أكد قداسة البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكرازة المرقسية وبابا الإسكندرية، أنه تذكر دراسته فى كلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية عندما تفقد كلية الصيدلة بالجامعة البريطانية اليوم السبت، إذ أنه
مازح الحضور قائلا: "أصعب حاجة فى سنوات الدراسة الامتحانات ولو يعملوا الدراسة من غير الامتحانات هتبقى حاجة كويسة، أنا سعيد بكل الكلمات الطيبة ونحن كلنا خدام لهذا الوطن والزمن الذى نعيش فيه".
البابا تواضروس: مصر دولة خاصة جدا فى التاريخ والجغرافيا
وأضاف قداسة البابا تواضروس، خلال زيارته اليوم السبت للجامعة البريطانية مع الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن هناك خمس نقاط يريد التحدث عنها اليوم، مؤكدا أن
رقم خمسة يعنى القوة، وأول هذه الأشياء التى يريد التحدث عنها هى مصر المكانة والنيل والهرم والحضارة والإنسان، قائلا: "مصر دولة خاصة جدا فى التاريخ والجغرافية
والطبية وهى بلد على الناصية فى قارة أفريقيا وتجمع فى حدودها بحرين وهذا موقع فريد ولها مكانة خاصة فى الكتب المقدسة فقد ذُكرت 700 مرة أكتر من أى بلد أخرى، وهذه مصر المكانة".
وتابع: "أما مصر النيل فعندما تنظر إليه سوف تجد شكل إنسان يرفع يديه للصلاة وتشرب منه الحياة الهادئة فالشخصية المصرية لا تعرف العنف ونحن نسكن على ضفتى النهر كلنا كمصريين وهذا ما جعل
منا وحدة وطنية لم يصنعها بشر وإنما صناعها الله وهناك أمثلة تقول الجار قبل الدار وتعملنا منها دور العبادة والصلاة ونحن شعب يصلى معا فى المسيحية أو الإسلام، ومصر الهرم تعني مقابر
القدماء الذين تركوا لنا المعابد والمقابر والأهرامات فهى فى أصلها وهذا الورث الذى نورثه من القدماء فمصر عاشت هذه الروح منذ الفراعنة وهى التى اخترعت المسلة وعلمت العالم هذه المسلة وهذا الفن".
وأشار إلى أن مصر الحضارة من أعظم الحضارات على مستوى العالم فهى لها طعمها الخاص ومذاقها الخاص، قائلا: "دائما نقول إنها لوحة طبيعية جميلة المكونات ومساحة مصر مليون وهذه اللوحة البديعة لمصر تجعلنا ذوو مذاق خاص للدول الخارجية فنحن نعيش
هذه الخلطة والطبقات من الحضارات، ومصر حاوية لمعارف كثيرة وفى اللغة العربية نتحدث بأكثر من 200 مفردة من اللغة المصرية القديمة"، مؤكدا أن الشخصية المصرية تعلمت الهدوء من نهر النيل، كما تعلمت أيضا التأخى والتجاور منذ عرف الإنسان الحضارة.
البابا تواضروس: المدرسة الأولى لتعليم الحب هى الأسرة
وأضاف البابا تواضروس: "الإنسان لديه العديد من الاحتياجات النفسية والعقلية والروحية والعاطفية، موضحا أن الإنسان لايستطيع أن يحيا بدون حب، وأن المدرسة الأولى لتعليم الحب هى الأسرة وأن كل من دخل فى تيار الإرهاب هو شخص لم يذق المحبة أبدا.
ونوه البابا تواضروس الثانى إلى ضرورة أن يشبع الإنسان من الحب من الأسرة والمدرسة والمجتمع، مؤكدا أن جميع المؤسسات التعليمية لابد أن تقدم المحبة للطلاب، وأن تفكك اى أسرة سببه الرئيسى غياب المحبة.
وطالب البابا تواضروس ضرورة أن تتسم نظم التعليم بالإبداع وهو يأتى من خلال التواصل بين الطالب والمعلم وهو ما يخرج للمجتمع شخصيات ناجحة وقادرة على البناء، مشيرا إلى أن مصر وطن مميز وعلى الشاب أن يبنى شخصيته وحياته جيدا، وأن الإنسان يحتاج أن يكون متميز وأن يكون ناجح.
