شهدت كنيسة القديس العظيم الأنبا بيشوي ببورسعيد نزول الزيت من صورة السيدة مريم العذراء للعام الـ "29" على التوالي، وسط سعادة واحتفالات عارمة من جميع أقباط محافظات مصر الذين يحرصون على التوافد للمحافظة في شهر فبراير من كل عام لمشاهدة تلك المعجزة.
ومعجزة "نزول الزيت" من صورة السيدة مريم العذراء "العتيقة" تحدث في ذلك التوقيت كل عام، حيث تعتبر الكنيسة الوحيدة التي تحدث فيها تلك الحالة الفريدة مقارنة بباقي كنائس العالم.
انتقلت "فيتو" إلى كنيسة الأنبا بيشوي ببورسعيد لرصد معجزة نزول الزيت من الصورة، حيث يوجد المئات من كل حدب وصوب يتجمعون خلف صورة السيدة العذراء، التي وضع أسفلها ما يشبه "الكيس" من البلاستيك السميك يتجمع فيه الزيت النازل منها، ويظهر الزيت بوضوح وهو ينساب من خلف الزجاج الذي يغطي الصورة.
لوحة فنية
وعند دخولنا إلى الكنيسة وجدنا ازدحاما لا مثيل له من الرحلات التي قدمت للمحافظة للحصول على قطرات من الزيت، للتبرك والشفاء، وعند الدخول لأروقة الكنيسة تجد صورة الأنبا بيشوى حارس الكنيسة وجزءا من رفاته في أحد الجوانب، كما أن جدران الكنيسة تمتلئ بصور ذات ألوان مبهجة للمسيح ولمريم العذراء، بجانب وجود غرفة خاصة عليها صور لتاريخ نزول الزيت تفصيليا وصور من تم شفاؤهم بسببه.
الكنيسة من الداخل تشبه لوحة فنية أثرية متكاملة الأركان، وما زالت جدرانها الملونة تقص تاريخ بورسعيد وقصصا شهدت عليها لأشخاص جاءوا إليها من من جميع أنحاء العالم ليحصلوا على قطرات من زيت العذراء، ورغم من أن المحافظة تشتهر بالطراز
الفرنسي كونها كانت مخصصة بشكل أكبر للمهندسين الفرنسيين الذين يعملون بقناة السويس قبل تأميم الممر الملاحي، مما جعل المحافظة تعج بالعشرات من الكنائس والتي يعود تاريخ بعضها إلى إنشاء بورسعيد إلا أن كنيسة الأنبا بيشوي لها طابع خاص.
قصة نزول الزيت
وحول معجزة نزول الزيت شرح القمص بولا سعد كاهن كنيسة الأنبا بيشوي ببورسعيد ووكيل مطرانية الأقباط الأرثوذكس لـ"فيتو"، قصة نزول الزيت تفصيليا.
وقال: "قصة نزول الزيت بدأت عام 90، عندما كانت إحدى السيدات تدعى "سامية" تعانى من مرض "السرطان" لتأتى لها السيدة مريم العذراء في الحلم ومعها الأنبا بيشوى وبعض القديسين وعقب ذلك تشفى سامية تماما".
وتابع: "منذ ذلك التاريخ وهو 20/ 2/ 1990 وأصبحت صورة العذراء التي كانت عند تلك السيدة "سامية" ينزل منها زيت له قوام سميك وله قدرات علاجية كبيرة كعلاج أمراض الكبد وتأخر الإنجاب وتم نقل الصورة للكنيسة ليتوافد المواطنون لها من كل حدب وصوب للحصول على الزيت لأنهم يتباركون به".
التفرد عالميا
وعن سبب تفرد الكنيسة بتلك الحالة مقارنة بباقي الكنائس قال القس إرميا فهمي، المتحدث الإعلامي باسم مطرانية الأقباط الأرثوذكس ببورسعيد: "الغريب في ذلك الأمر أن نزول الزيت استمر لمدة 29 سنة على التوالي دون انقطاع وهذا لا يحدث في أي كنيسة في العالم، ونزول الزيت طوال هذه السنوات متواصلا يدل أن بورسعيد محافظة مباركة ومصر بأكملها ستظل مباركة ومحفوظة من الله".
الإعلان رسميا
وأضاف المتحدث الإعلامي باسم مطرانية الأقباط الأرثوكس ببورسعيد، أن البابا شنودة أعلن عن تلك الواقعة رسميا ووصفها بالمعجزة في مجلته الرسمية "الكرازة".
واستطرد: "منذ ذلك الحين وينزل الزيت بشكل مستمر، ويبدأ النزول في منتصف شهر فبراير من كل عام ويستمر دون انقطاع، ويتم تغيير الكيس الذي يتم تجميع فيه الزيت أسفل الصورة أول شهر فبراير وننتظر نزول الزيت في منتصف الشهر".
رحلات مختلفة
وعن عدد الرحلات التي تأتي إلى الكنيسة لمشاهدة المعجزة قال القس إرميا فهمي: "منذ نزول الزيت والكنيسة تعج بالمسيحيين الذين يأتون كرحلات من دول العالم المختلفة ومن كافة الجنسيات بجانب محافظات مصر المختلفة".
وتابع: "الجميع يأتي للتبرك بالزيت المقدس داعين الرب أن يزيل شكوى المرضى ويرزق الجميع براحة البال والسعادة ويجمع شمل الأسر، ويبعد الشر عن الجميع ويحمي مصر والمصريين دوما".