تفسير الاصحاح الرابع والثلاثون من سفر التثنية للقس انطونيوس فكرى
موسى على جبل نبو و يشوع خلف موسى
هذا الإصحاح غالباً الذى كتبه هو يشوع بن نون لينهى به أسفار موسى بقصة موت موسى
آية1-4:- و صعد موسى من عربات مواب الى جبل نبو الى راس الفسجة الذي قبالة اريحا فاراه الرب جميع الارض من جلعاد الى دان. و جميع نفتالي و ارض افرايم و منسى و جميع ارض يهوذا الى البحر الغربي.و الجنوب و الدائرة بقعة اريحا مدينة النخل الى صوغر. و قال له الرب هذه هي الارض التي اقسمت لابراهيم و اسحق و يعقوب قائلا لنسلك اعطيها قد اريتك اياها بعينيك و لكنك الى هناك لا تعبر.
بدأ موسى بصعوده الجبل رحلة صعوده للسموات. ولقد أراه الله كل الأرض لأن الله أعطاه فى هذه السن أو حتى هذه السن نظراً قوياً ورؤية موسى للأرض تشير
أ- هذه أقصى إمكانيات الناموس الذى يمثله موسى أن ينظر الإنسان أرض الميعاد أو أمجاد السماء من بعيد ولكن لا يدخلها. فلا دخول سوى بالمسيح يسوع الذى يمثله يشوع هنا
ب-تمثل رؤية موسى للأرض من بعيد رؤية المؤمنين الذين ماتوا على الرجاء، رجاء مجىء المسيح فهم وإن كانوا لم ينالوها ولكنهم نظروها من بعيد وصدقوها (عب13:11)
ج- وهى تشبه رؤيتنا بعين الإيمان لكنعان السماوية والراحة الأبدية والأمجاد هناك دون أن نرى شيئاً عياناً لذلك نصلى " وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتى"
آية5:- فمات هناك موسى عبد الرب في ارض مواب حسب قول الرب.
الذى إعتاد أن يقابل الله على جبل ليكلمه هو الآن يموت على جبل لينطلق إليه
آية6:- و دفنه في الجواء في ارض مواب مقابل بيت فغور و لم يعرف انسان قبره الى هذا اليوم.
ودفنه = أى مجد عظيم لهذا النبى العظيم أن يدفنه الله، أو دفن بأمره، ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم = إذاً فغالباً قامت الملائكة بهذا العمل
الجواء = هو السهل. ولاحظ أنه فى مقابل أرض بيت فغور = وهو المكان المخصص لعبادة بعل فغور وهناك سقط الشعب فى النجاسة ومات منهم 24.000
ولنقارن كيف مات موسى ودُفن وكيف مات هؤلاء الزناة الذين إستمتعوا لحظات. حقاً عزيز فى عينى الرب موت أتقيائه (مز15:116). وقارن بين موت لعازار الفقير (حيث حملته الملائكة) وموت الغنى الذى قيل عنه ودفن دون ذكر إسمه. ولقد أخفى الله جسد موسى لأنه عرف بحكمته أن الشعب لمحبتهم لموسى سوف يؤلهون جسده ويعبدونه.
وفى رسالة يهوذا (عدد9) نعرف أن رئيس الملائكة ميخائيل خاصم إبليس بسبب جسد موسى وغالباً أن إبليس أراد إعلان مكان جسد موسى ليضلل الشعب فيتركوا عبادة الله ويبدأون عبادة جسد موسى. ولقد كرم المسيح موسى بتجليه على الجبل ومعه موسى وإيليا. وكان تجلى موسى كما تتجلى العذراء الآن كما حدث فى الزيتون، أما إيليا فهو لم يمت أصلاً.
آية7:- و كان موسى ابن مئة و عشرين سنة حين مات و لم تكل عينه و لا ذهبت نضارته.
ولا ذهبت نضارته = الخطية هى التى تضعف الإنسان وكيف تذهب نضارة هذا الوجه الذى لمع بنور إلهى وكان الناس لا يستطيعون النظر إلى وجهه (خر30،29:34) وراجع (مز 5:103)
آية8:- فبكى بنو اسرائيل موسى في عربات مواب ثلاثين يوما فكملت ايام بكاء مناحة موسى.
كانت أقصى مدة لمناحة عظماء الأشخاص عند اليهود 30 يوماً (عد29:20)
آية9:- و يشوع بن نون كان قد امتلا روح حكمة اذ وضع موسى عليه يديه فسمع له بنو اسرائيل و عملوا كما اوصى الرب موسى.
ويشوع. إمتلأ روح حكمة = يشوع هو رمز للمسيح أقنوم الحكمة. ولاحظ أن الله يسكب على خدامه الأمناء مواهبه بغزارة بوضع اليد = إذ وضع موسى عليه يديه ويشوع أو يسوع لهم نفس الإسم يهوة خلاص
آية10:- و لم يقم بعد نبي في اسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجها لوجه.
فقد إختاره الله ليؤسس أمة إسرائيل وهو الذى شرع لهم أو أخذ الشريعة من الله وأعطاها لهم. وقد أجرى الله على يديه معجزات عظيمة ورهيبة. وكلمة الله فماً لفم فى العليقة وعلى الجبل وفى خيمة الإجتماع (خر18:33-23 + عد6:12-8)
آية12:- و في كل اليد الشديدة و كل المخاوف العظيمة التي صنعها موسى امام اعين جميع اسرائيل
فى كل اليد = اليد إشارة لقوة الله. وكل المخاوف = عبورهم البحر وهو منشق لنصفين والضربات المهلكة ضد المصريين وضد الشعب فى حالة إصرارهم على الخطية وموسى العظيم شهد له الله والمسيح أمَّن على كلماته. والشعب اليهودى يجل موسى وهكذا كل المسيحين . بل فى السماء سنرتل ترتيلة موسى. بركة صلواته وطلباته فلتكن مع الكنيسة ومعنا آمين.
+