لا أزعم عقلًا، ولا أدّعى حكمة، ولكن عقلى شَتّ، جَنّ، ترتيب الأولويات مستوجب، والصغائر لا تُلهينا عن المعارك.

لا نملك رفاهية الاحتراب على صديرية محمد رمضان وهل هى من قبيل المذكر السالم، أم المؤنث السالم، وليس من أولويات المرحلة، انتقال كابتن زيزو حبيبى من ميت عقبة إلى الجزيرة.
حذار من حشرة السوس المصاصة (حشرة الشيطان) التى تمتص رحيق الوطن، وتتغذى على وقوده الحيوى،
السوس اللى بينخر فى عضم البلد، يستأهل وقفة من الحادبين على سلامة هذا الوطن.
تخيل الوطن فى مفرق وجودى، والاشتغالات تدير الرؤوس عن الهم الرئيسى، الأزمة الاقتصادية تمسك بخناق الوطن، والجوار الحدودى مشتعل جنوبا وشرقا وغربا، والمنطقة على كف عفريت بمنخار فظيع ينفث حمما مشتعلة، شره مستطيرا.
الفضاء الوطنى ملبد بالغيوم السوداء، والهرى شغال، الناس فى شغل عن هذا الذى هو مصيرى، فضاء مغاير، فضاء فارغ تماما من الهم الوطنى العام، الشارع منشغل بحكى بغيض، خيانات، وطلاقات، وصديرية محمد رمضان.. وهلم جرا من قضايا عبثية لا ترقى لمستوى الهم العام.
صرنا أسرى ترندات مصنوعة فى أقبية مسحورة، للفت الانتباه الوطنى عما هو مستوجب، وأولى بالتركيز والاحتشاد من حول القيادة السياسية فى معركة وجودية مصيرية، ربما لم تمر على المحروسة فى تاريخها الحديث، مناخ سوداوى، مناخ ما بعد نكسة 67.. والتشبيه ورد يوما على لسان الرئيس السيسى نصا: ما تشاهدونه حاليًا، تقريبًا نفس الظروف التى كنا نعيشها بعد 67!.
مَن ذا الذى يستحضر العفاريت التى تسكن الفضاء الإلكترونى، مَن يشغلنا عن مستقبلنا، ويحرفنا عن جادة الطريق، من يمسك بناصية الفضاء الإلكترونى فيذهب بنا إلى طريق الندامة.. وسكة السلامة محددة الاتجاهات.
ومصر تخوض غمار أزمتها الاقتصادية وتجرى مفاوضات ماراثونية شاقة مع صندوق النقد الدولى، تخيل أم المعارك الإلكترونية، صديرية محمد رمضان هل هذه قضايا تستنفد الوقود الحيوى لهذا الوطن؟!.
هل مثل هذه الهوامش (قصة تطبيع داليا زيادة) تصرفنا عن المتون الوطنية، هل هذه قضايا ننفق فيها كل هذا الوقت والجهد، وتشغل ليلنا ونهارنا حتى عن الانتخابات البرلمانية، التى تشكل خارطة طريق للمستقبل؟!
بلغ بنا الحال أن ننتحر اختلافًا على صديرية سخيفة يرتديها رمضان فى مهرجان غنائى خارج الحدود، وجنود مصر الأبطال واقفين زنهار يحرسون الحدود فى أجواء حرب، ومثلهم شباب زى الورد يصلون الليل بالنهار لإنجاز المشروعات الكبرى، وفى المصانع والمزارع، وفوق قمم الجبال، وأطباء فى غرف العمليات، وعلماء فى المختبرات!!.
الحطابون فى الجبال، والفلاحون فى مزارعهم والعجائز فى قعور البيوت، وملايين الطيبين البسطاء، كلهم ينتظرون فرجا من السماء، ويتمتمون ليس لها من دون الله كاشفة، والفضائيون فاضيين للسقطة واللقطة.. ويتبعهم الغاوون!.
ومنين نجيب ناس لمعناة الكلام يتلوه، ما هذا السخام الذى نتترى فيه، معارك عبثية، وترندات وهمية، ولت وعجن، وكلام ماسخ، أجندة الوطن مش ع البال، الناس فى حتة تانية خالص، الترند جنِّن البلد، الناس تنام وتصحى على أخبار الفيس المفسفسة، وفيديوهات يوتيوب المفستكة.
فى مثل هذه الأجواء المشحونة سياسيا وعلى مستويات دولية، والقيادة تخوض واحدة من أخطر معارك الوطن يصرفون الانتباه إلى تفاهات، وينظرون، ويحتربون، ويتحزبون، للأسف تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى.