خالد منتصر
| 20 يناير 2025

تدريس الدين لإنقاذ الأخلاق .. بقلم خالد منتصر

تدريس الدين لإنقاذ الأخلاق .. بقلم خالد منتصر
معالي وزير التعليم بيبرر قراره بإدخال المجموع في الدين بقوله "إزاي ما دخلش الدين في المجموع وأطلب من الطالب يتمسك بالأخلاق والقيم"!

أن اليابان وهي بشهادة الكثيرين الذين زاروها وتفاعلوا مع أبنائها ومنهم الرئيس نفسه ، هي أعظم مثال ونموذج للأخلاق ، وهي بلد لا تعرف أي دين ابراهيمي بل بالإحصاءات تضم أكبر عدد ملحدين !!

اليابان لا تدرس الدين أصلاً في مدارسها.

هل هناك أكبر من الأزهر يدرس مواداً دينية لطلابه؟، بالطبع لا ،كانت مظاهرات الطالبات هناك في وقت الإخوان أشرس مظاهرات، وعندما نشرت أسماء خلية اغت8يال النائب العام هشام بركات وجدنا أن 90%؜ من أعضائها إخوان، وقللها عمر عبد الرحمن زعيم الإرهـ8اب والذي أفتى بسرقة محلات الذهب التي يمتلكها الأقباط ،كان حاصلاً على الدكتوراه من الأزهر، ومفتي الإخوان عبد الرحمن البر كان عميداً لكلية أزهرية، والآن عرفنا أن أحمد المنصور الذي يسب مصر بأقذع الألفاظ هو أزهري، الخ

إذن لا علاقة بين تدريس الدين والأخلاق ،والأزهر مع كل الاحترام فيه هذا وذاك، الأخلاقي المعتدل، واللاأخلاقي المتطرف مثل أي مؤسسة ، ولم يمنع تدريس الدين فيه إنحراف بعض طلبته .

حتى العصر الذي تطلقون عليه جاهلياً وأسميه عصر ما قبل الإسلام والذي لم يعرف القرآن ولا البخاري ، كان مجتمعاً فيه منظومة أخلاقيةولم يكن غابة يسكنها وحوش مجردون من الأخلاق،

كانت لديهم برغم بدائية المجتمع ،مروءة وكرم ضيافة وكراهية للكذب وإدانة للسرقة والقت8ل الخ،كل هذا بدون دين سماوي.

**أما ما تقوله معالي الوزير عن عدم لجوء الطلبة للدروس الخصوصية في الدين ، فآسف أن أقول لك أنه وهم، فأي مادة مجموع هي مادة دروس خصوصية حتى ولو كانت التدبير المنزلي!!.

عندما يواجه مدرس دين حويني الهوى أو سلفي التوجه طلبته ويتجادل معهم على أن الجواري والسبايا حلال أو كما قال الحويني تحل مشاكلنا الاقتصادية ، هل هذا يدعم السلوك الأخلاقي في المجتمع؟،ولا تقل لي أن الأزهر والكنيسة قد وضعا المنهج، فأنت بإقحامك للدين في المجموع جعلته مادة جدل في أوكار دروس خصوصية ومجموعات تقوية ومناقشات ما بعد الحصص.

*أطمئن سيادتك أنه لم يمر عصر يقدم فيه إعلامنا جرعة دينية بكل هذه الكثافة والالحاح ، افتح القنوات كلها بدون استثناء فترة العصر والظهر كلها برامج دينية ، وبرغم ذلك الالحاح الاعلامي الديني نحن من أكثر الدول تحرشاً ، ومانشيتات الجرائد كل يوم تخبرنا عن قضايا رشوة ومنها رشوة رحلات حج!!!.

نحن لا نطالب بإلغاء الدين كما يروج المنافقون الكذابون الق8تلة، ولكننا ضد تحويله لساحة صراع على درجات تنافسية ، وساحة للتنابز والاقصاء ،فالدين نافذة روحية وطاقة راحة نفسية ومواساة ،لكن كل التجارب التي زادت فيها جرعة التدريس بالإجبار حولته إلى خنجر وكلاشينكوف .

أذكرك فقط معالي الوزير بأن أفغا8نستان إنهارت عندما توسعت في المدارس الدينية، وأن طال8بان معناها طلبة المدارس الدينية !!.