تفسير الاصحاح السادس والعشرون من سفر الخروج للقس انطونيوس فكرى
خيمة الإجتماع
الآيات (1-6): "وأما المسكن فتصنعه من عشر شقق بوص مبروم وإسمانجوني وأرجوان وقرمز بكروبيم صنعة حائك حاذق تصنعها. طول الشقة الواحدة ثمان وعشرون ذراعاً وعرض الشقة الواحدة أربع اذرع قياساً واحداً لجميع الشقق. تكون خمس من الشقق بعضها موصول ببعض وخمس شقق بعضها موصول ببعض. وتصنع عرى من إسمانجوني على حاشية الشقة الواحدة في الطرف من الموصل الواحد وكذلك تصنع في حاشية الشقة الطرفية من الموصل الثاني. خمسين عروة تصنع في الشقة الواحدة وخمسين عروة تصنع في طرف الشقة الذي في الموصل الثاني تكون العرى بعضها مقابل لبعض. وتصنع خمسين شظاظاً من ذهب وتصل الشقتين بعضهما ببعض بالأشظة فيصير المسكن واحداً."الشقق الملونة:
تتكون الخيمة من 48 لوح مقسمة إلى 3 جوانب 20،8،20 لوح وطول اللوح 10 أذرع. وسنأتي لطريقة تثبيتها في الأرض، وتثبيتها معاً. وتغطى هذه الألواح بالشقق الملونة. وحيث أن محيط المبنى 10+10+10=30 ذراع فهذا يعني أن الشقق لن تغطي ذراع من الألواح من كل ناحية.أما طول الشقق وهو 40 ذراع فيكفي تماماً لتغطية المسكن فطول المسكن 30 ذراع وارتفاع المسكن 10 أذرع. والشقق الملونة تغطى المسكن كله أي كل الألواح وتترك المدخل. وبالتالي تتدلى هذه الشقة على ألواح المؤخرة وتغطيها تماماً. أما ألواح الأجناب العشرون فيتبقى منها ذراع غير مغطى.
ويأتي فوق الشقق الملونة شقق أخرى من شعر المعزى.
ويأتي فوق شقق شعر المعزى غطاء من جلود كباش محمرة.
ويأتي فوق غطاء جلود الكباش المحمرة غطاء من جلود تخس وهو الخارجي.
إذن يغطي المسكن أربعة طبقات من الشقق والأغطية والأخيرة للحماية من الشمس والمطر.
أبعاد الخيمة كلها بالذراع:
والذراع يقاس من الكوع إلى الإصبع الأوسط. إذاً وحدات القياس مأخوذة بحسب جسدنا البشري فالله ليس إلهاً غامضاً بل يريد أن يعلن كل شئ للبشر، ولأن الخيمة تشير للمسيح المتجسد. ولكن على قدر ما يحتملون. والذراع بالعبرية AMMAH ومعناها ذراع الأم فهذه الخيمة تشير للمسيح المتجسد من العذراء الأم. والذراع يساوي 45سم تقريباً.الشقق الملونة تحيط بالمسكن:
ولاحظ أن الشظاظ الذهبية تأتي فوق الحجاب. فطول القدس 20ذراع وطول الشقق اليسرى 20 ذراع.كل مجد ابنة الملك من داخل:
ماذا يرى الكاهن الواقف داخل القدس؟ حينما ينظر يميناً أو يساراً يرى الألواح الذهبية وإذا نظر لأعلى يرى الشقق الملونة ونور المنارة يسطع على القطع الذهبية أي المائدة ومذبح البخور والألواح الذهبية. والشقق محلاة برسم الكاروبيم فالملائكة والبشر مجتمعون في وحدة لتسبيح الله الواحد الذي يحبونه كلهم. وراجع معنى الألوان والمواد في مقدمة الدراسة. والشقق هي كتان أبيض مطرز بألوان.معنى الأرقام:
الشقق الملونة هي 10 شقق مقسمة لخمسة وخمسة وكل خمسة موصولة معاً وتسمى كل خمسة موصَّل، وغالباً طريقة وصلهم عادية أي بحياكتهم بالإبرة. وتصبح الأبعاد النهائية للشقق 28×40ذراع.ورقم (5) يشير لطاقة البشر ومسئوليتهم (5 أصابع في كل يد وفي كل رجل). وإجمالي عدد الشقق 10أيضاً كمثل إجمالي عدد الأصابع. ولذلك فالوصايا عشر والوصايا هي المسئولية الكاملة للبشر (لا ننسى أن رقم 5 يشير أيضاً للنعمة فهناك النعمة التي تعين الإنسان على حفظ الوصية.)
