تفسير الاصحاح الثانى والعشرون من سفر ملوك الأول للقس انطونيوس فكرى
الآيات 1-12:- واقاموا ثلاثة سنين بدون حرب بين ارام واسرائيل وفي السنة الثالثة نزل يهوشافاط ملك يهوذا الى ملك اسرائيل. فقال ملك اسرائيل لعبيده اتعلمون ان راموت جلعاد لنا ونحن ساكتون عن اخذها من يد ملك ارام. وقال ليهوشافاط اتذهب معي للحرب الى راموت جلعاد فقال يهوشافاط لملك اسرائيل مثلي مثلك شعبي كشعبك وخيلي كخيلك. ثم قال يهوشافاط لملك اسرائيل اسال اليوم عن كلام الرب. فجمع ملك اسرائيل الانبياء نحو اربع مئة رجل وقال لهم ااذهب الى راموت جلعاد للقتال ام امتنع فقالوا اصعد فيدفعها السيد ليد الملك. فقال يهوشافاط اما يوجد هنا بعد نبي للرب فنسال منه. فقال ملك اسرائيل ليهوشافاط انه يوجد بعد رجل واحد لسؤال الرب به ولكني ابغضه لانه لا يتنبا علي خيرا بل شرا وهو ميخا بن يملة فقال يهوشافاط لا يقل الملك هكذا. فدعا ملك اسرائيل خصيا وقال اسرع الي بميخا بن يملة. وكان ملك اسرائيل ويهوشافاط ملك يهوذا جالسين كل واحد على كرسيه لابسين ثيابهما في ساحة عند مدخل باب السامرة وجميع الانبياء يتنباون امامهما. وعمل صدقيا بن كنعنة لنفسه قرني حديد وقال هكذا قال الرب بهذه تنطح الاراميين حتى يفنوا. وتنبا جميع الانبياء هكذا قائلين اصعد الى راموت جلعاد وافلح فيدفعها الرب ليد الملك.
أتى هذا الإصحاح بعد 3 سنوات من الإصحاح السابق أى أن أخاب تمتع بالسلام 3 سنوات نتيجة إنسحاقه أمام الله ولكنه عاد لشره.
راموت جلعاد من المدن التى وعد بنهدد أن يعيدها لملك إسرائيل ولكنه لم يفعل. ثلاث سنين بدون حرب = بعد الحرب المذكورة فى إصحاح 20. نزل يهوشافاط = أورشليم أعلى من السامرة بألف قدم. ولكن الكلمة تعنى أكثر أن أورشليم مرتفعة روحيا عن السامرة هو إذا نزول روحى ليهوشافاط الملك البار وهنا نجد أول إجتماع سلمى لملك من إسرائيل وملك من يهوذا وكان يهوشافاط قد أخذ عثليا إبنة أخاب زوجة لإبنه يهورام قبل ذلك (2 أى 2،1:18)
ونجد هنا أخاب يغوى يهوشافاط أن يحارب معه (2 أى 2،1:18) وربما وافق يهوشافاط على أن يحارب أرام نتيجة الضغط أو لأنه خاف أيضا من أرام إن غلب أرام إسرائيل فبذلك يصبحون على حدود يهوذا. وراموت جلعاد فى سبط جاد وأخذها أرام وقصد أخاب إستردادها. ونلاحظ أن يهوشافاط قد أخطأ إذ سأل الرب بعد أن كان قد إتخذ قرارا بالحرب وعلى هذا وبخه ياهو النبى 2 أى 1:19-3. ولكن يهوشافاط كملك متدين لاحظ أن أنبياء أخاب لا يذكروا إسم الرب فى كلامهم فشك فيهم فهم قالوا يدفعها السيد ليد الملك = وليس هذا هو أسلوب الأنبياء الذى يعرفه يهوشافاط وشعر أنهم أنبياء كذبة فسأل عن نبى حقيقى. وفى (8) لا يقل الملك هكذا = لم يوافقه يهوشافاط على كراهيته لرجال الرب لكن للأسف إكتفى يهوشافاط بهذا القول ولم ينفذ ما قاله فيما بعد ذلك ولكن هذا نتيجة الصداقات الشريرة فنجد الإنسان يسير فى موكب الأشرار دون تفكير ويهوشافاط كرجل متدين يعرف تأثير الأنبياء الحقيقيين على نفسه فهم بكلامهم يعطونه سلام وراحة لكن كل أنبياء أخاب فشلوا فى أن يعطوه هذا الشعور بالراحة لذلك بحث عن من يعطيه هذا السلام. وفى (6) الأنبياء الكذبة ال 400 ربما هم كهنة وأنبياء أشيرا الذين خبأتهم إيزابل يوم الكرمل (يوم قتل إيليا أنبياء البعل)
قرنى الحديد = إشارة للملكين أخاب ويهوشافاط.
