ولكن آفة حارتنا النسيان، من مأثورات طيب الذكر نجيب محفوظ، فى أولاد حارتنا..

ولكن آفة حارتنا التخوين، وهذه من عندياتنا، حديث التخوين يسرى، اتهامات الخيانة سيوف مشرّعة تجز الرقاب، استباحة دماء المختلفين على قارعة إكس، وصلبهم على حوائط فيس بوك، وتجريسهم على إنستجرام، وسحبهم من رقابهم على المحاكم متهمين بـالخيانة العظمى، وما أدراك بالخيانة العظمى، عقوبتها الإعدام شنقا.
لفتنى بوست حررته الحقوقية داليا زيادة، مدير المركز المصرى لدراسات الديمقراطية الحرة، فى مواجهة حملة تخوينية عاتية، بلغت حد المطالبة بسحب جنسيتها المصرية، جزاء وفاقا على إدانتها هجوم حماس فى السابع من أكتوبر، وتعاطفها مع الأسرى الإسرائيليين، تأسيسًا على مواقف تطبيعية سبقت، وسمتها بالمُطبّعة، والمطبعون فى حكم البعض خونة خائنون!.
لفتنى البوست، ووفق قاعدة الفيلسوف الفرنسى فولتير: قد أختلف معك فى الرأى ولكنى مستعد أن أدفع حياتى ثمنا لحقك فى التعبير عن رأيك، أنشر البوست الطويل دون خشية تخوين.. وهذا من أبسط حقوقها أن نسمع دفاعها..
حتى وإن لم ندافع عنها.. داليا زيادة تقول: لم أتعب من أجل أحد بقدر ما تعبت من أجل الحفاظ على مصر وأمن المصريين، ولم يظلمنى أحد بقدر ما ظلمتنى مصر والمصريين. فى مصر، أنا متهمة بارتكاب جريمة الخيانة العظمى!
فى مصر، الإعلام يلقبنى بالخائنة والعميلة، وغوغاء السوشيال ميديا يلقبونى بالجاسوسة.
بعض المحامين رفعوا ضدى دعاوى قضائية تتهمنى بالتجسس وتهديد الأمن القومى المصرى، تم تقديم طلبات رسمية لمجلس الوزراء لسحب الجنسية منى.
من خنت؟ متى؟ وكيف؟ عن أى خيانة يتحدثون؟ الخيانة فى تعريفهم هى (خيانة القضية الفلسطينية)، ولم تكن القضية المزعومة أبدًا قضيتى ولن تكون. هذه قضية الإخوان وحماس والتنظيمات الإرهابية الصديقة لهم التى تغذت لسنوات على مفهوم المقاومة العنيفة والتى تسببت فى أذى كبير لكل منطقة الشرق الأوسط بما فى ذلك بلدى مصر..
أنا أرفض أن أقف فى صف واحد مع هؤلاء المتطرفين لأى سبب مهما كان، قضيتى أنا، السلام، قضيتى هى احترام حياة البشر وعدم تبرير القتل والخطف والتعذيب.
كل هذا الاضطهاد الذى أتعرض له فى مصر بدأ مع دعمى لضحايا السابع من أكتوبر فى إسرائيل بعد اعتداء تنظيم حماس الإرهابى عليهم. نفس التنظيم الذى سبق وقتل مصريين وعمل ضد مصلحة مصر..
لو لم أفعل ذلك لكانت هذه هى الخيانة بعينها. خيانة لمبادئى وأفكارى وقناعاتى. خيانة لقيم الإنسانية التى أؤمن بها.
أنا لست خائنة لوطنى مصر. ما فعلته لأجل مصر محفور فى صفحات التاريخ ويشهد عليه رب العالمين سواء اعترفتم به أو لم تعترفوا.
الخائن هو من يدعم التنظيمات الإرهابية أمثال حماس، والحوثيين وحزب الله، التى تستهدف أمن واستقرار مصر بشكل لا يحتمل الشك.
الخائن هو من يسير وراء أكاذيب تجار الدين أمثال الإخوان والسلفيين ويسمح لهم باستغلال الحرب فى غزة ضد مصلحة وأمن مصر.
الخائن هو من يضع أى اعتبار آخر - حتى لو كان دينيا - فوق مصر، الخائن هو من ينكر اتفاقيات السلام ويصرّ على تدمير علاقات مصر الطيبة مع جيرانها من أجل خدمة أهداف تنظيم إرهابى مثل حماس التى خربت غزة وقضت على شعبها وأذلته.
الخيانة هى أن يستهدف شخص مثلى لا يفعل شيئا إلا أنه يدعو للسلام، بينما تترك كل أعداء الإنسانية من المتطرفين وأنصارهم ليعيثوا فسادًا فى مصر من أجل قضية وهمية اخترعوها ليبرروا جرائمهم، ليس فقط ضد
إسرائيل، ولكن أيضًا ضد مصر. لكل من يتهمونى بارتكاب (الخيانة) فى مصر اليوم.. أنتم من يرتكب فعل الخيانة ضد مصر ومصلحتها فى كل لحظة وليس أنا.. عار عليكم والتاريخ لن ينسى مهما حاولتم أن تزيفوا الحقائق.