والوصايا كانت على لوحين. الأول يمثل الالتزام نحو الله والثاني ما هو نحو الإنسان وهكذا مجموعتي الشقق فهم يشيران لعمل المسيح تجاه الله (اللوح الأول) وعمله تجاه الإنسان (اللوح الثاني). فهو كان طعامه أن يصنع مشيئة الآب الذي أرسله. لذلك قال عنه الآب "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" فهو كان الكمال المطلق للإنسان أمام الله. وأيضاً هو كان الكمال المطلق لله تجاه الإنسان فهو الذي أطاع حتى يقدم للبشر حباً عجيباً.
ونجد هذا التقسيم في الشقق فالشقق تنقسم لموصلين مرتبطين ب50شظاظ والأشظة تأتي فوق الحجاب تماماً والموصل الأول يغطى قدس الأقداس بمعنى أن خمس شقق تعبر عن عمل المسيح وطاعته أمام الآب والموصل الثاني يغطى القدس أي الكنيسة في هذا العالم. إذاً فهو يعبر عن التزام المسيح من نحو الكنيسة جسده أو تجاه الإنسان عموماً. فهو أطاع كل الوصايا بكمال إنساني مطلق. وكل الشقق لها نفس المقاس فكمال المسيح كان قياسي في كل الاتجاهات. أما الإنسان العادي فقد يطيع وصية ما ولا يطيع وصية أخرى. وحينئذ يسمع من أخطأ في واحدة فقد صار مجرماً في الكل (يع10:2) والشقتين تم جمعهم بجانب بعضهم بواسطة شظاظ على التوازي فهو كان يطيع إرادة الآب في حب كامل له وللإنسان على التوازي (1يو21:4). وكانت الشظاظ 50
50= 2×5×5 فهو تشديد على أن المسيح تحمل المسئولية كاملة نحو الله والناس.
50= 10×5 و10 هي الوصايا و5 هي المسئولية فهو أطاع وبلا خطية وتحمل المسئولية تماماً.
الشظاظ والعرى:
الشظاظ هي مثل الأزرار التي تربط في عرى أكمام القميص وهي من ذهب والعرى من إسمانجوني وهي تشير للمسيح فكل حياته ظاهر فيها طابعه السماوي الذي يلفت حتى غير المؤمنين. فهو كان السماوي الذي وضع نفسه تحت أمر الآب كخاضع له ووضع نفسه في خدمة البشر. علامة السماء كانت عليه دائماً هو من السماء وذهب للسماء وتصرفاته سماوية.والشظاظ من ذهب وعددها 50 فهي تشير للروح القدس الذي حل يوم الخمسين وهو ذهب لم يدخله خشب فالروح القدس لم يتجسد. وهذه الشظاظ تقع فوق الحجاب مباشرة فعمل الروح القدس مبنى على عمل المسيح فالحجاب هو جسد المسيح (عب20:10) والروح القدس هو المفاصل التي تربط جسد الكنيسة (أف22:2،4:4،16 + كو19:2) فالروح القدس الذي جسَّد المسيح في بطن العذراء هو مازال يجمع جسده ويربط بينه ونجد أن أصل كلمة شظاظ في العبرية تعنى الصداقة والرفقة. فهنا نجد الوحدة في مخافة الله أي الوحدة بين الشقتين أو الموصلين (مز11:86).
والكنيسة التي جمعها الروح القدس هي من الأمم واليهود، سمائيين وأرضيين هو جعل الاثنين واحداً. ولاحظ أن الكهنة وحدهم هم الذين يروا الشقق الملونة والجمال من الداخل أما من هم من خارج فلا يرون إلا جزء من شقق شعر المعزى الأسود وأغطية الجلد. والكهنوت العام الآن هو لمن يقدم نفسه ذبيحة حية ويقدم ذبائح التسبيح والشكر، هذا يعاين الأمجاد الداخلية لذلك يقول يوحنا رأينا مجده (يو14:1) وراجع (مز45).
