القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

مطران القدس: ما حدث يوم سبت النور لا يمكن قبوله وتبريره بأي شكل من الاشكال

قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس إن ما يحدث في كل عام اثناء الاحتفال بالسبت العظيم المقدس سبت النور لا يمكن قبوله وتبريره بأي شكل من الاشكال فمنذ عشرين عاما تقريبا وبشكل تصاعدي نلحظ في كل عام ازديادًا في حضور الشرطة الإسرائيلية والتي تدعي ان وجودها لأسباب أمنية ويقومون بإغلاق بوابات القدس والطرق المؤدية لكنيسة القيامة ويعرقلون وصول المؤمنين اليها.

مطران القدس: ما حدث يوم سبت النور لا يمكن قبوله وتبريره بأي شكل من الاشكال

وأضاف: منذ عشرين عامًا ونحن نلحظ في كل عام ازديادا في التصعيد وقد وصلت ذروة التصعيد في هذا العام من خلال ما شاهده الكثيرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي من تعديات وضرب وتنكيل بحق رجال دين ورهبان وراهبات ومنع المسيحيين المحليين وكذلك الزوار والحجاج الاتين من مختلف ارجاء العالم من الوصول الى كنيسة القيامة.

واستطرد المطران عطاالله حنا قائلًا: ظاهرة خطيرة لمسناها في هذا العام وهي ان بعض أولئك الغيورين الذين يريدون المشاركة في احتفال سبت النور احتاجوا الى (واسطات) والى تدخل بعض الجهات ناهيك عن أمور أخرى في غاية الخطورة يجب ان يتم الكشف عليها في الوقت المناسب.

وقال: استفزنا كثيرًا ان يرفع السلاح من قبل شرطي إسرائيلي في وجه قائد الكشاف الأرثوذكسي في القدس وبالقدر ذاته استفزنا الضرب والتنكيل الذي تعرض له الكثيرون من الذين شاركوا في سبت النور. حضور ملفت للشرطة الإسرائيلية بسلاحها داخل كنيسة القيامة وفي باحة كنيسة القيامة وهذا مشهد غير مألوف في كنيسة مقدسة ان تكون الشرطة بأسلحتها ، فهذا امر محرم وممنوع دخول الأسلحة الى الكنيسة.

وتابع رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس: اعتقد بأن ما حدث يوم سبت النور أمر في غاية الخطورة وهو استهداف لاهم الأعياد المسيحية ومحاولة لافشال هذا العيد مستقبلا (ذلك لانه يبدو انه يستفز البعض).

وعبر المطران عن ملاحظته منذ سنوات تراجعًا في مجيء الحجاج في فترة عيد القيامة لان الكثيرين، موضحًا أنهم مستاؤون من تعامل الشرطة معهم فمن يترك بلده واسرته لكي يأتي الى القدس في عيد القيامة انما هو يأتي من اجل الصلاة والدخول الى الكنيسة وليس لكي يقف امام الحواجز العسكرية ويتعرض للضرب والتنكيل والإذلال.

وذكر أن أمام هذه الحالة هنالك خطوات ومواقف يجب أن تتخذ من قبل رؤوساء الكنائس واعتقد بأن أولها رفض البطاقات ورفض الأساور التي تعطى للمشاركين في سبت النور وعدم التعاطي معها اطلاقا ومقاطعتها، فمن

يريد الاشتراك في احتفال سبت النور لا يحتاج الى بطاقة امنية ولا يحتاج الى إسوار توضع في يده، أما الإجراءات الأمنية فيمكن ان يتم العمل بها ولكن دون المس بحرية العبادة وحرية الوصول الى كنيسة القيامة.

وشدد على أن ما حدث يوم سبت النور هو عمل استفزازي في غاية الخطورة فيجب ان تتحرك الكنائس كلها ومنظمات حقوق الانسان والهيئات الأممية لمنع تكرار ما حدث.

وتابع المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس قائلًا: الغريب والمستغرب أن اجتماعات كثيرة نسمع عنها قبل عيد القيامة للإعداد لعيد القيامة ولسبت النور ولكن على الأرض نلحظ تصعيدًا وافعالا استفزازية غير مقبولة

وغير مبررة تزداد عاما بعد عام فما فائدة هذه الاجتماعات التحضيرية اذا ما كانت هذه هي النتيجة؟ ما ذنب المسيحيين في هذه الأرض المقدسة لكي يمنعوا من الوصول الى كنيسة القيامة وما ذنب الزوار والحجاج الاتين من مختلف ارجاء العالم

لكي يمنعوا من الوصول الى كنيسة القيامة ؟ والسؤال الأخطر من ذلك من الذي اعطى الشرعية والصلاحية لهذا الوجود الغير مسبوق للشرطة الإسرائيلية داخل كنيسة القيامة وخارجها وبأسلحتهم، فهل نحن في سبت النور ام نحن في معركة وفي مكان صراع؟

نقول لمن يجب ان يعرف بأن كنيسة القيامة هي مكان مقدس لا مكان فيها للسلاح والدخول اليها فقط للصلاة والعبادة وليس لاظهار العضلات والقوة الشرطية والعسكرية، فلا تجعلوا من كنيسة القيامة مكانا لابراز مهاراتكم (الأمنية واسلحتكم وتنكيلكم وتهديداتكم والتي هدفها المس بقدسية هذا اليوم المقدس ). هل تريدون ان تجعلوا من سبت النورسبتا للظلمة والضرب والتنكيل واستهداف المؤمنين؟

وذكّر نيافته بأن كنيسة القيامة هي اهم كنيسة في العالم وفيها القبر المقدس الذي منه ينبلج نور الحياة، قائلًا: نور القيامة هو أقوى من كل عنصريتكم وهمجيتكم وأسلحتكم ومحاولاتكم البائسة لبسط هيمنتكم على القدس ، فكما تستهدفون الأقصى هكذا تستهدفون كنيسة القيامة.

ندق ناقوس الخطر ومنذ سنوات ونحن ندق هذا الناقوس ولا حياة لمن تنادي.

وقال: لسنا جالية أو أقلية في وطننا وفي قدسنا وفي اكناف مدينتنا، نحن هنا باقون ولسنا بضاعة مستوردة من أي مكان فالقيامة لنا والقبر لنا والنور الساطع من القبر المقدس هو لنا ولكل الإنسانية، لعله يضيء الطريق أمام الضالين ولعله يهدي أولئك الذين انحرفت بوصلتهم ويعطي البصر والبصيرة لجبابرة هذا العالم وحكامه الذين يغضون الطرف عما يرتكب بحق شعبنا.

هنالك حالة غضب غير مسبوقة لدى مسيحيي بلادنا وفي القدس بنوع خاص ، ولدى الحجاج والزوار الذين يعودون الى بلادهم حاملين معهم أثار الضرب المبرح الذي تعرضوا له والإهانات والشتائم التي استمعوا إليها. أتوا من اجل الحج فاذا بهم يُضربون ويُنكل بهم

، ففي الوقت الذي فيه كانت زفة سبت النور داخل الكنيسة ومن تمكنوا من الدخول كانوا ينتظرون النور المقدس، ففي الخارج كانت زفة من نوع اخر وتنكيل واستهداف غير مسبوق لمسيحيين أرادوا ان يصلوا الى كنيسة القيامة ولكن الحواجز كانت تقف لهم بالمرصاد.

وختم المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس حديثه قائلًا: يجب ان تكون هنالك خطوات وتفكير عميق بما يجب ان يتم اتخاذه من إجراءات لمنع تكرار هذه المشاهد مستقبلًا.

وطنى
24 ابريل 2025 |