تفسير الاصحاح السابع عشر من سفر يشوع للقس انطونيوس فكرى
نصيب منسى
منسى كان له إبن واحد هو ماكير. وأولاد ماكير وُلدوا على ركبتى يوسف فإحتضنهم (تك 50 : 23). وماكير إبنه إسمه جلعاد وكان رجل حرب وشجاع وأولاده يائير ونوبح (تث 3 : 14 + عد 32 : 41). وكانت جلعاد شرق الأردن نصيباً لنصف سبط منسى (تث 3 : 13 + عد 32 : 39،40). وسميت جلعاد على إسم إبن ماكير.
آية (1): "وكانت القرعة لسبط منسى لأنه هو بكر يوسف لماكير بكر منسى أبي جلعاد لأنه كان رجل حرب وكانت جلعاد وباشان له."
لأنه بكر يوسف = منسى هو البكر والأصغر منه أخوه إفرايم ولأن منسى هو البكر خرجت قرعتين أحدهما شرق النهر والأخرى غرب الأردن ولكن إفرايم كان أعظم حسب نبوة يعقوب التى تحققت (تك 48 : 14).
أبى جلعاد = أى صاحب بلاد جلعاد فأولاده أخذوا نصيبهم شرق الأردن.
لأنه كان رجل حرب = جلعاد كان شجاع ورجل حرب. ولكن هذا القول راجع ايضاً على أولاده.
آية (2): "وكانت لبني منسى الباقين حسب عشائرهم لبني ابيعزر ولبني حالق ولبني اسريئيل ولبني شكم ولبني حافر ولبني شميداع هؤلاء هم بنو منسى بن يوسف الذكور حسب عشائرهم."
ضمت منسى شكيم. وهذه قد أعطيت للاويين وأختيرت كمدينة ملجأ (يش 20 : 7) وفى شكيم قرأ يشوع سفر الشريعة وقدم خطابه الوداعى (يش 24 : 1). وللأسف أبغضها الله بعد ذلك إذ أقاموا فيه مذابح للأوثان (قض 8 : 33،9 : 4). وفى شكيم إنقسمت إسرائيل بعد ذلك إلى مملكتين على يد يربعام بن نباط.
الآيات(3-6): "وأما صلفحاد بن حافر بن جلعاد بن ماكير بن منسى فلم يكن له بنون بل بنات وهذه أسماء بناته محلة ونوعة وحجلة وملكة وترصة. فتقدمن امام العازار الكاهن و امام يشوع بن نون و امام الرؤساء و قلن الرب امر موسى ان يعطينا نصيبا بين اخوتنا فاعطاهن حسب قول الرب نصيبا بين اخوة ابيهن. فاصاب منسى عشر حصص ما عدا ارض جلعاد و باشان التي في عبر الاردن. لان بنات منسى اخذن نصيبا بين بنيه و كانت ارض جلعاد لبني منسى الباقين."
رأينا فى سفر العدد كيف إستطاعت بنات صلفحاد أن يتمتعن بميراث إبيهن ورأينا غيرتهن فى الحصول على حقهم وهم فى البرية، وهم طلبوا حقهن فى الميراث وهن بعد فى البرية وهذا على يدل على إيمانهن وثقتهن فى مواعيد الله وهاهن يحصلن عليه وهكذا كل من له غيرة على ميراثه السماوى وهو هنا على الأرض يحصل عليه فى السماء بالتأكيد.
آية (7): "وكان تخم منسى من أشير إلى المكمتة التي مقابل شكيم وامتد التخم نحو اليمين إلى سكان عين تفوح."
نرى ان مدن بعض الأسباط متداخلة مع باقى الأسباط وربما سمح الله بهذا لتنمو علاقات الحب والتفاههم بين الأسباط.
الآيات (8-13): " كان لمنسى ارض تفوح و اما تفوح الى تخم منسى هي لبني افرايم. و نزل التخم الى وادي قانة جنوبي الوادي هذه مدن افرايم بين مدن منسى و تخم منسى شمالي الوادي و كانت مخارجه عند البحر. من الجنوب لافرايم و من الشمال لمنسى و كان البحر تخمه و وصل الى اشير شمالا و الى يساكر نحو الشروق. و كان لمنسى في يساكر و في اشير بيت شان و قراها و يبلعام و قراها و سكان دور و قراها و سكان عين دور و قراها و سكان تعنك و قراها و سكان مجدو و قراها المرتفعات الثلاث. ولم يقدر بنو منسى أمروهم يملكوا هذه المدن فعزم الكنعانيون على السكن في تلك الأرض، وكان لما تشدد بنو إسرائيل انهم جعلوا الكنعانيين تحت الجزية ولم يطردوهم طردا.
إمتثل منسى بأفرايم ويهوذا وتركوا الكنعانيين وجعلوهم تحت الجزية.
الآيات (14-18): "وكلم بنو يوسف يشوع قائلين لماذا أعطيتني قرعة واحدة وحصة واحدة نصيبا. و أن شعب عظيم لأنه إلى الآن قد باركني الرب، فقال لهم يشوع أمروهم كنت شعبا عظيما فاصعد إلى الوعر واقطع لنفسك هناك في ارض الفرزيين والرفائيين إذا ضاق عليك جبل افرايم، فقال بنو يوسف لا يكفينا الجبل ولجميع الكنعانيين الساكنين في ارض الوادي مركبات حديد للذين في بيت شان وقراها وللذين في وادي يزرعيل، فكلم يشوع بيت يوسف افرايم ومنسى قائلا أنا شعب عظيم ولك قوة عظيمة لا تكون لك قرعة واحدة، بل يكون لك الجبل لأنه وعر فتقطعه وتكون لك مخارجه فتطرد الكنعانيين لان لهم مركبات حديد لأنها أشداء."
منسى وإفرايم معاً شعروا بقوتهم وطالبوا بنصيب أكبر. ويشوع فرح بمشاعرهم هذه ولكنه طلب منهم الجهاد. وكان خطة يشوع التى رسمها لهم :
1. أن يزيلوا الغابات ليزرعوها ويستفيدوا من الأرض.
2. قبل أن يزيلوا الغابات عليهم أن يضربوا الشعوب الكنعانية التى تملك مركبات حديدية فلوا أزالوا الغابات وأصبحت الأرض سهل منبسط لأعطوا فرصة للكنعانيين ان يستخدموا مركباتهم الحديدية ضدهم، فالمركبات الحديدية لا يمكن أستخدامها فى الغابات.
3. الخطوة الثالثة بعد أن تنفتح الأرض وتصير سهلاً يضربوا الشعوب التى فى الشمال. وهذه الآيات تشير لمفاهيم روحية.
فإبن الله الذى شعر بمركزه الجديد يطلب نصيباً اكير. والله يفرح بهذا لكنه لا يعطى مجاناً بل يطلب الجهاد والمقاومة حتى الدم (عب 12 : 4). ونلاحظ تلاحم إفرايم مع منسى فى طلبهم وكانوا فى هذا أخوة متحابين وهذا مما يفرح الله (مز 133: 1،2) ولاحظ طلب يشوع قطع أشجار الوعر (= إزالة كل ما هو غير مثمر فى حياتى) لزرع ما هو مثمر.
+