أبعاد الشقق 28 × 40 ذراع :
وكل شقة 28 × 4 ذراع (الذراع يشير لتنازل ابن الله وإعلان ذاته بطريقة ندركها كبشر).رقم 28 = 7×4 هو المسيح الكامل حينما أتى ليعيش في العالم ويبذل نفسه عنه.
28 × 4 هي طريقة حياة المسيح في العالم فهو أتى وصار في ضعف مثل سائر البشر وهو الذي أطعم 5000 جاع وعطش وتألم وهو الذي شفى الآخرين ومات وهو الذي أقام الموتى وأدين كخاطئ وهو الذي لم يدين المرأة الخاطئة. فهو لم يلجأ إلى قوته اللاهوتية لصنع معجزات لتسهيل مهمته وحياته بل عاش كبشر وكإنسان طبيعي 28×40 هو أبعاد الموصلين معاً. ورقم 28 يشير لكنيسة العهد الجديد فرقم 7 يشير للكمال، 4 جهات المسكونة. والإنجيل نشرته الكنيسة في كل المسكونة. ورقم 40 يشير لفترة الانتظار في العالم فهي فترة وجود الكنيسة في العالم فترة غربتها وهي مرتبطة بخمسين شظاظ فهي الكنيسة المتحدة بين اليهود والأمم. الخ والروح القدس الذي حل يوم الـ50 هو الذي وحد الكنيسة.
ولأنهم عشر شقق فنحن كجسد المسيح علينا مسئولية حفظ الوصايا في غربة هذا العالم وأن يكون لنا الفكر السماوي (العرى من أسمانجوني) فيربطنا الروح القدس في وحدة.
إذاً الخيمة في حقيقتها عبارة عن ستارة ضخمة تغطى السقف بل هي السقف، وتغطى الجانبين ولكنها لا تتلامس مع الأرض فهي ترتفع بمقدار ذراع من كل جانب. وهي مصنوعة من الكتان الأبيض المحلي بتطريز من خيوط أسمانجونية وقرمزية وأرجوانية وعليها كاروبيم برسم حاذق.
وهي عبارة عن موصلين متصلين بخمسين شظاظ خلال 50 عروة في كل موصل فتصير الخيمة كأنها قطعة واحدة كلها. الموصل الأول يغطى القدس وجانبيه والموصل الثاني يغطي قدس الأقداس بجانبيه والجانب الغربي (الظهر). وكون الشقق لا تصل للأرض فهذا إعلان أن من يريد أن يحيا في أمجاد السماويات عليه أن لا يتلامس مع تراب هذا العالم.
ملحوظة: شقق شعر المعزى طولها 30 ذراع وهي بذلك تصل للأرض هذه يمكن أن تصل للأرض على أساس الانفصال عن الخطية، أي أحيا في العالم لكن لا أحيا في خطايا العالم. راجع مواد الخيمة.
الآيات (7-13): "وتصنع شققاً من شعر معزى خيمة على المسكن إحدى عشرة شقة تصنعها. طول الشقة الواحدة ثلاثون ذراعاً وعرض الشقة الواحدة أربع اذرع قياساً واحداً للإحدى عشرة شقة. وتصل خمساً من الشقق وحدها وستاً من الشقق وحدها وتثني الشقة السادسة في وجه الخيمة. وتصنع خمسين عروة على حاشية الشقة الواحدة الطرفية من الموصل الواحد وخمسين عروة على حاشية الشقة من الموصل الثاني. وتصنع خمسين شظاظاً من نحاس وتدخل الأشظة في العرى وتصل الخيمة فتصير واحدة. وأما المدلى الفاضل من شقق الخيمة نصف الشقة الموصلة الفاضل فيدلى على مؤخر المسكن. والذراع من هنا والذراع من هناك من الفاضل في طول شقق الخيمة تكونان مدلاتين على جانبي المسكن من هنا ومن هناك لتغطيته."
