ألقى البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، كلمة أثناء قداس في مدينة زايد الرياضية بأبو ظبي، وقال: "إذ كنت مع يسوع، إن كنت كالتلاميذ تحب أن تصغي لكلمته، وإن كنت تسعى لعيشها يوميا، فأنت قد نلت الطوبى، وهذه هي الحقيقة الأولى للحياة المسيحية، فهي ليست لائحة وصفات خارجية ينبغي القيام بها، أو مجموعة عقائد علينا أن نعرفها، وليس الأمر هكذا، بل هي أن نعرف أننا بيسوع أبناء محبوبون من الله الأب".
وأضاف في كلمته: "إنها عيش فرح هذه الطوبى، وفهم الحياة كقصة حب الله الأمين الذي لا يتركنا أبدا، ويريد أن يقيم معنا شركة على الدوام، هذا هو سبب فرحنا، فرح لا يمكن لأي شخص في العالم أو أي لأي ظرف
أن ينزعه منا، إنه فرح يعطي سلاما حتى في الألم، فرح يجعلنا منذ الآن نتذوق تلك السعادة التي تنتظرنا للأبد، أيها الأخوة والأخوات الأعزاء في فرح لقائكم هذه هي الكلمة التي جئت لأقولها لكم، طوبى لكم".
وتابع فرنسيس: "وجه يسوع تطويباته لتلاميذه، ولكن ما يدهشنا هو سبب لكل هذه التطويبات، وفيها نرى إنقلابا جذريا للفكر العام السائد، الذي وبحسبه ينال طوبى الأغنياء والمقتدريون والناجحون، وتهتف لهم الجموع، أما بالنسبة ليسوع فطوبى للفقراء، والودعاء، واللذين يحافظون على برهم حتى لو تركوا إنطباعا سيئا، وطوبى للمضطهدين، من هو على حق إذا يسوع أم العالم".
واستكمل: "ولكي نفهم علينا ان ننظر للطريقة التي عاش بها يسوع، عاش فقيرا بالأشياء، وغنيا بالمحبة، وشفا العديد من الأشخاص ولكنه لم ينقذ حياته، جاء ليخدم لا ليخدم، وعلمنا أن العظيم ليس الذي يملك وإنما الذي يعطي، فهو عادل ووديع وسمح أم يحاكم ظلما، وبهذه الطريقة حمل يسوع للعالم محبة الله، وهكذا تغلب على الموت والخطيئة والخوف بقوة المحبة الإلهية".
