تفسير الاصحاح الحادى والثلاثون من سفر التثنية للقس انطونيوس فكرى
تشجيع الشعب
آية1:- فذهب موسى و كلم بهذه الكلمات جميع اسرائيل.فذهب = قد تعنى أنه ذهب فعلاً ليعلمهم حيثما كانوا يجتمعون عند خيمة الإجتماع بعد أن تقابل مع الله وأنبأه بخبر موته فكان هذا خطابه الوداعى
آية2:- و قال لهم انا اليوم ابن مئة و عشرين سنة لا استطيع الخروج و الدخول بعد و الرب قد قال لي لا تعبر هذا الاردن.
لا أستطيع الخروج والدخول = ليس لأنه أصبح شيخاً فموسى لم تذهب نضارته أبداً (تث7:34) وإنما هذا يعنى أن رسالته قد إنتهت وبدأ يشوع مهمته القيادية
آية3-6:- الرب الهك هو عابر قدامك هو يبيد هؤلاء الامم من قدامك فترثهم يشوع عابر قدامك كما قال الرب. و يفعل الرب بهم كما فعل بسيحون و عوج ملكي الاموريين اللذين اهلكهما و بارضهما. فمتى دفعهم الرب امامكم تفعلون بهم حسب كل الوصايا التي اوصيتكم بها. تشددوا و تشجعوا لا تخافوا و لا ترهبوا وجوههم لان الرب الهك سائر معك لا يهملك و لا يتركك.
معنى الآية أن الله سيحارب عنهم ويتقدمهم وهم يقتسمون الغنائم = فترثهم
يشوع عابر قدامك = يمثل هذا الخلافة الرسولية التى لا تنقطع حلقاتها فى الكنيسة.
آية7، 8:- فدعا موسى يشوع و قال له امام اعين جميع اسرائيل تشدد و تشجع لانك انت تدخل مع هذا الشعب الارض التي اقسم الرب لابائهم ان يعطيهم اياها و انت تقسمها لهم. و الرب سائر امامك هو يكون معك لا يهملك و لا يتركك لا تخف و لا ترتعب.
كان حديث موسى ليشوع أمام أعين جميع إسرائيل لكى يقدم لهم قائدهم الجديد
آية9:- و كتب موسى هذه التوراة و سلمها للكهنة بني لاوي حاملي تابوت عهد الرب و لجميع شيوخ اسرائيل.
سلم موسى التوراه للكهنة ولشيوخ الشعب لأنهم هم المسئوليين عن تعليمها للشعب
حاملى تابوت عهد الرب = كان بنى قهات يحملون التابوت عادة اما الكهنة فيحملونه فى المناسبات الهامة.
الآيات 11،10:- و امرهم موسى قائلا في نهاية السبع السنين في ميعاد سنة الابراء في عيد المظال.حينما يجيء جميع اسرائيل لكي يظهروا امام الرب الهك في المكان الذي يختاره تقرا هذه التوراة امام كل اسرائيل في مسامعهم.
كان الكهنة بهذا الأمر يقرأون التوراة كلها على مسامع الشعب فى عيد المظال فى نهاية السبع سنين. غير أنهم كانوا يقسمون التوراة لفصول تقرأ على مدار السنة
آية12:- اجمع الشعب الرجال و النساء و الاطفال و الغريب الذي في ابوابك لكي يسمعوا و يتعلموا ان يتقوا الرب الهكم و يحرصوا ان يعملوا بجميع كلمات هذه التوراة.
حينما يحضر الأطفال هذه المناسبات المقدسة وتمتعوا برؤية طقوس العيد الحلوة تنقش هذه الصور فى قلوبهم (2تى15:3)
آية13:- و اولادهم الذين لم يعرفوا يسمعون و يتعلمون ان يتقوا الرب الهكم كل الايام التي تحيون فيها على الارض التي انتم عابرون الاردن اليها لكي تمتلكوها.
لم يعرفوا = لأنهم صغار يسمعون ويتعلمون = لأنها ستنقش فى أذهانهم.
آية15،14: و قال الرب لموسى هوذا ايامك قد قربت لكي تموت ادع يشوع و قفا في خيمة الاجتماع لكي اوصيه فانطلق موسى و يشوع و وقفا في خيمة الاجتماع. فتراءى الرب في الخيمة في عمود سحاب و وقف عمود السحاب على باب الخيمة.
ظهور الرب كان لإكرام موسى وتأييداً ليشوع وليثق الشعب بحضور إلههم وسطهم
آية16-18:- و قال الرب لموسى ها انت ترقد مع ابائك فيقوم هذا الشعب و يفجر وراء الهة الاجنبيين في الارض التي هو داخل اليها فيما بينهم و يتركني و ينكث عهدي الذي قطعته معه.فيشتعل غضبي عليه في ذلك اليوم و اتركه و احجب وجهي عنه فيكون ماكله و تصيبه شرور كثيرة و شدائد حتى يقول في ذلك اليوم اما لان الهي ليس في وسطي اصابتني هذه الشرور.و انا احجب وجهي في ذلك اليوم لاجل جميع الشر الذي عمله اذ التفت الى الهة اخرى.