شقق شعر المعزي (الخيمة):
هذه الشقق عددها 11 وكل شقة أبعادها 30×4 إذاً هي تصل للأرض. وهي أيضاً مصنوعة من موصلين أحدهما 6 شقق والآخر 5 شقق.الأولى تغطى القدس بجوانبه ويتدلى منها جزء على المدخل والثانية تغطى قدس الأقدساس. وهم مرتبطين معاً بخمسين شظاظ نحاس. وكما كانت الأشظة الذهبية مناسبة للشقق الملونة فكلاهما يحدثنا عن البر والمجد والسماويات. هكذا الأشظة النحاسية هنا تحدثنا عن الخطية. والأشظة النحاسية أيضاً تشير للروح القدس. الذي يبكت على خطية (يو8:16). ولاحظ أيضاً أن الأشظة النحاس تقع فوق الأشظة الذهب وفوق الحجاب فعمل الروح القدس مبنى على فداء المسيح.
معنى الأرقام:
هم 11 شقة من شعر المعزى. وموصلين على هيئة موصلين (ستارتين كبيرتين) إحداهما 5 شقق والأخرى 6 شقق. ولاحظ أن رقم 30= 5×6ورقم 6 يشير للإنسان الذي خُلِقَ في اليوم السادس ويشير له من حيث أنه أراد أن يحيا في إنفصال عن الله. فهو رقم يشير للخطية. ومن حيث أن المسيح صار خطية لأجلنا فهذا الرقم يتكلم أيضاً عن المسيح كذبيحة خطية. ورقم 5 يحدثنا عن المسئولية ويصيح رقم 30= 5×6 يعني المسيح الذي صار خطية ليتحمل المسئولية عنا كخطاة.
ولذلك هو بدأ خدمته في سن الثلاثين وهكذا كان كل كاهن يبدأ خدمته في سن الثلاثين. وكل شقة 30×40 ذراع ونعود لرقم 4 لنرى المسيح المتجسد يعيش حياته على الأرض في ضعف كأي إنسان.
والطول الإجمالي = 30×4×11 ورقم 11 يشير للتعدي على وصايا الله ويكون المعنى أن المسيح صار خطية (6) ليتحمل مسئولية خطأ (5) العالم (4) لتعدي العالم على وصايا الله (11)
30= 4×7.5 ونعود لرقم حيث نرى المسيح الكامل (7) يأخذنا كعروس ويدفع المهر بدمه ليأخذنا لمجده ويظهره لنا.
وقد حصر أحدهم المناسبات التي تقدم فيها ذبائح خطية مثل (رؤوس الشهور، عيد الفصح، عيد الخمسين، عيد هتاف البوق، عيد المظال، تقديس الكهنة.) فوجدها (11) مناسبة.
والستارة السادسة تطوى في المقدمة فتختفي الشقق الملونة الداخلية تماماً. مما يظهر لكل إنسان في الخارج أن الله الذي يعرف كل خطاياه هو يحمل الكل وحملها عنه كحامل خطية أو كذبيحة خطية. وهذه الستارة المطوية هي دعوة لكل إنسان أن لا ييأس من خطيته فقد نسيها الله وأن خطيته ليست أكبر من أن تغفر. لكن الأشظة النحاسية تحدثنا عن دينونة الروح القدس وتبكيته للخطية فلو لم نقاومه واستجبنا لهذا التبكيت وإعترفنا بخطايانا يغفرها لنا. ونجد من يحتمي في هذه الخيمة (اثبتوا فيّ وأنا فيكم) تغفر له خطاياه. هذه هي صورة شقق شعر المعزى. فمن يأتي بعد أن آمن بغفران خطاياه، يأتي ليحتمي بالخيمة يفاجأ بأن هناك مجد في الداخل والموضوع ليس فقط شعر معزى (أي غفران خطية) بل شقق ملونة وذهب أي مجد ابنة الملك الذي في الداخل.
آية (14): "وتصنع غطاء للخيمة من جلود كباش محمرة وغطاء من جلود تخس من فوق."
المنظر الخارجي جلود كباش محمرة (تشير للفداء والموت) وجلود تخس سوداء، هي تشير للحماية من أجواء العالم الفاسدة. لكن من يرى هذه الأغطية الخارجية يتصور أن المسيحية ألم وعذاب، هذا لأنه لم يرى الأمجاد التي في الداخل. هكذا من ينظر للوصية (الناموس) يجدها صعبه التنفيذ لكن إذا عاش الوصية وإذا عاش الإنجيل ودخل للعمق سيكتشف جمال ومجد تنفيذ الوصية. وهذه الأغطية ليس لها مقاسات فآلام الرب وفداؤه لا يقاس ولا يوصف (جلود كباش محمرة) وحمايته لنا (جلود التخس) أيضاً ليس لها أبعاد.
