تفسير الاصحاح الثانى والاربعون من سفر التكوين للقس انطونيوس فكرى
يعقوب يرسل أولاده الي مصر . والعودة الي كنعان
أية 1:“1 فلما راى يعقوب انه يوجد قمح في مصر قال يعقوب لبنيه لماذا تنظرون بعضكم الى بعض “
فلما رأي يعقوب : لماذا لم يقل "إسرائيل" مع أن الله أسماه اسرائيل من قبل؟ لأن يعقوب هنا يمثل اليهود وليس شعب الله. هنا يعقوب هو أبو العشرة الذين سلموا يوسف وباعوه. رمزاً لليهود الذين صلبوا المسيح. والمجاعة التي حدثت ترمز للمجاعة الروحية التي ستحدث في نهاية الأيام "ثمنية القمح بدينار". ونزول الإخوة إلي مصر يشير لإيمان اليهود وإلي أنهم سوف يلجأون لكنيسة الأمم لتشبعهم بمعرفتها بالمسيح الحقيقي. وهكذا كل من باع المسيح بسبب خطية يفقد ما له ويحتاج مثل ما حدث مع الإبن الضال. لماذا تنظرون بعضكم إلي بعض؟ أنظرا ليوسف أي المسيح.
أية 2:
“2 وقال اني قد سمعت انه يوجد قمح في مصر انزلوا الى هناك واشتروا لنا من هناك لنحيا ولا نموت “
إنزلوا إلي هناك : فمتي نتقابل مع المسيح علينا أن نتواضع. واليهود إتسموا بالكبرياء.
أية 3:
“3 فنزل عشرة من اخوة يوسف ليشتروا قمحا من مصر “
فنزل عشرة : أيضاً حتي نتقابل مع المسيح علينا أن نلتزم بالوصايا العشرة. لقد سمح الله بالمجاعة لينزل هؤلاء المتكبرين إلي مصر ويتقابلوا مع يوسف (هذه خطة الله مع كل نفس حتي تتوب، أن يسمح ببعض التجارب فتشعر النفس بخطاياها وتتوب). ربما كان إخوة يوسف قد نسوا ما فعلوه بأخيهم وكان لو أن الله تركهم هكذا لهلكوا إذ لم يتوبوا عن هذه الخطية.
أية 6:
“6 وكان يوسف هو المسلط على الارض وهو البائع لكل شعب الارض فاتى اخوة يوسف وسجدوا له بوجوههم الى الارض “
لماذا ذهب الأخوة إلي يوسف ولم يذهبوا للموظفين؟ كان المصريين يتوجسون خيفة من كل من يأتي من الشرق خصوصاً الساميين لذلك أقاموا القلاع علي حدودهم. ولما وجد الموظفين أنهم عشرة رجال ظنوا أن كل منهم أي ممثلاً عن قبيلة ليتجسسوا الأرض كمقدمة لغزو الأرض، ولاحظ أن عبيدهم كانوا معهم فيصيروا عدد كبير.
الأيات س7،8:
“7 ولما نظر يوسف اخوته عرفهم فتنكر لهم وتكلم معهم بجفاء وقال لهم من اين جئتم فقالوا من ارض كنعان لنشتري طعاما 8 وعرف يوسف اخوته واما هم فلم يعرفوه “
كلمهم يوسف بحفاء
1. لأنه تذكر قسوتهم.
2. ليعرف أخبار أبيه وأخوه بنيامين فهو خاف أن يكونوا قد قتلوه هو أيضاً. فدبر الخطة التي سوف نراها ليأتي بأبيه وبنيامين.
أية 9:
“9 فتذكر يوسف الاحلام التي حلم عنهم وقال لهم جواسيس انتم لتروا عورة الارض جئتم “
لتروا عورة الأرض جئتم: أي تتعرفوا النقاط الضعيفة الحراسة حتي تهاجموها.
أية 11:
“11 نحن جميعنا بنو رجل واحد نحن امناء ليس عبيدك جواسيس “
بنو رجل واحد: هذا القول يدفع عنهم تهمة الجاسوسية. فهل يعقل أن رجل واحد يرسل كل أبنائه كجواسيس فيعرضهم للهلاك. وهل رجل واحد بأولاده سيهاجم مصر بجيوشها.
أية 15:
“15 بهذا تمتحنون وحياة فرعون لا تخرجون من هنا الا بمجيء اخيكم الصغير الى هنا “
يظهر تخطيط يوسف في أنه يريدهم أن يأتوا له ببنيامين.
أية 16:
“16 ارسلوا منكم واحدا ليجيء باخيكم وانتم تحبسون فيمتحن كلامكم هل عندكم صدق والا فوحيوة فرعون انكم لجواسيس “
سؤال يوسف عن بنيامين الإبن الأصغر إعلان أن المسيح يبحث عن أصغر نفس.
أية 24:
“24 فتحول عنهم وبكى ثم رجع اليهم وكلمهم واخذ منهم شمعون وقيده امام عيونهم “
بكي يوسف عند أول إعتراف بخطيتهم. أي تحركت مشاعره نحوهم بعد توبتهم.
لماذا قيد شمعون؟
1. ربما كان أعنفهم في إضطهاده ليوسف
2. وربما كان هو أقلهم شعوراً وتوبة وإحساساً بالندم وإستخفافاً بالموقف أمام يوسف الآن.
3. لتحريك مشاعر الأخرين بالتوبة والندم حتي يروا أخيهم مقيداً ومحبوساً. هي ضيقات كثيرة تحاصرهم حتي يذكروا ما صنعوه بأخيهم يوسف. وهذه الضيقات رمز للضيقات التي ستحدث لليهود في أخر الزمان لصلبهم المسيح. وقوله في 22:- هوذا دمه يطلب : هو بداية التوبة أو بداية الإيمان. وهكذا علينا أن ندين أنفسنا في كل ما يقع علينا من ألام.
أية 25:
“25 ثم امر يوسف ان تملا اوعيتهم قمحا وترد فضة كل واحد الى عدله وان يعطوا زادا للطريق ففعل لهم هكذا “
رد فضة كل واحد إشارة إلي أن عطايا المسيح مجانية. عدله : جواله (كيس كبير).
أية 27:
“27 فلما فتح احدهم عدله ليعطي عليقا لحماره في المنزل راى فضته واذا هي في فم عدله “
في المنزل : المقصود نزل أو فندق في الطريق. وكان عبارة عن غرفة تكون بجانب الأبار طول الطريق. وليس المقصود هنا منزل أبيه.
أية 36:
“ 36 فقال لهم يعقوب اعدمتموني الاولاد يوسف مفقود وشمعون مفقود وبنيامين تاخذونه صار كل هذا علي “
صار كل هذا علي : هل كان يعقوب يقول مثل هذا القول لو كان يعقوب يعلم خطة الله وأن ما حدث كان لإنقاذ حياته وحياة اولاده وحياة شعب بأكمله "كل الأمور تعمل معاً للخير".
+