تفسير الاصحاح الخامس من سفر التثنية للقس انطونيوس فكرى
الوصايا العشر
آية1:- و دعا موسى جميع اسرائيل و قال لهم اسمع يا اسرائيل الفرائض و الاحكام التي اتكلم بها في مسامعكم اليوم و تعلموها و احترزوا لتعملوها.يجب علينا أيضاً أن نسمعها ونعمل بها ليكون لنا نصيب فى أورشليم السماوية
آية2:- الرب الهنا قطع معنا عهدا في حوريب.
يذكرهم موسى بالعهد المقدس الذى قطعه الرب معهم فى حوريب وأخذوا فيه الوصايا التى ذكرت فى سفر الخروج (20-23)
آية3:- ليس مع ابائنا قطع الرب هذا العهد بل معنا نحن الذين هنا اليوم جميعا احياء.
معنى الآية فى العبرية:- ليس مع أبائنا فقط بل معنا نحن أيضاً. إذاً هو ليس تاريخ مضى وهذا نفس ما قاله بطرس الرسول (اع39:2)
آية4:- وجها لوجه تكلم الرب معنا في الجبل من وسط النار.
وجهاً لوجه = الله كلمهم بصوته فعلاً وبحلوله بمجده على الجبل.
آية5:- انا كنت واقف بين الرب و بينكم في ذلك الوقت لكي اخبركم بكلام الرب لانكم خفتم من اجل النار و لم تصعدوا الى الجبل فقال.
وقوف موسى بينهم وبين الله لأنه كان وسيط العهد القديم يستلم من الله ويسلمهم. وفى هذا يرمز للمسيح وسيط العهد الجديد (عب 24:12)
آية11:- لا تنطق باسم الرب الهك باطلا لان الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلا.
لا تنطق بإسم الرب إلهك باطلاً = لقد ربط العبرانيون بين الإسم والشخصية فالإسم يحمل الصفات والسلطان وإسم الله عجيب محوط بالأسرار (أش 6:9)
وهو قدوس ومهوب ( لو49:1) وقد ظهرت عظمته لموسى (تث 3:32) وفى المسيح شخصياً وبواسطة تلاميذه (يو 26،6:7) وبالإيمان بإسمه تجرى المعجزات (أع 16:3). أما الوثنيون فهم يستعملون أسماء آلهتهم فى السحر وهذا باطل. وكل من يستخدم إسم الله بالباطل فى السياسة والتجارة يهين إسم الله. فلنصلى ليتقدس إسمك.. ليأت ملكوتك
آية15:- و اذكر انك كنت عبدا في ارض مصر فاخرجك الرب الهك من هناك بيد شديدة و ذراع ممدودة لاجل ذلك اوصاك الرب الهك ان تحفظ يوم السبت.
هنا نجد الربط بين الراحة فى السبت والحرية من عبودية فرعون. وهذا يشير لأننا نعتبر يوم الأحد وليس السبت فهو يوم القيامة، يوم الراحة الحقيقية والحرية الحقيقية.
آية21:- و لا تشته امراة قريبك و لا تشته بيت قريبك و لا حقله و لا عبده و لا امته و لا ثوره و لا حماره و لا كل ما لقريبك.
ولا حقله = هذه لم تاتى فى الخروج فلم يكن لهم حقول.
آية22:- - هذه الكلمات كلم بها الرب كل جماعتكم في الجبل من وسط النار و السحاب و الضباب و صوت عظيم و لم يزد و كتبها على لوحين من حجر و اعطاني اياها.
هذه الكلمات = هذه الوصايا. وصوت عظيم = هو صوت الرب وصوت البوق ولم يزد = هذه هى الوصايا التى أسمعكم الرب إياها فليس لكم أن تزيدوا. وأيضاً تحمل معنى أن الله سلمهم الوصايا العشر ولم يزد وسلم موسى باقى الشرائع وتعنى أنها كافية لا تحتاج لزيادة. وكتبها = الله كتبها حتى يحترموها لأنها مكتوبة بأصبع الله نفسه أى بأمره وقوته. وإصبع الله أى روحه القدوس قارن (مت 28:12) مع (لو20:11) وفى العهد الجديد يكتب الروح القدس هذه الوصايا على قلوبنا بالمحبة وليس على ألواح حجرية (ار31:31-34)
آية23:- 23- فلما سمعتم الصوت من وسط الظلام و الجبل يشتعل بالنار تقدمتم الي جميع رؤساء اسباطكم و شيوخكم.
الرؤساء = هم رؤساء الأسباط
الآيات 24-28:- و قلتم هوذا الرب الهنا قد ارانا مجده و عظمته و سمعنا صوته من وسط النار هذا اليوم قد راينا ان الله يكلم الانسان و يحيا. و اما الان فلماذا نموت لان هذه النار العظيمة تاكلنا ان عدنا نسمع صوت الرب الهنا ايضا نموت. لانه من هو من جميع البشر الذي سمع صوت الله الحي يتكلم من وسط النار مثلنا و عاش. تقدم انت و اسمع كل ما يقول لك الرب الهنا و كلمنا بكل ما يكلمك به الرب الهنا فنسمع و نعمل. فسمع الرب صوت كلامكم حين كلمتموني و قال لي الرب سمعت صوت كلام هؤلاء الشعب الذي كلموك به قد احسنوا في كل ما تكلموا.
هم لم يحتملوا ظهور مجد الله وسطهم وخافوا وإكتفوا بأنهم رأوا ما رأوا وسمعوا ما سمعوا دون أن يموتوا. وخافوا من النيران وطلبوا من موسى أن يكلم هو الله. والرب إستصوب كلامهم لأنهم إعترفوا بوجوده ومحبته وقدرته وعظمته التى اظهرها لهم. وكانت إستجابة الله لهم
أ- أن جعل موسى وسيطاً بينه وبينهم
ب-أرسل لهم الأنبياء يتلقون منه الإعلانات ثم يعلنوها لهم.
ج- أرسل إبنه الوحيد ليتحدث لشعبه دون أن يهلك الشعب.
آية29:- يا ليت قلبهم كان هكذا فيهم حتى يتقوني و يحفظوا جميع وصاياي كل الايام لكي يكون لهم و لاولادهم خير الى الابد.
يا ليت هذا الشعب يخافنى دائماً مثل اليوم فيسمعوا صوتى ويطيعوا. والله قال هذا لأنه يعلم ما فى قلب الإنسان وأنه سريع التغير وانهم سريعاً ما سيتمردوا.
+