تفسير الآية (13):
والذراع من هنا والذراع من هناك. يقصد أن شقق شعر المعزى وطولها 30 ذراع تغطى الذراع المتبقي من الألواح من هنا ومن هناك لأن الشقق الملونة طولها 28 ذراعاً فقط.
ولاحظ أن لا إشارة لتثبيت الشقق والأغطية فهي ترمز للمسيح والمسيح ثابت.
الآيات (15-30): "وتصنع الألواح للمسكن من خشب السنط قائمة. طول اللوح عشر اذرع وعرض اللوح الواحد ذراع ونصف. وللوح الواحد رجلان مقرونة إحداهما بالأخرى هكذا تصنع لجميع ألواح المسكن. وتصنع الألواح للمسكن عشرين لوحاً إلى جهة الجنوب نحو التيمن. وتصنع أربعين قاعدة من فضة تحت العشرين لوحاً تحت اللوح الواحد قاعدتان لرجليه وتحت اللوح الواحد قاعدتان لرجليه.ولجانب المسكن الثاني إلى جهة الشمال عشرين لوحاً.
وأربعين قاعدة لها من فضة تحت اللوح الواحد قاعدتان وتحت اللوح الواحد قاعدتان. ولمؤخر المسكن نحو الغرب تصنع ستة ألواح. وتصنع لوحين لزاويتي المسكن في المؤخر. ويكونان مزدوجين من اسفل وعلى سواء يكونان مزدوجين إلى رأسه إلى الحلقة الواحدة هكذا يكون لكليهما يكونان للزاويتين. فتكون ثمانية ألواح وقواعدها من فضة ست عشرة قاعدة تحت اللوح الواحد قاعدتان وتحت اللوح الواحد قاعدتان. وتصنع عوارض من خشب السنط خمساً لألواح جانب المسكن الواحد. وخمس عوارض لألواح جانب المسكن الثاني وخمس عوارض لألواح جانب المسكن في المؤخر نحو الغرب. والعارضة الوسطى في وسط الألواح تنفذ من الطرف إلى الطرف.
وتغشي الألواح بذهب وتصنع حلقاتها من ذهب بيوتاً للعوارض وتغشي العوارض بذهب. وتقيم المسكن كرسمه الذي اظهر لك في الجبل."
الألواح والعوارض:
الألواح تشير للمؤمنين. فكل فرد في الكنيسة قائم بذاته كما أن اللوح قائم بذاته. إذاً ثبات اللوح بمفرده يشير لأن كل مؤمن ثابت كفرد ولكن غرض الله أن يبنى المؤمنين جميعهم كمسكن واحد. ولا يوجد من هو قائم بذاته في انفصال عن المجموعة كلها.ولاحظ أن كل لوح أبعاده 1.5 × 10 وهو من خشب مغشى بذهب. وقلنا أن الخشب المغشى بذهب يشير للمسيح المتجسد. ولكن كل مؤمن مختبئ داخل المسيح، كل مؤمن هو خشب في حد ذاته ولكنه مختبئ داخل المسيح السماوي الذي تجسد حتى يأخذنا فيه للمجد. ومرة أخرى نعود للرقم ½ فعرض كل لوح ½1 هو المسيح المختبئ فيه الشخص كعروس له. وارتفاع اللوح 10 ذراع هو مسئولية كل فرد أمام المسيح في أن يلتزم بوصاياه ولكن شكراً للرب فإن حتى من يفشل في حفظ وصية فهو يغطينا ببره وبدمه فنوجد مقبولين أمام الآب. فنحن فيه نحسب كاملين ولكن رقم 10 يشير للمسئولية تجاه الله والناس. فعلينا أن نجاهد حتى الدم تجاه حفظ الوصية (رو12:14).
