احتمت العائلة المقدسة بعدد من الأماكن داخل محافظات مصر، أثناء هروبها من بطش الرومان والملك هيرودس، بفلسطين، والذى كان يسعى لقتل السيد المسيح عيسى عليه السلام؛ وفى أسيوط باركت العائلة المقدسة البلاد ومكثت بمنطقة جبل قسقام أطول فترة قدرت بـ6 أشهر و10 أيام، وحلت البركة والخير على جميع المناطق التى مرت بها العائلة المقدسة.
وفى أسيوط تواصل الأجهزة التنفيذية بالمحافظة تأهيل وتطوير ورفع كفاء عدد من الطرق الداخلية وإنشاء طرق جديدة لتسهيل زيارة الوفود السياحية والأجنبية أثناء زيارتهم للمعالم الدينية القبطية، فضلا عن تأهيل تلك المناطق بعد مباركة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، أيقونة مسار رحلة العائلة المقدسة إلى مصر.
زار وفد سياحى ألمانى مكون من 35 سائحا دير السيدة العذراء "دير المحرق" بمركز القوصية التابع لمحافظة أسيوط، وذلك فى إطار السياحية الدينية بعد مباركة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، أيقونة مسار رحلة العائلة المقدسة إلى مصر.
وأجرى الوفد الألمانى جولة داخل أروقة الدير المحرق للتعرف على هذا المكان الذى من أهم المزارات المسيحية والآثار القبطية المصرية، وذلك بعد مكوث العائلة المقدسة بهذا المكان، أثناء هروبها من فلسطين للاختفاء من بطش الملك هِيرودُس، والذى كان يسعى لقتل السيد المسيح.
واستعرض الراهب القمص فيلوكسينوس المحرقى، خلال شرحه نبذة عن تاريخ الدير السيدة العذراء المحرق، أن العائلة المقدسة مكثت بهذا المكان فترة زمنية تقدر 6 أشهر و10 أيام، وهى أطول مدة قضتها العائلة المقدسة فى مصر، كما أن الدير المحرق يحتوى بداخله على عدد من المخطوطات المتعلقة بكتب الصلوات ترجع للقرن الأربعة عشر.
وقال الراهب فيلوكسينوس المحرقى: إن الدير المحرق يضم بداخله الكنيسة الأثرية والتى كانت قديما بيتا مهجورا عاشت بداخله العائلة المقدسة، كما يوجد بداخله الهيكل المذبح الحجرى، فضلا عن وجود الحصن الأثرى والذى يرجع إلى القرنين السادس أو السابع الميلاديين والذى بنى لحماية الرهبان قديما من الرومان.
وأشار الراهب فيلوكسينوس إلى أن دير السيدة العذراء مريم اشتهر باسم المحرق، وذلك لأنه يقع بمنطق بقرب منطق كانت تنمو فيها الحشائش، ويتم التخلص منها بالحرق ولذلك أطلق عليه المحرق، كما أطلق عليه أيضا دير قسقام أو دير جبل قسقام لأنه يقع على سطح جبل.
وكان الوفد السياحى الألمانى وصل أسيوط فى رحلة اليوم الواحد، وزار مطرانية الأقباط الكاثوليك والتقى نيافة الأنبا كيرلس وليم، مطران أسيوط للأقباط الكاثوليك واستمعوا له لشرح عن رحلة العائلة المقدسة بمصر، كما أقاموا صلوات دينية بداخل المطرانية.
وقال الأنبا كيرلس وليم مطران أسيوط للأقباط الكاثوليك، إنه تم استقبال الوفد السياحى الألمانى المكون من 35 سائحا قادمين من كنيسة كاثوليكية تابعة لإيبارشية ماينز بألمانيا، وذلك للتعرف على مسار العائلة المقدسة بمصر وزيارة عدد من الأماكن داخل محافظة أسيوط.
وأضاف مطران أسيوط للأقباط الكاثوليك أنه تم استقبال الوفد السياحى فى الكاتدرائية وإقامة قداس صلاة بداخلها، مشيرا إلى سعادة الوفد السياحى الألمانى بتواجدهم بمصر ومدى الأمن والأمان التى تشهدها البلاد فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية.
وأوضح الأنبا كيرلس وليم عن سعادة الأقباط بعودة السياحة بمصر خاصة السياحة الدينية، حيث تم استقبال عدد من الوفود السياحية بمحافظة أسيوط، مؤكدا أنه تم الانتهاء من أعمال كنيسة المغارة المقدسة والبئر الأثرى وبانوراما مسار العائلة المقدسة بكنيسة العذراء سيدة الانتقال بدير درنكة، داعيا المولى بأن يحفظ مصر وشعبها وينعم عليها بالأمن والأمان.
