د. ناجح إبراهيم - الوطن
| 31 ديسمبر 2024

ميلاد المسيح يُمنع في بيت لحم

ميلاد المسيح يُمنع في بيت لحم
بقلم د. ناجح إبراهيميقول المسيح عليه السلام: طوبى للودعاء، لأنهم يرثون الأرض.

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم، ويقول: ألا أخبركم بأهل الجنة: كل ضعيف متضعف -أي يستضعفه الناس ويحتقرونه- لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار: كل عتل جواظ مستكبر، والجواظ هو غليظ القلب المتجبر المتعالي على الناس.

يقول المسيح عليه السلام: طوبى للرحماء، لأنهم يرحمون.

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: الراحمون يرحمهم الرحمن، ويقول: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، ويقول القرآن: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ.

يقول المسيح عليه السلام: طوبى لأنقياء القلب، لأنهم يعاينون الله.

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهى القلب.

يقول المسيح عليه السلام: طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يدعون.

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم، ويقول: أطعموا الطعام وأفشوا السلام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام.

هذه بعض وصايا المسيح وتعاليم القرآن والرسول محمد، من يتأملها يوقن أنها خرجت من مشكاة واحدة، وصدق برنارد شو الذي قال: أقرب رسالتين إلى بعضهما البعض حتى كادا أن يتطابقا هما رسالتي محمد والمسيح، فهل يدرك ذلك أحباب الرسولين العظيمين وأتباعهما؟!

حاولوا قتل المسيح عليه السلام من قبل وهو طفل رضيع، فغادر فلسطين كلها مع أمه السيدة العذراء العظيمة مريم إلى بلد الأمن والأمان مصر، التي لجأ إليها من قبل أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام، ولجأ إليها يوسف وإخوته وأسرته ومعهم نبي الله يعقوب عليهم السلام.

واليوم العالم كله يحتفل بميلاد المسيح عليه السلام إلا في موطن ولادته بيت لحم، حيث أغلق الاحتلال الإسرائيلي الكنائس للعام الثاني على التوالي ومنع الاحتفالات، ليخيم الحزن من جديد على بيت المقدس موطن عبادة آل المسيح بدءا من الجد العظيم عمران، الذي سُميت باسمه ثاني أكبر سورة في القرآن ثم زكريا ثم مريم ثم المسيح عليهم السلام جميعا.

يخيم الحزن على بيت لحم الطاهرة، القدس تئن من وطأة الاحتلال، القدس موطن مئات الأنبياء تشتكى إلى الله البغي الإسرائيلي.

سلام على آل المسيح آل عمران وسلام على المسيح وأمه العذراء البتول، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين، وتبا للاحتلال الإسرائيلي، الذي دنس هذه البلاد الطاهرة.

نبي الله يحيى بن زكريا عليه السلام، والذي يعرفه المسيحيون باسم يوحنا المعمدان، وهو ابن خالة السيد المسيح، عليهم السلام جميعا، والذي أثنى عليه القرآن في مواطن عديدة، وقيل له في القرآن العظيم: يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِياً.

هذا النبي العظيم بمكانته هذه قدم رأسه في ليلة حمراء لهيرودس بناء على رغبة راقصة بغى، هكذا كانت دماء الأنبياء رخيصة عند بنى إسرائيل، ومن يقتل الأنبياء والأولياء فمن السهل عليه قتل من دونهم في المكانة.

والغريب أنهم طاردوا سيدنا زكريا ففتحت الشجرة له فدخل فيها وهم يبحثون عنه فرأوا جزءا من ثيابه تتدلى من الشجرة فقاموا بنشره مع الشجرة، وقد قال الله فيهم: وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ، هؤلاء هم الذين قتلوا وجرحوا أكثر من 150 ألفا في غزة ودمروها فوق رؤوس أصحابها هؤلاء لا يتورعون عن شيء.