والألواح ما كان ممكناً أن تستقر في رمال الصحراء دون قواعد. والقواعد فضية إذاً المقصود أننا نثبت في برية هذا العالم على أساس الفداء. ولا يوجد بيت يبنى على الرمل. والمقصود إذاً أن المؤمن عليه أن يقف أمام الله كخاطئ محتاج للفداء ومعتمد على دم المسح (لو13:18). واختفاء الخشب داخل الذهب لنفهم أن المؤمن لا يرى نفسه إلا في المسيح. وأساسه هو المسيح، أساس البيت كله هو المسيح راجع (أف2: 19-22) هذا هو البيت المؤسس على المسيح أي كل المؤمنين كبيت. وراجع أيضاً (11:4،12). ولاحظ أن القواعد فضية تشير للفداء فالفضة جاءت من فضة الفداء. إذ اً هذه الألواح الثابتة تشير أننا في المسيح لنا أساس ثابت كامل وفداء كامل ووقفة ثابتة.
وعجيب أن يشار للمؤمنين بألواح لها مظهر ذهبي فكما نقول في التسبحة "أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له" وراجع (كو6:2-10 + أف6:1 + يو22:17) هذا معنى أننا نلبس المسيح.
48 لوح
· 48= 12×4 هم المؤمنين (12= 3×4) ولكنهم مازالوا يحيون في الأرض فمع كل ما أخذناه من أمجاد فمازلنا في الأرض متوقعين أن يستعلن المجد الذي فينا (رو18:8)· 48= 8×6 و6 رقم الإنسان الناقص ولكن بضرب رقم 8 رقم القيامة والحياة الجديدة المقامة في المسيح يكون للإنسان المسيحي إمكانيات القيامة.
ترابط الألواح
يوجد بكل لوح ثلاث حلقات تدخل فيها عوارض من خشب السنط المغشى بالذهب وطالما العوارض خشب مغشى بالذهب فهي تشير للمسيح المتجسد الذي أعطانا جسده ودمه لنصبح كلنا جسداً واحداً. وقد تشير لخدام المسيح العاملين في كرمه سواء في العهد القديم (كهنة وأنبياء) أو في العهد الجديد (رسل وتلاميذ وكهنوت).معنى الثلاثة حلقات
حقاً أن جسد المسيح الذي نأكله يعطينا كلنا أن نكون جسداً واحداً. ولكن هذا العمل اشترك فيه الأقانيم الثلاثة الأب بمقتضى علمه السابق وتدبيره والابن بذبيحة نفسه والروح القدس بتقديسه (1بط2:1)وكون العوارض خمسة من كل جانب فهذا عمل نعمة الله وعمل الروح القدس في جمع الكنيسة في جسد واحد. (أف20:2-22). وهم خمسة فالخليقة رقمها 4 والمسيح الواحد مع الخليقة يصير الرقم خمسة، هذا هو عمل نعمة الله. وغالباً فالعارضة الطويلة تشير لجسد ودم المسيح في التناول والعوارض القصيرة تشير لخدام المسيح الذين يقومون بخدمة المصالحة.
الألواح الزاوية
الرسم التوضيحي الموجود هنا ما هو إلا محاولة ولكن الأصل غامض. واعتقد أن الله يريده هكذا غامضاً. فإن قلنا أن الألواح تشير للمؤمنين وأن هناك ثلاثة جوانب للمسكن، وقد تمثل اتجاهات مختلفة للمؤمنين (ليس في العقيدة أو الإيمان قطعاً) بل كما اختلف بولس مع مرقس أو مع برنابا. وهذه الاتجاهات يجمعها الله ويجمع بين المؤمنين بطريقة خفية لا ندريها حتى تستمر الكنيسة في وحدة. والزاوية هي أهم جزء في المبنى بعد الأساس (فالمسيح كان حجر الزاوية( (مت42:21). وهذه الألواح الزاوية تربط الحوائط معاً حتى لا ينهار المبنى.ولاحظ قوله أن الألواح مزدوجين من أسفل ومن عند الرأس. فمن هم ضعاف في إيمانهم ومن هم أقوياء عند القمة. الجميع يحتاج لأن يعمل روح الله في جمعه للجسد الواحد. ومهما كان إنسان عند القمة فهو يحتاج لمن يربطه للجسد الواحد.
