القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

العقوبات الذكيّة فى المدارس الابتدائية! بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق

المستحيلات ثلاثة: الغول والعنقاء والخل الوفى.. والمحظورات فى المدارس ثلاثة: الضرب والتدخين والدروس الخصوصية، عن الأخيرة لا تسل، السناتر تعمل بكامل طاقتها، وعن التدخين ربنا يرحمنا من الداء المستشرى، أما عن الضرب فهذا شرحه يطول.

العقوبات الذكيّة فى المدارس الابتدائية! بقلم حمدي رزق

استفقت على خبر محزن، الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية تلقت بلاغًا من (سيدة) تتهم فيه (معلمة) بالاعتداء على ابنتها، التلميذة بالصف الثانى الابتدائى، بالضرب بالعصا، بسبب بكائها المتكرر أثناء الدرس الخصوصى. تم تحرير المحضر، وأُخطرت النيابة لتولى التحقيقات.

ضرب فى درس خصوصى، (اتنين فى واحد)، جريمة مضاعفة، هناك من يستحل الدروس الخصوصية، بل يضرب التلاميذ وشعاره العصا لمن عصى، على قول الشاعر المؤذى لا تَحْزن على الصِبيَان إن ضُرِبوا فالضرب يبرى ويبقى العلم والأدب.

الممارسات التعليمية خرجت من المدارس إلى أقسام الشرطة والنيابات، لا تقل إنها واقعة فردية، الوقائع لا تُحصى ولكن ما يصل إلى الأسماع نادر، أولياء الأمور يتسامحون عادة فى ضرب أبنائهم تحت زعم التربية والتعليم.

امتلكت هذه الأم شجاعة المواجهة، هل نفرت مديرية التعليم فى الشرقية للوقوف على الحقيقة، وعاينت آثار الضرب على جسد التلميذة؟ هل تحركت سريعًا فأوقفت المعلمة المؤذية عن الضرب (مؤقتًا) لحين انتهاء تحقيقات النيابة، رحمة بالتلاميذ تحت يديها؟.

هل أعادت الوزارة التوكيد على تعليماتها المشددة والمستدامة بحظر ضرب التلاميذ أو إهانتهم، وعقاب من يتجاوز دوره التربوى بممارسة هذه العادة الكريهة التى شاعت يومًا فى المدارس ورياض الأطفال؟

للأسف، الضرب فى المدارس عادة موروثة كريهة، مرض مزمن وللأسف سارٍ، الضرب أسوأ صور التربية والتعليم، الضرب فى القانون جريمة، تجاوز كل القواعد التعليمية المستقرة، متى كان الضرب سبيلًا للتعليم، المدرسة كالبيت ملاذ آمن.

الأساليب العقابية الغبية جاوزها الزمن، والمعلمة المؤذية لا محل لها فى المدرسة، العقاب البدنى فى البيئة المدرسية تشخيصًا الفعل المتعمد الذى يقوم به المعلم تجاه الطلبة مسببًا لهم بعض الألم أو الإزعاج البدنى بغرض تصحيح السلوكيات، ومن أشكال العقاب البدنى الضرب والصفع والركل والهز والقرص والسحب من الشعر.

تخيل هذا يحدث، أو بعضه يحدث، ويجد تشجيعًا، على ما أذكر قبل عامين تقريبًا نائبة فى مجلس النواب، لا داعى لذكر اسمها، طالبت بالنظر فى آليات عودة هيبة المعلم داخل المدارس، ومنها إعادة الضرب بالعصا، وذلك لعلاج ما وصفته بالانفلات الأخلاقى.

لا تختلف عقلية هذه النائبة عن عقلية هذه المعلمة، الأذية طبع، هيبة المدرس من سمته وعلمه واحترامه آدمية تلاميذه، أولادنا أمانة فى المدارس، والمدرسون غالبيتهم أمناء، ويتقون الله فى الأبرياء، وكم من المعلمين المحترمين يؤدون واجبهم دون منّ ولا أذى.

هذه المعلمة نموذج ومثال كريه، لقد جاءت شيئًا إمرًا، شيئًا نُكرًا، والنُّكر أعظم وأبلغ من الإمر، فيه حاجة غلط، الأساليب التربوية الموروثة تحتاج إلى معالجات نفسانية، المعلمون تحت ضغط تصدر عن بعضهم ممارسات مؤذية!!

العقوبات التربوية نوعان: غبية كما حدثت فى الشرقية، وتكون العقوبة ذكية إذا نجحت فى تزويد الطفل بمعارف ومهارات وقيم جديدة، مما يجعلها مصدرًا للرقى بالطفل فى مختلف جوانب نموه، الجسدى والفكرى والعاطفى، والحكمة تقول: رفع الله عن الأطفال قلم التكليف، فارفعوا أنتم عنهم أساليب التعنيف!

حمدي رزق - المصرى اليوم
26 ابريل 2025 |