تطوع المتنبى بالقول يومًا: ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجرى الرياح بما لا تشتهى السفنُ، فردَّ عليه الشاعر الأريب قائلًا: تجرى الرياح كما تجرى سفينتنا نحن الرياح ونحن البحر والسفنُ.. إن الذى يرتجى شيئًا بهمّتهِ يلقاهُ لو حاربتْهُ الإنس والجن.. فاقصد إلى قمم الأشياءِ تدركها تجرى الرياح كما أرادت لها السفنُ.

ما كل ما يتمنى المرء يدركه، الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أصدر قرارًا بأن يكون يوم الإثنين الموافق (21 إبريل الجارى) إجازة رسمية مدفوعة الأجر، بمناسبة عيد شم النسيم.
وفات على من صاغ القرار الوزارى الإشارة إلى عيد القيامة المجيد الذى يحل يوم الأحد (20 إبريل الجارى) السابق مباشرة على شم النسيم.
نحسن الظن بالدكتور مدبولى، وبرقية تهنئته لقداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، ولجميع المواطنين الأقباط، بعيد القيامة المجيد مقرونة بأطيب التمنيات.
فضلًا سابقة قرارات الدكتور مدبولى تبرهن على محبته، والحساب الجارى مش بالقطعة، بإجمالى المواقف، ومواقف مدبولى، سيما فى ملف (توفيق أوضاع الكنائس)، تشى بموقفه المعتبر من موجبات المواطنة فى وطن المحبة.
لمست حزنًا شفيقًا يلون حكى إخوتنا فى أسبوع الآلام (الأسبوع المقدس)، واخدين على خاطرهم حبتين، فطفقوا يغردون عن تجاهل متعمد لأعظم الأعياد المسيحية فى أجندة الدولة المصرية، وتعددت التفسيرات فى تويتات تلوم الحكومة ورئيسها وتتهمهم بـالجليطة الطائفية.
رُب صُدفة تأتينا بما سعينا إلبه، فرصة وسنحت لقرار رئاسى كريم باعتماد عيد القيامة المجيد عطلة رسمية كما عيد الميلاد السعيد.
من قبيل تطييب الخواطر، وجبر الخواطر، وجميعها من موجبات المواطنة، والظرف مهيأ مجتمعيًا لاعتماد عطلة عيد القيامة رسميًا لتعم الفرحة عموم القطر المصرى، ونغنى الليلة عيد.
الأجواء مواتية، اختفت وجوه الكراهية من المشهد الوطنى، وعاد نهر المحبة يجرى، الظرف مناسب لقرار رئاسى عظيم، قرار يقول فيه الرئيس: كل عيد قيامة وأنتم فى غبطة وسعادة فى وطن لا يعرف سوى المحبة، وترجمتها المواطنة، وشعاره الدين لله والوطن للجميع.
نطلبها من الرئيس بمحبة، من رجل يقتات المواطنة، عاملًا عليها، يؤسس لجمهورية جديدة خلو من إحن ومحن الماضى البعيد.
وكما خلص الوطن من مخلفات عهود سبقت، وكما تحلى بالشجاعة والوطنية، وأكرم إخوة الوطن بتهنئة وحضور فى عيد الميلاد، ووفَّق أوضاع كنائسهم، وأنزلهم منزلًا كريمًا، تمكينًا من حقوقهم فى وطنهم، نتمنى عليه مثل هذا القرار الذى سيكون حصاده من المحبة وفيرًا.. ويقينى لن يفعلها بأريحية وشجاعة سوى الرئيس السيسى، بالسوابق الوطنية يُعرفون.
وبمناسبة عيد القيامة، منقول عن الدكتور مصطفى الفقى، وهو موسوعة فى شؤون المواطنة، موقف للبابا شنودة الثالث (قُدِّس سرّه)، عرض الرئيس مبارك، الله يرحمه، بأريحية على قداسته، أن يجعل يوم عيد القيامة عطلة رسمية بالدولة، أسوة بـعيد الميلاد قبل إقرار إجازة 7 يناير.
البابا بـ(حذق) العالِم ببواطن الأمور المجتمعية، رفض، قائلًا المسلمون والمسيحيون متفقون على ميلاد المسيح، لكنهم مختلفون على قيامته، وأبى البابا (الحصيف) أن يخلق جدلًا أو يُحدث شقاقًا بين إخوة الوطن.. البابا شنودة دومًا حاضر بحكمته فى يوميات وطن يعيش فينا.