المصرى اليوم
| 19 يناير 2025

النيابة عرضت عليّ فيديو أبشع من المتداول.. والد طالبة مدرسة التجمع يكشف تفاصيل جديدة عن الواقعة

النيابة عرضت عليّ فيديو أبشع من المتداول.. والد طالبة مدرسة التجمع يكشف تفاصيل جديدة عن الواقعة
بينما كانت الطالبة كرمة تودّع يومها الدراسي كما اعتادت كل صباح، لم تكن تعلم أن يومها العادي سيتحول إلى كابوس، لتبدأ حكاية مأساوية لن تنساها طوال حياتها.. مشهد بسيط في البداية، ثم تصاعد الأمور بسرعة غير متوقعة، ليصبح صراعًا عنيفًا بين الطالبة و3 فتيات داخل مدرستها بالتجمع الخامس في القاهرة.

القصة الكاملة لـ واقعة التعدي على طالبة مدرسة التجمع الخامس

القصة بدأت كما تبدو في الظاهر، مجرد مشاجرة عابرة بين طالبة لزميلتها بسبب الشنطة الكبيرة، إذ قالت المعتدية: امشي يابنت متتلكعيش، فردت كرمة بابتسامة متواضعة: الشنطة كبيرة، أنا بمشي كده مش بتلكع.. كلمات بسيطة لم تتخيل أن تثير شرارة عنف، فقد سرعان ما انقضت الفتاة المعتدية على كرمة، وفي لحظات، انضمت إليها شقيقتها وصديقتها، لتتحول المشاجرة إلى اعتداء بدني.

بينما كانت كرمة تتعرض لهذا العنف، تجمع زملاؤها، ولكن لم يكن هدفهم التدخل لفض المشاجرة، بل لتوثيقها عبر هواتفهم المحمولة.. انتشر الفيديو الذي أظهر المشهد المروع على مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح حديث الجميع.

في تصريح خاص لـ المصري اليوم، قال أحمد مصطفى، والد الطالبة كرمة، إنه لم يستطع تصديق ما شاهده في الفيديو الذي انتشر عبر الإنترنت. كنت في حالة صدمة، وعندما رأيت الفيديو، أصابني الألم في قلبي، لم أتصور أبدًا أن ابنتي ستتعرض لهذا الاعتداء الوحشي.

وأكد أن الحادثة وقعت بشكل مفاجئ، وأنه فور وصوله إلى المدرسة، نقل ابنته إلى المستشفى، وكانت حالتها النفسية سيئة للغاية، حيث كانت تصاب بهبوط شديد وتراكمات نفسية كبيرة. حالها كان صعبًا جدًا، وكلما شاهدت الفيديو، زادت صدمتي.وأضاف مصطفى أن ابنته لم تكن على خلاف مع الفتيات المعتديات، وأن السبب في الاعتداء كان مشاجرة غير متوقعة حول الشنطة الكبيرة، وهو أمر كان يمكن تجنبه لو تدخل أحد المشرفين. لم يكن هناك أي تدخل من المدرسة لحماية ابنتي أو حتى فض المشاجرة، يقول الأب بمرارة.

قرارات النيابة العامة في واقعة مشاجرة التجمع الخامس

بعد انتشار الفيديو بسرعة البرق، تحركت النيابة العامة في القاهرة الجديدة بسرعة لإجراء التحقيقات اللازمة، إذ استمعت النيابة إلى أقوال والد كرمة وفتح ملف القضية بشكل عاجل، وقد اتهم الأب خلال التحقيقات إدارة المدرسة بالإهمال، مشيرًا إلى أن المشرفين في المدرسة لم يتدخلوا خلال الاعتداء.

وقالت النيابة، إنها أمرت بضبط وإحضار الطالبات المتورطات في الاعتداء على كرمة، وأصدرت تعليمات بسرعة التحري عن الواقعة، وأكدت النيابة أن التحقيقات مستمرة، مع طلب تحريات المباحث الجنائية حول تفاصيل الحادثة، بما في ذلك من قاموا بتوثيق الحادثة ونشرها على الإنترنت.

في تطور آخر، عرضت النيابة العامة على والد كرمة مقطع فيديو آخر تم تصويره بواسطة كاميرات المراقبة داخل المدرسة، ليكشف عن مشاهد أكثر صدمة وأبشع مما تم تداوله في الفيديو الذي انتشر على الإنترنت. قال الأب في تصريحات لـالمصري اليوم: الفيديو الذي شاهدته في النيابة كان أكثر بشاعة، استمر الفيديو لدقيقتين وكان مشهدًا صادمًا أكثر من الفيديو المتداول.

قال مصطفى إن ابنته كرمة ما زالت تعاني من آثار الحادثة بشكل كبير. ابنتي في حالة نفسية صعبة جدًا، وقد قررنا عرضها على الأطباء في المستشفى اليوم لبيان حالتها الصحية والنفسية بعد ما تعرضت له. وأضاف الأب أن ابنته ترفض التحدث عن الحادثة وتظهر علامات الخوف والقلق المستمر على وجهها. لم تعد قادرة على العودة إلى مدرستها، وتفضل العزلة التامة.

رد فعل المدرسة

من جانبها، أعلنت إدارة المدرسة عن اتخاذها إجراءات فورية ضد الطالبات المتورطات في الاعتداء، حيث تم فصلهن من المدرسة، بالإضافة إلى إحالة ملفهن إلى لجنة الحماية المدرسية لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة، كما تم فرض عقوبات على الطلاب الذين شاركوا في تصوير الحادثة وتداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون تدخل لفض النزاع.

وأكدت إدارة المدرسة أنها تتابع التحقيقات عن كثب، وأنها ستتعاون مع الأجهزة الأمنية والنيابة العامة لضمان محاسبة المتورطين في الحادثة.

أثار الحادث موجة من الغضب بين أولياء الأمور والمجتمع بشكل عام، خصوصًا مع انتشار الفيديو الذي أظهر الاعتداء على كرمة، إذ طالب العديد من أولياء الأمور بسرعة محاسبة جميع المتورطين في الواقعة، مشددين على ضرورة اتخاذ تدابير صارمة لضمان سلامة الطلاب داخل المدارس.

وقال أحد أولياء الأمور في تصريحات لـالمصري اليوم: الحادث يطرح تساؤلات كبيرة حول دور المدرسة في حماية الطلاب، خاصة مع غياب التدخل الفوري من المشرفين، وأعتقد أن هذا الموقف يستدعي إعادة النظر في نظام الأمان داخل المدارس.