن يخلصهم طالما هم فى خطاياهم. فعليهم أولاً أن يزيلوا الألهة الغريبة.
آية (14): "امضوا واصرخوا إلى الإلهة التي اخترتموها لتخلصكم هي في زمان ضيقكم."
عتاب رقيق من الله أن يذهبوا الأوثان التى مازالت فى وسطهم. ومعنى الآية أنه طالما أن هذه الأوثان فى وسطهم لن أخلصكم. الله فى عتابه يدخل بهم إلى عمق المشكلة، أو السبب الحقيقى للمشكلة.
ملحوظة (1): فى الآية 11 يقول فقال الرب لبنى إسرائيل = كان هذا بواسطة نبى أو كاهن.
ملحوظة (2): بمقارنة آية 6 مع آية 12 نجد سبع شعوب قد أذلت إسرائيل فى مقابل سبع ألهة وثنية عبدها إسرائيل.
الآيات (16،15): "فقال بنو اسرائيل للرب اخطانا فافعل بنا كل ما يحسن في عينيك انما انقذنا هذا اليوم. وأزالوا الإلهة الغريبة من وسطهم وعبدوا الرب فضاقت نفسه بسبب مشقة إسرائيل."
وأزالوا الآلهة.. فضاقت نفس الرب = إرجعوا الىّ إرجع إليكم (زك 1 : 3) الأن بعد أن أزالوا الألهة الغريبة يعود الرب ليخلص. فهو لا يحتمل مشقة أولاده ولا يحتمل دموعهم (نش 6 : 5 + هو 11 : 8، 9 + 1 مل 21 : 19، 25، 29).
الآيات (18،17): "فاجتمع بنو عمون ونزلوا في جلعاد واجتمع بنو إسرائيل ونزلوا في المصفاة. فقال الشعب رؤساء جلعاد الواحد لصاحبه اي هو الرجل الذي يبتدئ بمحاربة بني عمون فانه يكون راسا لجميع سكان جلعاد"
إذ رجع الله لشعبه كان يهيئ لهم مخلصاً هو يفتاح ليرد عنهم بنى عمون.
+