وقال الأنبا يؤانس، أسقف أسيوط وتوابعها للأقباط الأرثوذكس، إنه تم افتتاح بيت القديسة مريم، بعد عمليات تطوير شاملة كفندق سياحى عالمى يتكون من 96 غرفة و4 سويت بطاقة 200 سرير، بالإضافة إلى قاعة مناسبات ومؤتمرات ومطعم ضخم، وذلك فى إطار جهود الكنيسة لتوفير خدمة فندقية متميزة للوفود السياحية ولزوار دير السيدة العذراء مريم والأماكن السياحية والأثرية بأسيوط.
ووجه الأنبا يؤانس الشكر لمحافظ أسيوط ولجميع القيادات التنفيذية والأمنية على دعمهم الكامل للنهوض بمحطات مسار رحلة العائلة المقدسة بأسيوط؛ مشيدا بدور القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية فى عودة حركة السياحة إلى مصر، ونشر الأمن والأمان فى ربوع البلاد.
وقال المهندس ياسر الدسوقى، محافظ أسيوط، إن الدولة وضعت نصب أعينها الاهتمام بتطوير محطات مسار رحلة العائلة المقدسة بمختلف محافظات الجمهورية، خاصة بعد وضعها على خريطة
السياحة العالمية، مشيرا إلى الإجراءات التى اتخذتها المحافظة للنهوض بالمزارات الدينية والأماكن الأثرية والتاريخية بها وتطوير ورصف الطرق المؤدية إلى تلك الأماكن، خاصة
محطات مسار رحلة العائلة المقدسة "دير المحرق بالقوصية ودير السيدة العذراء بدرنكة"، وتعد قبلة للحجاج المسيحيين من أنحاء العالم ومن أهم المزارات الدينية والأثرية فى العالم.
وأشار محافظ أسيوط إلى اعتماد المحافظة مبلغ 18 مليون جنيه بالتنسيق مع وزارة النقل لبدء أعمال الصيانة والرصف للطرق الواقعة فى مسار رحلة العائلة المقدسة، بالإضافة إلى الانتهاء من رصف
طريق دير المحرق بالقوصية إحياءً لمسار رحلة العائلة المقدسة والذى توليه الدولة، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، اهتمامًا كبيرًا باعتبارها من أهم أماكن الجذب
السياحى ومصدر مهم للدخل القومى، وذلك لزيادة أعداد الوفود السياحية والزائرين للمحافظة وتوفير كل سبل الراحة لهم والذى يتجاوز أعدادهم أكثر من 5 ملايين زائر من المصريين والأجانب طوال أيام العام.
وأوضحت المهندسة هويدا شافعى، رئيس مركز ومدينة القوصية بمحافظة أسيوط، أنه تم رفع كفاءة عدد من الطرق المؤدية إلى دير السيدة العذراء مريم "الدير المحرق"، حيث تم إنشاء طريق جديد
بين قريتى "كاروت" و"مير" بالظهير الصحراوى الغربى بطول 1 كيلو متر وتبلغ تكلفته 1.5 مليون جنيه ويساهم هذا الطريق الجديد فى الربط بين الطريق الصحراوى الغربى وطريق "القوصية /
القاهرة الزراعى"، إذ يعد شريانا حيويا لكل السيارات الداخلة والخارجة إلى مركز القوصية، كما يختصر المسافة من الطريق الصحراوى الغربى إلى الدير المحرق من 7 كيلو متر إلى 1 كيلو متر".
وقال عثمان الحسينى، مدير الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بمحافظة أسيوط، إنه بعد مباركة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، لأيقونة رحلة العائلة المقدسة فى مصر، أثناء هروبها من فلسطين، اصدر محافظ أسيوط
المهندس ياسر الدسوقى، قرارا بتشكيل لجنة تضم فى عضويتها رؤساء المدن والمراكز التى تمر بها رحلة العائلة المقدسة بأسيوط، وتم عقد اجتماعا لاتخاذ الإجراءات المناسبة فى الاستفادة من رحلة العائلة المقدسة.
وأضاف مدير الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بمحافظة أسيوط، تم وضع دراسة للاستفادة من زيارة الحجاج المسيحيين والزائرين الأجانب إلى دير المحرق، بما يعود بالنفع فى توفير فرص عمل للشباب
ووضع المحافظة على الخريطة السياحية بحيث تم معاينة المنطقة المجاورة للدير المحرق بالقوصية بداية من الطريق الصحراوى الغربى، حتى الدير المحرق، لعمل حصر بأراضى أملاك الدولة للاستفادة من
إقامة مشروعات خدمة ومنطقة لوجستية لخدمة آلاف الزائرين من قارة أوربا دول ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، ومن قارة أفريقيا دولة إثيوبيا، كمقصد للحج وللسياحة الدينية للمسار العائلة المقدسة بأسيوط.