الآيات 13-28:- واما الرسول الذي ذهب ليدعو ميخا فكلمه قائلا هوذا كلام جميع الانبياء بفم واحد خير للملك فليكن كلامك مثل كلام واحد منهم وتكلم بخير. فقال ميخا حي هو الرب ان ما يقوله لي الرب به اتكلم. ولما اتى الى الملك قال له الملك يا ميخا انصعد الى راموت جلعاد للقتال ام نمتنع فقال له اصعد وافلح فيدفعها الرب ليد الملك. فقال له الملك كم مرة استحلفتك ان لا تقول لي الا الحق باسم الرب. فقال رايت كل اسرائيل مشتتين على الجبال كخراف لا راعي لها فقال الرب ليس لهؤلاء اصحاب فليرجعوا كل واحد الى بيته بسلام. فقال ملك اسرائيل ليهوشافاط اما قلت لك انه لا يتنبا علي خيرا بل شرا وقال فاسمع اذا كلام الرب قد رايت الرب جالسا على كرسيه وكل جند السماء وقوف لديه عن يمينه وعن يساره.
فقال الرب من يغوي اخاب فيصعد ويسقط في راموت جلعاد فقال هذا هكذا وقال ذاك هكذا.
ثم خرج الروح ووقف امام الرب وقال انا اغويه وقال له الرب بماذا. فقال اخرج واكون روح كذب في افواه جميع انبيائه فقال انك تغويه وتقتدر فاخرج وافعل هكذا. والان هوذا قد جعل الرب روح كذب في افواه جميع انبيائك هؤلاء والرب تكلم عليك بشر. فتقدم صدقيا بن كنعنة وضرب ميخا على الفك وقال من اين عبر روح الرب مني ليكلمك. فقال ميخا انك سترى في ذلك اليوم الذي تدخل فيه من مخدع الى مخدع لتختبئ. فقال ملك اسرائيل خذ ميخا ورده الى امون رئيس المدينة والى يواش ابن الملك. وقل هكذا قال الملك ضعوا هذا في السجن واطعموه خبز الضيق وماء الضيق حتى اتي بسلام. فقال ميخا ان رجعت بسلام فلم يتكلم الرب بي وقال اسمعوا ايها الشعب اجمعون.
بحسب التقليد اليهودى فميخا هو الذى حذره بأنه سيموت لأنه ترك بنهدد أى هو الذى لبس العصابة وتنكر أمامه (1 مل 35:20-43) ويكمل التقليد اليهودى أن أخاب إغتاظ منه وسجنه طيلة هذه السنوات الثلاث وحتى هذه اللحظة. والآن حينما طلبه يهوشافاط أرسل أخاب ليأتى به من سجنه وهذا يفسر كيف وجدوه بسرعة وبعد أن أجاب أخاب إجابة لم تعجب أخاب رده إلى سجنه = خذ ميخا ورده إلى أمون.
وفى (15) نجد رد ميخا فيه شىء من التهكم على أخاب فهو يتكلم كما أمره رسول أخاب آية 12 والملك لاحظ هذا فقال فى (16) كم مرة أستحلفتك = إذا هما تقابلا كثيرا من قبل وفى (17) لا راعى لها = إشارة لقتل الملك وتشتت جيشه. ونجد هنا النبوة دقيقة جدا فهو لم يرى جيش إسرائيل يذبح فهذا لم يحدث بل رأى موت أخاب فقط وفى (18) أما قلت لك = قال أخاب هذا المنظر ليهوشافاط أن ميخا مغرض فى نبوته وهو لا يتكلم بالحق. وإبتداء من آية 19-23 يتكلم ميخا عن رؤيا رآها. وهو قد رأى الله جالسا على عرشه. ومن يرى الله على عرشه هل يهتم بملكين أرضيين على عروشهم الأرضية. من يرى الله سيهتم أن يرضيه ولا يرضى ملوك سيموتوا إن آجلا أو عاجلا إنما هو واقف أمام الله الجالس على عرشه وملائكته حوله يخدمونه وينفذون مشيئته والملائكة من يمينه وعن يساره. وقوات الشر لا تتحرك سوى بسماح منه ومع أنه لا يوافق على شرهم إنما هو يسمح لهم ببعض التصرفات لتأديب شعبه وتنفيذ أغراضه. من يغوى أخاب الله لا يغوى أحد لكنه جزاء ضلاله يستحق العقاب وهو يرفض أن يسمع كلام الله ولأنبياء الله بل يصغى للأنبياء الكذبة والله أعطاه حسب قلبه (مز 4:20) فسمح لروح مضل (شيطان) أن يضله فهو يريد هذا ويريد أن يسمع هذا الكلام وإذا سمع صوت الرب رفضه فتركه الله لقلبه ثم خرج الروح = أى روح الضلال من مخدع إلى مخدع = ربما حدث هذا فعلا وطاردته إيزابل أو جنود الجيش المهزوم العائد إذ إكتشفوا كذبه. وفى (27) خبز الضيق وماء الضيق أى قليل خبز وقليل ماء وفى (28) إسمعوا أيها الشعب = أى إشدوا أننى حذرته وقد رفض.
