تفسير الاصحاح الثانى والعشرون من سفر التثنية للقس انطونيوس فكرى
شرائع القداسة :
الآيات 1-4 ، 6-8:-
نرى فيها كيف يجب أن يهتم كل واحد بالآخرين برفق ولا يبحث عن ذاته فقط
آية1:- لا تنظر ثور اخيك او شاته شاردا و تتغاضى عنه بل ترده الى اخيك لا محالة.
من يحب أخيه مثل نفسه لن يترك حماره أو ثوره. وأخيه هنا تنطبق على الأعداء (حز4:23). وعلى الخادم إذا وجد أى من شعب الله ضالاً عليه أن يرده فالإنسان أهم من الثور فإن كان الله يهتم بالحيوانات الشاردة فهو مهتم جداً بالإبن الضال. وبنفس المنطق أتى المسيح ليعيدنا بعد أن شردنا
آية2:- و ان لم يكن اخوك قريبا منك او لم تعرفه فضمه الى داخل بيتك و يكون عندك حتى يطلبه اخوك حينئذ ترده اليه.
قال علماء اليهود أن من وجد حيوانا شارداً عليه أن يرسل منادياً عدة مرات للإعلان
الآيات 17،6:- اذا اتفق قدامك عش طائر في الطريق في شجرة ما او على الارض فيه فراخ او بيض و الام حاضنة الفراخ او البيض فلا تاخذ الام مع الاولاد.
اطلق الام و خذ لنفسك الاولاد لكي يكون لك خير و تطيل الايام. اذا بنيت بيتا جديدا فاعمل حائطا لسطحك لئلا تجلب دما على بيتك اذا سقط عنه ساقط. لا تزرع حقلك صنفين لئلا يتقدس الملء الزرع الذي تزرع و محصول الحقل. لا تحرث على ثور و حمار معا.لا تلبس ثوبا مختلطا صوفا و كتانا معا. اعمل لنفسك جدائل على اربعة اطراف ثوبك الذي تتغطى به.
اذا اتخذ رجل امراة و حين دخل عليها ابغضها. و نسب اليها اسباب كلام و اشاع عنها اسما رديا و قال هذه المراة اتخذتها و لما دنوت منها لم اجد لها عذرة. ياخذ الفتاة ابوها و امها و يخرجان علامة عذرتها الى شيوخ المدينة الى الباب.
و يقول ابو الفتاة للشيوخ اعطيت هذا الرجل ابنتي زوجة فابغضها. و ها هو قد جعل اسباب كلام قائلا لم اجد لبنتك عذرة و هذه علامة عذرة ابنتي و يبسطان الثوب امام شيوخ المدينة.
يُسمح هنا بأخذ البيض أو صغار الطيور الذين لم يعرفوا معنى الحرية. وإطلاق الأم التى تعودت على الحرية، وهذه الحرية مكافأة للأم على شجاعتها فهى لم تطير وتهرب وتترك صغارها. ولاحظ أن من يتعلم الرحمة مع الطيور سيكون رحيماً مع كل البشر.
بالإضافة أن هذا سيكون عاملاً على حفظ جنس هذا الطائر وزيادته. ولقد أطلق اليهود على هذه الوصية أصغر الوصايا ولاحظوا أن لها وعد مثل وصية إكرام الوالدين والوعد أن يطيل الله أيام من يحفظ الوصيتين لذلك قالوا إن من يحتقر أصغر الوصايا سيلحقه ضرر كمن إحتقر أكبر الوصايا.
آية8:-
موسى يوصيهم بهذا وهم مازالوا فى البرية لا يبنون بيوتاً علامة على الإهتمام بالنفس البشرية
آية5:-
نجد فى هذا المنع
1- رفض للشذوذ الجنسى فعلى كل إنسان أن يعتز بما خلقه الله عليه ولا يشتهى أن يكون من الجنس الآخر
2- كانوا فى هياكل عشتاروث يفعلون هذا فالرجل يلبس ثياب النساء والنساء يلبسن ملابس رجال ويضعن أسلحتهم عليهن. ولكن إلهنا إله ترتيب (1كو40:14) ويريد أن نسلك بحسب الطبيعة (1كو14:11) بوقار وحشمة,
آية9:-
أتت هذه الآية بصور مختلفة فى عدة ترجمات. وبوضع كل الترجمات معاً تتضح الصورة. أنه لا تزرع حقلك بصنفين من الحبوب وإلا يصبح الحقل كله للرب وتعطيه للكهنة (هذا معنى كلمة لئلا يتقدس الملء الزرع) وإلا فإن الحقل كله إن لم تعطيه للكهنة يصير نجساً والسبب فى ذلك أن الله أراد أن يجنبهم الوقوع فى خرافات الوثنيين التى كانوا يؤمنون بها أن زرع الحقل صنفين أو لبس ثوب مختلط من صوف وكتان يُسر الآلهة.