فيكون مأكلة = أى لقمة سائغة لدى أعدائه.. وأخيراً يضطر للإعتراف أنه بسبب ذنبه فارقهم الله = أما لأن إلهى ليس فى وسطى . هذا ما يردده كل خاطىء إذ يتخلى عنه الله. فبدلاً من أن يقول أن الضربات بسبب خطيتى فأتوب، يتهم الله بأنه تركه لكن لماذا يتركنا الله؟ بسبب خطايانا
آية19:- فالان اكتبوا لانفسكم هذا النشيد و علم بني اسرائيل اياه ضعه في افواههم لكي يكون لي هذا النشيد شاهدا على بني اسرائيل.
النشيد = أوحى الرب إلى عبده موسى بنشيد روحى هو المذكور فى إصحاح 32
وهذا النشيد شاهد لله كما أنه شاهد على شعبه لأنه يعلن عن مجد الله وعن إحساناته إلى شعبه وفى نفس الوقت عن طغيان شعبه وتنديد الرب بأعمالهم الشريرة ومعاقبتهم عليها. ولأن ليس كل واحد عنده الإمكانية لإقتناء كتب فى ذلك الزمان بل ليس كل واحد قادر على الكتابة ولكن يسهل حفظ الأناشيد وترديدها وهكذا فعل صموئيل وداود وغيرهم من تحفيظ الشعب المزامير وهكذا تفعل الكنيسة فى التراتيل والألحان.
وأنظركم طريقة يستعملها الله حتى ينقش الشريعة على قلوب أولاده حتى يتبرر متى حوكم . فهناك الشريعة المكتوبة وهنا الشاهد المكلس المكتوب عليه الشريعة. وهم يقرأونها فى مجامعهم دائماً ويقرأونها مرة كل سبع سنوات فى عيد المظال ويقرأونها فى بيوتهم ويقولونها لأولادهم ويكتبونها على قوائم بيوتهم ويعلقونها على الحائط ويتكلمون بها فى الطرق وهم يقفون لتلاوة البركات واللعنات عند جبل جرزيم وجبل عيبال وها هم يحفظون النشيد. فالله لا يترك نفسه بلا شاهد. هذا فضلاً عما تثيره الأناشيد من إنتعاش روحى
آية20:- لاني ادخلهم الارض التي اقسمت لابائهم الفائضة لبنا و عسلا فياكلون و يشبعون و يسمنون ثم يلتفتون الى الهة اخرى و يعبدونها و يزدرون بي و ينكثون عهدي.
الله الذى يعلم بالمستقبل ينبئهم بما سوف يعملونه حينما يشبعون من خيرات ارض الموعد.
آية21:- فمتى اصابته شرور كثيرة و شدائد يجاوب هذا النشيد امامه شاهدا لانه لا ينسى من افواه نسله اني عرفت فكره الذي يفكر به اليوم قبل ان ادخله الى الارض كما اقسمت.
حينما تبدأ الضربات نتيجة شرورهم ستكون كلمات النشيد الذى حفظوه شاهداً عليهم.
آية22-27:- فكتب موسى هذا النشيد في ذلك اليوم و علم بني اسرائيل اياه.و اوصى يشوع بن نون و قال تشدد و تشجع لانك انت تدخل ببني اسرائيل الارض التي اقسمت لهم عنها و انا اكون معك. فعندما كمل موسى كتابة كلمات هذه التوراة في كتاب الى تمامها. امر موسى اللاويين حاملي تابوت عهد الرب قائلا. خذوا كتاب التوراة هذا و ضعوه بجانب تابوت عهد الرب الهكم ليكون هناك شاهدا عليكم. لاني انا عارف تمردكم و رقابكم الصلبة هوذا و انا بعد حي معكم اليوم قد صرتم تقاومون الرب فكم بالحري بعد موتي.
بمقارنة (1مل9:8 + عب4:9) نفهم أن اللوحان (لوحا الشريعة) كانا فى داخل التابوت ونفهم أن نسخة التوراه كان يحتفظ بها إما داخل التابوت أو فى صندوق مجاور للتابوت ومن (2مل8:22) نفهم أنهم وجدوا سفر الشريعة فى بيت الرب فغالباً وجدوه فى صندوق مستقل مجاور لتابوت العهد
آية28-30:- 28- اجمعوا الي كل شيوخ اسباطكم و عرفائكم لانطق في مسامعهم بهذه الكلمات و اشهد عليهم السماء و الارض.لاني عارف انكم بعد موتي تفسدون و تزيغون عن الطريق الذي اوصيتكم به و يصيبكم الشر في اخر الايام لانكم تعملون الشر امام الرب حتى تغيظوه باعمال ايديكم.فنطق موسى في مسامع كل جماعة اسرائيل بكلمات هذا النشيد الى تمامه
أشهد عليهم السماء والأرض = الملائكة والأجناد السمائية = نفوس الصديقين هم شهود على ما عمل الله مع شعبه وما عمله الشعب مع الله.
+