فيتو
| 16 يناير 2025

كعب داير 30 عامًا ليقول له "شكرًا"، يمني يروي تفاصيل رحلة بحث للعثور على معلمه المصري (فيديو وصور)

كعب داير 30 عامًا ليقول له "شكرًا"، يمني يروي تفاصيل رحلة بحث للعثور على معلمه المصري (فيديو وصور)
رحلة البحث التي استمرت أكثر من ثلاثين عامًا، بحثًا عن مدرسهم الذي كان يعلمهم مادة التربية الإسلامية في قرية شوحة بني منصور بمحافظة "بعدان" بدولة اليمن الشقيق، في عام 1989 وحتى عام 1997 بعدها رجع المعلم الأب، كما يطلق عليه طلابه، تاركًا إرثًا من المحبة في قلوبهم جعلتهم يبحثون عنه بعد مرور أكثر من 30 عامًا ليقولو له كلمة "شكرًا" على كل ما قدمته لهم.

رحلة بحث 30 عامًا ومبادرة لم الشمل

والرحلة التي استمرت سنوات دارت رحاها بين أروقة المكاتب في السجلات المدنية بحثًا عن الاسم والعنوان، كلفهم ذلك السفر من الولايات المتحدة الأمريكية إلى القاهرة ثم محافظة قنا جنوب صعيد مصر أكثر من مرة إلى أن جاء الإعلان عن مبادرة "لم الشمل" بين أساتذة وطلابهم في مختلف البلدان، وجاء الاسم عبر أحد البرامج التلفزيونية الشهيرة، ومنها تواصلوا مع معلهم عن طريق منسق المبادرة.

وفي أول لقاء بين الطلاب الثلاثة ومعلمهم طلعت محمد محمد العوام، ابن قرية الدير الشرقي التابعة لمركز ومدينة قنا،قابلوه بالأحضان والتقبيل والبكاء، وخرجت القرية عن بكرة أبيها تستقبل زوار معلم القرية الذين قدموا له لمسة الوفاء في مشهد مهيب جمع كل أطياف المجتمع بالقرية.

لحظات لم الشمل والوفاء للمدرس

وعن هذا المشهد قال المعلم طلعت: لم أتوقع قَطُّ المشهد والموقف من أبنائي الطلاب الذين عملت معهم في عام 1989 واستمررت بالعمل هناك حتى عام 1998 ورجعت إلى القرية للزواج وبعدها طلب والدي مني عدم السفر والعودة لاستلام عملي خاصة بعد الزواج، وأبنائي الطلاب في اليمن كانت أعمارهم وقتها تتراوح ما بين 12 إلى 15 عامًا تقريبًا.

وأضاف لـــ"فيتو": الطلاب الذين أصبحوا حاليًّا رجالًا، أعمارهم تتراوح ما بين الثلاثين والأربعين عامًا، والحقيقة أنني شعرت عندما شاهدتهم طلابي كأني لسه شباب في عمر الـ 20 عامًا رغم أنني تعديت الستين عامًا، وعندما فوجئت بأبنائي من كوريا وماليزيا والولايات المتحدة الأمريكية واليمن شعرت بشعور الأب تجاههم بعد مرور 30 عامًا من الغياب.

متابعًا: رحلة بحثهم عني شعور لا يوصف ومحبة لا تقدر بثمن وكنت لا أتوقع أن يعودوا ويتذكروني ويقدمون لي هذا التكريم الكبير من الحب والوفاء والتقدير العميق من القلب لي.

وأوضح أن لديه 4 من الأبناء، أكبرهم خريجة كلية تجارة، والابن الثاني في الفرقة الثالثة صيدلة، والثالث في أولى هندسة، والأخير في الصف الأول الثانوي.

وأكد أن أبناءه وعائلته بالكامل وأهالي القرية الذين شاركوه لحظة الوفاء والحب لم يصدقوا ما حدث من حب وتقدير لشخصه من أبنائه اليمنيين الذين قدموا من بلدهم ليقولوا له كلمة شكرًا

ذات الطابع المصري الأصيل

واستطرد: اليمن من البلاد العربية ذات الطابع المصري الأصيل ولا أحد ينكر أن الجميع قلب واحد نحن العرب جميعًا قلوبنا جميلة وطبع الوفاء في بلادنا منتشر بشكل كبير.

ومن جانبه قال الشاب اليمني أبويزال نور الدين: المعلم طلعت كان نعم المعلم الذين تتلمذنا على يده في اليمن، وعندما كنت في زيارة إلى مصر اصطحبت أسرتي إلى قنا، بحثًا عنه لكن فشلت المحاولة حتى جاءت مبادرة لم الشمل والتقينا أستاذنا ومعلمنا الجليل.

وأضاف والدموع تنهمر من عينيه: بحثنا عن المعلم الأب في سجلات الأحوال المدنية ولم أتوصل بسبب اختلاف الأسماء عن الأخرى، وكنا نتذكر اسم القرية نجع حمادي، لكننا لم نفقد الأمل طوال تلك الفترة وأخيرًا عثرنا على أستاذنا.

وأردف: في رحلة البحث ذهب إلى الفندق الذي كان يعيش فيه في اليمن بحثًا عن أي خطاب أو مستند يدلني على عنوان معلمي لكن وجدت المسئول يقول لي أنت تبحث عن 30 عامًا، وعدت كي أجدد العهد في رحلة التي أبحث فيها عن أستاذي الجليل حتى وصلت إليه.

وعن مشهد اللقاء أفاد أهالي القرية أن الجميع بلا استثناء كان يبكي فرحًا بهذا اللقاء الذي تملؤها المحبة والوفاء لهذا المعلم المصري الذي حفر اسمه في قلوب عشاقه من اليمن الذين سافروا إلى مختلف دول العالم والذين غمروه بالاتصالات الهاتفية منذ أن طريقه.

السفاري التعليمية بمصر

وأكد مصطفى طلعت محمد، نجل المدرس: لم نكن نصدق ما يحدث والعرفان بالجميل لأبي، وعندما وصفوا مشهد الحب بالعثور على أبي لدرجة أن أحدهم قال إنني كنت عند الحلاق وخرجت بالصابون على وجهي عندما علم بمكان والدي فرحًا والجميع يسأله ماذا حدث لك.

وطالب مصطفى بضرورة أن يكون هناك ما يسمى بالسفاري التعليمية كما يوجد السفاري الطبية، وهذا الأمر يؤكد أن التعليم في مصر وثقة الجميع في الخبير والمعلم المصري تؤكد أننا نمضي في الطريق الصحيح بين العالم وما حدث مع والدي خير دليل على ذلك.