تفسير الاصحاح السادس من سفر الخروج للقس انطونيوس فكرى
تأكيدات الرب لموسى
الآيات (1-9): "فقال الرب لموسى الآن تنظر ما أنا افعل بفرعون فانه بيد قوية يطلقهم وبيد قوية يطردهم من أرضه. ثم كلم الله موسى وقال له أنا الرب. وأنا ظهرت لإبراهيم واسحق ويعقوب باني الإله القادر على كل شيء وأما باسمي يهوه فلم اعرف عندهم. وأيضاً أقمت معهم عهدي أن أعطيهم ارض كنعان ارض غربتهم التي تغربوا فيها. وأنا أيضاً قد سمعت أنين بني إسرائيل الذين يستعبدهم المصريون وتذكرت عهدي. لذلك قل لبني إسرائيل أنا الرب وأنا أخرجكم من تحت أثقال المصريين وأنقذكم من عبوديتهم وأخلصكم بذراع ممدودة وبأحكام عظيمة. واتخذكم لي شعباً وأكون لكم إلهاً فتعلمون أني أنا الرب إلهكم الذي يخرجكم من تحت أثقال المصريين. وأدخلكم إلى الأرض التي رفعت يدي أن أعطيها لإبراهيم واسحق ويعقوب وأعطيكم إياها ميراثا أنا الرب. فكلم موسى هكذا بني إسرائيل ولكن لم يسمعوا لموسى من صغر النفس ومن العبودية القاسية."
ما أجمل تأكيدات الرب أنه وعد الآباء وأنه سينفذ، هو سمع أنين شعبه وسيخلص. هو الرب سيعطيهم الأرض التي وعدهم بها. هو الرب الذي كان مع آبائهم هو نفسه أمس واليوم وإلى الأبد، هو مع شعبه ويخلصهم دائماً وعليهم الصبر وفي آية (2) بدأ الله بقوله أنا الرب وفي آية (8) أنهى الله قوله لموسى بأنا الرب. وهذا يعني أنا الرب أنفذ ما وعدت به. ونجد في آية (6) أول ذكر لكلمة الخلاص من فرعون كرمز للشيطان. وأخلصكم بذراع ممدودة= الذراع تشير للمسيح المتجسد.
آية (11): "ادخل قل لفرعون ملك مصر أن يطلق بني إسرائيل من أرضه."
هذا الطلب لفرعون أشد من الطلب الأول فالطلب الأول كان أن يخرجوا مسيرة 3 أيام ولكن الآن لم يحدد مدة بل أن "يطلق بني إسرائيل من أرضه" نهائياً.
آية (12): "فتكلم موسى أمام الرب قائلاً هوذا بنو إسرائيل لم يسمعوا لي فكيف يسمعني فرعون وأنا أغلف الشفتين."
أغلف الشفتين= الغلف هو نوع من النقص. ويكون المعنى أنني غير كامل في نطقي، غير كامل الشفتين. وما أجمل أن يشعر الإنسان بضعفه الروحي وخطاياه كسر فشل خدمته. كأن شفتيه ليستا فيهما قداسة. وجميل أن يلوم الإنسان نفسه ويلقي على نفسه سبب فشل الخدمة بسبب خطاياه. ولا يشعر الإنسان بمقدار نجاسته وغلف قلبه وشفتيه إلا حين يقف أمام الله القدوس (أش5:6) وراجع (نح6:1 + دا 3:9-20)
الآيات (14-27): "هؤلاء رؤساء بيوت آبائهم بنو رأوبين بكر إسرائيل حنوك وفلو وحصرون وكرمي هذه عشائر رأوبين. وبنو شمعون يموئيل ويامين واوهد وياكين وصوحر وشاول ابن الكنعانية هذه عشائر شمعون. وهذه أسماء بني لاوي بحسب مواليدهم جرشون وقهات ومراري وكانت سنو حياة لاوي مئة وسبعا وثلاثين سنة. ابنا جرشون لبني وشمعي بحسب عشائرهما. وبنو قهات عمرام ويصهار وحبرون وعزيئيل وكانت سنو حياة قهات مئة وثلاثا وثلاثين سنة. وابنا مراري محلي وموشي هذه عشائر اللاويين بحسب مواليدهم. واخذ عمرام يوكابد عمته زوجة له فولدت له هرون وموسى وكانت سنو حياة عمرام مئة وسبعا وثلاثين سنة.
وبنو يصهار قورح ونافج وذكري. وبنو عزيئيل ميشائيل والصافان وستري. واخذ هرون اليشابع بنت عميناداب أخت نحشون زوجة له فولدت له ناداب وابيهو والعازار وايثامار. وبنو قورح اسير والقانة وابياساف هذه عشائر القورحيين. والعازار ابن هرون اخذ لنفسه من بنات فوطيئيل زوجة فولدت له فينحاس هؤلاء هم رؤساء آباء اللاويين بحسب عشائرهم. هذان هما هرون وموسى اللذان قال الرب لهما اخرجا بني إسرائيل من ارض مصر بحسب أجنادهم. هما اللذان كلما فرعون ملك مصر في إخراج بني إسرائيل من مصر هذان هما موسى وهرون."
أراد موسى أن يشرح من هما موسى وهرون اللذان أمرهما الرب أن يطلقا الشعب. ومن تواضعه ذكر نسل رأوبين وشمعون أولاً فهم الإخوة الأكبر لجده لاوي. ولقد أخطأ الثلاثة رأوبين وشمعون ولاوي، لكن الله برحمته عفا عنهم وهم الآن رؤساء بسبب توبتهم. وربما بسبب نبوة يعقوب عن الأسباط الثلاثة وكلامه الشديد عليهم نجد موسى يطيب خاطرهم بذكرهم هنا فربما رآهم في حالة توبة وهو يمجد الله على أنه قبلهم وصاروا رؤساء أسباط في شعب الله بعد أن تابوا. ولربما أراد موسى أن يشرح لماذا سمح الله لواحد من نسل لاوي الذي اخطأ أن يقود الشعب وذلك بأن يظهر قوة التوبة وأن خطية الآباء لا تورث للأبناء إن تاب الأبناء عن خطايا أبائهم. ولاحظ ذكر أسماء كثيرة لأولاد الأسباط فهذا إشارة لاهتمام الله بنا فرداً فرداً
آية (30): "فقال موسى أمام الرب ها أنا أغلف الشفتين فكيف يسمع لي فرعون."
ها أنا أغلف الشفتين فكيف يسمع لي فرعون= هنا موسى يشعر بضعفه. ثم في الإصحاحات الآتية نجد ضربات شديدة بأمره فنفهم أن القوة هي قوة الله عاملة فيه.
+