الآيات 29-40:- فصعد ملك اسرائيل ويهوشافاط ملك يهوذا الى راموت جلعاد. فقال ملك اسرائيل ليهوشافاط اني اتنكر وادخل الحرب واما انت فالبس ثيابك فتنكر ملك اسرائيل ودخل الحرب. وامر ملك ارام رؤساء المركبات التي له الاثنين والثلاثين وقال لا تحاربوا صغيرا ولا كبيرا الا ملك اسرائيل وحده. فلما راى رؤساء المركبات يهوشافاط قالوا انه ملك اسرائيل فمالوا عليه ليقاتلوه فصرخ يهوشافاط. فلما راى رؤساء المركبات انه ليس ملك اسرائيل رجعوا عنه.
وان رجلا نزع في قوسه غير متعمد وضرب ملك اسرائيل بين اوصال الدرع فقال لمدير مركبته رد يدك واخرجني من الجيش لاني قد جرحت. واشتد القتال في ذلك اليوم واوقف الملك في مركبته مقابل ارام ومات عند المساء وجرى دم الجرح الى حضن المركبة. وعبرت الرنة في الجند عند غروب الشمس قائلا كل رجل الى مدينته وكل رجل الى ارضه. فمات الملك وادخل السامرة فدفنوا الملك في السامرة وغسلت المركبة في بركة السامرة فلحست الكلاب دمه وغسلوا سلاحه حسب كلام الرب الذي تكلم به.
وبقية امور اخاب وكل ما فعل وبيت العاج الذي بناه وكل المدن التي بناها اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل. فاضطجع اخاب مع ابائه وملك اخزيا ابنه عوضا عنه.
فى (29) كان خطأ عجيب من يهوشافاط أن يصعد للحرب بعد ما سمعه من ميخا وربما أسباب ذلك 1- مجاملة لأخاب صهره 2- وعده السابق الذى أخطأ وأعطاه لأخاب 3- ربما شك فعلا فى إخلاص ميخا إذ رأى بغض أخاب الشديد له. وفى(30) إنى أتنكر.. وأما أنت فالبس ثيابك = هى خدعة واضحة من أخاب ليهوشافاط حتى لا يكتشف جنود أرام وجود أخاب فهو غير مرتدى لملابسه الملوكية. ولكنه يعرض حياة يهوشافاط للخطر. لأن يهوشافاط بملابسه يظهر أنه القائد بينما أخاب فى ملابس جندى عادى. أخاب يعرف أنه مستهدف من ملك أرام فخدع يهوشافاط لكنه هل يخدع الله الذى أصدر أمرا على فم ميخا بان أخاب يموت. ربما فكر أخاب أن موته يعنى كسر الجيش كله لذلك تنكر لكن لماذا لم يفكر فى حياة يهوشافاط، إذا هى خدعة وعجيب أن ينخدع بها يهوشافاط. فصرخ يهوشافاط = هو إما صرخ للرب وإما ليجمع جيشه حوله والرب ساعده وهرب الأراميون لأنهم إنما يفتشونذ عن ملك إسرائيل 2 أى 31:18 بين أوصال الدرع = بين درع الصدر ودروع الرجلين أى فى بطنه. وفى (35) وأوقف الملك فى مركبته = هو طلب أن يخرج لكن الجيش رفض حتى لا يتشتت الجيش كله إذا عرفوا أن ملكهم قد مات فأوقفوه فى مركبته حتى المساء حتى مات. وفى (36) كل رجل إلى مدينته = تحققت نبوة ميخا وتشتت الجيش إذ أصبح بلا راع. وربما كان سبب خداع أخاب ليهوشافاط وتنكر أخاب أنه فى قرارة نفسه كان يعلم أن ميخا صادق وستتم نبوته ولكن لغشاوة عينيه تصور أنه إذا تخفى ينجو وهل ينجو من الله. وكان أخاب يجب أن يموت فى الحرب لا أن يقع أسيرا فلربما أطلقه ملك أرام حيا ردا للجميل وهذا لا يتفق مع قرار الله. ويموت بواسطة سهم طائش لا يقصده ولكنه كان فى يد الله أى أن السهم كان فى يد الله. وفى الآيات 38،37 حسب كلام الرب = قارن مع 1 مل 19:21 فالكلاب لحست دم نابوت فى يزرعيل ودماء أخاب سالت فى بركة السامرة وهناك إحتمالين:-
1. أن النبوة تمت حرفيا وتكون بركة السامرة هى بركة خارج يزرعيل كانت تستخدمها الزوانى ثم دخلت ضمن أملاك الملك. وأسماها الملك بركة السامرة على إسم عاصمته وعندها رجم نابوت وعندها غسلوا مركبة أخاب عند رجوعهم بجثته قبل دخولهم السامرة حتى تدخل المركبة بجثة الملك وهى نظيفة أمام الشعب الواقف ليستقبل جثة ملكه قبل الجنازة. وهذه القصة أو هذا التصور حسب التقليد اليهودى وهو الأرجح. وعبارة وغسلوا سلاحه = الأصل العبرى يمكن ترجمته وإغتسلت الزوانى فى نفس المكان وهكذا ترجمتها السبعينية والقول يدل على تدنيس دم الملك الذى أدخل العبادة الوثنية التى تتضمن الزنا إلى بلاده.