فالله يريد أن يجتذبهم لبساطة الإيمان. ولاحظ أنه إذا زرع حقل من صنفين فسيحدث خطأ فى رعاية كل نوع بالإضافة إلى صعوبة تحديد البكور والعشور التى تعطى للكهنة فحتى يمتنعوا عن ذلك طلب الله منهم أن يكون المحصول كله مقدساً أى محرماً على الإستعمال ويعطى كله للكهنة. وكتأمل روحى لا يجب خلط فلسفة العالم بالديانة النقية فيجب على الخادم أن يقدم لمخدوميه طعاماً نقياً من الكتاب المقدس مهتماً بخلاص النفوس بلا أى غرض آخر. ونفس المفهوم نجده فى آية (11)
آية10:-
ليس من العدل أن يربط حمار وثور. فالثور قوى وسيرهق الحمار بخطواته القوية الواسعة بينما الحمار خطواته ضيقة. ومن الناحية الروحية فالله لا يهمه الثيران (1كو9:9)
ويكون المعنى الروحى أن لا يكون المؤمنين تحت نير مع غير المؤمنين (2كو14:6) فلا يتزوج المؤمن بغير المؤمن. ولا يندمج فى صداقة قوية الإنسان الروحى مع الإنسان العالمى.
آية11:-
فالصوف ناتج من جز شعر الغنم. والشعر يرمز لأعمال الجسد. ولاحظ أن ملابس الكهنة كانت من الكتان الأبيض.
آية12:-
هذه الجدائل لتمييز هذا الشعب أنه شعب مقدس لله يحفظ وصاياه كما تشير إلى تذكر الوصايا الإلهية حتى فى الأمور التى تبدو بسيطة كهدب ثوب . وإشارة لعدم خجلهم من كونهم من شعب الرب
آية13-19:-
كانت الـ 100 شاقل مبلغاً كبيراً فالجزية التى يدفعها من بلغ سن الجندية 2/1 شاقل (خر15:30) وقوله فى (18) يؤدبونه = أنهم ربما كانوا يضربونه لرد إعتبار الفتاة. والغرامة الـ 100 شاقل ضعف المهر المعتاد الذى كان 50 شاقلاً (آية29) = مهر العذارى وبالإضافة للغرامة يستحيل أن هذا الرجل يطلق إمرأته طول العمر
آية21،20:- و لكن ان كان هذا الامر صحيحا و لم توجد عذرة للفتاة.يخرجون الفتاة الى باب بيت ابيها و يرجمها رجال مدينتها بالحجارة حتى تموت لانها عملت قباحة في اسرائيل بزناها في بيت ابيها فتنزع الشر من وسطك.
الرجم يكون عند باب بيت أبيها لأن أبيها قصر فى تربيتها.
آية22-29:- اذا وجد رجل مضطجعا مع امراة زوجة بعل يقتل الاثنان الرجل المضطجع مع المراة و المراة فتنزع الشر من اسرائيل. اذا كانت فتاة عذراء مخطوبة لرجل فوجدها رجل في المدينة و اضطجع معها. فاخرجوهما كليهما الى باب تلك المدينة و ارجموهما بالحجارة حتى يموتا الفتاة من اجل انها لم تصرخ في المدينة و الرجل من اجل انه اذل امراة صاحبه فتنزع الشر من وسطك.
و لكن ان وجد الرجل الفتاة المخطوبة في الحقل و امسكها الرجل و اضطجع معها يموت الرجل الذي اضطجع معها وحده. و اما الفتاة فلا تفعل بها شيئا ليس على الفتاة خطية للموت بل كما يقوم رجل على صاحبه و يقتله قتلا هكذا هذا الامر.
انه في الحقل وجدها فصرخت الفتاة المخطوبة فلم يكن من يخلصها. اذا وجد رجل فتاة عذراء غير مخطوبة فامسكها و اضطجع معها فوجدا. يعطي الرجل الذي اضطجع معها لابي الفتاة خمسين من الفضة و تكون هي له زوجة من اجل انه قد اذلها لا يقدر ان يطلقها كل ايامه.
كانت الفتاة المخطوبة فى حكم المتزوجة لذلك دُعيت العذراء مريم إمرأة يوسف (مت3:1) وذلك بتدبير من الله حتى لا يرجمها الشعب
آية30:- لا يتخذ رجل امراة ابيه و لا يكشف ذيل ابيه
لا يجوز لإنسان أن يتزوج إمرأة أبيه حتى لو مات أبوه. ذيل أبيه = أى يكشف ثياب زوجته
+