بدأت منذ أمس الثلاثاء في الدير المحرق بمدينة القوصية في أسيوط، الاحتفال بذكرى تدشين أول كنيسة شيدها السيد المسيح مع السيدة العذراء، وتستمر الاحتفالات حتى 30 من نفس الشهر، ويشهد محيط الدير خلال فترة الاحتفالات تكثيفا أمنيا مشددا.

وقال مصدر كنسي لـ"الوطن"، إن اختيار هذا التوقيت للاحتفالات السنوية بالدير، تأتي قبل بدء فيضان النيل، والذي كان يأتي بتباشيره في أواخر شهر بؤونه القبطي أوائل يوليو، ويزداد اندفاع مياه النيل
وارتفاعها تدريجيا حتى تنفتح أحواض الأراضي الزراعية في الصعيد للري قبل بناء السد العالي، وكان الزوار يجتمعون حول الدير وينصبون خيامهم في المساحات المتاخمة لأسوار الدير القديم، ملتمسين نوال البركه بشفاعة العذراء.
وكانوا يقيمون بتقديم نذورهم وعطاياهم طوال فترة الاحتفال، وزيارة موتاهم في القبور الواقعة غرب الدير، مشيرا إلى أن الدير المحرق واحدا من أكثر المواقع المسيحية قدسية في مصر.
وأضاف المصدر الكنسي أن الدير يتميز بالسكينة والصفاء، ويحضره الكثير من الحجاج خاصة الأحباش الذين يعتبروه "أورشليم الثانية"، وتأتي أهمية لأنه المكان المقدس التي مكثت فيه العائلة المقدسة أطول مدة أثناء
إقامتها في مصر، والتي تصل إلى 185 يوما، وذلك بالقياس إلى أي مكان آخر قصدته في رحلتها المقدسة، وصار المكان الذي سكنوا فيه هذه المدة "الكهف"، هيكلاً تقام فيه الصلوات اليومية بلا انقطاع بكنيسة "العذراء الأثرية".
وفي نفس هذه البقعة المقدسة "الكهف"، أجرى السيد المسيح في طفولته العديد من العجائب والمعجزات وآيات الشفاء، فكان وجوده بركة للكثيرين في عصره وبركة للكثيرين في العصور اللاحقة ايضا.
وظهر الملاك ليوسف النجار بتلك البقعة، في حلم أعلمه فيه الملاك بموت هيرودس الذي يريد أن يقتل الطفل يسوع، وأمره بالعودة إلى الأراضي المقدسة، كما أنه يلقب الدير بأورشليم الثانية لأن به الكنيسة الأثرية، فهو لا يقل شأنا أو مكانة عن الأماكن التي عاش فيها السيد المسيح في أرض فلسطين بحسب وصف المصدر.
نادي مسعود أحد سكان المنطقة، قال إن الاحتفالات تشهد مشاركة عشرات الآلاف من الزوار بمختلف دياناتهم مسلمين وأقباط، كما يشهد الدير تجمع الزوار حول الأماكن المقدسة وفي الاستراحات والخيام التي نصبها البعض في الأماكن المتسعة حول الدير، لنوال البركة، وتختتم الاحتفالات بصلاة القداس الإلهي التي يرأسها أسقف ورئيس الدير المحرق، وعدد من الآباء الأساقفة ومجمع الرهبان.