حمدي رزق - المصرى اليوم
| 13 يناير 2025

البكالوريا.. مَا لَوْنُهَا؟! بقلم حمدي رزق

البكالوريا.. مَا لَوْنُهَا؟! بقلم حمدي رزق
بقلم حمدي رزقالبكالوريا بالفرنسية (baccalaurat)، وتُعرف شعبيًا فى فرنسا باسم باك امتحان دراسى يخوضه الطلاب فى المدارس الفرنسية بعد اكتمال الدراسة الثانوية.. قدمه نابوليون الأول عام 1808، كمؤهل رئيس لمواصلة التعليم فى المستوى الجامعى.

تعتبر البكالوريا مفتاحًا للتعليم العالى والمسارات المهنية فى العديد من الدول حول العالم، سيما فى المغرب العربى جريًا على عادة التعليم الفرنسى.

وعليه، ندعو بأريحية وعقلانية وزير التربية والتعليم محمد عبداللطيف، أن يبين لنا ماهية البكالوريا المصرية، وما علاقتها بالبكالوريا الفرنسية، عفوًا سيادة الوزير، إن شهادة الثانوية العامة الجديدة تشابهت علينا.

وألحّ عليه فى البيان، البكالوريا حتى ساعته تبدو غامضة على كثير، أخشى تصاحبها شكوك وظنون، سيادة الوزير لا توحش النفس بخوف الظنون، سؤال البكالوريا الجديدة فى الشارع يُذكرك بسؤال سر شويبس الصاخب على أيامنا الماضية!!

ما هكذا تورد الإبل يا سادة، والحديث لمجموع الرافضين، رفض البكالوريا دون حوار مجتمعى، قد يفوت علينا فرصة إصلاحية تعليمية، فات علينا الكثير من الفرص الضائعة، وتضييع الفرص برعونة ينتهى عادة بالبكاء على اللبن المسكوب.

ضيعنا فرصة هائلة هيأها الوزير السابق طارق شوقى، ولم نحسن استثمارها، فلا تضيعوا البكالوريا لأن اسمها (ماضوى).

لو تفرغ أحد التربويين الرافضين لدراسة (البكالوريا القديمة) لربما وجد فيها ما يؤشر على مرتجى منها بعد تحديثها.

الإمساك بخناق الوزير يخنق الفكرة، يئدها فى مهدها، دعكم هنيهة من الوزير عبداللطيف، البعض لا يستلطفه لأسباب، خلونا فى الفكرة، الفكرة محور النقاش الجاد، ليس صحيًا أن كل ما يصدر عن الوزير مرفوض، ربما كان فيه خيرًا..

الدعوة إلى البيان، بيان ما هى، فى (مقال سابق)، وصلت الوزير عبداللطيف، تزامنت مع دعوة الوزير طائفة من المهتمين ظهر (الخميس المقبل) إلى جلسة حوارية لبيان ماهية البكالوريا الجديدة.

فاتحة خير لجلسات الحوار المجتمعى حول البكالوريا، وستعقبها حسب ما أخبرنى الوزير فى مكالمة هاتفية معتبرة، جلسات حوارية عميقة مع قادة الفكر والرأى، لتقليب البكالوريا الجديدة على أوجهها.

خلاصته، البكالوريا شهادة (قديمة/ حديثة)، ولها وجاهتها التعليمية، ليست بقرة مجهولة تحوم حولها الأسئلة التشكيكية هكذا.

الصخب الحادث حول البكالوريا، أحسبه صحيًا، والجدل الدائر يقلب الفكرة على أوجهها، معلوم مستقبل التعليم الوطنى فى خطر، ومحكوم باعتبارات مجتمعية وتنموية جدية، والتغيير فى بنية التعليم كما يقولون ليس بالنوايا الطيبة، ولكن بالدراسة العميقة المتعمقة.

استعادة شهادة الباكالوريا من زمن ماضٍ وتحديثها تحتاج إلى تدبر عقلانى، مرَّ على البكالوريا القديمة قرابة (120 عاما)، تعود إلى العام (1905)، وكانت وقتئذٍ نظامًا تعليميًا يهدف إلى إعداد الطلاب للالتحاق بكليات القمة، واستمر العمل به لمدة (23 سنة) متواصلة.

قبلها كانت التوجيهية قبل تحديث نظام التعليم فى منتصف القرن العشرين، وكان نظامها صارمًا ويتمركز حول امتحانات موحدة على مستوى الدولة، تعوزنا رحلة فى تاريخ التعليم المصرى لنتعرف على شهادة البكالوريا التى تعود إلينا من قرن مضى.

بالمناسبة البكالوريا حصل عليها أجلاء مقدرون، ومر من امتحاناتها نوابغ معتبرون، خالد الذكر الرئيس جمال عبدالناصر حصل على البكالوريا فى القسم الأدبى بمجموع درجات 138.5 من 290، بنسبة (47.7%)، وكانت درجات النجاح وقتها 116 بنسبة (40%) فقط، ما أهله لدخول كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول جامعة القاهرة حاليًا، ودرس فيها لمدة 6 أشهر فقط قبل أن ينضم للكلية الحربية ويلتحق بها فى يوليو 1937.. ويقود ثورة مجيدة فى تاريخ وطن عظيم يستحق تعليمًا على مستوى عظمته.