وطنى
| 15 يناير 2025

أشهر 4 أسماء لعيد الظهور الإلهي

أشهر 4 أسماء لعيد الظهور الإلهي
تحتفل الكنيسة القبطية اليوم، ببرمون عيد الظهور الإلهي وهو يعرف بعدة أسماء منها (عيد الغطاس، عيد شهر طوبة، الإبيفانيا، الثيئوفانيا، الظهور الإلهي، ظهور المسيح على المياه، العماد، عماد المسيح، الحميم، تكريس الماء، الأنوار، التنوير، عيد الملوك الثلاثة).

فهناك أسماء كثيرة لهذا العيد العظيم، الذي تغنى به الآباء وتأملوا عظم معانيه، أما أشهر أسمائه كما اوضحها الراهب كاراس المحرقي فهي كالآتى:1-عيد الغطاس

وقد دُعى هكذا، لأن السيد المسيح، الذي شابهنا في كل شئ ما خلا الخطية، وقد قال مرة: يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ (مت3 :15) اعتمد من يوحنا المعمدان بالتغطيس، يقول الكتاب المقدس: لَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ ، فرَأَى رُوحَ للَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ .

وكلمة صعد تفيد أنه نزل إلى الماء أولاً، ألم يقل معلمنا القديس بولس الرسول: مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِي فِيهَا أُقِمْتُمْ أيْضاً مَعَهُ بِإِيمَانِ عَمَلِ اللهِ الَّذِي أقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ (كو2: 12) والدفن يتم بالتغطيس.

والحق إننا ننزل في المعمودية لكى نرتفع، ولهذا يقول القديس أُغسطينوس: لتنزلوا حتى ترتفعوا، ولا ترتفعوا لئلا تهبطوا، فإن كانت المعمودية نزول لأجل الصعود، فإن طريقها غريب على المتكبرين عيد العماد في اللغة اللاتينيـة، نجد أن عيد العماد ومعمودية تأتي بمعنى صبغة ، فمن المعروف أن من صفات الصبغة هو تغيير الألوان، وهكذا أيضاً المعمودية تغير طبيعتنا التي فسدت بالخطية إلى طبيعة أُخرى جديدة.

يقول بولس الرسول: لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِين َاعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ المسيح (غل27:3) ، فما معنى قوله: لبستم المسيح ؟ يُجيب القديس كيرلس الأورشليمي قائلاً: لقد اعتمدتم ولبستم المسيح فأصبحتم على صورة ابن الله . إنها ارتداء ثوب جديد من نور ونور، وقد زُينت أطرافه بالمحبة والقداسة.. على مثال المسيح، إذن كل من يلبس المسيح يجب ألاّ يسمح لأي دنس أن ينجس ثوب الخلود، كما قال القديس باسيليوس الكبير.2-الإبيفانيا

وهى كلمة يونانية معناها الظهور، وعند الآباء سُمى العيـد ثيئوفانيا أي الظهور الإلهي، فبينما كان السيد المسيح (أُقنوم الابن ) في الماء، انشقت السموات وظهر ( أُقنوم الروح القدس ) في صورة حمامة نازلاً ومستقراً عليه، و ( أُقنوم الآب ) يُنادي من السـماء قائلاً : هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ (مت3 :17).

وتأتي كلمة ثيئوفانيا فى مناسبات كثيرة بصيغة الجمع، لكي تشمل عدة ظهورات للسيد المسيح: ميلاده، إعلان ميلاده للرعاة، دعوة المجوس إليه، عماده في نهر الأردن، إعلان لاهوته في معجزة عرس قانا الجليل.

وقد جاء في دائرة المعارف البريطانية تحت كلمة إبيفانيا ما يفيد بأن معناها هو: ظهور قوة إلهيةإذ كانوا في العصر اليوناني يحتفلون بظهور قوة إلهية، سواء كانت هذه القوة فى شخص أو حادث أو شئ آخر. وكانت هذه فكرة دينية. أو التنوير.

3-عيد الأنوار

هكذا كان يُسمى عيد الغطاس عند الآباء القدامى، ولهذا يقول القديس غريغوريوس النزينزى: هذا اليوم المقدس هو عيد الأنوار نعيّده بالاحتفال، لأن فيه اعتمد السيد المسيح النور الحقيقي .

كما يدعوه القديس غريغوريوس النيـسى يوم الأنوار الذي فيه اعتمد الرب يسوع، وإلى الآن لا تزال الكنيسة ترمز إلى الأنوار الكثيرة في عيد الغطاس، بالشموع الكثيرة التي تستخدمها في الاحتفال بطقس العيـد، وفي البيوت أيضاً، وقد طغت هذه العادة حتى أصبح العيـد يُسمى في الكنائس الغربية بعيد الشموع.

جدير بالذكر أن العلامة ترتليان كتب على الهامش في الدياتسرون (البشائر الأربعة)، الذي يرجع تاريخه لسنة (175م)، ذكرى النور العظيم الذي قد أشرق على مياه الأردن وقت عماد المسيح. ظهر نور الجوهر الإلهي، وأشرق السيد المسيح شمس البر، وصعد من الأردن ونشر أشعته، وبسطوع نوره طرد الظلام من العالم، والخليقة فرحت بظهور النور المقدس .

4- عيد الدنْح

إن عيد الميلاد مجيد، وعيد الدنح عجيب عظيم، وهو عيد عماد مخلصنا، حيث ظهر المُخفى وأصبح معروفاً ، هنا يتحدث مار إفرام السريانى عن الغطاس بكلمة دنْح ، وهي التسمية الشائعة للعيد في الكنيسة السريانية وهي مشتقة من كلمة كلدانية ومعناها: الظهور، أو الكشف، أو الإعلان، أو الإشراق..

وهى تعبر عن المعنى اللاهوتي لعيد عماد الرب يسوع في الأردن، وبدء ظهوره للعالم، ولهذا يقول القديس إيرونيموس:: في الميلاد قد أتى ابن الله إلى العالم متخفياً، أما في المعمودية فظهر للعالم علناً .

وقد أعاد القديس يوحنا ذهبي الفم نفس الفكرة بوضوح إذ قال: لم يعرف الشعب يسوع قبل المعمودية، وأما فى المعمودية فقد ظهر للجميع.

ومن بين الآباء الذين قد استخدموا هذه الكلمة، القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات، إذ قال في إحدى ميامره : سر جليل إلهي عالٍٍٍِ، وللبهاء العالى مفيد، لأن يوم الدنح المقدس الذي إليه انتهينا أن نعيده في هذا اليوم تحقق .