الرجلين والقواعد الفضية
القواعد الفضية تشير لفداء المسيح فالفضة تشير للكفارة والقواعد عددها 48 لوح × 2 (قاعدة لكل رجل) = 96+4 قواعد لأعمدة الحجاب فيكون الكل 100 قاعدة فضية، كل منها وزنة من فضة الكفارة (خر27:38). و100 رقم قطيع المسيح إذاً ففداء المسيح هو القاعدة التي يستند عليها المؤمنون. أما الرجلين فهما جهاد المؤمن لكنه جهاد مؤسس على دم المسيح فبدون دم المسيح فأي جهاد فهو بلا قيمة إذاً الرجلين هما الإيمان والطاعة للوصايا أو الإيمان والمحبة. وعمل المسيح هو الذي يسند احتياج الخاطئ الذي يلجأ إليه. فالقاعدة هي نفس مقاس الرجل. والقاعدة مخفية فعمل المسيح داخلي.الآيات (31-34): "وتصنع حجاباً من اسمانجوني وارجوان وقرمز وبوص مبروم صنعة حائك حاذق يصنعه بكروبيم. وتجعله على أربعة أعمدة من سنط مغشاة بذهب رززها من ذهب على أربع قواعد من فضة. وتجعل الحجاب تحت الأشظة وتدخل إلى هناك داخل الحجاب تابوت الشهادة فيفصل لكم الحجاب بين القدس وقدس الاقداس. وجعل الغطاء على تابوت الشهادة في قدس الأقداس."
الحجاب:
الحجاب هنا هو لعزل القدس عن قدس الأقداس. وفي كنيستنا لا نضع الحجاب حتى يحجز الهيكل عن الشعب. بل نسمى الحجاب "حامل الأيقونات" فكأن القديسين مشتركين معنا في الصلاة. هذا يعطى إحساس بأن الكنيستين هما كنيسة واحدة، الكنيسة المنتصرة والكنيسة المجاهدة. وللحجاب أو حامل الأيقونات ستر (ستارة) يفتحها الكاهن ممسكاً في يده بصليب عند بدء الصلاة ليعلن أنه بالصليب حدث الصلح بين السماء والأرض، بين الله وبين الناس.ودائماً في كنائسنا نصلي نحو الشرق [1] لنذكر الفردوس المفقود الذي كان جهة الشرق (تك8:2) وهذا يعطي دافعاً للمصلين للجهاد حتى لا تفوتهم الفرصة ثانية. [2] لنذكر المسيح الذي ولد لأجل خلاصنا وظهر نجمه في المشرق (مت2:2) [3] مع كل صباح تشرق الشمس من الشرق وهذا يذكرنا بالمسيح الذي سيأتي من المشارق (مت17:24). وهو شمس البر (مل2:4). وهذا يعطينا رجاء في المسيح بل انتظار وشوق للمسيح الذي سيأتي "أمين تعال أيها الرب يسوع"
ثلاثة أبواب للوصول لقدس الأقداس:
باب الخيمة الخارجي وله أربعة أعمدة ثم باب المسكن وله خمسة أعمدة. ثم باب أو حجاب قدس الأقداس وله أربعة أعمدة والأعمدة لها قواعد فضية.ومن المعروف أن الحجاب يشير للمسيح (عب20:10) فلمن تشير الأعمدة؟ طالما ذكر أن لها قواعد فضية فهي تشير للمؤمنين وليس للمسيح. ورقم 4 يشير لكل المسكونة هو رقم العمومية وكأن الله يريد أن يقول أن الكل مدعو بنعمته للدخول (هذا معنى وجود رقم 5 في باب المدخل (20=5×4) وباب المسكن 5 أعمدة). أما للدخول لقدس الأقداس فلا دخول والسبب خطية العالم (4). فحب الناس للعالم وشهوات الجسد والتراب هو الذي أقام هذا الحجاب. وهذه الأعمدة كانت قائمة على قواعد فضية فهي لها رجاء في الفداء الذي سيشق الحجاب وينفتح المسكن كله ويصبح القدس مفتوحاً على قدس الأقداس بلا حواجز. والثلاثة أبواب تشير للمسيح الذي بدونه لن نعاين الأقداس.مواد صنع الحجاب:
بوص مبروم وإسمانجوني وأرجوان وقرمز يصنعه بكروبيم. هذه المواد تشير لجسد المسيح في نقاوته وأنه سماوي وأنه ملك. والكروبيم على الحجاب يماثل الكاروبيم على باب الجنة يمنع الدخول. هو من ناحية يمنع الدخول بسبب الخطية وهو يمنع الدخول بسبب مراحم الله حتى لا يموت الإنسان ويهلك "فالإنسان لا يراني ويعيش" وذلك في انتظار الفداء وشق الحجاب.وهناك ملحوظة أن الكتاب في ذكر مواد الحجاب ذكر الإسمانجوني أولاً وانتهى بالبوص المبروم وفي ذكره للشقق بدأ بالبوص المبروم وتلاه الإسمانجوني. وهذا يشير هنا في حالة الحجاب للمسيح الذي جاء من السماء وتجسد أما في حالة الشقق فتشير للمسيح في حياته على الأرض في طهارة ثم بعد ذلك صعوده للسماء ثانية. وهناك رأى آخر أن الكاروبيم هنا مرسومين على أرضية إسمانجونية سماوية.