2. أن النبوة تمت معنويا وأن الكلاب لحست دم أخاب فى مكان خارج مدينة السامرة كما لحست الكلاب دم نابوت خارج مدينة يزرعيل وفى (39) بيت العاج = ليس كله من العاج بل هو مرصع ومزين بالعاج.
الآيات 41-53:- وملك يهوشافاط ابن اسا على يهوذا في السنة الرابعة لاخاب ملك اسرائيل. وكان يهوشافاط ابن خمس وثلاثين سنة حين ملك وملك خمسا وعشرين سنة في اورشليم واسم امه عزوبة بنت شلحي. وسار في في طريق اسا ابيه لم يحد عنها اذ عمل المستقيم في عيني الرب الا ان المرتفعات لم تنتزع بل كان الشعب لا يزال يذبح ويوقد على المرتفعات. وصالح يهوشافاط ملك اسرائيل. وبقية امور يهوشافاط وجبروته الذي اظهره وكيف حارب اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا. وبقية المابونين الذين بقوا في ايام اسا ابيه ابادهم من الارض. ولم يكن في ادوم ملك ملك وكيل. وعمل يهوشافاط سفن ترشيش لكي تذهب الى اوفير لاجل الذهب فلم تذهب لان السفن تكسرت في عصيون جابر. حينئذ قال اخزيا بن اخاب ليهوشافاط ليذهب عبيدي مع عبيدك في السفن فلم يشا يهوشافاط. واضطجع يهوشافاط مع ابائه ودفن مع ابائه في مدينة داود ابيه فملك يهورام ابنه عوضا عنه.
اخزيا بن اخاب ملك على اسرائيل في السامرة في السنة السابعة عشرة ليهوشافاط ملك يهوذا ملك على اسرائيل سنتين. وعمل الشر في عيني الرب وسار في طريق ابيه وطريق امه وطريق يربعام بن نباط الذي جعل اسرائيل يخطئ. وعبد البعل وسجد له واغاظ الرب اله اسرائيل حسب كل ما فعل ابوه
نلاحظ دائما ذكر إسم أم الملك لأنهن كن لهن سلطة وإحترام المرتفعات لم تنتزع = لأن الشعب كان قد تعود عليها. وفى (44) صالح يهوشافاط ملك إسرائيل إلا أن هذا الصلح وهذه المصاهرة بينهما كان لها مشاكل كثيرة:
1. الحرب الفاشلة ضد أرام وتعرض يهوشافاط للموت.
2. تسلط بيت أخاب (ممثلا فى بنته عثليا) على عرش يهوذا (أهمية إختيار الزوجة).
3. أدخلت عثليا عبادة البعل إلى يهوذا.
4. تسلط بيت أخاب على يهورام إبن يهوشافاط (2 أى 6:21 + 12،3:22).