وأوضح أن مصر تستخدم استراتيجية التنمية المستدامة، وأن أهم بنود الاستراتيجة هو المشاركة والعمل الجماعى، فكل شخص يحتاج أن يتخلى عن ذاته من أجل أن ننجح وأن هذا النجاح لن يأتي إلا بالمشاركة مع الٱخرين وأن نبنى مستقبلنا بالطريقة الصحيحة.
فريد خميس: رسالة الأديان الرئيسية السلام والمحبة
من جانبه، أكد محمد فريد خميس رئيس مجلس أمناء الجامعة البريطانية ترحيبه بقداسة البابا تواضروس الثانى وفضيلة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف لتواجدها في رحاب الجامعة البريطانية، باعتبارهما رمزيين وطنيين، موضحا أن المصريين كلهم شعب واحد، وأن الدين لله والوطن للجميع.
وأضاف رئيس مجلس أمناء الجامعة البريطانية أن رسالة الأديان الرئيسية هى السلام والمحبة والتسامح والترابط بين الجميع، لافتا إلى أن بعض وسائل الإعلام الأجنبية تنقل صور غير حقيقية عن بلادنا، ولكن المشهد الحقيقي تشهده اليوم الجامعة البريطانية بكل ما تحمل من محبة وتأخر بين المصريين.
وزير الأوقاف: البابا تواضروس رمزا وطنيا راسخا فى أذهان المصريين
أكد فضيلة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف سعادته بالمشاركة في لقاء يجمعه مع قداسة البابا تواضروس الثانى، لافتا إلى أن البابا تواضروس رمزا وطنيا راسخا فى أذهان كل المصريين.
وقال الدكتور محمد مختار جمعة - خلال كلمته في الندوة التى تعقدها الجامعة البريطانية بالقاهرة بعنوان "المحبة والتسامح بحضور قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية
والدكتور مصطفى الفقى رئيس مكتبة الإسكندرية - إن مقولة البابا تواضروس الخاصة بأن وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن، وأن تعلق هذه الجملة في أذهان المصريين دليل على صدقها وأنها نابعة من قلب مخلص للوطن.
وأضاف أن الروح التى يتمتع بها قداسة البابا تواضروس هى التى تحافظ على الكنائس والمساجد والوطن أيضا، لافتا إلى أن البابا تواضروس الثاني يبذل مجهود كبير مع فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وهذه المجهودات أثارت إعجاب العالم كله، في ظل الجهود المخلصة للرئيس عبدالفتاح السيسى.
رئيس "البريطانية": الجامعة حريصة على تخريج أفضل الأجيال
بدوره، قال الدكتور أحمد حمد رئيس الجامعة البريطانية، إن الجامعة البريطانية تشرف بزيارة البابا تواضروس الثانى، والذى يعد أحد الرموز الوطنية بمقولته الشهيرة "إن وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن"،
وقد سبقه الراحل قداسة البابا شنوده عندما قال "إن مصر ليس وطن نعيش فيه بل وطن يعيش فينا"، مضيفا أن الجامعة البريطانية حريصة على تقديم أفضل ما لديها من أجل تخريج أجيال لديها القدرة على بناء وطننا الغالى مصر.
وفي ختام الندوة تم تكريم قداسة البابا تواضروس الثانى وفضيلة الدكتور محمد مختار جمعة بإهدائهما درع الجامعة ، فيما قدم البابا تواضروس الثاني هدية لرئيس مجلس أمناء
الجامعة البريطانية عبارة عن لوحة كتب عليها "مبارك شعبي مصر".وبدأت الندوة بعزف السلام الوطنى، وعقب ذلك تم عرض فيلم تسجيلي عن تضحيات أبطال القوات المسلحة
والانجازات التى تحققها على كافة المستويات، كما تم استعراض الأعمال التى قدمتها الجامعة البريطانية بالقاهرة لتطوير وتجديد دير القديسة دميانة ببرارى بلقاس، وتم تكريم.