الأعمدة:
هم أربعة أعمدة إشارة للبشرية الخاطئة التي أحبت العالم فإحتجب عنها الله. ولكن لنرى عمل الله فالحجاب يغطى الأعمدة. وهي مقامة على قواعد فضية. فكل من إعتمد على الفداء وغلب يجعله عموداً في هيكله "عموداً في هيكل إلهي" (رؤ12:3) ويغطيه المسيح. وكونهم أعمدة فهم بهذا ثابتين ولهم عمل شهادة للمسيح. وهم واقفين مسبحين فرحين أمام الله. وكون الكنيسة في وقفتها الثابتة هي شهادة للمسيح فهذا عملها "كما أرسلني الآب أرسلكم أنا أيضاً" (يو19:20-23)· والرزز الذهبية هي حلقات تعليق الحجاب وهي ذهبية إشارة لمجد المسيح الإلهي.
· وهنا لا نجد أكاليل للأعمدة فهي تمثل المؤمنين وليس المسيح.
· في (1تي15:3) الكنيسة هي عامود الحق وقاعدته فهي التي تعلن حق المسيح في العالم والمسيح هو الحق فهي تعلن المسيح للعالم. فهي الدعائم والأعمدة التي يقام عليها الحق. وفي (1تي16:3) يردف الرسول "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد" هذا هو الحجاب.
الآيات (36-37): "وتصنع سجفاً لمدخل الخيمة من إسمانجوني وارجوان وقرمز وبوص مبروم صنعة الطراز. وتصنع للسجف خمسة أعمدة من سنط وتغشيها بذهب رززها من ذهب وتسبك لها خمس قواعد من نحاس."
ستارة مدخل الخيمة:
سجفاً تعني ستارة. وهذه الستارة هي لباب المسكن أي باب القدس. وهي من نفس المواد إسمانجوني. الخ لذا فهي تشير للمسيح وهي بدون كاروبيم= إذن الطريق مفتوح فلا كاروبيم يغلق الطريق بسيف من نار. فالمسيح تحمل السيف الناري وحده أي كل غضب الله ليفتح لنا طريق الأقداس. فالمسيح هو الباب. والستارة معلقة على خمسة أعمدة لها قواعد نحاسية.وهذه الأعمدة حيث أنها لم تؤسس على الفداء فهي لا تشير للمؤمنين بل للمسيح الذي احتمل دينونة الله عوضاً عنا (هذا معنى القواعد النحاسية) كما يظهر هذا في مذبح النحاس. وفتح بنعمته طريق الأقداس (معنى رقم 5). ولأن هذه الأعمدة الخمسة تشير للمسيح فهي لها رؤوس مغشاة بالذهب (خر38:36) هنا لا نجد الكاروبيم بل شخص المسيح الذي أتى لا ليدين بل ليخلص العالم (يو47:12).
ملحوظة على القواعد والأرجل:
سبق أن ذكرنا أن كرسي الرحمة مقاس التابوت وأن القواعد الفضية نفس مقاس الأرجل وقلنا أن هذا يعني أن فداء المسيح استوفى مطاليب العدالة الإلهية فما هي النظرة الأرثوذكسية لهذا؟ الفداء بدم المسيح استوفى مطاليب العدالة الإلهية لكن الذي يستفيد منه هو من يجاهد حتى الدم، أي أن يكون له الإيمان العامل بالمحبة (الأرجل) حتى تسنده القواعد (فداء المسيح) فبدون الجهاد (أرجل) لن يثبت اللوح لوحده. وبدون الفداء (القواعد) يكون اللوح مثبتاً على الرمل فيسقط. بدون فداء لا معنى لأي جهاد.+