القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

تصاعد أزمة الدير المصرى بالقدس: إسرائيل تسحل الرهبان و«الانبا أنطونيوس»: سنضحى بدمائنا ولن نفرط فى «سنتيمتر»

تصاعدت أزمة دير السلطان المصرى بالقدس المحتلة، وقاد الأنبا أنطونيوس، مطران القدس والشرق الأدنى، لليوم الثانى على التوالى، وقفة احتجاجية، أمام الدير، ضد الانتهاكات الإسرائيلية ومحاولات طمس هوية الدير، وترميمه دون موافقة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

تصاعد أزمة الدير المصرى بالقدس: إسرائيل تسحل الرهبان و«الانبا أنطونيوس»: سنضحى بدمائنا ولن نفرط فى «سنتيمتر»

وقفة احتجاجية لليوم الثانى أمام دير السلطان احتجاجاً على ترميمه دون موافقة الكنيسة القبطية

وشهدت الوقفة فى يومها الثانى، مصادمات بين قوات الشرطة الإسرائيلية والرهبان، إذ اعتدت قوات الاحتلال على المشاركين بالوقفة، وسحلت أحد الرهبان، ويُدعى مكاريوس الأورشليمى، داخل الدير، وألقت القبض على آخرين، وتدخلت السفارة المصرية فى تل أبيب للإفراج عنهم.

وقال شهود عيان: إن شرطة الاحتلال، خلال اعتصام الرهبان أمام باب دير السلطان، بمحازاة كنيسة القيامة بالقدس القديمة، قامت بمحاصرتهم والاعتداء عليهم بالضرب والدفع، واعتقلت أحدهم، وأبعدتهم بالقوة عن المكان، وسمحت لطواقم البلدية بالدخول للقيام بأعمال الترميم داخل الدير، لصالح الرهبان الأحباش المحتلين للدير، دون موافقة الكنيسة القبطية.

وقال الأنبا أنطونيوس، فى مقطع فيديو بثته صفحة بطريركية الأقباط الأرثوذكس على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك: إن الكنيسة مستمرة فى احتجاجها السلمى بعد اقتحام لجنة هندسية إسرائيلية دير السلطان بالقدس، وإدخال

أدوات الترميم لدير السلطان بحجة ترميمه، رغم عدم موافقة مطرانية القدس، والاعتراض على تحيز السلطات الإسرائيلية للرهبان الأحباش المحتلين للدير، وإخطارهم بالدخول عنوة، لعمل ترميمات دون الرجوع إلى أصحاب الدير الأصليين.

وأضاف الأنبا أنطونيوس، أن الدير قبطى من القرن السابع الميلادى، ولدى الكنيسة وثائق بملكيته ترجع إلى عام 1680 ميلادى، معتبراً ما تفعله إسرائيل محاولة لطمس هوية الدير القبطية، ومنحه

للأحباش، قائلاً: لن نقف أو نتراجع، الدير أرض مصرية، وتعمل معنا -بكل قوة- السفارة المصرية والخارجية المصرية لاسترداده، وبين الكنيسة والخارجية المصرية تنسيق دائم حول تلك القضية.

وتابع الأنبا أنطونيوس: لدينا الاستعداد للتضحية بدمائنا، وإذا أرادوا أخذ الدير يأخذوه على جثثنا، لكن نحن كأقباط وكمصريين لم نتعود أن يُنتزع سنتيمتر من أرضنا، والتاريخ يشهد بذلك،

فنحن مقيمون ومستمرون، ونحن لسنا أصحاب عنف، ووقفاتنا احتجاجية سلمية، ونطالب بحقوقنا، ولن نسكت إلا بأخذ حقوقنا، وسنتحدث للعالم كله، والأقباط سيتحدثون فى كل البلدان الموجودين فيها.

وأكد الأنبا أنطونيوس أن القوات الإسرائيلية تعاملت بعنف بدنى مع الآباء الرهبان المشاركين فى الوقفة الاحتجاجية السلمية، وتم التواصل مع السفارة المصرية بشكل مستمر، ومع البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، للوقوف على آخر المستجدات.

وقال: الاحتجاج سلمى، للمطالبة بحقوقنا كملاك للدير، وسيتم اللجوء إلى الحلول القانونية وإلى القضاء، إلى جانب التواصل مع وزارة الخارجية المصرية، لمحاولة حل الأمر بطريقة دبلوماسية، لافتاً إلى أن

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لن تترك الدير أبداً، فالدير ملكية أصيلة لمصر وللمصريين، والقوات الإسرائيلية اعتدت على الآباء الرهبان من أبناء الدير، ولم يحترموا الوقفة السلمية، ولا كونهم رجال دين.

وأشار الأنبا أنطونيوس إلى أن الكنيسة بصفتها لا تملك حق اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، لأن المحكمة الدولية تعنى بالخلافات بين الدول وبعضها، موجهاً الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى،

ووزير الخارجية سامح شكرى، والدبلوماسية المصرية التى تتابع الموقف أولاً بأول، لافتاً إلى أنه تم الإفراج عن الراهب مكاريوس الأورشليمى بعد احتجازه والاعتداء عليه من قبل سلطات الاحتلال

الإسرائيلى. وأدان وزير الأوقاف والشئون الدينية الفلسطينى، الشيخ يوسف أدعيس، الاعتداء الآثم الذى تعرّض له مجموعة من الرهبان حين حاولوا حماية الكنيسة، ومحيطها من انتهاكات ما يُسمى بسلطة

الآثار الإسرائيلية التى تحاول يومياً وبدعم سافر من حكومة الاحتلال اليمينية السيطرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية. وقال أدعيس، فى بيان، إن الاحتلال الإسرائيلى ومؤسساته يحاولون وبشكل

حثيث منذ فترة طويلة السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى بمحيطه الكامل، وكنيسة القيامة ومحيطها رغبة منهم فى طمس تراث مدينة القدس التعدّدى والحضارى، فى محاولة لجعل الصبغة العامة للمدينة يهودية الطابع.

الوطن
24 اكتوبر 2018 |