5. كسر سفن يهوذا
آية 47:-
ولم يكن فى أدوم ملك. ملك وكيل = هذا شرح لما سيأتى فى موضوع السفن فى آية(48) فالطريق إلى عصيون جابر يمرفى وسط آدوم فلو كان هناك ملك على أدوم لما إستطاع يهوذا أن يمر فيها. ولكنهم مروا إذ كان هناك وكيل من قبل يهوذا على أدوم. وإما قصة السفن فهى كالآتى:-
كان هناك بعثتين للسفن وفى البعثة الأولى إشترك رجال أخزيا مع رجال يهوشافاط فتكسرت السفن فبنى يهوشافاط غيرها وعند ما طلب أخزيا أن يشترك رجاله فى البعثة الثانية أو الرحلة الثانية رفض يهوشافاط فهو كان قد تعلم الدرس من الرحلة الأولى التى غالبا قد تكسرت فيها السفن نتيجة عاصفة شديدة رأى فيها يهوشافاط غضب الله. والآن علم يهوشافاط أن الإشتراك مع الأشرار ضار فى كل شىء، فى الزواج وفى الحرب وفى التجارة. ونلاحظ إزدهار يهوذا فى وقت الملوك الصالحين أمثال يهوشافاط وأسا أبيه. وراجع 2 أى 35:20-37 لترى أن هناك نبيا أعطى الدرس ليهوشافاط أن البركة تنعدم من العمل إذا إشترك فيه الأشرار. وفى 52 طريق أبيه وطريق أمه = أى عبادة البعل وطريق يربعام = أى عبادة العجلين.
أتى هذا الإصحاح بعد 3 سنوات من الإصحاح السابق أى أن أخاب تمتع بالسلام 3 سنوات نتيجة إنسحاقه أمام الله ولكنه عاد لشره.
راموت جلعاد من المدن التى وعد بنهدد أن يعيدها لملك إسرائيل ولكنه لم يفعل. ثلاث سنين بدون حرب = بعد الحرب المذكورة فى إصحاح 20. نزل يهوشافاط = أورشليم أعلى من السامرة بألف قدم. ولكن الكلمة تعنى أكثر أن أورشليم مرتفعة روحيا عن السامرة هو إذا نزول روحى ليهوشافاط الملك البار وهنا نجد أول إجتماع سلمى لملك من إسرائيل وملك من يهوذا وكان يهوشافاط قد أخذ عثليا إبنة أخاب زوجة لإبنه يهورام قبل ذلك (2 أى 2،1:18)
ونجد هنا أخاب يغوى يهوشافاط أن يحارب معه (2 أى 2،1:18) وربما وافق يهوشافاط على أن يحارب أرام نتيجة الضغط أو لأنه خاف أيضا من أرام إن غلب أرام إسرائيل فبذلك يصبحون على حدود يهوذا. وراموت جلعاد فى سبط جاد وأخذها أرام وقصد أخاب إستردادها. ونلاحظ أن يهوشافاط قد أخطأ إذ سأل الرب بعد أن كان قد إتخذ قرارا بالحرب وعلى هذا وبخه ياهو النبى 2 أى 1:19-3. ولكن يهوشافاط كملك متدين لاحظ أن أنبياء أخاب لا يذكروا إسم الرب فى كلامهم فشك فيهم فهم قالوا يدفعها السيد ليد الملك = وليس هذا هو أسلوب الأنبياء الذى يعرفه يهوشافاط وشعر أنهم أنبياء كذبة فسأل عن نبى حقيقى. وفى (8) لا يقل الملك هكذا = لم يوافقه يهوشافاط على كراهيته لرجال الرب لكن للأسف إكتفى يهوشافاط بهذا القول ولم ينفذ ما قاله فيما بعد ذلك ولكن هذا نتيجة الصداقات الشريرة فنجد الإنسان يسير فى موكب الأشرار دون تفكير ويهوشافاط كرجل متدين يعرف تأثير الأنبياء الحقيقيين على نفسه فهم بكلامهم يعطونه سلام وراحة لكن كل أنبياء أخاب فشلوا فى أن يعطوه هذا الشعور بالراحة لذلك بحث عن من يعطيه هذا السلام. وفى (6) الأنبياء الكذبة ال 400 ربما هم كهنة وأنبياء أشيرا الذين خبأتهم إيزابل يوم الكرمل (يوم قتل إيليا أنبياء البعل)
قرنى الحديد = إشارة للملكين أخاب ويهوشافاط.
الآيات 13-28:- واما الرسول الذي ذهب ليدعو ميخا فكلمه قائلا هوذا كلام جميع الانبياء بفم واحد خير للملك فليكن كلامك مثل كلام واحد منهم وتكلم بخير. فقال ميخا حي هو الرب ان ما يقوله لي الرب به اتكلم. ولما اتى الى الملك قال له الملك يا ميخا انصعد الى راموت جلعاد للقتال ام نمتنع فقال له اصعد وافلح فيدفعها الرب ليد الملك. فقال له الملك كم مرة استحلفتك ان لا تقول لي الا الحق باسم الرب. فقال رايت كل اسرائيل مشتتين على الجبال كخراف لا راعي لها فقال الرب ليس لهؤلاء اصحاب فليرجعوا كل واحد الى بيته بسلام. فقال ملك اسرائيل ليهوشافاط اما قلت لك انه لا يتنبا علي خيرا بل شرا وقال فاسمع اذا كلام الرب قد رايت الرب جالسا على كرسيه وكل جند السماء وقوف لديه عن يمينه وعن يساره.
فقال الرب من يغوي اخاب فيصعد ويسقط في راموت جلعاد فقال هذا هكذا وقال ذاك هكذا.
ثم خرج الروح ووقف امام الرب وقال انا اغويه وقال له الرب بماذا. فقال اخرج واكون روح كذب في افواه جميع انبيائه فقال انك تغويه وتقتدر فاخرج وافعل هكذا. والان هوذا قد جعل الرب روح كذب في افواه جميع انبيائك هؤلاء والرب تكلم عليك بشر. فتقدم صدقيا بن كنعنة وضرب ميخا على الفك وقال من اين عبر روح الرب مني ليكلمك. فقال ميخا انك سترى في ذلك اليوم الذي تدخل فيه من مخدع الى مخدع لتختبئ. فقال ملك اسرائيل خذ ميخا ورده الى امون رئيس المدينة والى يواش ابن الملك. وقل هكذا قال الملك ضعوا هذا في السجن واطعموه خبز الضيق وماء الضيق حتى اتي بسلام. فقال ميخا ان رجعت بسلام فلم يتكلم الرب بي وقال اسمعوا ايها الشعب اجمعون.
بحسب التقليد اليهودى فميخا هو الذى حذره بأنه سيموت لأنه ترك بنهدد أى هو الذى لبس العصابة وتنكر أمامه (1 مل 35:20-43) ويكمل التقليد اليهودى أن أخاب إغتاظ منه وسجنه طيلة هذه السنوات الثلاث وحتى هذه اللحظة. والآن حينما طلبه يهوشافاط أرسل أخاب ليأتى به من سجنه وهذا يفسر كيف وجدوه بسرعة وبعد أن أجاب أخاب إجابة لم تعجب أخاب رده إلى سجنه = خذ ميخا ورده إلى أمون.
وفى (15) نجد رد ميخا فيه شىء من التهكم على أخاب فهو يتكلم كما أمره رسول أخاب آية 12 والملك لاحظ هذا فقال فى (16) كم مرة أستحلفتك = إذا هما تقابلا كثيرا من قبل وفى (17) لا راعى لها = إشارة لقتل الملك وتشتت جيشه. ونجد هنا النبوة دقيقة جدا فهو لم يرى جيش إسرائيل يذبح فهذا لم يحدث بل رأى موت أخاب فقط وفى (18) أما قلت لك = قال أخاب هذا المنظر ليهوشافاط أن ميخا مغرض فى نبوته وهو لا يتكلم بالحق. وإبتداء من آية 19-23 يتكلم ميخا عن رؤيا رآها. وهو قد رأى الله جالسا على عرشه. ومن يرى الله على عرشه هل يهتم بملكين أرضيين على عروشهم الأرضية. من يرى الله سيهتم أن يرضيه ولا يرضى ملوك سيموتوا إن آجلا أو عاجلا إنما هو واقف أمام الله الجالس على عرشه وملائكته حوله يخدمونه وينفذون مشيئته والملائكة من يمينه وعن يساره. وقوات الشر لا تتحرك سوى بسماح منه ومع أنه لا يوافق على شرهم إنما هو يسمح لهم ببعض التصرفات لتأديب شعبه وتنفيذ أغراضه. من يغوى أخاب الله لا يغوى أحد لكنه جزاء ضلاله يستحق العقاب وهو يرفض أن يسمع كلام الله ولأنبياء الله بل يصغى للأنبياء الكذبة والله أعطاه حسب قلبه (مز 4:20) فسمح لروح مضل (شيطان) أن يضله فهو يريد هذا ويريد أن يسمع هذا الكلام وإذا سمع صوت الرب رفضه فتركه الله لقلبه ثم خرج الروح = أى روح الضلال من مخدع إلى مخدع = ربما حدث هذا فعلا وطاردته إيزابل أو جنود الجيش المهزوم العائد إذ إكتشفوا كذبه. وفى (27) خبز الضيق وماء الضيق أى قليل خبز وقليل ماء وفى (28) إسمعوا أيها الشعب = أى إشدوا أننى حذرته وقد رفض.
الآيات 29-40:- فصعد ملك اسرائيل ويهوشافاط ملك يهوذا الى راموت جلعاد. فقال ملك اسرائيل ليهوشافاط اني اتنكر وادخل الحرب واما انت فالبس ثيابك فتنكر ملك اسرائيل ودخل الحرب. وامر ملك ارام رؤساء المركبات التي له الاثنين والثلاثين وقال لا تحاربوا صغيرا ولا كبيرا الا ملك اسرائيل وحده. فلما راى رؤساء المركبات يهوشافاط قالوا انه ملك اسرائيل فمالوا عليه ليقاتلوه فصرخ يهوشافاط. فلما راى رؤساء المركبات انه ليس ملك اسرائيل رجعوا عنه.
وان رجلا نزع في قوسه غير متعمد وضرب ملك اسرائيل بين اوصال الدرع فقال لمدير مركبته رد يدك واخرجني من الجيش لاني قد جرحت. واشتد القتال في ذلك اليوم واوقف الملك في مركبته مقابل ارام ومات عند المساء وجرى دم الجرح الى حضن المركبة. وعبرت الرنة في الجند عند غروب الشمس قائلا كل رجل الى مدينته وكل رجل الى ارضه. فمات الملك وادخل السامرة فدفنوا الملك في السامرة وغسلت المركبة في بركة السامرة فلحست الكلاب دمه وغسلوا سلاحه حسب كلام الرب الذي تكلم به.
وبقية امور اخاب وكل ما فعل وبيت العاج الذي بناه وكل المدن التي بناها اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل. فاضطجع اخاب مع ابائه وملك اخزيا ابنه عوضا عنه.
فى (29) كان خطأ عجيب من يهوشافاط أن يصعد للحرب بعد ما سمعه من ميخا وربما أسباب ذلك 1- مجاملة لأخاب صهره 2- وعده السابق الذى أخطأ وأعطاه لأخاب 3- ربما شك فعلا فى إخلاص ميخا إذ رأى بغض أخاب الشديد له. وفى(30) إنى أتنكر.. وأما أنت فالبس ثيابك = هى خدعة واضحة من أخاب ليهوشافاط حتى لا يكتشف جنود أرام وجود أخاب فهو غير مرتدى لملابسه الملوكية. ولكنه يعرض حياة يهوشافاط للخطر. لأن يهوشافاط بملابسه يظهر أنه القائد بينما أخاب فى ملابس جندى عادى. أخاب يعرف أنه مستهدف من ملك أرام فخدع يهوشافاط لكنه هل يخدع الله الذى أصدر أمرا على فم ميخا بان أخاب يموت. ربما فكر أخاب أن موته يعنى كسر الجيش كله لذلك تنكر لكن لماذا لم يفكر فى حياة يهوشافاط، إذا هى خدعة وعجيب أن ينخدع بها يهوشافاط. فصرخ يهوشافاط = هو إما صرخ للرب وإما ليجمع جيشه حوله والرب ساعده وهرب الأراميون لأنهم إنما يفتشونذ عن ملك إسرائيل 2 أى 31:18 بين أوصال الدرع = بين درع الصدر ودروع الرجلين أى فى بطنه. وفى (35) وأوقف الملك فى مركبته = هو طلب أن يخرج لكن الجيش رفض حتى لا يتشتت الجيش كله إذا عرفوا أن ملكهم قد مات فأوقفوه فى مركبته حتى المساء حتى مات. وفى (36) كل رجل إلى مدينته = تحققت نبوة ميخا وتشتت الجيش إذ أصبح بلا راع. وربما كان سبب خداع أخاب ليهوشافاط وتنكر أخاب أنه فى قرارة نفسه كان يعلم أن ميخا صادق وستتم نبوته ولكن لغشاوة عينيه تصور أنه إذا تخفى ينجو وهل ينجو من الله. وكان أخاب يجب أن يموت فى الحرب لا أن يقع أسيرا فلربما أطلقه ملك أرام حيا ردا للجميل وهذا لا يتفق مع قرار الله. ويموت بواسطة سهم طائش لا يقصده ولكنه كان فى يد الله أى أن السهم كان فى يد الله. وفى الآيات 38،37 حسب كلام الرب = قارن مع 1 مل 19:21 فالكلاب لحست دم نابوت فى يزرعيل ودماء أخاب سالت فى بركة السامرة وهناك إحتمالين:-
1. أن النبوة تمت حرفيا وتكون بركة السامرة هى بركة خارج يزرعيل كانت تستخدمها الزوانى ثم دخلت ضمن أملاك الملك. وأسماها الملك بركة السامرة على إسم عاصمته وعندها رجم نابوت وعندها غسلوا مركبة أخاب عند رجوعهم بجثته قبل دخولهم السامرة حتى تدخل المركبة بجثة الملك وهى نظيفة أمام الشعب الواقف ليستقبل جثة ملكه قبل الجنازة. وهذه القصة أو هذا التصور حسب التقليد اليهودى وهو الأرجح. وعبارة وغسلوا سلاحه = الأصل العبرى يمكن ترجمته وإغتسلت الزوانى فى نفس المكان وهكذا ترجمتها السبعينية والقول يدل على تدنيس دم الملك الذى أدخل العبادة الوثنية التى تتضمن الزنا إلى بلاده.
2. أن النبوة تمت معنويا وأن الكلاب لحست دم أخاب فى مكان خارج مدينة السامرة كما لحست الكلاب دم نابوت خارج مدينة يزرعيل وفى (39) بيت العاج = ليس كله من العاج بل هو مرصع ومزين بالعاج.
الآيات 41-53:- وملك يهوشافاط ابن اسا على يهوذا في السنة الرابعة لاخاب ملك اسرائيل. وكان يهوشافاط ابن خمس وثلاثين سنة حين ملك وملك خمسا وعشرين سنة في اورشليم واسم امه عزوبة بنت شلحي. وسار في في طريق اسا ابيه لم يحد عنها اذ عمل المستقيم في عيني الرب الا ان المرتفعات لم تنتزع بل كان الشعب لا يزال يذبح ويوقد على المرتفعات. وصالح يهوشافاط ملك اسرائيل. وبقية امور يهوشافاط وجبروته الذي اظهره وكيف حارب اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا. وبقية المابونين الذين بقوا في ايام اسا ابيه ابادهم من الارض. ولم يكن في ادوم ملك ملك وكيل. وعمل يهوشافاط سفن ترشيش لكي تذهب الى اوفير لاجل الذهب فلم تذهب لان السفن تكسرت في عصيون جابر. حينئذ قال اخزيا بن اخاب ليهوشافاط ليذهب عبيدي مع عبيدك في السفن فلم يشا يهوشافاط. واضطجع يهوشافاط مع ابائه ودفن مع ابائه في مدينة داود ابيه فملك يهورام ابنه عوضا عنه.
اخزيا بن اخاب ملك على اسرائيل في السامرة في السنة السابعة عشرة ليهوشافاط ملك يهوذا ملك على اسرائيل سنتين. وعمل الشر في عيني الرب وسار في طريق ابيه وطريق امه وطريق يربعام بن نباط الذي جعل اسرائيل يخطئ. وعبد البعل وسجد له واغاظ الرب اله اسرائيل حسب كل ما فعل ابوه
نلاحظ دائما ذكر إسم أم الملك لأنهن كن لهن سلطة وإحترام المرتفعات لم تنتزع = لأن الشعب كان قد تعود عليها. وفى (44) صالح يهوشافاط ملك إسرائيل إلا أن هذا الصلح وهذه المصاهرة بينهما كان لها مشاكل كثيرة:
1. الحرب الفاشلة ضد أرام وتعرض يهوشافاط للموت.
2. تسلط بيت أخاب (ممثلا فى بنته عثليا) على عرش يهوذا (أهمية إختيار الزوجة).
3. أدخلت عثليا عبادة البعل إلى يهوذا.
4. تسلط بيت أخاب على يهورام إبن يهوشافاط (2 أى 6:21 + 12،3:22).
5. كسر سفن يهوذا
آية 47:-
ولم يكن فى أدوم ملك. ملك وكيل = هذا شرح لما سيأتى فى موضوع السفن فى آية(48) فالطريق إلى عصيون جابر يمرفى وسط آدوم فلو كان هناك ملك على أدوم لما إستطاع يهوذا أن يمر فيها. ولكنهم مروا إذ كان هناك وكيل من قبل يهوذا على أدوم. وإما قصة السفن فهى كالآتى:-
كان هناك بعثتين للسفن وفى البعثة الأولى إشترك رجال أخزيا مع رجال يهوشافاط فتكسرت السفن فبنى يهوشافاط غيرها وعند ما طلب أخزيا أن يشترك رجاله فى البعثة الثانية أو الرحلة الثانية رفض يهوشافاط فهو كان قد تعلم الدرس من الرحلة الأولى التى غالبا قد تكسرت فيها السفن نتيجة عاصفة شديدة رأى فيها يهوشافاط غضب الله. والآن علم يهوشافاط أن الإشتراك مع الأشرار ضار فى كل شىء، فى الزواج وفى الحرب وفى التجارة. ونلاحظ إزدهار يهوذا فى وقت الملوك الصالحين أمثال يهوشافاط وأسا أبيه. وراجع 2 أى 35:20-37 لترى أن هناك نبيا أعطى الدرس ليهوشافاط أن البركة تنعدم من العمل إذا إشترك فيه الأشرار. وفى 52 طريق أبيه وطريق أمه = أى عبادة البعل وطريق يربعام = أى عبادة العجلين.
+